منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 12 - 2021, 03:28 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

أ. حلمي القمص يعقوب
ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والرد عليها؟


ج: ذكر كل من غلام وديدات أدلّة عديدة على عدم موت المسيح وقيامته نسوق منها هنا عشرين دليلًا، ونناقشها بهدوء وباختصار:

1ـ قال غلام أن السيد المسيح صرَّح في الإنجيل قائلًا: "إنني بعد استردادي الحياة سأسبقكم إلى جليل" (مت 26: 32) وأدّعى أن السيد المسيح بعد خروجه من القبر لم يصعد إلى السماء إنما ذهب إلى الجليل، وقال: "بعد استردادي الحياة" لأن اليهود اعتبروه أنه مات، وأيضًا لأن نجاته من موت الصليب يعتبر معجزة، وأن ما دوّنه كُتَّاب الأناجيل عن موت المسيح يعتبر خطأ مثل أخطائهم الكثيرة في تدوين الحوادث، أو قـد يكونـوا قصدوا نوعًا من الاستعارة (المسيح الناصري ص 21 ـ 23 ـ د/ فريـز صموئيل ـ قبـر المسيـح فـي كشمير ص 174، 175).

تعليق: أ ـ قال السيد المسيح: "ولكن بعد قيامي أسبِقُكُم إلى الجليل" (مت 26: 32) وهذه نبوة من نبوات السيد المسيح العتيدة عن قيامته من الأموات، فهو قال "قيامي"، ولم يقل "استردادي الحياة" والكلمة "قيامي" في أصلها اليوناني تعني بكل وضوح القيامة من الأموات.

ب ـ حتى لو أخذنا بمفهوم غلام "استردادي الحياة" فهي تعني استرداد شيء لم يكن في ملكيته، مثلما تقرض ساعتك لصديقك فهي لم تعد في ملكيتك ثم تستردها أي تمتلكها ثانية، أو مثلما تفقد شيئًا فلم يعد في ملكيتك ثم تسترده ثانية، فقبل أن يسترد السيد المسيح الحياة كان في حكم الموت، ثم أسترد الحياة في لحظة القيامة، وقال السيد المسيح: "أنا هو الرَّاعي الصَّالح، والراعي الصالح يبذِلُ نفسه عن الخِرَاف.. لهذا يُحبُّني الآب، لأني أضَعُ نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحَدٌ يأخُذُها منّي بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضَعَها ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 11، 17).

ج ـ إتهام غلام لكتَّاب الإنجيل بأنهم أخطأوا، هو إتهام بلا دليل واحد، فهو إتهام باطل ينافي العقل، فلو سرنا مع غلام إلى باب بيته، وافترضنا أن المسيح مات لكن التلاميذ نادوا بأنه حي لم يمت بسبب محبتهم له لكان هذا شيء يتمشّى مع المنطق، ولكن كون السيد المسيح حي ولم يمت وينادي التلاميذ بموته فهذا أمر لا يتمشّى مع المنطق.

د ـ لا يمكن أن يكون تصريح التلاميذ بموت المسيح أنه نوع من الاستعارة، فيكون قد أُغمى عليه فقط والتلاميذ قالوا أنه مات مجازًا، والأمر الصحيح هو العكس إذ أطلق السيد المسيح لفظة "النوم" على الموت، فقال عن ابنة يايرس أنها نائمة (مت 9: 24) وقال عن لعازر "لعازر حبيبُنا قد نام" (يو 11: 11) وقال الإنجيل عن أسطفانوس "وإذ قال هذا رَقَدَ" (أع 7: 60) ولكن لم يحدث قط أن أحدًا نام أو أغمى عليه فقالوا أنه مات وأسلَم الروح.

هـ ـ يُرجى الرجوع إلى الأدلة التي تثبت موت السيد المسيح وخطأ نظرية الإغماء.
رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:29 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

2ـ تعليقًا على قول السيد المسيح: "الحق أقول لكم: أن من القيام ههُنا قومًا لا يذوقُون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته" (مت 16: 28) وقوله لبطرس عن يوحنا: "إن كُنت أشاء أن يَبْقَى حتى أجِئ، فماذا لك؟" (يو 21: 22) فقال غلام أن هذه أدلة دامغة على حياة المسيح المستمرة بفضل اللَّه ورحمته. إذًا هو لم يمت على الصليب لأن اللَّه أنقذه منه (يسوع الناصري ص 42 ـ د/ فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير ص 176).

تعليق: أ ـ عندما قال السيد المسيح الآية الأولى كان يشير إلى حادثة التجلّي على الجبل والتي عاينها كل من بطرس ويعقوب ويوحنا ورأوا السيد المسيح في مجده، وأيضًا تشير إلى بداية ملكوت المسيح على الأرض بعد حلول الروح القدس وولادة الكنيسة وانتشار البشارة بالملكوت.

ب ـ عندما تكلّم السيد المسيح مع بطرس عن نهاية حياته بالصليب، فأشار بطرس على يوحنا وقال للسيد المسيح: "وهذا ما له؟" فرد عليه قائلًا: "إن كنت أشاء أن يبقى حتى أجيء فماذا لك؟ "يعني أنه لو كان يريد أن يبقى يوحنا حتى المجيء الثاني فإن هذا في استطاعته، ولكنه لم يفعل.

3ـ يرى غلام أنه من الظلم أن ننسب اللعنة للمسيح في حالة صلبه وموته، فقال: "إن النجاة من المـوت الصليبي كانت لا بد منها، وإذ ورد في الكتاب المقدَّس، ملعون كل من عُلِّق على خشبة الصليب، واللعنة كلمة تتضمن معنى من الظلم، فمن التعسّف البواح أن نصف بها أصفياء اللَّه من أمثال المسيح عيسى بن مريم" (المسيح الناصري في الهند ص 19 ـ 21 ـ د. فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير ص 188).


تعليق: أـ في العهد القديم عندما كان يرتكب إنسان جرمًا شنيعًا يُقتَل ثم يعلقون جثته على الصليب حتى المساء، ومثل هذا الإنسان يكون ملعونًا من اللَّه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. وإذا تساءلنا عن سبب اللعنة؟ نجده هو سلوكه في الشر، أما تعليقه على الصليب فهو نتيجة حتمية لشره المستطير، فاللعنة واقعة على مثل هذا الإنسان أصلًا بسبب شره، وجاء تعليقه على الخشبة إعلان لهذه اللعنة التي لصقت به.

ب ـ لاحظ قول الكتاب: "ملعون كل من عُلِّق على خشبة" دون أن يشترط إذا كان المُعلّق مات أو أغمى عليه، فإذًا محاولة تبرئة غلام للسيد المسيح من اللعنة محاولة فاشلة.

ج ـ ما لا يفهمه غلام أن السيد المسيح قدوس بلا خطية ولكنه حامل خطايانا، وهو ليس ملعونًا لكنه حمل لعنتنا على الصليب.

د ـ لو لم يمت السيد المسيح ونجح في الهروب الكبير إلى كشمير.. فكيف تحوَّل الصليب أداة اللعنة إلى أداة للبركة والفخار (راجع تمهيد الكتاب).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:29 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

4ـ قال غلام وتبعه أحمد ديدات بأن السيد المسيح شبّه نفسه بيونان النبي، وبما أن يونان رغم أنه تعرّض للموت في بطن الحوت لكنه لم يمت، فهكذا المسيح تعرّض للموت لكنه لم يمت، فقال غلام: "وكما أن يونس بقى حيًّا في بطن الحوت، فهذا دليل على أن المسيح لم يمت على الصليب، لقد أشار المسيح بهذا المثل إلى أنه سيخرج من بطن الأرض إلى قومه فيجتمع بهم، ويُكرَم فيهم كما تكرَّم يونس في قومه، فإن ذلك البناء قد تحقق، لأن المسيح بعد أن خرج من بطن الأرض رحل إلى شعوبه الضالة الحالة بأودية كشمير" (المسيح الناصري في الهند ص 17، 18 ـ د / فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير ص 180).

أما ديدات فأخذ يعيد ويزيد في هذا الموضوع ونقتطف بعض أقواله" ميت أم حي؟ ويثار سؤال هو: عندما ألقوا يونان من ظهر المركب أكان ميتًا أم حيًّا؟.. عندما أُلقيَ به إلى البحر العاصف؟ الإجابة نحصل عليها هي أنه ـ كـان حيًّا! وتهدأ العاصفة ربما بالصدفة، ويأتي حوت ويبتلع يونان. هل كان ميتًا أم حيًّا؟ ومرة ثانية نقول جميعًا: حي! وفي جوف الحوت يُسبّح ويصلّي للَّه طالبًا لنجدته. فهل يُسبّح ويصلّي الناس الموتى؟ كلاَّ! فهو إذًا كان حيًّا. وفي اليوم الثالث يلفظه الحوت على الشاطئ ـ ميتًا أم حيًّا؟ الإجابة هي "حي" مرة أخرى!

