رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا قام من الأموات في اليوم الثالث؟
يتساءل البعض لماذا قام السيد المسيح من الأموات في اليوم الثالث؟ ونقول إن لذلك أسباب كثيرة منها ما يلي: فقد ورد في سفر هوشع النبي "هَلُم نرجع إلى الرب لأنه هو افتَرَس فيشفينا، ضَرَب فيجْبرنا. يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه" (هو 6: 1، 2). أي أن الله الآب، في المسيح، كان مصالحًا العالم لنفسه. والسيد المسيح إذ أخلى نفسه وكنائب عن البشرية، قد احتمل الآلام والموت وَقَبِلَ هذه الكأس من يد الآب. وكنائب عن البشرية أيضًا قد دخل إلى مجده بالقيامة من الأموات. وهذه الكرامة قد نالها من يد الآب أيضًا. كما هو مكتوب عن الله " يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان" (أي 5: 18). وبكل ما صنعه السيد المسيح قد صولحنا مع الله بموت ابنه وخلُصنا بحياته من الغضب والعداوة القديمة ورجعنا إلى الله وصرنا أولادًا له. والعجيب في هذه النبوة أنها قد أشارت إلى أن القيامة ستحدث في أول اليوم الثالث، لأنها تقول: "بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه"، بمعنى أن اليوم الثالث لم يكتمل، بل القيامة بعد يومين: أي بعد اكتمال يومين وفي بداية اليوم الثالث تحدث القيامة. وهذا ما ذكره القديس مرقس الإنجيلي عن قيامة السيد المسيح "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع" (مر16: 9). وبهذا تطابقت نبوة هوشع النبي مع بشارة الإنجيل. لذلك نقول في قانون الإيمان الأرثوذكسي (وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب). في العهد القديم خُلق الإنسان في اليوم السادس واستراح الله في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل "وبارك الله اليوم السابع وقدّسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا" (تك2: 3). ولكن الإنسان أخطأ في اليوم السابع أثناء الراحة الإلهية. وعاد الله يعمل من جديد كقول السيد المسيح: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17). ولذلك كان السيد المسيح يعمل أغلب معجزاته في اليوم السابع من الأسبوع. وثار عليه اليهود لهذا السبب فكان يؤكد لهم أنه لا يعمل هذا بمفرده بل مع الله الآب لذلك قال لهم: "الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك" (يو5: 19)، فالابن لا يعمل وحده كما لو كان منفصلًا عن الآب بل يعملان معًا وأيضًا مع الروح القدس في كل شيء حتى وأن تمايز دور كل أقنوم من الأقانيم الثلاث، ولكن العمل واحد باستمرار، ولا انفصال بين الأقانيم لسبب وحدة الجوهر الإلهي. إذن يلزم أن يبدأ أسبوع جديد، لأن الأسبوع الأول كان سيستمر في يومه السابع إلى الأبد لو لم يخطئ الإنسان ويحتاج أن يخلقه الله من جديد "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17). "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5). ومما يؤكد ذلك قول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا: "ثم رأيت سماءً جديدةً وأرضًا جديدةً لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها" (رؤ21: 1، 2). "الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو5: 17). بداية الأسبوع الجديد هو يوم الأحد الذي صار هو يوم الرب، وبداية العهد الجديد هو يوم الراحة الحقيقية الذي فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا. لذلك قال قداسة البابا شنوده الثالث أطال الرب حياة قداسته: [متى استراح الله حقًا من أعماله، أليس بعدما صنع الفداء وقام السيد المسيح من الأموات في يوم الأحد؟]. فلو قام السيد المسيح سريعًا بعد موته على الصليب لظن البعض أنه لم يمت بل أفاق من غيبوبة. ولكن نزيف الدم الحاد من طعنة الحربة واستمراره في القبر إلى اليوم الثالث أكّدا موته بصورة قطعية. هذا بالإضافة إلى المعجزات الأخرى التي صاحبت موته وقيامته. فالثلاثة أيام ترمز إلى الثالوث القدوس وعمله في الفداء بصفة عامة مع أن الابن فقط هو الذي تجسد متأنسًا، وصلب، وقبر، وقام من الأموات. لذلك فنحن نقبل المعمودية الواحدة بثلاث غطسات، إشارة إلى إيماننا بالثالوث القدوس الواحد، وأيضًا إشارة إلى أننا قد دفنا مع السيد المسيح للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة (انظر رو 6). فهناك ارتباط وثيق بين المعمودية التي نقبلها كمؤمنين بالمسيح، وبين موت المسيح وقيامته في اليوم الثالث. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|