19 - 08 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن
لـن تموتـا
رأينا في المرة السابقة كيف وجَّه الشيطان سهمه الأول للإنسان في صورة “تشكيك”، زارعًا بذار الشَّك في صدق أقوال الله ومحبته وصلاحه نحو الإنسان، وفي بِرِّه وعدله، وفي بواعثه ونواياه. وحاول أن يُشوِّه صورة الله في نظر الإنسان ويُفسد العلاقة بينهما. وفي رد المرأة على الحيَّة رأينا أنها قد تأثرت واقتنعت بكلامها، وتشكَّكت فعلاً في صدق الأقوال الإلهية ودِقَّتها، فلم تحترم نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم، فحذفت منها، وأضافت إليها، وحَوَّرت فيها. وعندما شعر الشيطان أن المرأة تجاوبت معه بهذه السرعة ألقَى سهمه الثاني، وكان هذه المرة في صورة “تكذيب”. فقالت الحيَّة للمرأة: «لن تموتا» (تكوين3: 4). وهذا الرد القاطع جاء بعد أن تشكَّكتْ المرأة في حُكم الله. لقد قال الله: «موتًا تموت»، وقالت المرأة: «لئلا تموتا»، وقالت الحيَّة: يقة إنكما «لن تموتا». وهذا تكذيبٌ صريح لأقوال الله. وإلى يومنا هذا يحاول العدو أن يجعل الخطية سهلة للإنسان، ويُخفِّف العقاب والنتائج التابعة، ويُكرِّر نفس العبارة: «لن تموتا»، ولن تحدث أيَّة مشكلة، وستعبر الأمور بسلام. وربما يقنعه أن هذه الأمور طبيعية جدًّا وأن كثيرين يفعلونها ولا يتعرَّضون لأيَّة مخاطر. والإنسان عادة وهو يخوض تجربة جديدة يشعر بقلق واضطراب في الضمير خوفًا من النتائج والحصاد المُرتبط بالخطية. وعادة يفكِّر في المتاعب والنتائج الحاضرة وما يمكن أن يصيبه هنا، أكثر كثيرًا مما يفكر في الأبدية. والشيطان يُغري الإنسان ويدفعه ويُطمئنه قائلاً: «لن تموت». والإنسان يُصدِّق الشيطان ويُكذِّب الله. إن الكتاب يقول: «أجرة الخطية هي موت» (رومية6: 23)، «وليكن اللهُ صادقًا وكلُّ إنسانٍ كاذبًا» (رومية3: 4). «ومَنْ لا يُصدِّق الله فقد جعله كاذبًا» (1يوحنا5: 10)، وما أخطر هذا الموقف! و«لأن القضاء على العمل الرديء لا يُجرَى سريعًا، فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر» (جامعة8: 11). وإذا فعل الإنسان الشر مرَّة وعبَرَتْ الأمور بسلام، فإن ضميره سيتقوَّى ليُكرِّر الخطأ عدة مرات، حتى يصير الأمر زهيدًا في عينيه أن يعمل الشر في عيني الرب. إن الله أمين عندما يُحذِّر الشرير من عواقب هذا الطريق قبل أن يدركه الغضب والهلاك، والعاقل هو الذي يسمع التحذير ويخاف من الخطية. يقول الرب للشرير: «هذه صنعتَ وسكتُّ، ظننتَ أني مثلكَ. أوبخك، وأصفُّ خطاياك أمام عينيك. افهموا هذا يا أيها الناسون الله، لئلا أفترسكم ولا منقذ» (مزمور50: 21، 22). وكم من شباب انخدعوا بإغراء العدو، وبسبب خطية واحدة، ولو مرة واحدة، دفعوا ثمنًا باهظًا وذرفوا دموعًا غزيرة. اطمأنت المرأة للحيَّة، واستراحت لكلامها، واعتبرت أنها أكثر حكمةً وخبرةً منها؛ فأعطت مزيدًا من الإصغاء لها، فواصلت الحيَّة حديثها للمرأة، ووجَّه العدو سهمه الثالث وكان في صورة “ترغيب”، فهو ما زال الصديق الودود الذي يُقدِّم النُصح والتوجيه. فأضافت الحيَّة قائلة: «بل الله عالمٌ أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشَّر» (تكوين3: 5). لقد ذكر الشيطان نصف يقة إذ ستنفتح أعينهما ويعرفان الخير والشَّر. لكن هل حقًا سيكونان كالله؟! لقد كانت هذه هي الخدعة الكبرى من الكذَّاب وأبو الكذَّاب. كانت رغبة الشيطان القديمة أن يصعد