إنها معجزة المعجزات! يقول اليهود أنه كان حيًّا! ويقول المسيحيون أنه كان حيًّا! ويقول المسلمون، أنه كان حيًّا، ‍‍‍‍ولنعجب بعض العجب أن عيسى عليه السلام أختار معجزة يونان (سيدنا يونس) كمعجزة وحيدة له، وهي معجزة يتفق عليها اليهود والمسيحيون والمسلمون..



يسوع مثل يونان:
ويسوع أيضًا يُفترض ويُعتقد أنه بعد محنة (صلبه) أن يكون قد مات، أو كان يجب أن يكون قد مات. ولو كان قد مات لما كان ثمة معجزة. ولكن لو أنه عاش كما كان بنفسه قد تنبأ بذلك وبرهن عليه وفقًا لما جاء بالكتب المقدَّسة فكانت هذه هي "الآية" أو المعجزة.. فكيف كان يسوع في المقبرة ـ هل كان ميتًا أم حيًّا؟ إن أكثر من ألف مليون مسيحي تابعي كل الكنائس الأكليروسات يجيبون بحماس بقولهم "ميت"! أقول لهم فهل يكون بذلك "مَثَل" أم أنه "ليس مَثَل" يونان في لغتكم؟ كان يسوع قد قال أنه سيكون مثل يونان، وأتباعه المتحمّسون يقولون أنه "لا يماثل" يونان. من يكذب يسوع أم أتباع يسوع؟"(245).

تعليق: أ ـ القاعدة البيانية في التشبيه هو توافر وجه شبه واحد أو أكثر بين المشبّه والمُشبّه به، ومن المستحيل أن يكون هناك تطابق في جميع الأوجه وإلاَّ كان المُشبّه والمشبّه به نفس الشيء، ولو قلت لإنسان أنك أسد أو ثعلب أو حيَّة فليس معنى هذا أن هذا الإنسان تحوَّل إلى واحد من ذوات الأربع، ولكن المعنى أنه شابه الأسد في شجاعته أو الثعلب في دهائه، أو الحيَّة في حكمتها، أو الكلب في وفائه.. إلخ.

ب ـ غلام وديدات يعلمان هذا جيدًا، ويعلمان أيضًا أن السيد المسيح لم يكن متطابقًا مع يونان في جميع الأوجه، فالسيد المسيح وُلِدَ ولادة معجزية ويونان وُلِدَ ولادة عادية، وأُلقيَ يونان للموت وهو في كامل قواه أما السيد المسيح فوضع في القبر بعد صلبه، ودخل يونان إلى جوف حوت حي أما السيد المسيح فوضع في جوف القبر.. إلخ، فلا يوجد تماثل في كل شيء وعندما قال السيد المسيح: "كما رَفَع موسى الحيَّة في البريَّة هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان، لكي لا يَهلِك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة "(يو 3: 14، 15) وكانت الحيَّة مصنوعة من نحاس، فهل معنى هذا أن جسد المسيح من نحاس؟!.. كلاَّ، فوجه الشبه الوحيد هنا هو النجاة من الموت.

ج ـ أوضح السيد المسيح وجه الشبه الأول بينه وبين يونان عندما قال: "جيلٌ شِرِّير فاسِقٌ يلتَمس آيَةً، ولا تُعْطَى له آية إلاَّ آيَة يونان النبي" (مت 16: 4) فكما كان يونان آية لأهل جيله عندما ظل في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ وخرج حيًّا والجميع كانوا يشيرون إليه قائلين: هوذا الرجل الذي أبتلعه الحوت ولم يمت، هكذا السيد المسيح قد سلَّم نفسه للموت الذي أراد أن يبتلعه، ولكن كيف يقدر الموت أن يبتلع رب الحياة؟! دخل السيد المسيح إلى الموت، وأمات الموت، وقام منتصرًا ظافرًا. لقد أشترك يونان النبي والسيد المسيح في اختفاء كل منهما عن العالم ثلاثة أيام، ولكن أحدهما كان حيًّا والآخَر كان ميتًا ثم قام حيًّا بالقيامة، وغني عن البيان أن يونان لو مات في بطـن الحـوت ما كان يستطيع أن يقوم ثانية. ويقول "وليم باركلي": "فيونان نفسه كان الآية، ويسوع نفسه هو الآية الوحيدة التي يقدمها اللَّه إلى ذلك الجيل، وكأنما يريد يسوع أن يقول لهم أنتم تطلبون آية. أنا آية اللَّه، لكنكم فشلتم في معرفتي والاعتراف بـي" (تفسيـر إنجيـل متى جـ 1 ص 45)(246)

د ـ أفصح السيد المسيح عن المشابهة الثانية بينه وبين يونان، فبعد أن قال إن كل منهما آية لجيله، صرَّح أن المشابهة الثانية هي في الوقت فقال: "لأنه كما كان يُونان في بَطن الحُوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قَلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ" (مت 12: 40) والعبارة الأخيرة "في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ" حذفها كل من غلام وأحمد ديدات لحاجة في نفس يعقوب، وليوهم كل منهما القارئ بأن قصد السيد المسيح هو المشابهة في أن كل منهما كان حيًّا ولم يتعرّض للموت، وهذا تحايل مرفوض لأن السيد المسيح قد حدَّد بالضبط ماذا يريد أن يقول، وحصر هنا وجه المشابهة بينهما في المدة التي قضاها يونان في جوف الحوت، أو السيد المسيح في جوف القبر فقط، ولو كان السيد المسيح يقصد الوقت والحالة لقال مثلًا: لأنه كما كان يونان في بطن الحوت حيًّا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الإنسان حيًّا في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:30 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

هـ ـ ناهيك عما ذكره ديدات من أمور تخالف الحقيقة مثل ادعائه بأن نينوى "مدينة عظيمة كان تعداد سكانها يبلغ مائة ألف نسمة" (ص 138) فمن أين آتى بهذا الرقم؟ كان تعداد سكان نينوى "أكثر من اثنتي عَشَرة ربوَةً من الناس" (يون 4: 11) أي أكثر من مائة وعشرين ألف نسمة. كما قال ديدات أن دعوة يونان لأهل نينوى بقصد "أن يتوبوا إلى اللَّه، وأن يرتدوا المسوح الخشنة ويجلسوا على الرماد. وذلك تحقيـرًا لأنفسهـم أمام خالقهـم ليتوب عليهـم وإلاَّ يدمِّرهـم" (ص 138) فمن أين جاء بهذه الدعوة؟! اقتصرت دعوة يونان على إبلاغ الخبر الأتي لأهل نينوى "بعد أربعين يومًا تنقَلِب نينوى" (يون 3: 4) وكل ما كان يطلبه اللَّه منهم هو ترك حياة الشر والفساد، أمَّا لبسهم للمسوح وصومهم فجاء تعبيرًا عن توبتهم، ولكن اللَّه لم يطلب منهم هذا لتحقير أنفسهم، فاللَّه الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله يرفض أن الإنسان يُحقّر نفسه حتى يرضى عنه وإلاَّ فأنه يدمّره.. حقًا أن ديدات لم يختبر محبة وأبوّة اللَّه الحانية التي جعلته أن يتنازل من سماء مجده ويُعلَّق على صليب العار من أجل خلاصنا.
5ـ يدّعي ديدات أن السيد المسيح لم يكن راغبًا في الموت بدليل الآتي:

أ ـ أنه لجأ إلى البستان كموقع دفاعي، ووزّع تلاميذه ليدافعوا عنه.

ب ـ حزن واكتئب وصلّى لكيما ينجّيه اللَّه من الموت.

ج ـ لو أن اليهود نجحوا في قتله، فمعنى هذا أنه ليس هو المسيح الحقيقي بل هو مسيح دجال.

فيقول "أستاذ التكتيك: كان يسوع قد جعل من نفسه بذلك مُخطّطًا استراتيجيًا بارعًا، واثقًا من نفسه، لم يكن ذلك وقت يقبع فيه كالبط مع تلاميذه في تلك الحجرة بالطابق العلوي! وها هوذا يقود أتباعه بين أشجار الزيتون في منتصف الليل.. ولستَ بحاجة إلى عبقرية عسكرية، لكي تدرك أن عيسى يوزّع قوّاته كأستاذ في التكتيك بطريقة تذكرنا بأي ضابط متخرّج في كلية "ساند هيرست" الحربية البريطانية. أنه يعيّن لثمانية من الأحد عشر حواريًا مكانهم في مدخل البستان وهو يقول لهم: "أجلسوا أنتم ههنا بينما أذهب أنا لأُصلّي هناك". والسؤال الذي يفرض نفسـه على أي مفكّر هو: لماذا ذهبوا جميعًا إلى ذلك البستان؟ ألكي يصلّوا؟ ألم يكونوا يستطيعون الصلاة في تلك الحجرة العلوية؟ ألم يكونوا يستطيعون الذهاب إلى هيكل سليمان، ولقد كان على مرمى حجر منهم؟ وذلك لو كانت الصلاة هي هدفهم؟ كلاَّ! لقد ذهبوا إلى البستان ليكونوا في موقف أفضل بالنسبة لموضوع الدفاع عن أنفسهم!

