كان قديسنا رجلًا إنجيليًا يتطلع إلى الكتاب المقدس بعهديه بكونه "تنازلًا من قبل السماء"(8)، تتلقفه نفسه الداخلية، وتجهزه ليلًا ونهارًا، لا لتبلغ إلى تأملات لاهوتية شاهقة، ولا استعدادًا لإلقاء عظات منمقة، أو تسجيل مقالات مكتوبة... لكن غايته الأولي الدخول العملي في "الحياة الإنجيلية التقوية" ليعيشها هو، وليعيشها شعبه معه... أحب الكتاب المقدس ليمارس وصيته استعدادًا عمليًا للحياة الأبدية، دون أن يعزل هذه الخبرة عن إخوته الذين أحبهم كنفسه! كان الكتاب المقدس بالنسبة له "مرعى" تتغذى فيه نفسه ونفوس إخوته، الأمر الذي يفرح قلبه، قائلًا(9) "عند تفسيري الكتب الإلهية أثب متهللًا كمن هو في مرعى!".