من الموت إلى الحياة
كانت خدمة الصليب هى البرهان الحقيقى على اتضاع السيد المسيح الكامل. فهو لم يقبل المحقرة والآلام فقط، بل قَبِل أيضاً أن يبدو مهزوماً أمام الموت.. مع أنه هو الذى هزم الموت الحقيقى بتواضعه.. هزم موت الخطية بطاعته الكاملة للآب.
قيل عن السيد المسيح “الذى فى أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلّصه من الموت. وسُمع له من أجل تقواه” (عب5: 7).
حقاً لقد سمع الآب لابنه الحبيب المتجسد -كممثل للجنس البشرى- وأقامه حياً من الأموات ظافراً بالموت. وهو الذى قال بفم النبى مخاطباً الآب: “لأنك لا تترك نفسى فى الجحيم. ولا تدع قدوسك يرى فسادًا” (مز15: 10).
نحن نؤمن بالطبع أن السيد المسيح قد قام بقوة لاهوته، لأنه قال لليهود: “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أُقيمه.. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده” (يو2: 19، 21).
ولكن الكتاب من جهة أخرى يؤكد دور الآب السماوى فى نصرة الابن الوحيد المتجسد على الموت، لأنه سرّ به لتواضعه وأقامه من الأموات “هذا أقامه الله” (أع2: 32).
وهنا نتذكر قول السيد المسيح: “مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك” (يو5: 19).