رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان يهوشافاط (2) يا إلهنا ... ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا، ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا ( 2أخ 20: 12 ) إننا نرى هنا إيماناً حياً يتعامل مع إله حي. وما كان ليهوشافاط أن يواجه تلك الجيوش الآتية عليه ما لم يكن متأكداً أن قدميه راسختان على وعد الله (ع6-9). وكانت عيناه مثبتتان على الله نفسه، وبالإضافة لذلك كان شعوره العميق بلاشيئيته: "ليس فينا قوة ... ولكن نحوك أعيننا"، وكان هذا كافياً جداً بالنسبة ليهوشافاط. وكم كان حسناً له أن لا يملك ذرة واحدة من القوة أو شعاعاً واحداً من المعرفة، وإلا لأعاقته عن أن يتكل بالتمام على ذراع ومشورة الله الحي القدير. وإذا تثبتت عين الإيمان على الله الحي، فملأ هو كل مجال رؤية النفس، فماذا تكون حاجتنا بعد لقدراتنا أو معرفتنا؟ مَنْ ذا الذي يفكر في ما هو بشري حينما يكون في متناوله ما هو إلهي؟ ومَنْ الذي يستند على ذراع بشرية إذا كان أمامه ذراع الله الحي؟ لم يَطُلْ انتظار يهوشافاط، حتى جاء الرد الإلهي "هكذا قال الرب لكم: لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير، لأن الحرب ليست لكم بل لله ... ليس عليكم أن تحاربوا في هذه. قفوا، اثبتوا، وانظروا خلاص الرب معكم" (ع15-17). ويا له من جواب! فكّر فقط في أن يكون الله طرفاً في الحرب! لقد وضع يهوشافاط المعركة في يد الله، والله تولاها معتبراً إياها معركته. وهكذا دائماً الإيمان يضع المصاعب والأحمال في يد الله، ويتركه ليتصرف، وهذا كافٍ جداً، فالله لا يرفض أبداً أن يستمع لنداء الإيمان، بل يُسرّ بأن يُجيبه. يا لها من لحظة رائعة في تاريخ النفس، عندما تختبر فراغها فتقول "ليس فينا قوة" فتجد الإجابة "قفوا اثبتوا وانظروا خلاص الرب". ولا يحتاج الإنسان لأية قوة حتى يقف، ولن يحتاج لبذل مجهود لينظر. إن المشكلة الحقيقية هي أن نصل إلى نهاية قدرتنا، وعند تلك النقطة يكون كل شيء قد تم بالفعل. عزيزي القارئ .. هل تواجه الآن ضغطاً أو تجربة أو احتياجاً أو صعوبات؟ ضع قضيتك بالكامل في يديه ذاك الكُلي القدرة. إنه يريد، وبذات القدر يقدر، أن يحمل الكل. ما عليك إلا أن تؤمن فقط. إنه يجب أن تثق به، وأن تستخدم إمكانياته، وهو يُسرّ أن يتجاوب مع اتكال الإيمان. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|