القمص صليب حكيم
زواج الأزواج المرتدين
هناك أزواج أو زوجات يفشلون في حياتهم الزوجية فيلجأون إلى الطلاق ثم يتركون الإيمان من أجل الارتباط بطرف غريب. وهناك أزواج آخرون وزوجات يتورطون في علاقات عاطفية مع طرف غريب عن الإيمان فيرتدون عن الإيمان من أجل الزواج بهذا الطرف الغريب. ومثل هذا الزواج في الحالتين لا تقتصر أضراره على الشخص نفسه الذي فقد إيمانه وهدم أسرته بل تلحق المجتمع القبطي في عمومه.
تأثير الزوج المرتد على الكيان القبطي وعلى حياته:
كل الزيجات المخالفة التي تكلمنا عنها في الفصول السابقة كانت تخص الأعزب الذي يرتد ويتزوج من الغرباء فيفقد إيمانه بمفرده. أما هنا فنحن أمام الزوج الذي يرتد لكي يتزوج من الغرباء فيجر معه أبناءه وبناته الذين أنجبهم من زواجه المسيحي حيث تطبق عليه قاعدة "إنه في حالة إسلام أحد الوالدين ينضم الأبناء إليه باعتباره أنه أصبح صاحب الدين الأفضل" وإذا ما أبدى هذا الواحد عدم استعداده لضم أبنائه إليه فإن الدولة تتبناهم وتأخذهم لحسابها إذ تعتبرهم في هذه الحالة حقًا لها.
وهكذا تفتح هذه القاعدة ينبوعًا يفيض بسيل متدفق من الأطفال المسيحيين للدخول في الإسلام سواء تم ذلك بإرادتهم أو ضد إرادتهم، برضاهم أو بدموعهم مما يساعد بدرجة كبيرة على تآكل كيان الأقباط وتناقصهم، الأمر الذي يشكل خطورة على الوجود القبطي في المجتمع.
ومن ثم فلينظر هذا النوع من الأزواج فيما يجني به على كنيسته وعلى شعبه المسيحي بل وعلى أبنائه الأبرياء الذين يُحملهم وزر انهياره الروحي وفشله كزوج وعجزه عن تعايشه مع شريك الحياة وضيق أفقه الذي صور له أن الخروج عن دينه هو الذي سيحل له مشاكله، غير مدرك أن الإنسان الذي يلجأ لتغيير دينه بسبب مشكلة تواجهه، هو في نظر الناس إنسان ضيق الأفق ولا مبدأ ولا عقيدة له. لأن كل من يعرف دينه حق المعرفة لا يمكن أن يفرط فيه أو يستهين به .
ومن كان مهملًا في العيش بدينه سيكون هكذا في أي دين آخر ومن ثم فزواجه من غير دينه سيواجه حتمًا فشله كسابقه لأن العيب أصلًا كان فيه ولم يكن في دينه. كذلك بارتداده يجدف على اسم المسيح الذي أحبه واختاره من بين شعوب الأرض للإيمان به وإرث ملكوته السماوي. وإلى أين سيهرب من الويل الذي أعطاه المسيح لمن يُعثر الآخرين (لو17: 1). وهو قد صار عثرة لأبنائه الذين بسببه تحولوا عن الإيمان؟
أما المجتمع فبما يستحدثه من تشريعات تخدم دين الأغلبية على حساب دين الأقلية فإنه يساعد على استمرار تفاقم المشكلة.