واقع الدعوة حسب متّى أن الرب كان في الجليل وهو موطنه والميدان الأساسي لتحرّكه. الإنجيل يذكُر من التلاميذ أوّلا سمعان وهو اسم عبريّ (شمعون) سمّاه في ما بعد (متى 16: 18) بطرس Petros الذي نحَتَه يسوع من كلمة Petra وتعني الصخرة. كان هذان الأخَوان (أبوهما يونا) يُلقيان شبكتهما في بحيرة طبرية المسمّاة هنا بحرًا. هذه اسمُها الآخر هو بحر الجليل. هذه يشكّلها نهر الأردن بعد خروجه من لبنان. هذان كانا صيادَين. كذا كان كل التلاميذ ما عدا متّى. قال الرب لسمعان و أندراوس: “هلمّ ورائي فاجعلكما صيادَي الناس”. التلاميذ اصطادوا الناس بالكلمة. ليس من أداة أُخرى لتربح البشر للمسيح. البشارة في العالم كله هي الصيد العجيب. “هلم ورائي”. ليس من مبشّر فعّال، حقيقي الا اذا كان محبا ليسوع حبا يأخذ منه كل جوارح قلبه. “فللوقت تركا الشباك وتبعاه”. كل انضمام حقيقيّ إلى السيّد يبدأ بتركنا لأشياء كانت تُعيقنا عن الاتحاد به. هذه الأشياء هي شهواتنا المؤذية.
باسيليوس، متروبوليت عكار وتوابعها