ولاحظ أيضًا أن عيسى لم يأخذ الثمانية لكي يصلّوا معه. أنه يضعهم بطريقة استراتيجية في مدخل البستان! مدججين بالسلاح كما يقتضي موقف الدفاع والكفاح.. إلى أين يأخذ بطرس ويوحنا وجيمس؟ ليتوغّل بهم في الحديقة! لكي يصلّي؟ كلاَّ. لقد وزّع ثمانية لدى مداخل البستان، والآن على أولئك الشجعان الأشاوس الثلاثة مسلّحين بالسيفين أن يتربّصوا ويراقبوا وليقوموا بالحراسة! الصورة هكذا مفعمة بالحيوية..

يسوع يصلّي طلبًا للنجدة: يقول إنجيل متى: "وابتَدأ يَحْزَن ويَكْتَئب. فقال لهم: نفسي حزينة جدًا حتى الموت.. ثم تقدَّم وخرَّ على وجهه (بالضبط كما يفعل المسلم عند الصلاة) وكان يُصلّي قائلًا يا أبتاه، إن أمكَن فلتَعبُر عنّـي هذه الكأس، ولكن ليس كما أُريد أنا بل كما تُريد أنت" (إنجيل متى 26: 37 ـ 39).. لماذا كل هذا العويل والتباكي؟ أيبكي لينجو بنفسه؟ إننا نغمط عيسى عليه السلام حقّه لو صدّقناه أنه كان يبكي كامرأة لينقذ جسده من عذاب بدني.

سيقولون كان يبكي من أجل شعبه وليس من أجل نفسه.

نقول لهم: اليهود؟ (كان يبكي من أجلهم؟) أنه لمنطق غريب. ذلك أنهم لو نجحوا في قتل أي مسيح لكان هذا (إمكان قتله) دليلًا على أنه دُعيَ دجّال لأن اللَّه العلي القدير لم يكن ليسمح أبدًا بقتل المسيح الحق كما ورد بسفر (التثنية 18: 20) ومن هنا (أي لو صح قتل اليهود للمسيح فعلًا) لصح إدعاء اليهود بأن عيسى بن مريم ليس هو المسيح الذي وُعِدوا به"(247).

تعليق: أ ـ ناقَض "أحمد ديدات" نفسه فبينما قال إن السيد المسيح "الممثل الشخصي (للَّه) قد كان حريصًا ألاَّ يموت. يتسلّح! يتباكى! يعرق! يجأر بالشكوى" (ص 38) قال بأن السيد المسيح كان يعلم أن يهوذا سيسلّمه، وطلب منه أن يفعل ذلك بسرعة، فتحت عنوان "وانكشف الخائن" يقول: "كَشَفت النظرات القلقة وأظهر السلوك المريب يهوذا للمسيح عليه السلام، ولم يكن بحاجة إلى الوحي الإلهي ليعرف الترتيبات الخاطئة بذهن يهوذا. وحول المائدة في الحجرة التي كانت بالطابق العلوي، حيث يسوع وتلاميذه يتناولون العشاء الأخير لاحق يسوع يهوذا بقول: (ما أنت تعمله فأعمله بسرعة أكثر) كما ورد بإنجيل يوحنا (يوحنا 13: 27) وشرع يهوذا يضع اللمسات الأخيرة في طعنته الغادرة في الظهر (ص 28)" فلو كان السيد المسيح حريصًا أن لا يموت فكيف يطلب من تلميذه الخائن أن يسرع بتسليمه للموت؟! ولماذا لم يساوم يهوذا حتى لا يُسلِّمه للموت؟

ب ـ قلنا مرارًا وتكرارًا أن السيد المسيح أنبأ بصلبه وموته وقيامته، وكان مصرًّا على ذلك حتى عندما أراد بطرس أن ينهاه عن هذا قال له: "اذهب عني يا شيطان! أنت مَعثَرَةٌ لي" (مت 16: 23) لقد ثبَّت وجهه تجاه أورشليم، وحتى في تجليه على الجبل مع موسى وإيليا كان يتحدّث معهما عن الصليب، وقد تجاهل ديدات عشرات النصوص الإنجيلية التي تحدِّثنا عن صلب المسيح وموته قبل أن يحدث هذا، ولذلك يقول الشماس الإكليريكي "ناجي ونيس": "لا شك أنك تتفق معي يا سيد ديدات بأن عدد النصوص مُذهِل، وكلها تتحدَّث عن عِلم الرب يسوع المسيح بالصلب والقيامة بعد الموت..! ويأتيك السؤال المعهود: لماذا تجاهلت وطَمَست كل هذه النصوص؟.. ولقوة هذه النصوص اضطررت أنت يا سيد "ديدات" أن تتجاهلها وتطمسها لأنها تنهي قضيتك إلى الموت، وتغلق عليك كل نفق تريد أن تحفره لتصدير خرافاتك"(248).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:30 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

ج ـ كان السيد المسيح يعلَم أن يهوذا سيُسلمه قبل الصليب بوقت طويل ولذلك قال لتلاميذه: "أليس إني أنا اختَرتُكُم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان. قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي لأن هذا كان مزمعًا أن يُسلمه وهو واحِدٌ من الاثني عشر" (يو 6: 70، 71) فلو كان السيد المسيح حريصًا أن لا يموت ألا كان يستبعد هذا اليهوذا من زمرة تلاميذه الأخصاء؟!

د ـ قال ديدات إن السيد المسيح ذهب مع تلاميذه إلى بستان جثسيماني لكيما يكون في وضع دفاعي أفضل، وتغافل أن يهوذا كان يعرف المكان جيدًا، لأن السيد المسيح كان قد أعتاد على الذهاب إلى هذا البستان مع تلاميذه: "وكان يهوذا مُسَلّمه يعرفُ الموضِعَ، لأن يسوع اجَتَمع هناك كثيرًا مع تلاميذه" (يو 18: 2). إن السيد المسيح لم يذهب ليصلّي في زحام هيكل سليمان لأن الموقف كان يحتاج للاختلاء، وهذا ليس بالأمر الجديد لدى مُخلّصنا الصالح: "وفي الصُّبح باكرًا جدًا قام وخَرجَ ومَضى إلى موضِع خلاءٍ، وكان يُصلّي هناك" (مر 1: 35، لو 4: 42) ولو أن السيد المسيح كان يُفكّر بفكر ديدات لكان يلجأ إلى الهيكل وسط أتباعه المخلصين الذين قدّرهم البعض بنحو ثمانية آلاف شخص.


هـ ـ لو كان السيد المسيح يبحث عن مكان دفاعي أفضل هل يذهب إلى بستان مفتوح؟!.. أليست العلية المغلقة أفضل من البستان المفتوح؟!.. لنضع الموقف الذي صوَّره ديدات أمام أي إنسان عاقل، ونقول له أن ديدات قال إن هناك اثنى عشر رجلًا معهم سيفان، وأرادوا عمل انقلاب ضد القيادات اليهودية، وأيضًا ضد القوات الرومانية التي تقدّر بالآلاف من الجنود المسلحين، ومن الطبيعي أن هذا الانقلاب باء بالفشل، والسلطات تبحث عن قائد الانقلاب.. فقل لي: هل يتجه إلى بستان مفتوح مع رجاله لكيما يكون في موقف دفاعي أفضل، أم أنه يترك مكان الأحداث بأقصى سرعة ويخرج من كل المدينة متجهًا إلى إحدى الأماكن البعيدة حيث يجد الحماية من آلاف اليهود الذين يبغضون الحكم الروماني؟ أو يترك كل اليهودية ويذهب إلى نواحي صور وصيدا ويختفي هناك؟!! ولا سيما أن قوات الأمن كانت متمركزة في أورشليم في هذه الأيام على أعلى مستوى، فبالإضافة إلى الحامية الرومانية بقلعة أنطونيا والتي يبلغ عددها ستة آلاف مُقاتل، كان هناك الفِرَق المساعدة الخامسة والعاشرة والخامسة عشر والتي يبلغ تعدادهم نحو 35 ألف مقاتل تحت أمر بيلاطس البنطي، وهوذا بيلاطس مقيم في أورشليم لحفظ الأمن في هذه الأيام (راجع محاكمة المسيح ف. باول ترجمة إبراهيم سلامة ص 22، 23).

بل ويزيد ديدات الطينة بلّة في تصويره لموقف القبض على يسوع، فإذ برجاله نائمين "تم الإمساك بالحواريين في وضع غير ملائم، كما يقول الإنجيل أو بالأصح كانوا نائمين. وداس عليهم عدوهم بأحذية ثقيلة" (ص 44) فهل رجال أتخذوا موقعًا دفاعيًا ويتوقعون هجوم العدو بين لحظة وأخرى وينامون؟! مَن يتوقع الموت الوشيك وينام؟!

و ـ كان السيد المسيح عالِمًا بكل شيء، وعند اقتراب الجنود للقبض عليه هو الذي خرج إليهم وسألهم: مَن تطلبون؟ فقالوا يسوع الناصري، "فلمّا قال لهم: إني أنا هو رَجَعوا إلى الوراء وسَقَطوا على الأرض" (يو 18: 6) وكانت الفرصة مهيأة تمامًا للسيد المسيح للهرب، ولكنه لم يفعل بل ظل منتظرًا، حتى نهضوا وأعاد عليهم السؤال، وكان هو القوي في تسليم نفسه حيث اشترط عليهم لكي يذهب معهم أن يدعوا التلاميذ يمضون. ثم أن السيد المسيح الذي أبرأ أُذن ملخس التي ضربها بطرس بالسيف، ألم يكن من السهل عليه أن يبدد هؤلاء الجنود من أمامه؟!

