رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعمِي والرجاء «مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأنهُ لَم يَترُكِ المَعرُوفَ مَعَ الأحيَاءِ والمَوتى» ( راعوث 2: 20 ) عملت رَاعُوثُ طوال اليوم، في حقل بُوعَز، بقلب مُمتلىء بالفرح والرجاء. لم تقلق أن يُضايقها الرجال، أو أن يمنعها الحصادون عن العمل. كانت تأكل حينما تشعر بالجوع، وتشـرب حينما تعطش. وكان لديها مكان للراحة كلَّما شعرت بالتعب ( را 2: 8 ، 9). كان مقدار ما جمعته من الشعير يملأ قُفَّة، وهو ما يكفي لطعامها مع نُعمِي، لمدة أسبوع تقريبًا. كما فَضَلَ عنها أيضًا بعض الطعام بعدما تناولت الغذاء (ع18). وماذا عن نُعمِي؟ في آخر مرة تقابلنا مع نُعمِي (را1)، كانت تُشارك ما تشعر به من مرارة مع نساء بيت لحم، وكانت تُلقي باللوم على الله بسبب حزنها وفقرها ( را 1: 20 ، 21). وعندما طلبت منها رَاعُوث أن تسمح لها بالذهاب لتلتقط وراء الحصادين، كان كل ما قالته لها هو: «اذهَبي يا ابنتِي» ( را 2: 2 )، بدون أن تقول لها أي كلمة تشجيع، أو أن تَعِد بالصلاة من أجلها! لكن عند رجوع رَاعُوث من حقل بُوعَز، وبعدما رأت حماتها ما التقطته، وعرفت منها اسم الرَّجُلِ الذي اشتغلت معه ( را 2: 18 ، 19)، إذ بنا نسمع كلمة جديدة من شفتيها: «مُبَارَك!» (ع19، 20). لم تُبارك المُحسن إلى راعوث فحسب، بل باركت الرب أيضًا! لقد انتقلت من المرارة إلى البركة! عندما رأت نُعمِي مقدار ما التقطته رَاعُوث من الشعير، باركت الرَّجُل الذي سمح لرَاعُوث أن تعمل في حقله. وعندما سمعت أن هذا الرَّجُلُ هو بُوعَز، باركت نُعمِي الرب. ما أعظم التغيير الذي حدث في قلب هذه الأرملة الحزينة! لقد جاء هذا التغيير نتيجة للرجاء الجديد الذي تولَّد في قلبها، وكان بُوعَزُ هو الذي أعطاها هذا الرجاء. امتلأت نُعمي بالرجاء لأنها كانت تعرف مَن هو بُوعزُ الولّي القريب، ذو الغنى والنفوذ، الذي يستطيع أن يُنقذ أقرباءه من الفقر، ويمنحهم بداية جديدة ( لا 25: 25 -34). كذلك امتلأت بالرجاء أيضًا بسبب ما فعله بُوعَز؛ فقد أظهر عطفًا لراعُوث، واهتم اهتمامًا شخصيًا بحالتها. وعندما روَت رَاعُوث لنُعمِي ما قاله بُوعَزُ (ع21)، ازداد رجاؤها قوة، لأن كلمات بُوعَز كشفت عن رغبته في إسعاد رَاعُوث، وعن كونه يُخطط لأن يكون مسؤولاً عنها هي وكنتها. أما ينبغي علينا نحن المؤمنين، أن نبتهج في الرجاء؟ عندما نتذكَّر مَن هو الرب يسوع، وما فعله لأجلنا، وما يقوله لنا في كلمته؟ ومهما كان ما تشعر به اليوم، ومهما كانت قسوة الظروف المُحيطة بك، تستطيع أن تبتهج في الرجاء، إذا وضعت إيمانك في يسوع المسيح. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قرار ”نعمِي“ |
نعمِي وشهادتها |
والرجاء لا يخزي |
الصوم والرياء |
الامل والرجاء |