القس فيلوباتير مجدي
لماذا نتزوج؟
- بالرغم من أن الإجابة علي هذا السؤال تبدو سهلة وبسيطة.. لكن حينما نسأله للكثيرين من الشباب والمتزوجين نجد إجابات غير دقيقة أو ليست مسيحية (يدخلها الكثير من مفاهيم العالم).
- فالهدف الأسمى للزواج المسيحي هو أن يصل كلا من الزوجين للسماء و يعين كل منهما الآخر في هذا الهدف المقدس.
- كيف يتحقق هذا الهدف ببساطة؟
* خلال الوحدة في الحياة الروحية:
(أ) يحافظ كل طرف علي علاقته و حياته الروحية الشخصية مع الله.
- فيجب أن يصير كل طرف أمينا في حياته الروحية بغض النظر عن التزام و أمانة الآخر.. تمامًا مثلما يفعل الله معنا.
- إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ." (2 تي 2: 13).
- من فضلكم توقفوا عن الأعذار الوهمية.. فتقصير الطرف الآخر في الحياة الروحية لن يعفيكم من مسئولية التقصير أمام الله.
(ب) أن يشجع كل طرف شريكه للحياة مع الله.
فكثيرا منا قد يعيش مزدوج.
(في الكنيسة شخص و في الخارج شخص آخر).
- يجب أن نتعلم أن نجذب الطرف الآخر للكنيسة لا بكلامنا بل بأفعالنا و ممارستنا في حياتنا اليومية:
(يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ.)
- فهل يليق أن نصلي في الكنيسة ولا نصلي في البيت؟
- - هل يجب أن نتكلم عن الحب و التضحية والبذل في الكنيسة لكن في البيت نحن أشخاص آخرون؟!
- هل نعلم أولادنا محبة الأعداء.. ونحن قد نكون لا نحب بعضنا البعض؟؟
- ويعوزنا الوقت لذكر المزيد من الأمثلة..
(ج) الجو الروحي:
- يجب أن يتعاون كلا الزوجين علي توفير الجو روحي الذي يليق بالبيت المسيحي من خلال:
1- كيفية تعاملنا مع الميديا (الفيس بوك - الواتساب..) - نوعية البرامج التي نشاهدها في البيت - كلماتنا و اسلوب تعاملنا مع بعضنا البعض.
" احترامنا لبعضنا البعض (ألفاظ - حركات..)
2- نوعية الموضوعات التي تطرح داخل البيت.
3- الصلاة سويا - سماع عظات.. و غيرها من الممارسات الروحية.
+ و هنا لي سؤال: إذا كان البيت لا يعيش معظم أوقاته في جو روحي.. كيف تطلبون من الكنيسة أن تجعل أولادكم قديسين؟!
(د) ممارسة الحياة الروحية بصورة مستمرة و ثابتة:
- بعض الأزواج يخجلون من الصلاة في البيت أمام أبناءهم.
.. هل تعلمون لماذا؟
- لأن هذا الشاب و تلك الفتاة لم يعتاد أن يري الأب والأم يقفون ليصلوا أو يجلسون ليقرأون الكتاب المقدس..
فصارت الممارسات الروحية داخل البيت أمرًا غريبًا.. بل والأعجب أن البعض يشكو أن أفراد الأسرة يسخرون منه حينما يصلي أو يقرأ الكتاب المقدس..
(ه) أمانتنا تجاه الصوم و الصلاة و العشور:
- لقد قصدت أن أفرز عن هذه النقطة بعيدا عن النقطة السابقة؟؟ لأن اعتياد الأب والأم علي الصوم (الأربعاء و الجمعة و صوم الأصوام من بدايتها..)
والصلاة بالرغم من التعب و الإجهاد.. و العشور بالرغم من الضيقات المالية.. وغيرها من الممارسات الروحية التي تتطلب أمانة.
مثل هذه الأشياء تغرس داخل الأبناء جعل الله في الأولوية في كل شيء وألا نأخذ من حق الله أي شيء مهما كان صغيرًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
(كنت أمينا في القليل فأقيمك علي الكثير) (مت 25: 23).
وأخيرًا
فإن التزامنا بالحياة الروحية ليس اختيارا لكنه أساسا هاما تقوم علية الحياة الزوجية في المسيحية.
وتجعل الحياة الزوجية طريق السماء.