مقال قوى جداً ... الرئيس المسلم .. يصلي!!

[Magdy Monir]

مقال قوى جداً ... الرئيس المسلم .. يصلي!!





الرئيس محمد مرسي

بقلم - محمد سليمان :

هل أثار هذه العنوان اهتمامك أو استغرابك؟.. هل ظهرت علامات التساؤل والذهول على وجهك وأنت تعلم أن رئيس مسلم يؤدي فرض الصلاة الواجب على كل مسلم مهما علا شانه أو كبرت مسؤولياته؟..بالتاكيد لأ.. أذن أدعوك معى للذهول من سر اهتمام واحتفاء معظم وسائل الاعلام بمثل هذه الأمور.

المتابع - وحتى غير المتابع - لوسائل الاعلام المصرية، سيجد أن صور وفيديوهات تأدية الرئيس محمد مرسي للصلاة فى المسجد، أو اداءه لمناسك العمرة مؤخرًأ عقب زيارته للسعودية فى القمة الاسلامية، قد لاقت اهتمام و''تهليل''، بشكل ينم إما عن جهل مطبق بقواعد الاعلام أو بنوع من النفاق المبكر للرئيس الجديد.

فمنذ تولى مرسي منصب الرئيس، وكلما ذهب للصلاة أي مسلم ملتزم بتعاليم دين الاسلام الحنيف، تخرج الصحف والمواقع الالكترونية لتنشر صوره على صدر صفحتها الرئيسية، بعناوين تشيد وتبجل الأمر، وتظهره - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر - بأنه شئ جلل يستحق الانتباه والتأمل، على عكس قاعدة الاعلام الاولي، التى تتحدث عن أهمية الخبر هي العامل الأساسي لنشره من عدمه، فما بالك بالنشر على الصفحة الرئيسية للجريدة أو الموقع الاخباري، التى من المفترض أن تحتوي على أهم أهم الاخبار فحسب؟.

الواقع أن الرئيس غير مسؤول عن جهل وسائل الاعلام أو عن محاولتها النفاق، - ربما يمكنه أن يصرح برفضه مثل هذه الأفعال - ولكن المسؤولية الكبري تقع على عاتق هؤلاء الاعلاميين، الذين يقومون بعملية غسيل مخ منظمة للمصريين، باظهار الرجل بصورة هو لم يدعيها - فهو ليس الامام الخليفة، وإنما هو مجرد رجل يعمل فى وظيفة رئيس جمهورية، ويواظب على أداء الصلاة فى المسجد.

المثير للبكاء او الضحك لا أعلم، هو أن الاعلام قام بنفس اللعبة مع الرئيس السابق حسني مبارك ومع من سبقه، بنشر صور لهم وهم يصلون أو يؤدون فريضة الحج والعمرة، وتغنت بها طويلًا، وهي مشاهد ساعدت على تنويم المصريين لعقود عن الخروج والمطالبة بحقوقهم، بدعوي أن ''الراجل متدين وبيصلي وعارف ربنا''، كما أخرجت لنا طغاة لا يتركون الحكم الإ بالموت او الاغتيال أو الثورة.

ولكن.. الواقع العملى الذى نحياه يومياً، يؤكد أن صلاتك أو زكاتك أو حجك ليس هو المطلوب منك كرئيس للجمهورية، ولا يمكن تقييمك وتقييم عملك من خلال مشاهد تظهرك وأنت تصلي أو تؤدي فرائض الله سيحاسبك عليها يوم يحشر الناس جميعًا، فكم من أناس يؤدون الفرائض ولكنهم لا يتقنون عملهم ولا يحسنون معاملة الغير وربما يخرجون من المساجد ليفعلوا عكس ما قرأوا فى القراءن الكريم أثناء الصلاة.

اتمني من وسائل الاعلام أن تكف عن الجهل أو النفاق، وأن لا تشكل لنا فرعونًا جديدًا، وأن تترك الرجل ليعمل وهو يعلم أنه بشر عادى شاء الله أن يكون قدرنًا ونكون قدره لفترة من الزمن، يؤدي واجبه ووعوده فيها، ليعود بعدها إلى صفوف الشعب، إلى أن يتوفاه الله فيحاسبه عن صلاته وقيامه وعن الامانة التى حملها.

للتواصل مع الكاتب mohamed_selman16@yahoo.com

هذا المقال لا يعبر عن رأي موقع مصراوي، وإنما يعبر عن رأي كاتبه فحسب

مصراوى