منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2021, 11:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,548

قوسُهُ وسواعِدُ يديهِ



قوسُهُ وسواعِدُ يديهِ

«ثَبَتتْ بِمَتانةٍ قَوْسُهُ، وَتشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ.

مِن يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ»

( تكوين 49: 24 )




القوة لا يمكن أن توجد بغير الاتكال على الله، وذلك لأنها ليست فينا بل في ذاك الذي يمتلكها كاملةً لحسابنا. وقد كان الإنسان يسوع المسيح المَثَل الأعلى الذي تجلَّى فيه هذا الحق واضحًا. فهو لم ينشد قوته في وقت من الأوقات إلا في الله، وما كان ممكنًا أن يكون الإنسان الكامل بغير ذلك. هو الذي قيل عنه في تلك النبوة القديمة المشهورة «مَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلَكِن ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَت سَوَاعِدُ يَدَيهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسرَائِيلَ» ( تك 49: 23 ، 24). نعم لقد أحاطته ورمَتهُ أرباب السهام ولكن لم تُفارقه قوته قط. وإن كانت قد بَدَت قوته تضعف بحسب الظاهر تحت ضغط العدو، لا سيما في بستان جثسيماني، ولكن ظل قوسه ثابتًا، وظلَّت قوته كاملة. وقد كان قوسه أقوى ما يكون فوق الصليب. نعم، لقد كان دائمًا رجل الاتكال، وكانت قوته دائمًا في هذا الاتكال، كما هو مكتوب «تَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ (أي قوي) يَعْقُوبَ». وهذا يتجلَّى في حياته، وفي موته، وفي قيامته.

ففي حياته، أظهر قوة الله باتكاله المُطلَق الدائم على الله. فكانت كل أعماله أساسها الإيمان والاتكال. انظر إليه عند قبر لعازر وهو يُظهر قوته بإقامة ميت من قبره، واسمعه يقول: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعتَ لِي» ( يو 11: 41 ).

وفي موته، ولو أنه صُلب من ضعف، إلا أنه رغم ذلك كان قوة الله. فأمام صليبه تكسَّرت كل قوة الإنسان، وتحطَّمت كل قوة الشيطان. وبالموت وضع الأساس لإبادة ذاك الذي له سلطان الموت. وهناك بصفة خاصة «تَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ».

أما قيامته، فكانت الإعلان الجهاري لقوة الله التي وثق بها واتكل عليها. لقد كان له سلطان أن يأخذ حياته أيضًا؛ أي أن يستردها. كما كان له سلطان أن يضعها، ولكن حتى في أمر قيامته انتظرت نفسه الله واعتمدت على قوة الله «أُقِيمَ .. بِمَجْدِ الآبِ» ( رو 6: 4 ).

وهذا ليس الكل. إن قوسه ستظل ثابتة وقوته كاملة إلى الأبد. فعندما يأتي ابن الإنسان ليدين الشعوب سيكون قوس النحاس الذي يصيب الخطاة في يدهِ، وعندئذ أيضًا سيُنطّقه الله بالقوة ويعلِّم يديه القتال ( مز 18: 32 -34)، وتكون نُبله مسنونة فتخترق قلب أعداء الملك ( مز 45: 5 ). أي نعم، سيظل قوسه وسواعد يديه قوية من يدي عزيز يعقوب حتى يجيء ليجلس على عرش قوته.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبى لمن يحرق خديهِ بدموع المحبة
سَمَّروا يديهِ على خشبة، فصفَّقَت البشرية


الساعة الآن 05:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024