ز ـ ناقض ديدات نفسه، ففي صفحة 32 يعترف بأن كل ما مع التلاميذ من سلاح هو مجرّد سيفين لا غير، وفي ص 34 يقول أن هذين السيفين كانا مع بطرس ويعقوب ويوحنا "والآن على أولئك الشجعان الأشاوس الثلاثة مسلحين بالسيفين أن يتربّصوا ويراقبوا ليقوموا بالحراسة"، وفي الوقت نفسه يقول أن الثمانية تلاميذ: "أنه يضعهم بطريقة إستراتيجية في مدخل البستان، مدججين بالسلاح كما يقتضي موقف الدفاع والكفاح" (ص 34) فمن أين أتى هؤلاء الثمانية رجال بالسلاح حتى يُدَجّجوا به؟!

ح ـ بينما يعترف الجميع بأن السيد المسيح هو ملك السلام الذي أنشدت الملائكة يوم مولده أنشودة السلام: "المجد للَّه في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرَّة" (لو 2: 14) فإن ديدات يخالف الجميع ويصوّر السيد المسيح على أنه ذو طبع ناري يهوى سَفك الدماء، وفي ص 28 يقول: "الآن حانت الساعة والآن يظهر ملك العالم ـ أنا سوف أحكم فيهم ـ أحضروهم هنا واسلخوا جلودهم أمامي "وعلاوة على تحريف النص السابق، فإن ديدات تجاهل أن ما ورد في الإنجيل (لو 19: 11 ـ 27) كان مجرّد مثل يحكيه السيد المسيح عن الملك الذي أحسن إلى شعبه ومنحهم هبات عديدة، وأما هذا الشعب العنيد فقد رفض أن يملك عليهم: "وإذ كانوا يَسْمَعون هذا عاد فقال مثلًا، لأنه كان قريبًا من أورشليم.." (لو 19: 11) ولكن ديدات لم يذكر إلاَّ العدد الأخير من المَثل مع التحريف في النص. عجبًا لإنسان يدعو ملك السلام بأنه أستاذ في فن التكتيك!.. عجبًا لإنسان يتّهم الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف بأنه قائد أناني يبذل رجاله ليحمي نفسه.. عجبًا لإنسان يُصوّر السيد المسيح الذي شهد الكل بكماله وقداسته على أنه إنسان مراوغ وكاذب يُظهر بغير ما يضمر، فيُظهر لتلاميذه أنه ذاهب إلى البستان ليُصلّي وهو يضمر الهروب من الموت.

وأنكر ديدات بشدّة أن يكـون السيد المسيح أميـر السلام فقال: "كانوا (المسيحيون) مبرمجين لمدة تزيد عن ألفي عام، باعتبار أن يسوع في تصوُّرهم إنما هو الحَمل الوديع "أمير السلام" لا يمكن أن يؤذي ذبابة. وهم يتغاضون عن ذلك الجانب الآخَر من طبيعته التي كانت تطلب الدم والنار! ينسبون أوامره إلى أتباعه أن يحضروا أعداءه الذين لا يقرون حكمه، لكي يتم ذبحهم قُدّامه. كما جاء بإنجيل لوقا (19: 27)" ص 46، وتجاهل ديدات أن السيد المسيح لم يحمل سيفًا قط، ولم يؤذي أحدًا قط، وعندما تجرّأ بطرس وضرب عبد رئيس الكهنة نهاه السيد المسيح عن هذا، وطالبه بأن يرد سيفه إلى غمده، وقال لتلاميذه أنني سأرسلكم كحملان وسط ذئاب، ولكن منعهم أن يتذئبوا، وأوصى أتباعه بالتسامح إلى درجة الكمال، والجميع يعترفون به رئيسًا للسلام سواء المؤمنين به أو الذين ينكرون لاهوته. ثم يأتي ديدات بعد كل هذا ويتهمه بأن طبيعته تميل إلى الدم والنار؟!.. لقد قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءَكُم. باركوا لأعنيكم. أحسنوا إلى مبغضِيكم، وصلّوا لأجل الذين يسِيئون إليكم ويطرُدُونَكم" (مت 5: 44) وهذا ما فعله وهو على الصليب في عز آلامه إذ قال: "يا أبتاه، اغفِر لهُم لأنهُم لا يعلَمون ماذا يفعَلون" (لو 23: 34) ولم نسمعه قط يقـول: "قاتلوا أعداءكم واقتلوهم".. فماذا تريد يا ديدات؟‍! أتريد أن تُلبس مسيحنا طاقية غيره، ولا إيه حكايتك بالضبط؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:31 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

ويوجّه الشماس الإكليريكي حديثه إلى ديدات قائلًا: "تكلّمت عن تخطيط السيد المسيح للقيام بانقلاب عسكري، وأغلب صفحات كتابك (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء) ترتّب وتدبّر فيها لكي ما تصل بهذا الانقلاب اليسوعي إلى قلب القارئ، وكذلك نسيت أمرًا هامًا، وهو أن قيام السيد المسيح بهذا الانقلاب يخرجه عن دائرة أنبياء اللَّه.. كيف يكون نبيًا من اللَّه ويقوم بانقلاب ضد الحكم؟ وهل رسالة الأنبياء الانقلاب؟ وكيف يصبح انقلابًا فاشلًا؟ لأن الانقلاب لو كان رسالته لما فشل فيه لأن اللَّه سيسنده ليتمم رسالته، ولو أن الانقلاب لـم يكـن رسالته ولكنه قام به، فمعنى ذلك أنه ترك رسالة اللَّه وشرع في تحقيق ميوله الخاصة، ومعنى ذلك أنه لم يقم برسالته السماوية، وكل ذلك ضد المفهوم الإسلامي واليهودي والمسيحي معًا ولكنك كتبته، هذا مع أنك نسيت وكتبت في ص 27 (ص 60 في الطبعة الإنجليزي العربي) وناقضت نفسك بأن هذا الانقلاب ما هو إلاَّ تهمة زائفة واستشهدت بكلام السيد المسيح القائل: {أعطُوا إذًا ما لقَيصر لقَيصر وما للَّه للَّه} (مت 22: 21) فكيف يكون من يُعلّم الناس وفاء الضرائب لقيصر أن ينشد الانقلاب ضد قيصر"(249).

ط ـ عندما قال ديدات لو أن اليهود نجحوا في قتل المسيح فهم بهذا يثبتون أنه مسيح دجال بدليل ما ورد في (تث 18: 20) ولم يورد ديدات النص.. لماذا؟.. لأنه لا توجد أدنـى صلة بين النص وبين دعوى ديدات. انظر ما يقوله النص: "وأمَّا النبي الذي يُطغِي، فيتكلَّم باسمي كلامًا لم أوصِيهِ أن يتكلَّم به، أو الذي يتكلَّم بِاسم آلهة أخرى فيَمُوت ذلك النبي" (تث 18: 20) فهذا النص بعيدًا تمامًا عن السيد المسيح الذي لم يتكلَّم بِاسم اللَّه باطلًا، ولم يتكلَّم بِاسم آلهة أخرى، ولكن إذ هو اللَّه المتأنس فإنه تكلَّم بالحق، والعددين 21، 22 التاليين للنص السابق يُحدّدان كيف نعرف أن الكلام صادر من اللَّه؟ هو تحقُّق هذا الكلام، وهذا ما حدث بالنسبة للسيد المسيح له المجد، فقد تكلَّم عن صلبه وموته وقيامته وهذا ما حدث بالضبط.

ي ـ ثم يأتي السؤال: كيف يصلّي السيد المسيح في البستان ويبكي ويحزن؟.. وقد أجبنا على هذا السؤال بالتفصيل في الدرس التاسع: المعركة الرهيبة على الصليب.

ك ـ ناهيك عن أسلوب ديدات الجارح الذي يتكلّم به على سيد الكل الرب يسوع المسيح، فانظر أيها القارئ وأحكم:

ـ "لن يظل يسوع جالسًا كبطة قابعة" (ص 30).

ـ "لم يكن ذلك وقت يقبع فيه كالبط" (ص 32).

ـ "أنه كان يبكي كامرأة" (ص 36).

ـ "يمكن أن يزعم مَن يشاء أن عيسى عليه السلام كان أيأس الناس حظًا" (ص 52).

ـ "ولو كـان يسوع يابانيًا بدل أن يكون يهوديًا، لكان من المؤكد أن ينتحر بطريقة (الهاري كاري) بدلًا من أن يتحمّل زيغ وعدم إخلاص أتباعه" (ص 52، 54).

ـ "لكن هذا الرجل المسكين البائس اليائس، كان يبدو غير مُسبّب لأي خطر. أنه لم يكن يبدو مثل زيلوت المشاغب السياسي والإرهابي المعادي للنظام" (ص 60).

