رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة المسيح وابعادها قيامة المسيح تكملة عمل الفداء بدأ يسوع عمل الفداء بالتجسد والآلام والصلب والموت وأكمله بالقيامة. أنقذنا الربّ يسوع من الخطايا، وبقيامته أعاد كلّ ما فقدناه من خلال الخطيئة وفتح لنا أبواب الحياة الأبديّة كما جاء في تعليم بولس الرسول " أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أَجْلِ بِرِّنا." (رومة 4، 25). فإن كان قد ذُبح لأجلنا، فقيامته تؤكد قبول الذبيحة. وإن كان قد صُلب من أجل ديون ذنوبنا، فقيامته تعلن وفاء الدين. والقيامة برهان على ان المسيح خلص الخطأة واوفي الدين عنهم كما جاء في تعليم بولس الرسول "أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أَجْلِ بِرِّنا." (رومة 4: 25 او 1 بطرس 1: 3). ويُعلّق القديس ميليتيون أسقف سردينيا" اتخذَ الربُّ، معَ كونِه إلهًا، طبيعةَ الإنسان، وتألَّمَ عمَّن كانَ يتأَلَّمُ. وقُيِّدَ بدلَ مَن كانَ مُقيَّدًا، وحُكِمَ عليه بدلَ مَن كانَ مُجرِمًا، ودُفِنَ بدلَ مَن كانَ مدفونًا، وقامَ من بينِ الأموات؛ ولذلك فان قيامة يسوع من بين الاموات هي تمجيد للابن من قبل الآب (اعمال 2: 22-24). وعلى ضوء القيامة أصبح للألم والصليب مفهوم جديد في فكرنا وشعورنا الذي لنا فكر الرب، كما قال بولس الرسول "لأنه "فمَنِ الَّذي عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَه؟ وأَمَّا نَحنُ فلَنا فِكْرُ المسيح." (1قورنتس 2: 16)، وأصبح الألم في اقتناعنا انه الطريق إلي المجد، كما صرَّح بولس الرسول " إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا " (رومة 8: 17). وكشف لنا يسوع بعد قيامته، أن الحياة تمر حتماً بالموت، والمجد بالآلام، والخلاص بالصليب، والفرح بالحزن، والخدمة بالتواضع، والأول بالآخر، والربح بالخسارة. فلا مجد دون ألم، ولا حياة دون موت، ولا قيامة دون جلجلة. فيقول:" الحقّ الحقّ أقول لكم: إنّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبقى وحدها وإن ماتت أخرجت ثمراً كثيراً" (يوحنا 12/24). ولذلك نحمل الألم ونحن نقول " مَحْزونينَ ونَحنُ دائِمًا فَرِحون" (2 قورنتس 6: 10). وبالقيامة أصبح الصليب إكليلاً ومجدًا، وليس ألمًا كما صرَّح بولس الرسول" إِنِّي راضٍ بِحالاتِ الضُّعفِ والإِهاناتِ والشَّدائِدِ والاِضطِهاداتِ والمَضايِقِ في سَبيلِ المسيح" (2 قورنتس 12: 10). لم يلغي الفصح ألم العالم أو جروح التاريخ العديدة انما اعطى القدرة الجديدة على النظر إلى الفراغ ومحاورة الألم لرؤية علامات الموت والإيمان. ويوضِّح ذلك البابا فرنسيس "إنَّ قيامة المسيح هي انتصار المحبة على جذور الشرّ، انتصار لم "يتجاوز" الألم والموت بل عبرهما محوِّلاً الشرّ إلى خير". فالإيمان لا يلغي مآسي الوجود، بل يفتح أعيننا وقلوبنا على آفاق الخلاص والحياة الأبدية. لذلك يقول العلامة بول ريكور: "لم يأتِ المسيح لكي يلغي الألم إنما أتى ليملأه بحضوره". واصبح المسيح بقيامته رباً ومسيحاً كما اعلن ذلك بطرس الرسول في عظته الأولى " َلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا" (اعمال الرسل 2: 36) وقائدا ومخلصاً كما صرح بطرس الرسول في مجلس اليهود "هو الَّذي رَفعَه اللهُ بِيَمينِه وجَعَلَه سَيِّدًا ومُخَلِّصًا لِيَهَبَ لإِسْرائيلَ التَّوبَةَ وغُفرانَ الخَطايا" (أعمال الرسل 5: 31)، انه آدم الجديد الذي وضع الله تحت قدميه كل شيء كما جاء في تعليم بولس الرسول " كما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح،" (1 قورنتس 15: 22)، وإنه راس للزاوية كما وصفه القديس بطرس "هذا هو الحَجَرُ الَّذي رَذَلتُموه أَنتُمُ البَنَّائين فصارَ رَأسَ الزَّاوِيَة (اعمال الرسل 4: 11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|