رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحدّي الخوف «اَللهُ لَنا مَلْجَأٌ وقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيقَاتِ وُجدَ شَدِيدًا» ( مزمور 46: 1 ) في مزمور 46 نجد بني قورح، الذين تعرَّضوا لكارثة مُرعبة، نقرأ عنها في سفر العدد 16، فلقد انشقت الأرض من تحتهم، وفتحت الأرض فاها وابتلعت كل ما كان لهم من بيوت وأموال وآباء وأُمهات وأقارب، وهبطوا أحياء إلى الهاوية، وانطبقت الأرض عليهم. لكن الكتاب في سفر العدد 26: 11 يُعلن أن بني قورح (الأطفال) لم يموتوا، لكن النعمة والعناية الإلهية حفظتهم وأنقذتهم. وعندما كبر هؤلاء الأطفال صاروا مرنمين في جماعة الرب، وهتفوا في مزمور 46 قائلين: «اللهُ لَنَا مَلجَأٌ وقُوَّةٌ. عَونًا فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا». لقد فقَدَ بنو قورح كل شيء؛ فقَدوا البيت والسكَن والأموال، الآباء والأُمهات والأقارب، الصيت والسُّمعة والمستقبل. أين وكيف ومع مَن يعيشون؟، وماذا يعملون؟، وكيف يتعاملون مع الناس؟ لقد فقَدَوا كل شيء. لكنهم في هذه الترنيمة يتحدُّون الخوف قائلين: «لا نَخشـَى ولَو تَزَحزَحَت الأَرضُ، ولَو انقَلَبَت الجِبالُ إِلَى قلب البحَارِ» ( مز 46: 2 ). مع أن أكثر شيء كان يُمكن أن يُرعب بني قورح هو زحزحة الأرض التي تُذكِّرهم برعب الماضي. فمَن يتعطل به المصعد مرة يخاف من ركوبه مستقبلاً. ومَن يتعرَّض لحادث يخشـى قيادة السيارات. ومَن يتعرَّض لخبرة زلزال يخاف من أي اهتزاز. ولكن الله يُعالج الخوف: «لاَ نَخشـَى ..». ولكن كيف استطاع الرب أن يُحرِّرهم من الذاكرة المُخيفة؟ لقد قالوا: (1) «اَللهُ لَنا ملْجَأٌ وقُوَّةٌ. عَونًا فِي الضِّيقَات وُجِدَ شديدًا» (ع1): لقد صار الله وليّهم الحي، وأبوهم المُحب، وسر قوتهم وعَونهم. فقد فقَدوا كل اتكال بشري ومعونة إنسانية، ولكن الرب صار لهم الملجأ والقوة والعون الشديد. (2) «اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَن تَتزعزعَ» (ع5): لقد آمنوا بسلطان الله القادر على كل شيء، والضابط لكل شيء. كما أنه لا يوجد أمر في الحياة خرج من سلطان يديه. (3) «يُعِينُهَا اللهُ عندَ إِقبَالِ الصُّبحِ» (ع5): لقد وثقوا أن الرب قادر على إنقاذهم من كل تجربة، وأنه يُعطي مع التجربة المنفذ لكي يستطيعوا أن يحتملوا «طَلَبتُ إِلَى الرَّبِّ فَاستجَابَ لِي، ومِن كُلِّ مخَاوفي أَنقَذَنِي» ( مز 34: 4 ). أخي: مهما مَرَرتَ بمصائب وكوارث، ثق أن الله يُسيطر على حاضرك ومستقبلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|