إلى السماوات، ويرفع كرسيه فوق كواكب الله، فوق مرتفعات السحاب، ويصير مثل العلي (إشعياء14: 13، 14). فكانت النتيجة أنه سقط وانحدر إلى الهاوية، إلى أسافل الجب. وعندما فشل هو في محاولته، أعاد المحاولة مع الإنسان ليخوض نفس التجربة ويقوده إلى ذات النتيجة، فحاول أن يغريه ويُعمِّق الرغبة فيه أن يصير كالله بدلاً من الخضوع لسلطان الله. وكيف للمخلوق أن يصير مثل الخالق؟! وقد أوحى الشيطان للمرأة أن الله منعهما من الأكل من هذه الشجرة بالذات لأنه عالمٌ أنهما إذا أكلا منها سيكونان كالله في الحال، وهو لا يريد لأحدٍ من خلائقه أن يكون مثله. وبذلك أظهر الله كشخص متكبر يريد أن يحتفظ بمسافة مهولة بينه وبين خليقته، ولا يَدَع أحدًا يقترب منه أو يُشابهه. ولكن هل بيقة أن الله لا يريد أن يكون الإنسان مثله وقريبًا منه؟ ألم يَقُل الله عندما خلق الإنسان: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تكوين1: 26)، وكانت هناك مُشابهة أدبية بينه وبين الله يوم خُلق وحتى السقوط؟ وأهم من ذلك، وهذا ما كان يجهله الإنسان والشيطان معًا، مشروع الله الأزلي من نحو الإنسان: «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنه» (رومية8: 29). هذا ما حاول الإنسان أن يصل إليه بجهله عن طريق العصيان على الله وكسر وصيته، فكانت النتيجة هي السقوط الرهيب له ولكل الجنس البشري، وهو لا يعلم أن الله في الأزل البعيد، قبل الخليقة وقبل الملائكة وسقوط الشيطان، كان يفكر في الإنسان، موضوع محبته ومجال استعراض نعمته، أسمى الأفكار الصالحة ليجعله فعلاً مُشابهًا صورة ابنه في محضر مجده في السماء بطول الأبدية، وليس في جنَّة على الأرض. انخدع الإنسان بكلام الشيطان، وظن أنه إذا عرف الخير والشَّر سيصبح مثل الله. لكنه وقد عرف الخير والشَّر عجز أن يفعل الخير، وعجز أن يمتنع عن الشَّر. ظن أنه سيتحرر من القيود فلا يعود في مركز الخضوع لله، وسيصبح حُرًّا في اختياره وقراره ليفعل ما يراه ويقتنع به وينفذ إرادته الذاتية بدلاً من أن يعيش ليفعل إرادة الله. وبالإجمال أراد الاستقلال عن الله، وهذا هو تعريف الخطية. وتبقى يقة أن «مَنْ يفعل الخطية هو عبدٌ للخطية» (يوحنا8: 34). وما أتعس النتائج عندما يرفض الإنسان الخضوع لسلطان الله ويختار الخضوع لسلطان الخطية والشيطان! |
||||
19 - 08 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن
لقد خدعت الحيَّة حواء بمكرها، وسُرعان ما تجاوبت معها وتأثرت بكلامها: «فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بَهِجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر (تعطي حكمة ومعرفة)، فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل» (تكوين3: 6)، وهكذا حدث السقوط! لقد كسر الإنسان الوصية، وكان الأجدر أن يطيع ويُعبِّر عن حبه واحترامه، وخضوعه وإكرامه للرب الذي أحبَّه وميَّزه وسلَّطه على كل الخليقة، وغرس له جنَّة بديعة ليعيش فيها سعيدًا هانئًا، وصنع له الزوجة المُعِينَة التي تُشبع عواطفه وتشاركه أفكاره وتصبح مصدر البهجة في حياته. لكنه مع الأسف لم يجعل لله ولا لوصيته اعتبارًا، ولم يذكر كل الخير الذي صنعه له، بل تعدَّى على الله وتحدَّى إنذاره وعمل إرادته الذاتية. لقد اتحد مع الشيطان ضد الله. وهكذا نجح الشيطان أن يستدرج الإنسان للعصيان، وكانت النتيجة هي السقوط بكل ما يحمل من عواقب وخيمة.
