نتابع كلامنا عن عظمة أيوب وغناه، فنقول أيضًا:
لقد أعطاه الغنى فرصة للإحسان والكرم، فأصبح محاطًا بمعجبين ومحبين وفقراء كثيرين ينالون الرحمة من يديه...
كانت الحياة سهلة أمامه، هينة مبهجة. يعيش في الفردوس، دون أن يدخل مطلقًا إلى بستان جثسيماني.. وكأنه ينصب له خيمة على جبل التجلي!
كان يعيش إلى جوار شجرة الحياة، ولم يتعود على حمل الصليب بعد. كان من الذين دخلوا إلى ملكوت الله، والباب واسع والطريق رحب، بدون خطية. ولقد أراد له الله أن يجرّب الطريق الضيق، والصليب والجلجثة.. يجرب الأحزان والضيقات، ليأخذ بركة الضيقات.
لقد أخذ بركة الغنى، فليأخذ إذن بركة الفقر أيضًا..