هكذا فإن ”رجاء المسيح“ يتجلَّى في قلوبنا الآن كقوة دافعة تمدُّنا بطاقة للحياة بلا تخاذُل ولا يأس، فنتخطَّى بها كل هموم الدنيا وضيقاتها مهما بلغت حتى الموت. أليس بعد الموت قيامة سبق وأخذنا سرَّها في كياننا؟ ألم نَقُم مع المسيح؟ ألم يهبنا المسيح روحه القدوس ليضمن قيامتنا منذ الآن؟ ألم يُعطِنا وعداً إلهياً: «إني أنا حيٌّ فأنتم ستحيون»؟ أو بماذا تقوم شهادتنا للمسيح الآن إلاَّ بالرجاء الذي نستمده منه؟ أو كيف نثق في كل مواعيد المسيح إلاَّ بثقة الرجاء الذي انغرس في لحمنا وسَرَى في دمنا؟
ألم يَقُل الوحي الإلهي على فم القديس بولس الرسول: «لأننا بالرجاء خَلَصْنا» (رو 8: 24)، جاعلاً الرجاء قوة تجمع الماضي والحاضر والمستقبل معاً!!؟ ولكن يستطرد القديس بولس لينفي من ذهننا إطلاقاً أي رجاء في هذا الدهر أو في دائرة المنظور، فيحبس رجاءنا في مسيح القيامة والحياة الأبدية فقط: «ولكن الرجاء المنظور ليس رجاءً... ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصبر» (رو 8: 25،24).