رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية الكبادوك (329/330 - 1 يناير 379 م.) ← اللغة القبطية: pi`agioc Bacilioc. "يا أبانا باسيليوس، لقد حويت فضائل جميع القديسين. فأحرزت وداعة موسى وغيرة إيليا واعتراف بطرس وتكلم يوحنا في اللاهوت. ولم تزل بولس صارخاً: من يمرض ولا أمرض أنا. من يشكك ولا ألتهب أنا. فبما أنك ساكن معهم ابتهل في خلاص نفوسنا" (قطعة الأبوستيخين الثانية. صلاة الغروب) صراعه مع السلطة بقي الصراع بين القديس باسيليوس ووالنس الإمبراطور الآريوسي خفياًُ لبعض الوقت. ثم في السنة 371م. أصدر الإمبراطور مرسوماً بتجزئة قيصرية إلى قيصرية الأولى وقيصرية الثانية. همّه كان إضعاف باسيليوس، لا بل سحقه. لهذا فقد قديسنا العديد من أسقفياته بعد أن كانت قيصرية تعد خمسين أسقفاً وتمتد ولايتها على إحدى عشرة مقاطعة.وقد رد باسيليوس بأن رفع عدداً من كنائس القرى إلى أسقفيات وجعل عليها بعضاً من المقربين إليه أمثال صديقه القديس غريغوريوس اللاهوتي وأخيه القديس غريغوريوس النيصصي. وقد كانت المعركة على أشدها ضده إذ كان عليلاً طريح الفراش شهرين من الزمن يشكو الغثيان والأوجاع المبرحة في الكبد والأرق والوهن. ثم في العام التالي 372م. أوفد والنس عامله مودستوس، حامل لقب كونت المشرق، ليعرض عليه إما الإذعان للهرطقة الآريوسية أو التخلي عن الإدارة الكنسية. وقائع الحوار بين الرجلين حفظها القديس غريغوريوس اللاهوتي في مقالته 43 وفي مقالة القديس غريغوريوس النيصصي الأولى ضد أفنوميوس. مما جاء فيه: - مودستوس: كيف تجرؤ يا باسيليوس على تحدي سلطاننا العظيم؟ كيف تجرؤ على الوقوف في وجهنا وحيداً؟ - قد. باسيليوس: ماذا تعني؟ - مودستوس: تعرف تماماً تمام المعرفة ماذا أعني. الجميع رضخوا، إلا أنت، للديانة التي يأمر الإمبراطور بإتباعها. - قد. باسيليوس: إمبراطوري أنا يمنعني من إتباعها. لا أستطيع أن أعبد خليقة، وأنا خليقة الله ومدعو إلى الاشتراك في حياته! - مودستوس: من تظننا نكون، إذن؟ لا شيء؟! - قد. باسيليوس: أنت حاكم وأحد البارزين، لكني لا أكرمك أكثر مما أكرم الله. - مودستوس: أتعلم ماذا بإمكاني أن أفعل بك؟! أما تخاف من سلطاني؟! - قد. باسيليوس: ماذا بإمكانك أن تفعل؟ - مودستوس: بإمكاني أن أصادر ممتلكاتك وأنفيك وأحيلك على التعذيب وأنزل بك عقاب الموت! - قد. باسيليوس: أهذا كل شيء؟ لست أبالي به! لا يمكنك أن تصادر مقتنياتي لأني لا أملك شيئاً، إلا إذا كنت تريد ثوبي العتيق هذا أو الكتب القليلة التي في مكتبتي. والنفي، ماذا يضيرني؟ حيثما حللت في أرض الله. والتعذيب لا ينال مني لأني ليس لي بعد جسد يحتمل التعذيب. ضربة واحدة ويأتيني الموت. أما الموت فمرحى به لأنه يأتي بي سريعاً إلى حضرة الله المباركة. وإنني لأحسب نفسي ميتاً وأتعجل الوصول إلى القبر. فتعجب مودستوس وتحير جداً وأجاب: - مودستوس: لم يجسر أحد قبل اليوم على مخاطبتي بهذه اللهجة! - قد. باسيليوس: ربما لأنك لم تلتق أسقفاً قط. وإلا لكلمك بالطريقة التي كلمتك بها. نحن الأساقفة قوم ودعاء مسالمون لأن شريعتنا تأمرنا بذلك. ونحن كذلك لا مع الرؤساء وحسب بل مع كل الناس بلا استثناء. ولكن قيل في سبيل الله لا نحسب حساباً لشيء، لا للتعذيب ولا للموت. فالتعذيب يقوي عزيمتنا. أهنا، هددنا، افعل ما يحلو لك. مارس سلطانك علينا! ولكن ليسمع الإمبراطور كلامي جيداً! لن تقنعنا أبداً بالانضمام إلى قوى الإثم مهما بلغ تهديدك لنا!" فعاد مودستوس إلى والنس الإمبراطور وقدم له تقريراً بشأن القديس باسيليوس: "لقد دحرنا هذا القائد الكنسي. أنه فوق التهديد وأثبت من كل حجة وأقوى من كل إقناع". ولم يستسلم والنس. عاد بعد حين فأرسل أحد أبرز جنرالاته، تيرنتيوس، عساه بالإطراء والمديح والكياسة والكلام المليح يستميله إليه فباءت محاولته بالفشل. ديموستينوس الخصي. مهجعي الملك وأمين مطبخه كان له، هو أيضاً، دور في محاولة إقناع القديس باسيليوس. هذا كانت له شهرة إيجاد الحلول السريعة للمسائل الشائكة. حاول أن يكلم القديس باللاهوت فبدى مضحكاً. شهر سيفاً في وجهه وهدده بانتزاع كبده. فأجابه القديس بابتسامة: ليتك تفعل، إذن لخلصتني من الألم الذي أشعر به في كبدي! ثم أن والنس في أوائل العام 373م جاء بنفسه إلى كنيسة القديس باسيليوس فقابله قديسنا، وكان مع الملك ديموستينوس الأنف الذكر. لم يسع ديموستينوس أن يحفظ الصمت ولا بدا كأنه تعلم درساً من محاولته الأخيرة، فأخذ يجادل في مسائل اللاهوت. كان القديس هادئاً وديموستينوس محتداً. فجأة التفت القديس ناحية الإمبراطور وقال له: "يبدو أن لدينا ديموستينوس آخر لا يعرف أن يتكلم اليونانية! فخير له، والحال هذه، أن يهتم بصلصاته!". بعد ذلك عزم الإمبراطور على نفي القديس. ولكن، ثلاث مرات حاول أن يوقع أمر نفيه وثلاث مرات أنكسر قلمه. في المرة الثالثة جاءه خبر أن ولده غلاتوس، البالغ من العمر ست سنوات، يحتضر. وقد أرسلت إليه زوجته تقول له: "أتعلم لماذا يحتضر ولدنا؟ لأن إيمانك بالله غير مستقيم ولأنك تضطهد رجل الله!" فأرسل والنس في طلب باسيليوس وقال له: "إذا كان إيمانك مرضياً لله فاشف ولدي بصلواتك!" فأجاب القديس: "إذا كنت تنضم إلى جماعة الرأي القويم يحيا ولدك". فوافق الملك. وكان أن رفع باسيليوس يديه وصلى فمن عليه الرب الإله بشفاء ابن الملك. فسر الملك سروراً عظيماً لكن قلبه لم يكن نقياً. ولما جاء الآريوسيين ليعمدوا الصبي، بعد حين، مات بين أيديهم. فقط في السنوات الأخيرة من عمر القديس باسيليوس لم يعد والنس يزعجه. لاسيما بعد صراعات نشبت حول العرش. القديس باسيليوس الكبير طروبارية القديس باسيليوس الكبير النهاردة: أعجوبة القديس باسيليوس الكبير .. 13 توت |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شهادة القديس غريغوريوس اللاهوتي في القديس باسيليوس الكبير |
القديس باسيليوس الكبير |
رسالة القديس باسيليوس الكبير إلي صديقه القديس إغريغوريوس |
عيد القديس باسيليوس الكبير |
القديس باسيليوس الكبير |