ثم إنَّ لذَّتهم ومُتعَتهم هما أيضًا مثل الحُلم اللذيذ، ولكنَّه مجرَّد حُلم، وما أنْ يستيقظ المرء ينتهي الحلم وتبقى الحقيقة. ويصوِّر النَّبي إشعياء هذه الحالة الرهيبة فيقول: «ويكون كما يحلم الجائع أنه يأكل، ثم يستيقظ وإذا نفسُهُ فارغة. وكما يحلم العطشان أنه يشرب، ثم يستيقظ وإذا هو رازحٌ ونفسه مُشتهية» ( إش 29: 8 ). فهذا المسكين في حُلمهِ يأكل كما يريد أن يفعل، ولكن في الحقيقة هو لم يأكل، والحقيقة التي سيكتشفها عندما يستيقظ أن نفسه فارغة. وفي الحُلم هو يشرب كما يحب، ولكنه في الحقيقة لم يشرب، وعندما يستيقظ سيكتشف أنه ما زال رازحًا، ونفسه ما زالت مُشتهية!