أهداف الشيطان على ثلاثة محاور * أن يُلحِق إهانة بالغة بالله من جهة كرامته ومجده وسيادته وسلطانه، وكان ذلك أمام كل الخليقة وكل الملائكة وأمام الشيطان نفسه. * أن يجلب الدمار واللعنة على كل الخليقة التي أُخْضِعَتْ للبُطْل عندما سقط رأسها. وصارت تَئِن وتتمخض معًا إلى الآن بسبب الخطية وآثارها. * أما على الإنسان فكانت نتائج السقوط على النحو التالي: 1- العري: «فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عُريانان» (تكوين3: 7). 2- الخوف: «سمعتُ ك في الجنة فخشيتُ، لأني عريانٌ فاختبأتُ» (تكوين3: 10). 3- الألم والحزن: «بالوجع تلدين أولادًا» (تكوين3: 16). 4- اللعنة: «ملعونة الأرض بسببك»، وهذه اللعنة «نهايتها للحريق» (تكوين3: 17). 5- التعب: «بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك» (تكوين3: 17). 6- الشوك: «شوكًا وحسكًا تُنْبتُ لكَ» (تكوين3: 18). 7- العرق: «بعرق وجهك تأكل خبزًا» (تكوين3: 19). 8- الموت: «حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذْتَ منها. لأنك تُرابٌ، وإلى تُرابٍ تعودُ» (تكوين3: 19). لقد أفسدت الخطية كيان الإنسان كله، فقال الكتاب عنه: «كل الرأس مريضٌ، وكل القلب سقيمٌ. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحةٌ» (إشعياء1: 5). ويقول الرسول بولس: «إني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالحٌ» (رومية7: 18). وهكذا تشوَّه الإنسان بكيفية لا يمكن إصلاحها. وهذا الفساد والتشوُّه قد عمَّ كل الجنس البشري الذين هم بالطبيعة نسل آدم الساقط، وأصبح في الإنسان طبيعة ساقطة تميل للعصيان وترفض الخضوع لله، وكان العلاج الإلهي لهذه التشوهات هو «الخليقة الجديدة». إن الخطية نجاسة تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الله القدُّوس، ولهذا هرب واختبأ خلف الأشجار. والخطية ذنب يستوجب العقاب، وهذا ما جعل الإنسان يخاف من الله ويفقد الشعور بالأمان. لقد فقد الإنسان ية وأصبح عبدًا للشيطان، وفقد السيادة والسلطان على الخليقة، فصارت الأرض مُسلَّمة ليد الشِّرير (أيوب9: 24)، والشيطان يسيطر عليها. كما فقد البراءة التي خُلق عليها، والمشابهة الأدبية لله والتوافق معه. وما عاد الله بالنسبة له الأب العطوف الذي يهرع إليه ويرتمي في حضنه ويستمتع بالحديث معه وبه الحاني الرقيق، بل صار الله بالنسبة له هو الديَّان، ولهذا شعر بالخوف والرعب عندما سمع ه ماشيًا في الجنة، آتيًا إليه. كل هذا حدث عندما سقط الإنسان ودخلت الخطية، فأحدَثت شرخًا في العلاقة بين الإنسان والله. وكان هذا غرض الشيطان؛ أن يفصل الإنسان عن الله، وأن يحطِّمه بالكامل ويُذِلّه ويستعبده ويُهلكه هلاكًا أبديًّا. كذلك كان هدفه أن يُفشِّل مشروع الله من جهته، وأن يستولي على مركز السيادة على الأرض، ويفصلها عن السماء. وبحسب الظاهر نجح في ذلك نجاحًا كبيرًا. ولكن هل يمكن أن مشروع الله يفشل ومقاصده تخيب؟ وهل ينتصر الشيطان ويكون الله هو الخاسر والإنسان هو الضحية؟ هل يُفلت الزمام من يد الله؟ حاشا وكلا! كانت المشكلة كبيرة حقًّا، ويجب أن نتذكَّر أن الشيطان قبل سقوطه كان كَروبًا (ملاكًا مُتخصِّصًا في الأعمال القضائية)، يفهم جيدًا في أحكام البر. وبالبر والعدل صار الإنسان تحت حُكم الموت لأنه مُذنب، ولا يمكن تجاهل ما فعل. إن «أجرة الخطية هي موت»، وإذا غفر الله وصَفَحَ يكون قد تصرَّف بما لا يتناسب مع بره، وهذا مستحيل. وكان الشيطان ينتظر أن الله في غضبه سيُحقق مجده أمام كل الخليقة والملائكة بالقضاء الفوري على الإنسان. لكن هذا لم يحدث، وخابت توقعاته. كان احتواء المشكلة وعلاجها مُكلِّفًا جدًّا، والله تحمَّل هذه الكُلفة بنفسه. وقبل أن تحدث المشكلة كان الله قد أعد الحل في مقاصد محبته الأزلية للإنسان. وكان الحل في بذل ابنه وحيده، في الوقت المُعيَّن، ليموت عن الإنسان، ويكفِّر عن خطاياه؛ حتى يمكن