لكي يُشبع جيحزي، غلام أليشع، ما في قلبه من طمع، لم يتردد عن أن يكذب، فركض وراء نعمان وقال: "إن سيدي قد أرسلني". وهذه كانت أول كذبة، ثم اختلق قصة مجيء غلامين من جبل أفرايم من بني الأنبياء لسيده، وهذه كانت ثاني كذبة، وقد حصل على وزنتي الفضة وحُلتي الثياب وعاد وغلامان من غلمان نعمان يساعدانه في حَمل ما حصل عليه. وإذ لم يستطع أن يسمح لهما بتجاوز الأكمة لئلا يقتربا من بيت أليشع فيراهما، أخذ منهما الفضة والثياب وصرفهما ودخل هو البيت وأودعها فيه، ثم "دخل ووقف أمام سيده" كأن شيئاً لم يحدث، لكن أليشع سأله قائلاً: "من أين يا جيحزي؟" فأجاب "لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك" هذه كذبة ثالثة ـ وهكذا كل كذبة تقود إلى الأخرى.