القديس الأنبا أرسانيوس
معلم أولاك الملوك
أيامه الأخيرة
ولما كبر الأنبا أرسانيوس، ووصل لحوالي 97 عامًا، وكان ذلك في وقت الصوم المقدس، فذهب إلى حجرته الخاصة ليبقى فيها تلك الأربعين يومًا، يأكل القليل كل ثلاثة أيام..
وبينما هو يصلي ويتأمَّل، كانت الشياطين تغضب جدًا بسبب ذلك، وأرادوا دخول حجرته، ولم يستطيعوا لأنه كان يصلي، لذا بدأوا يعملون ضوضاء عظيمة خارج القلاية ليزعجوه، ولكنه انتهرهم قائلًا: "لماذا تصنعون هذه الضوضاء يا أعداء الحق؟! إذا "أُعطيتم القوة، فتعالوا.. ادخلوا.. وإلا فاذهبوا بعيدًا.. أنا عبد يسوع المسيح الذي دمَّر كل قوّتكم." ولما قال ذلك ذهبوا خائبين.
وبعد ذلك زارته العناية الإلهية، فبدأ يدرس الكتاب المقدس أكثر، ويصلي أكثر، ويبكي.. وزاره تلاميذه يوم سبت لعازر، ففتح لهم وتحدث معهم..
ولما علم بقرب وقت نياحته، خرج لزيارة تلاميذه كالعادة، وقال لهم: "يا أبنائي.. ليكن معلومًا عندكم أن وقت انتقالي قد قرب، وأنا أنصحكم بألاّ تهتموا بأي شيء سوى خلاص أنفسكم." وكانت دموعه تسيل.. لذا فقد بكى الجميع، وودّعوه..
وبعد سبعة أيام، بدأ يبكي قائلًا لهم أن ساعته قد جاءت.. ولكنهم دهشوا جدًا للخوف الذي استحوذ عليه وسألوه: "هل مثل أرسانيوس يهاب بالموت؟!!" فأجابهم: "الحق أقول لكم، إن خوف هذه الساعة معي منذ دخلت في سلك الرهبنة."
ثم رسم الصليب على جسده، وعاد السلام لوجهه، وتنيَّح.
وبعد ذلك ظهر عمود نور عظيم في كل المكان، وأشرق وجهه.. وعلم بعد ذلك الجميع بموته، وجاء الكثيرين (رهبانًا وعلمانيين) ليتباركوا بجسده، وحدثت معجزات شفاء كثيرة.
وقد تنيَّح الأنبا أرسانيوس في 13 بشنس، (يوم الخميس الموافق21 مايو 445م.)