ـ "كانوا يريدون غلـق الحظيرة علـى الحصان بعد أن نجحوا في إدخاله إليها" (ص 92)

ـ وفي ص 110 تحت عنوان "الأرنب والسلحفاة" شبّه ديدات السيد المسيح بالسلحفاة وتلميذي عمواس بالأرانب".

ولا أظن أن إنسانًا مسلمًا واحدًا يقبل ألفاظ ديدات هذه، وتبجحه وتطاوله على السيد المسيح الذي يجلَّه القرآن ويعتبره نور وهدى وآية ورحمة للعالمين، وأنه القدوس الذي بلا خطية وحده الخالق والديان والشفيع.. إلخ.

ويقول الشماس الإكليريكي "ناجي ونيس": "هل انتهت الكلمات من قاموسك يا سيد ديدات؟ ألم تجد تعبيرًا أرقى وأشرف من هذا حتى تصف به الحالة التي تريد أن تعبّر عنها؟ صدقني أنني أستغرب كيف تؤمن بأن السيد المسيح هو كلمة اللَّه وروح منه، ومع ذلك تصفه بهذه الأوصاف دون وقار حتى لمُرسِله.. كان يجب أن تعرف بأنك تتحدَّث عن نبي للَّه حسب إيمانك، ولكن أن تُطلِق لقب الحصان على السيد المسيح، فليس لك عذر.. وماذا بعد هذا؟! فقد لقّبته بالبطة والحصان والسلحفاة، فإياك وأن تكذب وتقول بأنك تؤمن أن السيد المسيح هو نبي اللَّه، فللأنبياء الصادقين احترامهم وكرامتهم وتوقيرهم، لأننا إنما نحترم ونوقّر اللَّه فيهم.. ألم تخجل وأنت تقول عن السيد المسيح بأنه بائس ويائس؟! ألم تخجل وأنت تضع وجه الشبه هذا بين السيد المسيح وبين هذا الذي تصفه بالمشاغب والإرهابي والمعادي للنظام؟ لقد فعلت ما أردته في كتابك هذا، ولم تترك المسيحيين ولا تلاميذ السيد المسيح ولا الإنجيل المقدَّس ولا السيد المسيح نفسه، حيث أنك أهنت الجميع"(250).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:31 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

6ـ يدّعي كل من غلام أحمد وأحمد ديدات أن اللَّه استجاب لصلوات يسوع في البستان وخلَّصه من الموت، فقال غلام: "إن المسيح الناصري عندما تلقّى الخبر بإلقاء القبض عليه ظل يتضرّع في حضرة اللَّه ساجدًا باكيًا ومبتهلًا طوال الليل، وكان من اللازم أن يُستجاب ذلك التضرُّع والابتهال الذي أُتيح له وقت طويل، لأن سؤال المقرّبين.. لا يُرد أبدًا.. ويتبين من الإنجيل أن المسيح كان واثقًا من استجابة دعائه.. إن المسيح كان متأكدًا من صميم فؤاده أن دُعاه لن يضيع أبدًا. لقد علَّم المسيح حواريه قائلًا: ادعوا اللَّه يستجيب لكم.. لذلك فإن رفض دُعاء المسيح لنفسه أمر كان له تأثير قبيح في نفوس الحواريين.. لأنهم رأوا بأعينهم أن دُعاء نبي مقدَّس مثل المسيح الذي ظل يدعو طوال الليل ذهب أدراج الرياح، الأمر الذي كـان يدفعهم نحو ابتلاء عظيم، ولذلك كان من مقتضى رحمة اللَّه أن يُستجاب دعاؤه بالتأكيد" (المسيح الناصري في الهند ص 34، 35 ـ د. فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير).

ويؤكد أحمد ديدات على نفس المعنى قائلًا: "هل أجاب اللَّه دعاء عيسى عليه السلام؟ كان قد تضرّع إلى الآب المُحبّ في السماء طالبًا للنجدة مع البكاء بالدموع {وإذا كان في جهَادٍ كان يُصَلّي بأشدَّ لجاجةٍ، وصار عَرَقُهُ كقطرات دم نازلَة على الأرض} (لو 22: 44).. مثل هذه الصلوات النابعة من القلب، ومثل هذه الصيحات المخضبة بالدماء، ومثل هذه اللوعة، ومثل ذلك الأسى، تكاد تنادي اللَّه فوق عرشه أن تحل عنايته.

ويستجيب اللَّه لدعاء يسوع: يؤكد القديس بولس، أن الدعاء لم يقع على آذان صماء {الذي في أيام جَسَدهِ، إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلباتٍ وتضرُّعات للقادِر أن يُخلّصه من الموت، وسُمِع له من أجل تقواه} (العبرانيين 5: 7).

ماذا يعني قوله "وسُمِع له؟ أيعني أن اللَّه قد قبل دعاءه. إن اللَّه جلّت قدرته هو السميع دومًا. لقد سَمِع (أي أنه أستجاب) لدعوات يسوع كما سمع (واستجاب) لدعوات أبيه إبراهيم عليه السلام.. وزكريا أيضًا ـعليه السلامـ دعا اللَّه في سن متقدّمة أن يهبه غلامًا، وسَمَع اللَّه دعاءه (استجاب له) ووُلِد له يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى عليه السلام) والآن ها هوذا يسوع يجأر بالدعاء طلبًا للنجاة "وقد سَمع اللَّه" (أي استجاب لدعائه)"(251).

تعليق: أ ـ إن السيد المسيح تضرَّع للَّه أن يخلّصه من أهوال الصليب، لأنه لبس طبيعتنا البشرية التي لا تحب الألم ولا العار ولا الخيانة.. إلخ، كما أن صلاته هذه تُعبِّر عن حقيقة الآلام النفسية الواقعة على الناسوت، لأنه شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، والسيد المسيح لم يسمح للاهوته أن يخفف الآلام عن ناسوته، فكل الآلام النفسية والجسدية كانت محسوسة لديه، ورغب لو أن هذه الكأس التي تجمَّعت فيها كل خطايا العالم المتشابكة تعبر عنه، إذ كيف يحمل القدوس الطاهر عقاب كل هذه الخطايا في جسده؟! ومع إن رغبته كانت الخلاص من الصليب بأهواله ولكن إرادته شاءت أن يحمل الصليب لأنه لأجل هذه الساعة قد جاء، ويصوَّر الدكتور القس إبراهيم سعيد موقف السيد المسيح في البستان قائلًا: "صراعًا نفسيًا اجتـازه المسيح فخرج منه ظافرًا. عندما رأى الصليب ماثلًا أمامه، أحست نفسه الإنسانية بقشعريرة، لكن روحه الإلهية ظلت مثبّتة وجهها شطر الصليب، فكان الفـادي بين عاملين: فهل يستسلم لهزّة نفسه الإنسانية ويقول: أيها الآب نجّني من هذه الساعة؟ كلاَّ. لأنه إنما لأجل هذه الساعة قد جاء. أم يغض عن إحساس النفس البشريـة ويصغي إلى إحياء روحه الإلهية فيقول: أيها الآب مجّد أسمك، وهذا ما فعله المسيح هنا وفيه كمال الظفر والفوز" (شرح بشارة يوحنا ص 538 ـ 539)(252).

ب ـ قال بولس الرسول: "الذي في أيام جسَدَهِ، إذ قدَّم بصُراخ شديد ودمُوع طَلِبَات وتضرُّعات للقادر أن يُخَلِّصه من الموت وسُمِع له من أجل تقوَاه. مع كونِهِ ابنًا تعلَّم الطاعة ممّا تألَّم به. وإذ كُمِّل صار لجميع الذين يُطِيعُونه، سبب خلاص أبدي" (عب 5: 7 – 9) والذي يتأمل في النص جيدًا يجد أن السيد المسيح لم يطلب أن لا يموت، إنما طلب الخلاص من الموت "للقادر أن يخلّصه من الموت".. وكيف يتم الخلاص من الموت بعد وقوعه؟ بلا شك بالقيامة، وهذا ما أكّده بولس الرسول بقوله: "وسُمِع له من أجل تقواه" فهو بهذا يقرُّ حقيقة القيامة.

ج ـ الدليل على أن السيد المسيح جاز في الموت هو حديث بولس الرسول عن آلامه "مما تألَّم به" وهو يقصد آلام الصليب التي جاز فيها، وأيضًا يقول بولس الرسول عن السيد المسيح "صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي".. فكيف؟ بموته على الصليب نيابة عن الجميع.

د ـ ماذا يقصد بولس الرسول من قوله عن السيد المسيح أنه "كُمّل"؟ يقصد أنه جـاز الآلام حتى نهايتها.. إلى الموت "لأنه لاقَ بذاك الذي من أجلِهِ الكلُّ وبه الكلُّ، وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يُكمِّل رئيس خلاصِهم بالآلام" (عب 2: 10).