لله أن يبرِّره ويصالحه ويقبله على أساس من البر والعدل، وليس على أساس الرحمة والشفقة فقط. لقد تصرَّف الله بحكمة بالغة في هذا الموقف؛ إذ قدَّم بنفسه أول ذبيحة في الجنة ليُكفِّر عن الإنسان ويستره. ففي ذلك اليوم ذُبح حيوانٌ بريء، وسُفك دمه، ومات عوضًا عن الإنسان، وأخذ العقوبة التي يستحقها الإنسان. «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما» (تكوين3: 21). وبذلك أمكنه أن يصفح عن المُذنِب ويستره ويرضى عنه ويقبله. لقد دعا الإنسان ليقترب منه ويعود إلى حضنه فيشعر بالحب والحنان والراحة والأمان، ويُلبسه بنفسه أقمصة الجلد، ولعله بعد ذلك ضمَّه لصدره ورَبَت على كتفه وقبَّله قُبلة المصالحة والغفران، وأشعَرَه بأن المشكلة قد سُوِّيَتْ بواسطة الذبيحة التي ترمز إلى حمل الله. وكأنه في النهاية يقول له: «لا تخف لأني فديتك». فما أكرم أفكار الله وما أعظم حكمته! |
||||
19 - 08 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن
فرعون كرمز للشيطان
يُعتبر فرعون موسى من أقوى الصور المُعبِّرة عن الشيطان؛ سواء في استخدام الحيل لإفناء شعب الله (خروج 1: 10)، أو في أنه قاتل (خروج 1: 16، 22)، وكذَّاب (خروج 8: 8، 15)، أو في مراوغاته ليمنع خروج الشعب من مصر (خروج 8: 25-28؛ 10: 10، 11، 24)، أو في هجومه الشرس عليهم عند البحر الأحمر (خروج 14: 5-10). وعندما ندرس هذه الصور سنفهم المزيد من أساليب عمل الشيطان لكي نتحذَّر منه. وقبل أن نتناول هذه الصور، يبرز أمامنا سؤالٌ هام وهو: لماذا سمح الرب بوجود الشيطان؟ وهذا ما نراه أيضًا في قصة فرعون. فقد أعلن الرب له قائلاً: «لأجل هذا أقمتك، لكي أُريكَ قوَّتي، ولكي يُخْبَر باسمي في كل الأرض» (خروج 9: 16). هذا يعني أن الرب هو الذي أقامه، وأنه سيتمجَّد من خلاله، ويُظهر قوَّته فيه وفي القضاء عليه، ويُنادَى باسمه في كل الأرض. وهل كان الله يعلم بسقوط الشيطان، وأنه سيكون سبب البلاء لكل الجنس البشري؟ بكل تأكيد نعم. وهل كان بوسع الله أن يمنعه أو يبيده؟ بكل تأكيد أيضًا نعم. ولو كانت المسألة هي إظهار قوة الله في سحق الشيطان، لكان قد قضى عليه من لحظة سقوطه، أو في أي وقت أراد. وهذا أيضًا يظهر في الرمز الذي أمامنا مُمثَّلاً في فرعون. فقد قال الرب له: «فإنه الآن لو كنتُ أمدُّ يدي وأضربك وشعبك بالوبإ، لكنتَ تُباد من الأرض» (خروج 9: 15). فلا بد إذًا أن هناك للرب حكمة من بقاء الشيطان فترة طويلة من الزمان. وفي كثير من الأحيان نرى الله لا يتدخل ويمنع شر الإنسان ولا حيل الشيطان، لكنه يتحكَّم فيه ويُسخِّره ليخدم مقاصده كاملة الإتقان. ويبقى السؤال ما هو الخير الذي يمكن أن يحدث من وجود الشيطان ومن حيله ومكايده أو هجومه وشراسته وشرَّه؟ أولاً: عن طريق حيل الشيطان وسقوط الإنسان، ظهرت محبة الله في بذل الابن الوحيد على الصليب ليصنع الفداء للإنسان. وعلى أساس الفداء أمكن للإنسان أن يتبرَّر ويُساكن الله في مجده في السماء، وليس فقط أن يعيش على الأرض في الجنَّة. ثانيًا: وجود الشيطان وأعماله في الأرض يعطي المجال لتدريبنا الروحي كمؤمنين. وهو المجال الذي نُظهر فيه ولاءنا ومحبتنا لسيِّدنا. وهناك دروس روحية يرى الله في حكمته أن نتعلَّمها عن طريق الشيطان. فإذا خدعنا بمكره فإن هذا سيقودنا إلى مزيد من الحذر والسهر، وإذا هاج علينا تعلَّقنا بالرب أكثر، وإذا ضغطنا وأذلَّنا فإننا نسمو روحيًا وننمو. إنها فرصة لكي نجاهد وننتصر على تجاربه في حربنا الروحية، وبذلك يتزكَّى إيماننا ونحصل على شهادة تقدير من الرب نفسه، مثلما حدث مع أيوب، ثم أخيرًا لما تنتهي ب نُكلَّل أمام كرسي المسيح. وفي تاريخ الكنيسة المبكِّر كان الشيطان كالأسد يثير الاضطهاد ضد المؤمنين، فتشتتوا. لكن الذين تشتتوا جالوا مُبشِّرين بالكلمة. والآن دعونا نتأمل في أساليب عمل الشيطان من خلال ما سجله الكتاب عن فرعون في أيام موسى. * لقد قام فرعون جديد استلم الحُكم. وهو صورة للشيطان الذي استلم السلطان بعد سقوط الإنسان. * قال هذا الفرعون لشعبه: «هوذا بنو إسرائيل شعبٌ أكثر وأعظم منا. هلمَّ نحتال لهم لئلا ينموا... فجعلوا عليهم رؤساء تسخيرٍ لكي يُذلوهم بأثقالهم... ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا» (خروج 1: 9-12). وكلمة «نحتال» تذكِّرنا بأسلوب الحيَّة القديمة كما رأيناها في الجنَّة إذ قيل عنها: «وكانت الحيَّة أحيل جميع حيوانات البرية» (تكوين 3: 1). * كانت المحاولة الأولى أنه جعل عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم. فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف ومرَّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في ل (خروج 1: 13، 14). لقد قصد أن يستنفد كل قوة الرجال في أغراضه ومصالحه من الصباح إلى المساء، وكل ما عملوه كان عنفًا وسُخرةً. وكان هذا بهدف أن يمنع تكاثرهم ونموهم. والشيطان يعمل نفس الشيء مع أولاد الله، إذ يستهلك كل الطاقة والوقت في الأشغال الزمنية، وقد يحيط الإنسان بظروف كربة تضغطه نفسيًا من الصباح إلى المساء، فيعود آخر اليوم فاقدًا كل طاقة ورغبة في أي عمل روحي. فلا وقت ولا شهية للكتاب أو الصلاة أو الاجتماعات أو الخدمة أو الشركة مع المؤمنين، وبذلك يتوقف النمو. * أما المحاولة الثانية فكانت من خلال القابلتين إذ أمرهما فرعون قائلاً: «حينما تولِّدان العبرانيات... إن كان ابنًا فاقتلاه، وإن كانت بنتًا فتحيا» (خروج 1: 16). وفي هذا نرى صورة للشيطان “كالقاتل” الذي قال عنه: «ذاك كان قتَّالاً للناس من البدء» (يوحنا 8: 44). إن الطفل حديث الولادة وهو في المهد هو في غاية الضعف، ويحتاج إلى المساعدة في التنفس والإطعام. وإذا حُرِم من ذلك فإنه يموت بكل سهولة. وهذا أسلوب الشيطان مع المولودين حديثًا من الله. فإذا تعرَّض أحد هؤلاء الصغار إلى عثرة، فإنه يُصدَم ويفشل في بداية الطريق، ويفقد الثقة في مصداقية الأمور الروحية. وقد يستخدم الشيطان أشرارًا لكي يُشكِّكوا في وحي الكتاب المقدس وسلطانه، ويبثون تعاليم فاسدة تُسمِّم النفوس. إن الكتاب المقدس هو أنفاس الله التي يستنشقها المؤمن وينتعش بها، وهو اللبن العقلي العديم الغش لكي ينمو به. وإذ فقد الهواء والغذاء فإنه يموت. * أما المحاولة الثالثة التي احتال بها فرعون على الشعب فهي أن يطرحوا كل ابن في النهر. ومرة أخرى نرى صورة للشيطان “كالقاتل”. وفي النهر يمكن أن نرى المُتع والملذَّات والشهوات الشبابية. وقد نجح الشيطان أن يغرق بيوت المؤمنين بهذه المواد التي تُمتِّع الجسد وتُشبع شهواته عن طريق الإنترنت والفضائيات التي تحمل كل صور الفساد لإمتاع وإشباع الشهوات التي تغرق الناس في العطب والهلاك. هذه صور من حيل الشيطان.. فلنتحذَّر ونسهر ولا نجهل أفكاره. |
||||
19 - 08 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن
لقد خدعت الحيَّة حواء بمكرها، وسُرعان ما تجاوبت معها وتأثرت بكلامها: «فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بَهِجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر (تعطي حكمة ومعرفة)، فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل» (تكوين3: 6)، وهكذا حدث السقوط! لقد كسر الإنسان الوصية، وكان الأجدر أن يطيع ويُعبِّر عن حبه واحترامه، وخضوعه وإكرامه للرب الذي أحبَّه وميَّزه وسلَّطه على كل الخليقة، وغرس له جنَّة بديعة ليعيش فيها سعيدًا هانئًا، وصنع له الزوجة المُعِينَة التي تُشبع عواطفه وتشاركه أفكاره وتصبح مصدر البهجة في حياته. لكنه مع الأسف لم يجعل لله ولا لوصيته اعتبارًا، ولم يذكر كل الخير الذي صنعه له، بل تعدَّى على الله وتحدَّى إنذاره وعمل إرادته الذاتية. لقد اتحد مع الشيطان ضد الله. وهكذا نجح الشيطان أن يستدرج الإنسان للعصيان، وكانت النتيجة هي السقوط بكل ما يحمل من عواقب وخيمة.
