رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص تادرس يعقوب ملطي
رسالة إلى الراهب نيقولاس طلب المشورة الاهتمام بكلمة الله معركة روحية كيفية النصرة على الشهوات |
16 - 11 - 2021, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
طلب المشورة
من يريد أن يحمل صليبه ويتبع المسيح، يلزمه قبل كل شيء أن يجاهد في سبيل المعرفة والفهم، وأن يفحص أفكاره دائمًا، مهتمًا كل الاهتمام لكي يربح الخلاص ويثبت في الله بكل قدراته. كما يجب عليه أيضًا أن يتباحث مع خدام الله، الذين لهم نفس الفكر ونفس الروح ويقومون بنفس العمل، حتى يعرف كيف وأين يوجه خطواته، فلا يسير في الظلمة من غير مصباح منير. لأن الإنسان الذي يتكل على ذاته بدون معرفة، وبغير قيادة الإنجيل غالبًا ما يتعثر ويسقط في مهاوي وشباك كثيرة للعدو (الشيطان)، وكثيرًا ما يضل، ويتعرض لمصاعب متعددة، ولا يدرى ما تؤول إليه حالته في النهاية. كثيرون، صارت لهم مهارة عظيمة في إماتة الذات، وبذلوا جهدًا عظيمًا لأجل الله، ولكن لأن مشيئتهم كان يعوزها التمييز الصائب، ولأنهم لم يعتبروا مشورة النصح حقيقة لازمة، ولا طلبوها من اخوتهم، لذلك صار جهادهم باطلًا وبلا أدنى فائدة. |
||||
16 - 11 - 2021, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
الاهتمام بكلمة الله
وأما أنت يا ابني، فإن ُرمت أن تدرك مصباح نورك العقلي والمعرفة الروحية وتقتنيه في داخلك، حتى تسير به دون أن تتعثر في الظلمة الحالكة لليل هذا العمر، ويرتب لك الرب خطواتك (مز 133:118) كقول النبي يلزمك أن تتوق إلى طريق الكتب المقدسة بشغفٍ، حتى تمارس أكمل وصايا الإنجيل بغيرة إيمان، وتشترك في آلام المسيح برغبة وصلاة. وها أنا أريك طريقًا عجيبًا، به تحقق قصدك، طريقًا لا يقوم على عمل جسدي أو مجهود خارجي، . وإنما يتعلق بحالة النفس الداخلية محتملًا مشقة جهاد النفس، مع ضبط العقل وسيطرته (على كل ما يدور فيه)، وأن يكون الفكر متيقظًا، مع خوف الله وحبه. بهذا تستطيع بسهولة أن تلتفت وتحارب فرق أعدائك، كما صنع داود النبي، الذي بعد ما ذبح جبارًا غريبًا واحدًا (جليات) بإيمان وثقة في الله، عاد وطارد فرق أعدائه مع أتباعهم. |
||||
16 - 11 - 2021, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
معركة روحية ها أنا أحدثك عن ثلاثة جبابرة غرباء أشدَّاء، يُعوِّل العدو عليهم في تشكيل وعمل قواته العقلية المضادة لنا. فإذا أفلحت في طرحهم وقتلهم ينتهي مصير كل قوات الشر حتمًا بالهزيمة. هؤلاء الجبابرة الثلاثة الذين هم من صنع الشرير، ويبدو كما لو أنهم ذوو بأس هم: 1. الجهل، وهو أصل (أم) كل الشرور. 2. النسيان، أخ الجهل المساعد والمعضد له. 3. الكسل (الاستهتار)، وهو يحيك من الظلمة رداءً وغطاءً يطمس به النفس، . والكسل يشدد الاثنين الأولين وبعضدهما، ويهيئ لهما الأسباب حتى يجعل الشر يتأصل في النفس المهملة تأصلًا قويًا، إلى أن يصير جزءً من كيانها. وعن طريق الكسل (الاستهتار) والنسيان والجهل، تنمو دعائم كل الشهوات الأخرى وتتقوى. ويسند هؤلاء الثلاثة كل منهما الآخر، إذ لا يمكن لأحدهم أن يقوم بدون الآخر. هؤلاء الثلاثة (مجتمعين معًا) يشكلون للعدو قوة لا ُيستهان بها، كما أنهم أعوان رئيسية للشر، بواسطتهم تنصب فرق الأرواح الشريرة شباكها داخل النفس وتنجح في كل تدابيرها. |
||||
16 - 11 - 2021, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
كيفية النصرة على الشهوات
فإذا طلبت النصرة على الشهوات وطرد القوات الغريبة المحاربة للعقل بسهولة، اجمع نفسك في داخلك بمساعدة الله عن طريق الصلاة، وتعمق في أغوار قلبك لتواجه هناك جبابرة الشيطان الثلاثة: أعنى الكسل (أو الاستهتار) والنسيان والجهل. هؤلاء الثلاثة هم الطعام الذي تتقوت عليه كل الشهوات المرذولة وتنمو وتتأصل في القلوب المتراخية والنفوس العاطلة عن التأديب. وعن طريق الانتباه الدقيق إلى نفسك ويقظة العقل وبالعون السماوي تستطيع حتمًا أن تنكشف هذه الشهوات الشريرة، التي يجهلها البعض وربما لا يتوقعونها، مع أنها أكثر الشهوات خبثًا وعنادًا، وان كانت أسلحة البر المضادة لها كفيلة بفضحها. هذه الأسلحة المضادة لها هي 1. المعرفة المستنيرة، التي تحفظ النفس في يقظة العقل، وتشددها لتبدد من أمامها ظلمات الجهل. 2. انشعال الفكر في الأمور الصالحة، ويُعتبر هذا مصدر بركات النفس. 3. غيرة حية توقظ النفس وتقودها للخلاص. فإذا تسلحت النفس بهذه الأسلحة الثلاثة، مع الصلاة والطلبة، تقدر بمعونة الروح القدس أن تغلب هؤلاء الجبابرة الثلاثة الغرباء الذين يقبلون بالعقل، (وتسحقهم) ببسالة وإقدام. بمعنى أنه بواسطة "المعرفة الإلهية المستنيرة" ُتهزم ظلمة الجهل الخبيث. وبواسطة "انشغال الفكر في الأمور الصالحة"، "في كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح" (في 8:4)، بهذا تستطيع أن تبدد النسيان المفسد. وبواسطة "الغيرة الروحية المتهيئة لكل عمل صالح"، تطرد الكسل (أو الاستهتار). وهذه الفضائل (الثلاث)، لا تكتسبها بإرادتك الذاتية وحدها، وإنما بقوة الله ومعونة الروح القدس، مع الحذر الدائم والاهتمام بالصلاة. فإن اقتنيت هذه الفضائل، عندئذ تقدر أن تقطع كل علاقة بجبابرة العدو الثلاثة الأشداء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لأن قوة النعمة العاملة في نفسك تُكوّن هذا (الثالوث) المتناسق، أي المعرفة الحقة، وتذكر كلمة الله، والغيرة المقدسة، كما تحفظ (هذا الثالوث) فيك بعناية، وبالتالي يتبدد في داخل نفسك كل من الجهل والنسيان والإهمال (أو النسيان)، إذ توهن قوتهم وتزيلها، وأخيرًا تملك في النفس نعمة ربنا يسوع المسيح الذي له القوة والمجد إلى أبد الآبدين. آمين. ___________ |
||||
16 - 11 - 2021, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
رووووووووووعة ربنا يفرح قلبك |
||||
16 - 11 - 2021, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: رسالة إلى الراهب نيقولاس
شكرا جداا للمرور الجميل الرب يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|