رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- كان موسي النبي في أرض مديان هاربا من فرعون.يرعي غنم حماه يثرون.فنظر المنظر العجيب و رأي عليقة خضراء و النار تشتملها و تحيطها من كل جانب و من أسفل و من أعلي لكنها لا تحترق فسأل سؤالاً يستحق التأمل ,لماذا لا تحترق العليقة ؟ - ببساطة لأن هذه لم تكن نار حارقة بل نار إلهية من طبيعته النارية التي تنقي و لا تبيد.مثل نار الذهب التي تجعله نقي من الشوائب و أكثر قيمة بقدر ما عملت فيه النار .لا يستخدم الصائغ النار ليبيد الذهب بل ليخلصه مما يشوبه. - لم تحترق العليقة لأن هذا درس العهدين.سيحل الروح القدس علينا.ستتضع النار الإلهية و تسكننا.نصبح مسكن النار الإلهية الروح القدس و لا نحترق.حل الروح القدس علي العذراء و لم تحترق.لأنها نار حنونة.ليست مثل نار الأرض.هي نار الحب الإلهي و الخلاص.هي المحبة التي تلتهب في قلب الله كالنار لأنها من طبيعته.لذلك لم تحترق العذراء بحلول الروح القدس النارى و لم يحترق التلاميذ بحلول الروح القدس مثل ألسنة نار و لا نحترق نحن الذين يسكننا روح الله الناري.بل حتى نار جهنم لا تبيد من فيها بل تحرق دون إبادة.فكم يكون إلهنا النار الاكلة رقيقا بناره مع عبيده المفديين. - كان درس العليقة يطمئن كل من يسكنه الروح القدس أنه لن يحترق به بل سيتنقي.هكذا جسد و دم المسيح هذا الجمر الإلهي المأخوذ من مذبح السماء نأكله غير مرتعدين من الإحتراق منه بل مشتاقين إليه لأننا نحتاج الإتحاد بالنار الممحصة دون أن نحترق منها.لذا لم تحترق العليقة. - يكثر هذه الأيام الحديث عن التأله البشري,كأن المسيح سيجعلنا آلهة في السماء بينما كقوله الحق لا يوجد إلهاً غيره.أما قوله أنا جعلتكم آلهة (هو فعل ماضي) صرنا في عين الشياطين آلهة مخيفة لأن المسيح يتصور فينا لكننا ما زلنا و سنظل في عين المسيح عبيداً و أبناءا .لم يقل سأجعلكم بل قال ألستم ألهة كأنه أمر واقع و حادث الآن و ليس منتظراً للأبدية لكي يؤلهنا كما يحسب البعض.لن نصبح آلهة في الثالوث لكننا سنكون واحداً مع الآب .نحن مباركي الآب. - طريقة البركة في السماء هي الإتحاد.النار تسرى بلا ضجيج و تتحد بعناصر جديدة لتنقيها. لأن كل العطايا تأتينا لأجل إتحاد روح الله بنا. هكذا ستتحد الأجساد بمجد المسيح فتصبح أجساداً ممجدة فى الأبدية.كل العطايا في الأبدية بالإتحاد و من الإتحاد لأن هذا شكل المحبة الأسمي.بالإتحاد تتحقق طلبة إبن الله في البستان الذى لم يُصلىِ لكي نصبح آلهة بل لكي نتحد بالآب كما هو متحد به.بالإتحاد نصبح نورانيين.نصبح سمائيين.نصبح روحانيين.نصبح فى الثالوث متحدين. - العليقة مع أنها متحدة بالنار إلا إن النار ظلت نارا كما هي و العليقة ظلت عليقة كما هى لم يختلطا كما لن يختلط البشر مع اللاهوت في الأبدية.لكن المنظر عجيب ليس كما نعلمه.هكذا سيحدث بيننا و بين الثالوث الأقدس إتحاد لكن يبقي اللاهوت كما هو بلاهوته غير منقوص .لن نأخذ من الله لاهوته بل نبق نحن في المجد متحدين بمجد الله جالسين علي عرشه دون أن يترك لنا عرشه و يمضي. - هذا قمة ما نشتاق إليه أي الإتحاد بالنار التي لا تحرقنا بل تنيرنا و تسكب علينا المجد.فمن يدعي أننا سنصبح آلهة نقول له يكفينا بالأولي أن نصبح بشراً علي صورة الله و مثاله من غير تشامخ الروح.و نغلب في صراعنا في العالم لنحتفظ بصورة الله و مثاله فتنغلب الشياطين من صورة المسيح الذى فينا .يكفينا أن نبقي عليقة تحاوطها النار الإلهية أي اللاهوت لكن لا تختلط الطبيعتان يبقي الثالوث الأقدس منفرداً بلاهوته و نتشرف نحن بالإتحاد بمجده و محبته و ليس بلاهوته. - نحن العليقة.لن تحترق العليقة لأنها ليست مخلوقة لتحترق بل ليظهر عجب الله فيها.نحن العليقة.المخلوقة لتحيا إلي الأبد.النار المعدة لإبليس و ليس للإنسان الذى أنقذه الرب يسوع من النار بالخلاص.لماذا إذن لا تحترق العليقة ؟ - لأن كل النار التي يجب أن تحرقنا قد أحرقت المسيح بدلاً منا علي الصليب.نار قد جازت علي الخروف المذبوح لفصحنا فما عاد علينا حكم النار.الملاك حامل السيف من اللهيب المتقلب قد غادر شجرة الحياة الآن و لم تعد ممنوعة علينا.بل صار يشجعنا على الإقتراب من شجرة الحياة بل التغذى عليها,النار الحارقة إنسحبت و ها نحن نتناول الجسد الناري و دم المسيح الناري في مفعوله و ليس في مادته.صرنا نتجرأ و نتقدم لشجرة الحياة دون عائق.زال سيف اللهيب فلم نعد نحترق.لأن إقتراب الأقداس منا هي لخلاصنا و ليست لإفناءنا.فلا يفقد أحد رجاءه في الأبدية. - هوذا النار ستحرق ما هو قش فينا أو خشب و ستنقي ما هو فينا من فضة أو ذهب فلن نحترق بل ستحترق خطايانا وحدها و نتبرأ بدم المسيح بشرط أن نحيا معه حسب الوصية - السؤل لماذا لا تحترق العليقة هو سؤال من لم تسكنه النار الإلهية بعد.يستغرب كيف يأخذ اللاهوت الناري جسداً ترابياً و يتحد بالعليقة .ثم يستغرب كيف نأخذ نحن الترابيون روحاً نارياً يسكننا و نتحد به .هذا التبادل بالإتحاد صعب لمن يريدون أن يفهموا لماذا لا تحترق العليقة دون أن يميلوا كما مال موسي النبى لينظروا بقلوبهم فيجتذبهم صوت الرب إلي الأرض المقدسة.ستبق العليقة في الأرض تحترق و عمل الروح القدس في الأرض لا ينقطع فيها منذ أن كانت خربة و خالية إلي أن تزول محترقة بالنار.و سيبق السؤال مستعصياً علي من لا يتضع ليفهم و سيبق المشهد عجيباً و سر خلاص لمن يجتذبه عمل الروح القدس حتي يعبر به من أرض العبودية إلي أرض الموعد الأبدية.و يصبح سؤال لماذا لا تحترق العلية مثل تسبحة في أفواه العابرين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|