رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بشرية ابن الإنسان وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ ( مر 14: 62 ) بشرية أقرَّها البشر: عاش وسط أهل الناصرة فأكدوا أنه إنسان، بل وللأسف قد احتقروه وسمّوه بابن مريم. جميع إخوته وأخواته ( مر 6: 3 ) كانوا أحياء يعرفونه في الناصرة، يقينًا بأنه إنسان. أقرباؤه لم يفهموه، فللأسف اتهموه بالجنون ( مر 3: 21 ). خاطبه الشاب الغني كالصالح، فأجابه: «ليس أحد صالح إلا الله (لم ينفِ الصلاح عن نفسه)» فسحب هذا اللقب لأنه لم يَعرف عنه أكثر من إنسان ( مر 10: 11 ). بشرية اعتز بها تبارك اسمه: عبَّر المسيح عن نفسه بهذا اللقب؛ ”ابن الإنسان“ شعورًا عميقًا منه واقتناعًا شديدًا في ذاته أنه صاحب طبيعة بشرية واضحة لنفسه، أحبها وأدرك كل أبعادها، فعبَّر عنها بابن الإنسان 80 مرة في الأناجيل. إنه أحَبْ الألقاب لقلب السيد. وإمعانًا في بشريته، قارن تبارك اسمه بين نفسه والمعمدان «لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزًا ولا يشرب خمرًا ... جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فتقولون هوذا إنسان أكول وشرّيب خمر. مُحب للعشارين والخطاة». بشرية فريدة: وتأتي عبارة «ابن الإنسان» في الأصل مُعرَّفة بالألف واللام لتفيد أنه الابن الوحيد الذي للإنسانية. فكما أنه الابن الوحيد الذي في حضن الآب في الأزل، كذلك فهو الابن الوحيد للبشرية في ملء الزمان. بشرية ممجدة الآن: إن المسيح في رده على رئيس الكهنة أثناء المحاكمة، يستطرد قائلاً: «سوف تُبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة» (14: 62)، فالآن بعد إكمال العمل جلس في عرش الآب. وهذه رسالة ليس للأرض كلها بل للسماء أيضًا. إن ناسوته ليس فقط لن يفارق لاهوته، ولكن له ذات أمجاد اللاهوت وإلا ما كان يمكن أن يوجد في يمين العظمة. ما أجمله إنسانًا في عرش الآب ـ إنسان بكل معنى الكلمة للحم وعظام لها ذات أمجاد الذات الإلهية والتي روح في ذاتها. جسد له مجد الروح. ناسوت له مجد اللاهوت. إنسان يُساكن الله في عرشه لأنه الله الظاهر في الجسد والذي وضع ذاته الإنسانية لأجل الإنسان ولأجل الله، فمجَّده الله في ناسوته تمجيدًا إلهيًا أبديًا. وعن قريب سيظهر بمجد وقوة كثيرة، ليس بمجده فحسب، بل بمجد أبيه والملائكة القديسين في حاشيته، ما أروعها ساعة!! يوم يظهر الحبيب بمجده البديع كابن الإنسان. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|