فحشاء المثليين
إن إبليس عدو البشرية وعدو الله، عدو كل بر، لا يزال يفسد طرق الله المستقيمة ويحاول أن يضع بصمته الشريرة ليفسد ما رسمه الله. لقد بدأ في الجنة بالتشكيك في أقوال الله «أحقا قال الله ...»؟ (تك3: 1)، وهو مستمر في بث سمومه وأكاذيبه التي يصدقها الجاهل الذي «قال .. في قلبه ليس إله» (مز14: 1)، وهكذا يقود الإنسان إلى فعل ما لا تفعله الحيوانات التي تتصرف بالفطرة التي فطرها الله عليها، ولكن «إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ» (مز49: 20).
والشيطان ليس لديه إلا كل ما هو مضاد للمشيئة الإلهية، ليقتنص الإنسان لإرادته، فإنْ كان الله قد وضع مبدأ الزواج (رجل واحد وامرأة واحدة) في (تكوين 2) ، فإنَّ لامك أدخل مبدأ تعدد الزوجات في (تكوين4)، ويأخذ تيار الشر في الانتشار إلى أن يأتي الطوفان لسبب كثرة شر الإنسان وتصور أفكار قلبه الشرير كل يوم، فهلك العالم القديم إلا نوح وعائلته (القصة كاملة في تكوين7،6)، الذين خرجوا من الفلك بعد ذلك، لتعمير الأرض من جديد، ولكن هيهات للشر أن ينحسر ما دام إبليس موجودًا، وما دام الإنسان يسير في رحابه ولا يصدق الله، فنرى برج بابل في (تكوين 11) حيث التحدي والتمرد على الله وبداية الوثنية، إلى أن يصل الشر إلى ذروته في (تكوين 19)، لا سيما بين سكان سدوم حيث سكن لوط، والمدن المحيطة، فكثر الشر وانتشر وأصبح فعل الفحشاء أمرًا شائعًا في تحدٍ واضحٍ لكل ترتيب إلهي، ومنتشرًا للدرجة التي بها عندما زار الملاكان لوطًا في صورة رجلين، اجتمعت المدينة كلها من الحدث إلى الشيخ قائلين للوط: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا» "أي لنضطجع معهما"، فيا للانحطاط ويا للشر!! فاستجلبوا غضب الله «فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ، وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ، وَنَبَاتَ الأَرْضِ» (تك19: 25،24،5) (القصة كاملة في تكوين 19)، وذلك ليكونوا عبرًة للآخرين (رسالة يهوذا7)، «لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ» (أف5: 6). وهكذا عبَّر الله عن غضبه تجاه هذا الأمر وأكد على النهي عنه تمامًا، «وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ». (لا18: 22)، «وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا» (لا20: 13). وحذر منه «لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ ... وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، ... يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ (1كو6: 10،9).