منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 09 - 2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,180

القديس يوحنا ذهبي الفم أنطاكية في أيامه

أنطاكية في أيامه

رسم لنا القديس يوحنا في عظاته صورة واضحة عن حال إنطاكية وما اتسم به شعبها، فقد قدر عدد سكانها بمائتيّ ألف نسمة، نصفهم من المسيحيين، وقلة من اليهود الذين يحاولون خداع المسيحيين، وجذبهم للشعائر اليهودية، أما الوثنيون فمع ضخامة عددهم، لكنهم فقدوا قوتهم وجبروتهم. أما المسيحيون فقد كان الكثيرون منهم يترددون على المسارح والملاهي والأندية في هذه المدينة التي كانت مضرب الأمثال في ملاهيها وملذاتها، يقصدها الشعراء والقواد والملوك للإعجاب والتغزُّل في جمال معالمها.
هذا بجانب الانقسام الذي عاشت فيه كنيسة إنطاكية قرابة خمسة وثمانين عامًا (330-415 م.)، تنقسم إلى ثلاث جماعات، كل يسندها عدد من الأساقفة المتحمسين لها:
أ. جماعة الأرثوذكس المعتدلين تحت رئاسة الأسقف مليتيوس، يتمسكون بقانون الإيمان النيقوي.
ب. جماعة الأريوسيين برئاسة أودكسيوس، الذين سندهم الإمبراطور فالنز، وهم ينكرون لاهوت المسيح.
ج. جماعة الأستاسيون Eustathians، تحت قيادة الكاهن يولينوس Paulinus، وهم ليسوا أريوسيين. لكن لهم اتجاهات أريوسية، وقد استطاعوا أن يقيموا شركة مع روما (داماسيوس Damasus) ومع الإسكندرية (أثناسيوس).
للأسف اتهمت روما الأسقف مليتيوس بالهرطقة، وأيضًا الإسكندرية واستبعد عن كرسيه أكثر من مرة وأعيد إليه، لكن لما رُسم الذهبي الفم أسقفًا على القسطنطينية كان فلافيان هو خليفة مليتيوس، فقام بالعمل على إعادة الشركة بينه وبين روما والإسكندرية. كما استطاع الكسندر خليفة فلافيان أن يعيد الأستاسيين إلى الكنيسة الأرثوذكسية عام 415م، فعادت الوحدة إلى كنيسة إنطاكية.
هكذا كانت صورة إنطاكية عند رسامة يوحنا كاهنًا، آلام من الخارج (يهود ووثنيين) وضيق من الداخل (انقسامات وانحلال)، لكن القديس قد تدرب على عدم اليأس، إذ يقول عن نفسه إنه لا يكف عن أن يعظ مرة ومرتين وعشرة ومائة من أجل خلاص نفس واحدة، مشبهًا نفسه بحامل الفأس الذي لا ييأس من ضرب الشجرة مرة ومرات حتى يقطعها!
ظل القديس قرابة اثني عشرة عامًا، فكانت له قدرة فائقة على جذب الوثنيين والهراطقة للإيمان، كما جذب كثير من المسيحيين إلى الحياة المسيحية الحقيقية.
توافدت عليه الجموع، وكانوا يظهرون استحسانهم بتصفيقٍ حادٍ غير منقطع، الأمر الذي أزعج نفسه جدًا. فقد ذكر أنه أثناء وعظه اِشتد حماس المصفقين وفي ضعفه البشري تأثر بذلك، لكنه إذ عاد إلى بيته أدرك عدم استفادة المصفقين، بل أفسد تصفيقهم البركات التي نالوها، فوضع في قلبه أن يوقف هذه العادة(24). لقد عاد يقول لهم: "أن تصفيقكم يؤلمني، فأتوجه إلى بيتي بقلب حزين كئيب، تقودني أفكاري إلى البكاء والنحيب. أقول لنفسي: "ربما بفخرِك يا نفسي تتسببين في ضياع بعض النفوس، وتكونين قد أضعت أوقاتك عبثًا.]
افتتح القديس عظاته في الأسبوع الأول من الصوم الكبير بشرح سفر التكوين، وإذ اجتذب بعظاته بعض الهراطقة بدأ يظهر التساؤل عن طبيعة الله، إذ كان البعض يؤمن بأن الإنسان قادر على فهم جوهر الله بعقله، فاضطر بعد إلقاء ثمان عظات على سفر التكوين أن يلقي تسع مقالات عن "استحالة إدراك طبيعة الله" على مدار سنة كاملة، خلالها ألقى ثلاث عظات ضد اليهود، وميامر عن عيدي الميلاد والغطاس.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومحنة أنطاكية
القديس يوحنا ذهبي الفم في أنطاكية
القديس يوحنا ذهبي الفم
القديس يوحنا ذهبى الفم
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 02:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024