2، 3 – الخلاف في الصعود والهبوط، وعلاقة ذلك بالعماد:
وبدأ متى إنجيله بقوله "كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم.." (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وبعد هذا مباشرة شرح الأنساب إذ قال "إبراهيم ولد اسحق، واسحق ولد يعقوب". وبعد أن ذكر أولئك الذين ولدوا من معاشرات فيها أخطاء, أتى في النهاية إلي إحصاء الأجيال. ثم قال مباشرة "وأما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.."
وهكذا بعد أن شرح الفساد والموت الذي مرت به كل تلك الأجيال، وصل إلي ولادة السيد المسيح الطاهرة التي من الروح القدس ومن العذراء مريم.
أما لوقا فروى البشارة, وميلاد المعمدان, وميلاد المسيح وتدرج حتى وصل إلي عماد الرب في سن الثلاثين. وهنا ذكر الأنساب الشرعيين..
ويشرح القديس ساويرس بطريرك أنطاكية هذا الموضوع فيقول:
إن لوقا شرح الأنساب الشرعية, التي تذكرنا بمن مات دون نسل, ثم أقيم اسمه بعد موته, بابن ينتسب إليه, بطريقه فيها مثال للتبني والقيامة..
وذكر تلك الأنساب بعدما أورد قصة العماد.. ذلك لأن المعمودية تعطي التبني الحقيقي السمائي, في إظهار أولاد الله لذلك ذكر الأنساب الشرعية التي تعطي للتبني. لإظهار أن هذا المثال قد تثبت بالحقيقة, وأن الحالة المرضية التي للناس, قد أعيدت إلي الصحة بواسطة النعمة.
ولهذا السبب صعد بالأنساب من أسفل إلي فوق وأوصلها إلي الله، ليظهر أن النعمة التي تأتي بالمعمودية ترفعنا وتصعد بنا إلي النسب الإلهي، حيث تجعلنا أولادًا لله.
تمامًا كما أن اتحاد الزواج الذي تم بعد كسر آدم وحواء للوصية وإنجاب البنين الذي نتج عن ذلك, جعلنا نهبط إلي أسفل. لإتمام هذه الصورة نزل متى بالأنساب الطبيعية إلي أسفل.
ويقول القديس أوغسطينوس:
متى ينزل بالأنساب, مشيرًا إلي ربنا يسوع المسيح نازلًا ليحمل خطايانا. لأنه من نسل إبراهيم تتبارك جميع الشعوب (تكوين 12: 3). وهكذا لم يبدأ من آدم.