هـ - أكّد بولس الرسول قصده هذا في نفس الرسالة فقال: "ولكن الذي وُضِع قليلًا عن الملائكة، يسوع، نراه مكلَّلًا بالمَجد والكرامة، من أجل ألَم الموت، لكي يذُوق بنعمة اللَّه الموت لأجل كل واحد" (عب 2: 9) "وإله السّلام الذي أقَام من الأموات راعِي الخِرَاف العظيم، ربَّنا يسوع، بدم العهد الأبديّ" (عب 13: 20) وتحدّث أيضًا عن قوة دم المسيح قائلًا: "فإذ لنا أيها الإخوَةُ ثِقة بالدُّخول إلى الأقدَاس بدم يسوع" (عب 10: 19).. "وإلى وسِيطِ العَهد الجديد، يسوع، وإلى دَم رَشٍّ يتكلَّمُ أفضَلَ من هابيل" (عب 12: 24) (راجع عب 2: 14، 9: 12، 10: 12) فهذه نصوص واضحة وردت في ذات الرسالة تحدّثنا عن موت المسيح وقيامته فلماذا يلجأ ديدات إلى الخيال ليضلل الناس؟!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:32 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

و ـ هناك تفسيران آخران لـ "سُمِع له من أجل تقواه" أولهما: أن ناسوت السيد المسيح مُنح قوة ومقدرة لتحمُّل الآلام غير المحدودة، وحتى لا يُقضىَ عليه قبل أن يُقدَّم ذبيحة على عود الصليب.

يقول الدكتور القس غبريـال رزق اللَّه: "فقد ملك الحزن نفسه واشتدت وطأته عليه لدرجة معها كادت قواه البشرية تذوب أمامه، وكثيرًا ما يموت الناس من شدّة الحزن، ولذلك ذهب البعض إلى أن الموت المقصود به هو الموت الذي كان يتهدد جسد المسيح الضعيف المنهوك قواه ليستلب منه الحياة ويقضي عليه قبل أن يصل إلى الصليب. فيقولون أن هذا ما كان يخشاه المسيح أن يموت في البستان. فتوسّل للقادر أن يخلّصه من هذا الموت ليتمّ موت الصليب الذي لأجله جاء إتمامًا للقصد الأزلي"(253).

وثانيهما: أنه "سُمِع له من أجل تقواه" بمعنى أنه نفذت إرادة الآب التي أرادها الابن، فيقول الدكتور القس غبريـال رزق اللَّه: "هذه هي تقواه" المُشار إليها، في مبناها ومعناها ومظهرها وجوهرها. وهذه هي صلاة البار التي تقتدر كثيرًا في فعلها. فلا عجب إذا قيل: "وسُمِع له من أجل تقواه" ولكن كيف "يُسمَع له" ما دام قد شرب الكأس؟ لقد طلب بلجاجة أن تكون لا إرادته بل إرادة أبيه، فكانت تلك الإرادة كما طلب، إذ أعلن الآب إرادته أن يشرب ابنه الكأس التي أعطاها له. على مذبح المحرقة في البستان قدم يسوع إرادته الذاتية محرقة تحت نار غضب اللَّه المسكوب على رأسه من السماء.. فصعد لهيب المحرقة إلى قلب الآب لهيب محبة اضطرمت فـي قلبـه نحو ابنه.. فهل إزاء هذا الانتصار العجيب لا يُقال "سُمع له من أجل تقواه؟"(254).

7ـ ادَّعى غلام أن بيلاطس قد أخّر صلب السيد المسيح إلى يوم الجمعة، وإلى أواخر ساعات نهار الجمعة، وهو يعلم أن اليهود لن يمكنهم ترك المسيح على الصليب إلاَّ إلى غروب الشمس لأن ليلة السبت الكبير كانت تهدد بالظهور، ويقول غلام أن هذه الخطة كانت حيلة لإنقاذ المسيح من تحطيم عظامه (المسيح الناصري في الهند ص 32 ـ د. فريز صموئيل ـ قبر المسيح في كشمير ص 185، 190).

تعليق: أ ـ اليهود هـم الذين قدّموا السيد المسيح إلى بيلاطس صباح يوم الجمعة، فبيلاطس لم يؤخِّر محاكمته يومًا واحدًا.

ب ـ حَكَم بيلاطس على السيد المسيح بالجلد، وهو يعلم أن هذه الجلدات قد تؤدي بحياة الإنسان إلى الموت.

ج ـ عندما أراد بيلاطس إطلاق السيد المسيح لأنه بريء، وضعه اليهود أمام محكّ صعب إذ قالوا له: "إن أطلَقت هذا فلسْتَ مُحبًّا لقيصر. كل مَن يجعَل نفسَهُ ملكًا يقاوم قيصر" (يو 19: 12).

د ـ تأخير صلب المسيح إلى الساعات الأخيرة من يوم الجمعة لا يعتبر وسيلة لإنقاذ عظامه من التحطيم. بل بالعكس فالتأخير في الصلب يعني أنه ما زال على قيد الحياة، وهذا يقودهم إلى كسر ساقيه ليسرعوا بموته.


8 ـ ادَّعى أحمد ديدات بأن السيد المسيح لم يُسمَّر على الصليب بالمسامير إنما رُبط فقط فيقول: "الإنجيل والبعد عن الحقيقة: على العكس من العقيدة السائدة، لم يُسمَّر يسوع على الصليب مثل رفيقيه، بل رُبِط إليه، وفي ضوء المعلومات المتاحة يجب أن نعتبر أن سلسلة "ارتياب توماس" (يقصد شك توما) اختلاقًا أثيمًا في الإنجيل، كتأثيمنا لامرأة متلبسة بالزنا"(255)، وفي صفحة 33 من النص الإنجليزي الأصلي يضع أحمد ديدات صورة للسيد المسيح وهو معلّق على الصليب، ويداه مربوطتان بسيور من الجلد ورجلاه حرتان الحركة، وقد قام برسم هذه الصورة الفنان "تشارلز بيكارد" واعتبر ديدات أن هذه الصورة هي دليل إثبات لما يقوله.

تعليق: يوجّه الشماس الإكليريكي ناجي ونيس حديثه إلى السيد ديدات قائلًا: "قُلت أن السيد المسيح لم يُصلَب بالمسامير بل رُبِط إلى الصليب بسيور الجلد! فمن أين أتيت بهذا الكلام؟ هل من الإنجيل المقدَّس؟ بالطبع لا! هل من التوراة؟ بالطبع لا!! هل من القرآن؟ بالطبع لا!!

فمن أين تأتي بهذه الأكاذيب؟ من خيالك؟ نعم هذه هي الإجابة التي لا ثان لها. والعجيب يا سيد "ديدات" أنك في ص 88 (182 في الطبعة العربي الإنجليزي) تقول أنك أتيت بأدلتك من كتابنا المقدَّس ومن مصادرنا وتتباهى مدعيًّا العلم والمعرفة..

أنت تكذب يا سيد "ديدات" على نفسك وعلى كل من يقرأ أو يسمع لك.. وربما تقول لي تمهّل، ألم أورد لكم لوحة للفنان تشارلز بيكارد ص 33 وفيها السيد المسيح مصلوبًا بالسيور الجلدية وليس بالمسامير؟

أقول لك اخجـل يا سيد "ديدات"! اخجل، لأن اللوحات الفنية صادرة من خيال الفنان، وخيال الفنان مهما كان هذا الفنان لا يمثل المصدر للديانة المسيحية السماوية، ورغم إن هناك آلاف الصور الأخرى القديمة والتي تُصوّر السيد المسيح وقد سُمِّر على الصليب بالمسامير وليست الأربطة!

ومـع ذلك فنحن لا نستقي إيماننا منها بل من المصدر الإلهي أي الكتاب المقدَّس"(256).

كما يقول أيضًا: "من أين أتيت بهذه المعلومة؟ إياك وأن تقول من مصادرنا أو وثائقنا، فكل المؤرخين ومنهم المعاصر للسيد المسيح، وكل الكتب المقدَّسة في العهد القديم والجديد تقول أن السيد المسيح عُلّق على الصليب بالمسامير، فمن أين أتيت بالأربطة؟

ما زلت تؤلف يا سيد "ديدات"، والشيء الغريب أنك علّقت اللصين بالمسامير أما السيد المسيح بالأربطة..!!

