رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ ( تكوين 19: 26 ) لقد كانت امرأة لوط بلا شك موضوع شفاعة إبراهيم وتضرعاته لدى الله. وأنت أيها الصديق ألا تعلم أنه توجد أيضًا صلوات حارة تتصاعد إلى الله، كي تنجو أنت من الدينونة؟ إن كان لك والدان مؤمنان فلا شك أنهما يصرخان قائلين: ”يا رب خلِّص ابننا“. وحتى إذا لم يكن لك هذا الامتياز فإنه يوجد جمهور من المؤمنين يطلبون من أجل خلاصك، وخلاص الخطاة الهالكين أمثالك. لقد وصل الإنذار بكيفية واضحة إلى امرأة لوط بواسطة الملاكين. كذلك وصل إلى عِلم أنسبائه أن الرب مُهلك المدينة. وأنت أيها القارئ أشكر الله لوصول هذه الدعوة إليك. هل تستطيع أن تدَّعي أنك لم تُحذَّر من الدينونة المُقبلة على هذا العالم؟ أنت لا تجهل أن هذه الأرض الملعونة سيأتي عليها الغضب عما قريب، وسيُطرح الأشرار غير المؤمنين في جهنم الأبدية، في بحيرة النار والكبريت، في الموت الثاني، في المكان الذي فيه يُطرح الوحش والنبي الكذاب والشيطان وكل جنوده، مع كل نفس غير تائبة. إن الإنجيل يتكلَّم عن هذا الغضب العظيم المُفجع، والضمير الطبيعي في الإنسان يُقرر أنه خاطئ. فما أكثر الطرق التي بها يُعلِّم الله الإنسان! وأمرْ الرب لم يكن أمرًا شكليًا عندما قال للوط: «لا تنظر إلى ورائك». ولكن امرأة لوط كان قلبها في سدوم دائمًا، فلم تؤمن أن الرب بالحقيقة سوف يُهلك مدينة عظيمة وغنية كسدوم، وعدم إيمانها تولَّد منه عدم طاعتها. والله لا بد أن يُجازي كل هذا. فعند وصولها إلى ”صُوغَر“ – المكان الذي فيه تطمئن – أرادت امرأة لوط أن تتحقق هل الله فعلاً أنزل دينونته أم لا، فهلكت وصارت عمود ملح. وإني أُناشدك أن تتأمل هذا العمود الأبيض اللامع في وَهج الشمس، في طريق مُغطى بسُحب دخان الحريق، لأن دخان الأرض صعد كدخان الأتون ( تك 19: 28 ). يا له من منظر مزعج! وكل مَن أطال النظر في آكام التراب والرماد هناك رأى ذلك العمود قائمًا يشهد أن الله يُعاقب عدم الإيمان وعدم الطاعة. نعم، كل مَن لا يطيع سوف يُملَّح بنار ( مر 9: 49 ). أيها القارئ: إن الدينونة أبدية. وبكل إشفاق، ومِن قلب مليء بالمحبة والحنان، أهمس في أذنك: ”تذكَّر امرأة لوط. حوِّل نظرك عن العالم، والتَفت إلى الرب، فتخلُص“. ! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|