أهداف الشيطان على ثلاثة محاور * أن يُلحِق إهانة بالغة بالله من جهة كرامته ومجده وسيادته وسلطانه، وكان ذلك أمام كل الخليقة وكل الملائكة وأمام الشيطان نفسه. * أن يجلب الدمار واللعنة على كل الخليقة التي أُخْضِعَتْ للبُطْل عندما سقط رأسها. وصارت تَئِن وتتمخض معًا إلى الآن بسبب الخطية وآثارها. * أما على الإنسان فكانت نتائج السقوط على النحو التالي: 1- العري: «فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عُريانان» (تكوين3: 7). 2- الخوف: «سمعتُ ك في الجنة فخشيتُ، لأني عريانٌ فاختبأتُ» (تكوين3: 10). 3- الألم والحزن: «بالوجع تلدين أولادًا» (تكوين3: 16). 4- اللعنة: «ملعونة الأرض بسببك»، وهذه اللعنة «نهايتها للحريق» (تكوين3: 17). 5- التعب: «بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك» (تكوين3: 17). 6- الشوك: «شوكًا وحسكًا تُنْبتُ لكَ» (تكوين3: 18). 7- العرق: «بعرق وجهك تأكل خبزًا» (تكوين3: 19). 8- الموت: «حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذْتَ منها. لأنك تُرابٌ، وإلى تُرابٍ تعودُ» (تكوين3: 19). لقد أفسدت الخطية كيان الإنسان كله، فقال الكتاب عنه: «كل الرأس مريضٌ، وكل القلب سقيمٌ. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحةٌ» (إشعياء1: 5). ويقول الرسول بولس: «إني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالحٌ» (رومية7: 18). وهكذا تشوَّه الإنسان بكيفية لا يمكن إصلاحها. وهذا الفساد والتشوُّه قد عمَّ كل الجنس البشري الذين هم بالطبيعة نسل آدم الساقط، وأصبح في الإنسان طبيعة ساقطة تميل للعصيان وترفض الخضوع لله، وكان العلاج الإلهي لهذه التشوهات هو «الخليقة الجديدة». إن الخطية نجاسة تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الله القدُّوس، ولهذا هرب واختبأ خلف الأشجار. والخطية ذنب يستوجب العقاب، وهذا ما جعل الإنسان يخاف من الله ويفقد الشعور بالأمان. لقد فقد الإنسان ية وأصبح عبدًا للشيطان، وفقد السيادة والسلطان على الخليقة، فصارت الأرض مُسلَّمة ليد الشِّرير (أيوب9: 24)، والشيطان يسيطر عليها. كما فقد البراءة التي خُلق عليها، والمشابهة الأدبية لله والتوافق معه. وما عاد الله بالنسبة له الأب العطوف الذي يهرع إليه ويرتمي في حضنه ويستمتع بالحديث معه وبه الحاني الرقيق، بل صار الله بالنسبة له هو الديَّان، ولهذا شعر بالخوف والرعب عندما سمع ه ماشيًا في الجنة، آتيًا إليه. كل هذا حدث عندما سقط الإنسان ودخلت الخطية، فأحدَثت شرخًا في العلاقة بين الإنسان والله. وكان هذا غرض الشيطان؛ أن يفصل الإنسان عن الله، وأن يحطِّمه بالكامل ويُذِلّه ويستعبده ويُهلكه هلاكًا أبديًّا. كذلك كان هدفه أن يُفشِّل مشروع الله من جهته، وأن يستولي على مركز السيادة على الأرض، ويفصلها عن السماء. وبحسب الظاهر نجح في ذلك نجاحًا كبيرًا. ولكن هل يمكن أن مشروع الله يفشل ومقاصده تخيب؟ وهل ينتصر الشيطان ويكون الله هو الخاسر والإنسان هو الضحية؟ هل يُفلت الزمام من يد الله؟ حاشا وكلا! كانت المشكلة كبيرة حقًّا، ويجب أن نتذكَّر أن الشيطان قبل سقوطه كان كَروبًا (ملاكًا مُتخصِّصًا في الأعمال القضائية)، يفهم جيدًا في أحكام البر. وبالبر والعدل صار الإنسان تحت حُكم الموت لأنه مُذنب، ولا يمكن تجاهل ما فعل. إن «أجرة الخطية هي موت»، وإذا غفر الله وصَفَحَ يكون قد تصرَّف بما لا يتناسب مع بره، وهذا مستحيل. وكان الشيطان ينتظر أن الله في غضبه سيُحقق مجده أمام كل الخليقة والملائكة بالقضاء الفوري على الإنسان. لكن هذا لم يحدث، وخابت توقعاته. كان احتواء المشكلة وعلاجها مُكلِّفًا جدًّا، والله