عجبي!!! كيف ولماذا هذا التمايز بين السيد المسيح واللصين؟ لا إجابة! ما هو مرجعك ودليلك؟

أقول لك اخجل يا سيد ديدات من عدم مبالاتك هذه وعدم مسئوليتك.. هناك نبوّة في العهد القديم تقول: "ثَقبُوا يديَّ ورجليَّ" (مز 22: 16) فالأربطة لا تثقب ولكن المسامير تفعلها، وكذلك عبارة (أراهم يديه ورجليه) (لو 24: 4) في العهد الجديد، تؤيد المسامير لا الأربطة، فالكتاب المقدَّس كله يشهد بأنه قد تم استخدام المسامير لا الأربطة.. يا رجل كن مسئولًا!"(257).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:32 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

9ـ ادَّعى كل من غلام أحمد وأحمد ديدات بأنه وقت الصلب حدثت رعود وظلمة وزلزلة فتفرّق المجتمعون، وأتى أتباع يسوع وأخذوه حيًّا، فيقول غلام أحمد: "إن صلب اليهود في ذلك العصر، لم يكن كمثل مشنقة اليوم، التي يستحيل منها النجاة غالبًا، لأن صلب اليهود لم يكن يحتوي على حبل للشنق.. وكان من الممكن عندئذ أن يُنزَل المجرم من الصليب قبل أن تُحطّم العظام إذا أُريد العفو عنه بعد تسميره بيوم أو يومين، اكتفاء بما ذاق من العذاب.. لكن اللَّه عز وجل أنقذ المسيح بفضله ورحمته من جميع ألوان التعذيب التي تقضي على الحياة قضاءً نهائيًا.. أنه بقى على الصليب مجرد ساعتين.. ولمَّا كانت الساعة السادسة هبّت عاصفة حالكة، غطّى الأرض سوادها، وظلت الأرض مظلمة لثلاث ساعات متوالية (مر 15: 33) وكانت تلك الساعة بعد نصف النهار وقبيل المغرب، فعند هذا الظلام الدامس، خاف اليهود أن تحين ليلة السبت، فيستحقوا الغرامة لنقض حرمة السبت، فلذلك سرعان ما أنزلوا المسيح واللص من على الصليب. على إن ظاهرة سماوية أخرى ظهرت أيضًا وهي أن بيلاطس لما كان متمكنًا من كرسي الحكم، أرسلت إليه زوجته قائلة: لا تتصدى لهذا الرجل البريء الصادق (أي تجنّب قتله) لأني تأذيت من أجله في المنام (مت 27: 19) فالملك الذي رأته زوجة بيلاطس في المنام، نتبين منه نحن وكل منصف أن اللَّه عز وجل لم يرد أن يقتل المسيح على الصليب، ولم يحدث منذ بدء الخليقة أن تُخطئ بشارة تبشر بنجاة أحد. كانت رؤيا زوجة بيلاطس مكيدة سماوية لنجاة المسيح، وكان من المستحيل أن تخطئ هذه المكيدة.. لأن كل رجل صحيح الفطرة إذا اطلع على رؤيا زوجة بيلاطس، يتيقن بقلبه الصافي المطهَّر بأن تلك الرؤيا لم تكن تهدف في الواقع إلاَّ إلى وضع خطة لتخليص المسيح" (المسيح الناصري في الهند ص 25، 26)(258).

وقال أحمد ديدات "بونتيباس بيطلاس يتعجّب: تحكي لنا كتب الإنجيل في مختلف الصيغ، أنه بين الساعة السادسة والساعة التاسعة (12 ظهرًا حتى 3 بعد الظهر) كان هنالك رعد وكسوف شمس وزلزال! هكذا دون قصد؟ كلاّ. كان ذلك لتفريق الغوغاء بعد استمتاعهم بيوم عطلة رومانية. وكان ذلك لإطلاق يدي الرحمة المتمثلة في أتباعه المخلصين المسرين لاتجاهاتهم كي يهبوا لنجدته.

وذهب يوسف الذي كان من أريماتا في معية أحد جنود الرومان (قائد مئة) كان متعاطفًا مع يسوع، وكان قد قال: "حقًّا كان هذا الإنسان ابن اللَّه" كما ورد بإنجيل مرقس (15: 39) ذهبا إلى بيلاطس وطلب يوسف جسد يسوع "فتعجّب بيلاطس أنه مات كذا سريعًا، فدعا قائد المائة وسأله هل له زمان قد مات" (مرقس 15: 44) ماذا كان سبب تعجب بيلاطس؟ كان يعرف بحكم تجربته وخبرته إن أي رجل لا يمكن أن يموت على الصليب في غضون ثلاث ساعات ما لم تكن "الكوريفراجيوم" مُعدّة لذلك وهو ما لم يحدث في حالة يسوع..

نجد بيلاطس يتوقّع أن يكون عيسى حيًّا على الصليب (لم يمت بعد) كما ينبئونه فإن تعجُّبه أيضًا طبيعي. ولم يكن لديه سبب يجعله يتحقق من أن يسوع ميت أم حي. ولماذا يهتم لو كان يسوع حيًّا؟ ألم يجده بريئًا من التهم الموجّهة إليه من اليهود؟ ألم تحذّره زوجته من إلحاق أي أذى بهذا الرجل العادل؟ ألم يضطر إلى الاستسلام لضغط اليهود عليه؟ فلو كان يسوع حيًّا فما أجدره بحظ حسن! ويصرح بيلاطس ليوسف أن يأخذ الجثمان"(259).

تعليق: أـ يظهر التناقض الذي سَقَط فيه غلام من جهة المدة التي أمضاها السيد المسيح على الصليب، فتارة يقول: "إنه بقي على الصليب مجرد ساعتين"، وتارة يقول: "وظلت الظلمة لثلاث ساعات متواليات"، والحقيقة أن السيد المسيح أمضى على الصليب من الساعة الثانية عشر ظهرًا إلى ساعة الغروب نحو خمس ساعات.

ب ـ ما رأته زوجة بيلاطس كان حلمًا وليس رؤية، فأرسلت إلى زوجها تقول: "إيَّاك وذلك البَارَّ. لأني تألَّمت اليوم كثيرًا في حُلْم من أجله" (مت 27: 19)، وبالرغم من هذا التحذير فإن بيلاطس حَكَم بصلب المسيح خشية أن يفقد منصبه.

ج ـ الذي حدث من أمر الظلمة لم يكن كسوفًا للشمس، لأن القمر كان عندئذٍ بدرًا مما يستحيل معه حدوث الكسوف، ولكـن الذي حـدث هـو معجزة إظلام الشمس من الساعة السادسة وحتـى التاسعـة (مت 27: 45، مر 15: 33، لو 23: 44).

د ـ لم تحدث أية رعود وقت موت السيد المسيح، والزلزلة حدثت عقب موته: "فصَرَخ يسوع أيضًا بصوتٍ عظيم، وأسْلَمَ الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشَقَّ إلى اثنين، مـن فوق إلى أسفَل. والأرض تزلزَلَت، والصُّخور تشقَّقت" (مت 27: 50، مر 15: 38، لو 23: 45) ولكن "ديدات" أراد أن يصوّر هذا الاضطراب حتى يؤكد هروب الجميع وإسراع التلاميذ بإنزال المسيح وهو ما زال حيًّا، وتجاهل "ديدات" وجود قائد المئة وجنوده عقب الزلزلة: "وأمَّا قائد المِئَةِ والذين مَعَه يحرُسُون يسوع فلمَّا رأوا الزلزلة وما كان، خافُوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن اللَّه" (مت 7: 54).

هـ ـ يوسف الرامي ذهب بمفرده إلى بيلاطس، ولم يذهب معه قائد المئة وطلب جسد يسوع، وحدث هذا في المساء: "ولمَّا كان المَسَاء" (مت 27: 57، مر 15: 42) وتعجّب بيلاطس من موت يسوع بهذه السرعة واستدعى قائد المئة وتحقَّق منه خبر الموت " فتعجَّب بيلاطس أنه مات هكذا سريعا،ً فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولمَّا عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف" (مر 15: 44، 45) لقد اختار السيد المسيح ساعة موته وسلَّم روحه في يد الآب في الساعة التي أرادها، فقد كملت قضية الخلاص.

و ـ لم يكن قائد المئة متعاطفًا قط مع يسوع، لأنه لو كان متعاطفًا معه لدافع عنه أثناء نظر القضية، ولو كان متعاطفًا معه ما كان يوافق قط على القيام بمهمة صلبه، ولكن الذي حدث أن الزلزلة هي التي قادت قائد المئة إلى الإيمان بالمصلوب ابن اللَّه الحي.

ز ـ يبدو أن "ديدات" مقتنعًا بموت السيد المسيح على الصليب ولكنه يراوغ، والدليل على هذا قوله: "ويصرح بيلاطس ليوسف أن يأخذ الجثمان" وهو يعلم تمامًا أن "الجثمان" لا تُطلق إلاَّ على الإنسان الميت وليس الحي.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2021, 03:33 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ما هي الأدلة التي ساقها الغلام ميرزا أحمد القواداني وأحمد ديدات على عدم موت المسيح وقيامته، والر

10ـ ادَّعى "أحمد ديدات" أن اليهود تعجّلوا في إنزال السيد المسيح من على الصليب وهو ما زال حيًّا، فقال: "ووفقًا لما أورده كُتَّاب الإنجيل المختصون، فإن اليهود والرومان قد نجحوا في وضع يسوع على الصليب الساعة السادسة وهي تعني 12 ظهرًا، وعند الساعة التاسعة وهي تقابل الساعة 3 كان قد أسلم الروح؟ فيا لغرابة أولئك اليهود كما أنهم كانوا متسرعين في تعليق يسوع على الصليب، ها هم أولاء متسرعين في إنزاله عن الصليب. هل يمكن لك أن تتصوّر السبب؟ أنها طقوسهم الدينية المتعلقة بيوم السبت..

ولمسايرة الطقوس اليهودية (أو لأي سبب آخَر) وللتعجيل بالموت على الصليب، فإن الجلاد يستخدم آلة تُسمّى "كروري فراجيوم" وهي تشبه هراوة فظيعة تُقطع بها الرجلان فيموت المحكوم عليه بالإعدام (من جرّاء النزيف) في غضون ساعة. كانت تلك هي الطريقة السريعة من طريقتي الموت صلبًا"(260).

