لقد غرق الإنسان في الخطيئة وتهشم من سقطته، وانسحق تحت ثقل ما تراكم فوقه من أثقال، فلم يكن بإمكانه أن يخلص نفسه بل كان بحاجة إلى من يخلصه، بحاجة إلى من يعطيه الدواء إلى من يعيد النور إلى بصيرته والتوازن إلى إرادته، والنعمة إلى عقله والإتضاع إلى فكره، وكان ابن الله الوحيد الذي يستطيع أن يعيد لخليقته وخليقة أبيه مكانتها ومنزلتها في الملكوت السماوي بالقضاء على التهشيم والتشويه الحاصلين في الإنسان، المسببين لكل ما في الحياة من مآس إنسانية، والفاتحين باب القبر كنتيجة لعالم الفناء الذي أراد الإنسان أن يناطح به عالم الخلود الذي فقده، وأن يجعل منه عالماً مستقلاً ، يديره عقله الضعيف ويزينه خياله القائم.