تحمَّل هذه الكُلفة بنفسه. وقبل أن تحدث المشكلة كان الله قد أعد الحل في مقاصد محبته الأزلية للإنسان. وكان الحل في بذل ابنه وحيده، في الوقت المُعيَّن، ليموت عن الإنسان، ويكفِّر عن خطاياه؛ حتى يمكن لله أن يبرِّره ويصالحه ويقبله على أساس من البر والعدل، وليس على أساس الرحمة والشفقة فقط. لقد تصرَّف الله بحكمة بالغة في هذا الموقف؛ إذ قدَّم بنفسه أول ذبيحة في الجنة ليُكفِّر عن الإنسان ويستره. ففي ذلك اليوم ذُبح حيوانٌ بريء، وسُفك دمه، ومات عوضًا عن الإنسان، وأخذ العقوبة التي يستحقها الإنسان. «وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما» (تكوين3: 21). وبذلك أمكنه أن يصفح عن المُذنِب ويستره ويرضى عنه ويقبله. لقد دعا الإنسان ليقترب منه ويعود إلى حضنه فيشعر بالحب والحنان والراحة والأمان، ويُلبسه بنفسه أقمصة الجلد، ولعله بعد ذلك ضمَّه لصدره ورَبَت على كتفه وقبَّله قُبلة المصالحة والغفران، وأشعَرَه بأن المشكلة قد سُوِّيَتْ بواسطة الذبيحة التي ترمز إلى حمل الله. وكأنه في النهاية يقول له: «لا تخف لأني فديتك». فما أكرم أفكار الله وما أعظم حكمته! |
||||
19 - 08 - 2012, 10:45 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن
أسلوب الشيطان في السيطرة على النفوس
رأينا في العدد السابق كيف أن فرعون موسى احتال لكي يُبيد الشعب ويمنع نموهم وتكاثرهم. لكن محاولاته فشلت، فنما الشعب وازداد كثيرًا جدًا. وفي هذا العدد سنرى فرعون مرة أخرى، وهو رمز واضح للشيطان، يحاول جاهدًا أن يمنع خروج الشعب من أرض مصر بواسطة موسى ليعبد الرب في البرية. وكان هدفه أن يحتفظ بهم تحت سيطرته. وهذا ما يفعله الشيطان، إذ يستعبد الإنسان ويُذله ويهدّده بالموت؛ والإنسان خوفًا من الموت يظل كل حياته تحت العبودية. لكن الرب يسوع جاء إلى العالم وذهب إلى الصليب، لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتقنا من عبوديته القاسية، وينقذنا من سطوة العالم الحاضر الشرير (عبرانيين2: 14، 15؛ غلاطية1: 4). في البداية، كان فرعون يرفض رفضًا باتًا خروج الشعب ويُنكر حق الرب في شعبه. فقال لموسى: «الرب لا أعرفه، وإسرائيل لا أُطلقه». فضرب الرب فرعون وأرض مصر ضرباتٍ ثقيلة، وعندئذ غيَّر فرعون أسلوبه، ولجأ إلى المساومة، واقترح على موسى أربعة اقتراحات، فيها نرى أساليب الشيطان للسيطرة على النفوس لكي لا تُفلت من قبضته. 1- قال فرعون لموسى: «اذهبوا اوا لإلهكم في هذه الأرض» (خروج8: 25). كان هذا أول اقتراح من فرعون. وهذا يعني أن الشيطان يوافق على تديُّن الإنسان، وأن يمارس أي صورة من العبادة الشكلية، بشرط أن يظل تحت سيطرته. وهذا يُذكِّرنا بالمتدين الأول قايين، الذي قدَّم قربانًا من ثمار الأرض، مع أنه كان «من الشِّرير (الشيطان)، و أخاه... لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة» (تكوين4: 3؛ 1يوحنا3: 12). إن الملايين في عالم اليوم ساروا وراء قايين في طريق التدين والأعمال، بِغَضِّ النظر عن حالة القلب والعلاقة الصحيحة مع الله. إنهم يعيشون في الفجور والشرور، ومع ذلك فهم مُتدينون ويُقدِّمون عبادة شكلية روتينية بحسب أفكارهم. وهذه العبادة مرفوضة ولا يمكن أن الله يرضى عنها. إنهم عبيد للشيطان ويريدون أن يعبدوا الله. فكيف يقدر الإنسان أن يخدم سيدين (متى6: 24)؟! إن مصر ترمز إلى العالم، وهو دائرة سيادة الشيطان. ويجب أن يتحرر الإنسان من هذه السيادة أولاً، ويصبح تحت لواء وسيادة المسيح، حتى يستطيع أن يقدِّم العبادة المقبولة ويخدم الخدمة المرضية. لهذا قال موسى: «لا يصلح أن نفعل هكذا، لأننا إنما ن رجس المصريين للرب إلهنا. إن نا رجس المصريين أمام عيونهم أفلا يرجموننا؟» (خروج8: 26). إن الصليب، وهو أساس عبادتنا وسجودنا، يتضمن دينونة هذا العالم ورئيس هذا العالم. لهذا فإن العالم يرفض ويبغض فكرة الصليب. فكيف نسجد ونحن في مناخ العالم وتحت سيطرة المبادئ الشيطانية؟ 