رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوِّب سهمًا من قوسك يا رب، بالغداة تسمع صـوتــــي. بالغداة أُوجه صلاتي نحوك وأنتظر ( مز 5: 3 ) السهم الذي تُصوِّبه نحو السماء، هو صلاتك للرب التي تُعلن بها عن ضعفك واستنادك عليه، وثقتك في قلبه المُحب. والصلاة هي المرفأ لكل إنسان تحطمت به السفينة، وهي المرساة لكل الذين طوَّحت بهم الأمواج الصاخبة، كما أنها العكاز الذي يتوكأ عليه مَنْ له الأرجل المرتعشة، وأيضًا هي المنجم الزاخر بالثروة لكل فقير محتاج. وهي أضمن وسيلة لجلب البركات والخيرات. فالشخص الذي يعرف أن يصلي، وإن بدا فقيرًا مُعدمًا، هو الغني بحق. أما الذي لا يحني ركبتيه، فمهما علا شأنه وانتفخ في كبريائه، فهو أفقر الجميع. إن الصلاة هي الملجأ الوحيد لشعب الله في أزمنة الضيق. وكم من قديسين تحولوا إلى الرب طالبين معونته ومؤازرته، فما خابوا. ولنا في كلمته ما يؤكد ذلك. «الرب قريبٌ لكل الذين يدعونه، الذين يدعونه بالحق» ( مز 145: 18 ). ووعده الصادق «ادعُني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني» ( مز 50: 15 ). وأيضًا «ويكون أني قبلما يدعون أنا أُجيب، وفيما هم يتكلمون بعد، أنا أسمع» ( إش 65: 24 ). وأيضًا «أما أنا فإلى الله أصرخ، والرب يخلصني» ( مز 55: 16 ). وأنسب وقت للصلاة هو الصباح الباكر. فبينما يكون الطل ما زال على العُشب، دَعْ النعمة تقطر على النفس. بل ولنجعل الصلاة أول ما نبدأ به اليوم، وآخر ما نختم به المساء. ومثالنا الأعظم في ذلك الشخص المجيد الكريم الذي يُكتب عنه «وفي الصُبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك» ( مر 1: 35 ). وأيضًا «وقضى الليل كله في الصلاة لله» ( لو 6: 12 ). وعلى المؤمن أن يُصوِّب صلاته كالسهم نحو السماء، كما يقول المرنم: «يا رب ... بالغداة أُوجِّه صلاتي نحوك» ( مز 5: 3 )، وبعد إطلاقه السهم، ينتظر ليرى أين ذهب «وأنتظر». أو كما تأتي في إحدى الترجمات «أُوجه صلاتي نحوك ناظرًا إليك». فلنصلي وننتظر الإجابة، وسيكون لنا فوق وأكثر جدًا مما طلبنا أو انتظرنا. فيا ليت كل واحدٍ منا، يخاطب نفسه بالقول: «إنما لله انتظري يا نفسي، لأن من قِبَلهِ رجائي» ( مز 62: 5 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|