كما يدعي "ديدات" أيضًا أن الجنود أنزلوه من على الصليب دون أن يكسروا ساقية لأنهم "رأوه" أنه قد مات بينما هو لم يكن قد مات لأن اللَّه أراد إنقاذه فيقول: "أنهم لم يقطعوا ساقيه إنما كانت تحقيقًا لنبوة، وردت بالمزمور الرابع والثلاثين تقول "يَحْفظ جميع عِظَامِه. وأحِدٌ منها لا ينكسر" (المزامير 34: 20) ولو حُفِظت عظام الضحية من الأذى، فإنها تكون نافعة له فحسب لو ظل حيًّا! وبالنسبة لشخص مات فعلًا، فإن سلامة عظامه لا تفيده بشيء.. بالنسبة لأشخاص أحياء على الصليب فإن تقطيع الرجلين يعني كل الفرق بين الموت والحياة. ولم يكن الرومان الوثنيون معنيين بكفالة تحقيق أي نبوة. فهم كما يقول القديس يوحنـا: "وأمَّـا يسوع فلمَّا جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مَات" (يوحنا 19: 33) "رأوه" كلمة بسيطة جدًا. ولكن لنا أن نسأل: ماذا رأوا؟ هل لنا أن نتخيل إن ما حدث كان تحقيقًا لقـول المسيح "ومُبصرون تُبصِرون ولا تنظُرون" (مت 13: 14) وعندما يقول يوحنا: الجنـود "رأوه" فإنـه يقصـد أنهم "قدَّروه" لأنه لم يكن لديهم جهاز "استيذوسكوب" حديث للتحقق من الوفاة ولا كان أحدهم قد لمس جسده أو قاس ضغط دمه أو نبضه لكي يخلُص إلى نتيجة أنه كان "قد مات فعلًا" أنني أرى في كلمة "رأوه" علامة أخرى من علامات مشيئة اللَّه في إنقاذه"(261).

ويكرر "ديدات" نفس المعنى قائلًا: "ما هو الخطأ الأول الذي وقع فيه اليهود في محاولاتهم التخلُّص من يسوع؟ كان الخطأ الأول أنهم سمحوا بإنزال يسوع عن الصليب دون كسر ساقيه تحت زعم أنه كان قد مات"(262).

تعليق: أـ لقد عُلِّق السيد المسيح على الصليب بعد أن أمضى الليل كله في محاكمات ظالمة، وجاز في السخرية والاستهزاء واللطم والضرب، وتحمّل الجلدات التي كانت كفيلة للقضاء على الإنسان، ولذلك لم يمكث وقتًا طويلًا على الصليب. إنما أسلم الروح بعد ثلاث ساعات، ولذلك لم تكن هناك أي حاجة إلى كسر عظامه.

ب ـ إعتاد الجنود الرومان عمليات الصلب، وهم بهذا خبراء في عملية موت المصلوب أيضًا، ولا سيما أن إفلات مصلوب من الموت يساوي صلبهم جميعًا عوضًا عنه.

ج ـ لماذا أخذ أحمد "ديدات" كلمة واحدة "رأوه" وفسرها كما يحلو له؟! مع العلم بأن كلمة "رأوه" في الأصل اليوناني تعني يرى ويبصر ويعلم ويعرف، ولا تحمل المعنى الذي رآه "ديدات" أنه "قدَّروه" فالموضوع عن معرفة وعلم وليس عن تقدير.

د ـ لماذا تجاهل "ديدات" نصوصًا عديدة تشهد بموت المسيح مثل: "فصَرَخَ يسوع أيضًا بصَوت عظيم، وأسلَم الروح" (مت 27: 50).. "فصرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ وأسلَم الروح" (مر 15: 37).. "ونادى يسوع بصوتٍ عظيم وقال: يا أبتـاه، فـي يدَيـك أستـودع روحي. ولمَّـا قـال هـذا أسْلَمَ الروح" (لو 23: 46).

هـ ـ النص الذي أورده "ديدات": "مُبصِرين تُبْصِرون ولا تنظُرون" (مت 13: 14) لا يمت للجنود الرومان بصلة، ومَن يرجع إلى النص الكامل (مت 13: 13 ـ 17) يجد إشارة السيد المسيح إلى نبوة إشعياء على هؤلاء اليهود الذين يسمعون ولا يفهمون ويبصرون ولا ينظرون لغلاظة قلوبهم وثقل آذانهم لئلا يرجعوا إلى الرب فيشفيهم. كما يتحدَّث السيد المسيح عن الأنبياء الأبرار الذين اشتهوا أن يروا ما رآه اليهود ولم يروا، وأن يسمعوا أقوال المُخلّص هذه ولم يسمعوا.. فما علاقة كل هذا بالجنود الرومان الأمميّين؟!

و ـ شهد "ديدات" بأن الجنود قطعوا سيقان اللصين ولم يقطعوا ساقي السيد المسيح، وقبل هذا قال: "لم يُسمّر يسوع إلى الصليب مثل رفيقيه" ص 68.. كيف استساغ "ديدات" هذا التناقض العجيب؟!.. هل هو استخفاف بعقل القارئ إلى هذه الدرجة؟!.. المصلوب الذي سُمّرت يداه ورجلاه بالمسامير ونُزف دمه يحتاج إلى كسر ساقيه لكيما يموت، والمصلوب الذي ربط بسيور من جلد ورجلاه منطلقتان لا يحتاج إلى كسر ساقيه لكيما يموت؟!! كيف يكون هذا يا "ديدات"؟! ألاَّ تعود للحق وتعترف بأن السيد المسيح سُمّرت يداه ورجلاه؟! ومتى اعترفت بهذه الحقيقة بالإضافة إلى الحالة المنهكة التي عُلِّق بها السيد المسيح على الصليب عندئذٍ تدرك بسهولة لماذا مات السيد المسيح قبل اللصين اللذان صُلِبا وهما في كمال صحتهما وعافيتهما.

ز ـ هل يصدق "ديدات" كلام السيد المسيح؟! إن كان يصدّقه، فإن المسيح قال على الصليب للص اليمين: "إنك اليوم تكون معي في الفردوس" فلو مات اللص ولم يمت المسيح.. فكيف وأين سيتم اللقاء بينهما؟!

ح ـ هل يتخيـل "ديدات" أن كل الذيـن ماتـوا قبـل اختـراع جهـاز "الأستيذوسكوب" مشكوك في موتهم؟! وهل ظلت البشرية تشك في موتاها حتى تم اختراع هذا الجهاز الذي يؤكد الوفاة؟! وما رأيك في الذين ماتوا وحُرّرت لهم شهادات وفاة ثم اتضح أنهم ما زالوا أحياءً لأن موتهم كان إكلينيكيًا فقط وليس موتًا كاملًا وقد تحدث عن مثل هؤلاء في ذات كتابه قائلًا: "ولكن ماذا عن مئات الناس الذين عادوا من بين الموتى؟ إننا نقرأ عنهم يوميًا على صفحات الصحف. أولئك الناس الذين حُرّرت شهادات طبية بوفاتهم بواسطة رجال لهم وظائف رسمية في مجال العمل بالصحة وعادوا بالصدفة إلى الحياة، لم يكونوا قد حضرتهم الوفاة في حقيقة الأمر بالمعنى المعروف للوفاة والبعث بعد الوفاة. إن أطباءنا قد أخطأوا وسوف يستمرون في ارتكاب الأخطاء"(263).

فإن كانت هـذه هي الحقيقـة يا "ديدات".. فما الداعي لحديثك عن جهاز "أستيذوسكوب "لإثبات الوفاة؟ أم أنك ترى أن أطباء اليوم ليس لديهم هذا الجهاز (السماعة الطبية)؟! يا سيد ديدات اسأل رجل الشارع عن علامات الموت؟ سيقول لك اتساع حدقة العين وعدم استجابتها للضوء، وتوقُّف التنفس تمامًا يدلان على أن الإنسان فقد الحياة، فهل بعد هذا تُشكّك في مقدرة الجنود الرومان الذين سبق وشهدتَ بكفائتهم قائلًا: "ولم يكن الرومان يخلطون أبدًا بين طريقتي الصلب، ولم يكن يختلط عليهم الأمر كما اختلط على الرسامين المسيحيين فيما بين الصلب السريع والبطيء" (ص 66) فهل تظن أن هؤلاء الأكفاء الذين لا يخلطون بين طرق الصلب البطيئة والسريعة يفوت عليهم التأكد من موت المصلوب؟!

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آلام المسيح وقيامته التي تنبأت بها الكتب المقدسة
القاديانية طائفة إسلامية مرفوضة | الرد على أدلَّة غلام ميرزا أحمد، وأحمد ديدات على عدم موت المسيح
ما هي الأدلة الدامغة على موت السيد المسيح على الصليب وقيامته؟
الليلة التي اسلم فيها المسيح
رد قداسة البابا شنودة على أحمد ديدات


الساعة الآن 11:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024