2- قال فرعون: «أنا أطلقكم لتوا للرب إلهكم في البرية، ولكن لا تذهبوا بعيدًا» (خروج8: 28). وهذا الاقتراح الثاني يتضمَّن أن الشيطان مستعد أن يعطينا مساحة من ية بشرط أن نظل في متناول يده، ويستطيع أن يجذبنا ويتحكم فينا متى أراد، فلا نستطيع أن نفلت نهائيًا من يده. «لا تذهبوا بعيدًا». هذا يعني عدم التشدد والتمسك ب، واعتبار هذا نوعًا من التطرف. إنه يريد منا التساهل وقبول كل الأفكار والمعتقدات، ويحاول تقريب وجهات النظر، والبحث عن نقاط التقابل مع كل التوجهات بغض النظر عن مطابقتها لكلمة الله. كأنه يقول: «لا تذهبوا بعيدًا» بمعاني الكتاب، بل لنأخذ الأمور ببساطة، ونعيش بمبادئ مُختلطة مع الآخرين. إنه يرفض فكرة الانفصال عن العالم، ويرحب بالعروج بين الفرقتين والحلول الوسط. وهذه هي حالة «لاودكية»، «لست باردًا ولا حارًا، هكذا لأنك فاتر» (رؤيا3: 15). وبالأسف، فإن بعض الشباب اليوم يميلون لهذا الفكر، وتحكمهم الصداقات والعلاقات الاجتماعية أكثر كثيرًا من المبادئ الكتابية، ولا يدركون أهمية الانفصال عن العالم وعن الشرور الأدبية والتعليمية. 3- قال فرعون: «مَنْ ومَنْ هم الذين يذهبون؟ فقال موسى: نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا... قال لهما (أي فرعون):... ليس هكذا. اذهبوا أنتم الرجال واعبدوا الرب» (خروج10: 8-11). هذا الاقتراح يعني أن الشيطان يحاول أن يحتفظ بالنساء والأولاد في قبضته، بحجة أنه ما الداعي أن تتعبوا هؤلاء، وهم الفئة الضعيفة، في مسيرة شاقة في البرية؛ يكفي أن يذهب الرجال للعبادة، ولكن ما دور النساء والأطفال في عبادة الرب. إن الشيطان يحاول أن يحتفظ بالجيل الثاني، ويسيطر على النشء الصغير. وهل يصلح أن جزءًا من العائلة يعبد الرب والجزء الآخر يخدم فرعون؟! إن فكر الله الواضح هو «أنت وأهل بيتك». والرب يريد أن يبارك الصغار مع الكبار (مزمور115: 13). وبالأسف فإن الكثير من الشباب اليوم لا يشعر بالانتماء لكنيسة الله ويعتبر أن اجتماعات الكنيسة هي للكبار فقط. 4- أخيرًا قال فرعون: «اذهبوا اعبدوا الرب. غير أن غنمكم وبقركم تبقى. أولادكم أيضًا تذهب معكم» (خروج10: 24). ولو بقيت الأغنام والأبقار في مصر فإنهم سيرجعون حتمًا، لأنه «حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا» (متى6: 21). رفض موسى هذا العرض حيث أنهم سيخرجون لكي يوا منها للرب. لذلك قال لفرعون: «تذهب مواشينا أيضًا معنا. لا يبقى ظلفٌ» (خروج10: 26). فينبغي أن نكون نحن، وكل مَنْ لنا، وما لنا، قُدسًا للرب. والشيطان يكره المؤمن الساجد، بينما هذا ما يطلبه الآب. لهذا فإن الشيطان يحاول تعطيل الساجد عن السجود أو يجعله يذهب بدون ذبيحة. وكم مرة يوجد المؤمن في الاجتماع وليس عنده شيء يقدّمه للرب، فالذهن شارد والقلب بارد واليد فارغة. كانت هذه هي محاولات فرعون لاستبقاء الشعب تحت سيطرته، ولكن موسى رفض كل الاقتراحات، وكان مُحدَّدًا وصلبًا في مواجهة العدو، وهو ما ينبغي علينا أن نعمله فنرفض كل الحلول الوسط، ونقف في صف الرب بكل أمانة لكي نعبده ونخدمه الخدمة المرضية بخشوع وتقوى. منقووووووووووووووول |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخدمة الروحية هي جزء لا يتجزأ من حياة المؤمن |
بناياهو بن يهوياداع وأعداء المؤمن |
الحرب الروحية وأعداء المؤمن (الجسد) |
سلسلة المبادئ الروحية الأربعة |
سلسلة النبذات الروحية |