رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عليكَ توكلتُ «اِحفَظنِي يَا اَللهُ لأني عَلَيكَ توَكَّلتُ» ( مزمور 16: 1 ) إن ربنا يسوع المسيح هو ابن الله الأزلي الأبدي، لكنه تبارك اسمه، في ملء الزمان جاء إلى الأرض في صورة عبد صائرًا في شبه الناس، وعندما صار إنسانًا تميَّزت حياته بالصلاة، فصلَّى كثيرًا؛ في الخفاء وفي العلَن، وصلَّى بدون أن يُعرف مضمون صلاته، أو بصورة جهارية أمام الجموع كما في يوحنا 11: 41، 42، وبصورة مسموعة أمام تلاميذه كما في يوحنا 17. وكانت الصلاة بالنسبة له جزءًا أساسيًا من حياته، وصارت إحدى عاداته كما هو مكتوب: «.. ومضـَى كالعَادَة إِلى جَبَل الزَّيتونِ ... وجَثَا علَى رُكبَتيهِ وصَلَّى» ( لو 22: 39 -41). كان المسيح يتحدَّث إلى أبيه في كل مكان وفي كل وقت، وكان يقضـي ليالٍ كاملة في الصلاة، وكانت الصلاة علامة ثقته الثابتة في أبيه، والتعبير عن شركته معه. بحق كان هو رجل الصلاة الأعظم في كل الكتاب المقدس، وهـو وحده الـذي استطاع أن يقـول بروح النبـوة: «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» ( مز 109: 4 )؛ أي أعـطيت نفسي للصلاة. ما أبعد الفارق بين الإنسان الأول والإنسان الثاني! فالإنسان الأول آدم أظهر العصيان والتمرُّد، واستقل عن الله. ولكن الإنسان الثاني ربنا يسوع المسيح أظهر الاتكال الكامل والاعتماد التام على الله أبيه، أي أنه لم يستقل عن الله قط، ولم يعمل شيئًا واحدًا من نفسه، وأعظم تعبير عن هذا الاتكال ظهر في حياة الصلاة التي عاشها كإنسان كامل عـلى الأرض، وكان لسان حاله دائمًا: «اِحفَظنِي يا اللهُ لأَنِّي عَلَيكَ توَكَّلتُ» ( مز 16: 1 ) وإن كان المسيح القدوس الذي بلا خطية يُدرك قيمة الصلاة وأهميتها، فكانت حياته هي حياة الصلاة لله، وسجَّل الروح القدس للرب أنه صلَّى 22 مرة في الكتاب المقدس، وهي تُرينا اتكاله الكامل على الله أبيه في كل خطوة من خطوات حياته الفريدة، فكم بالحري نحتاج أكثر إلى الصلاة ونحن في أجساد الضعف! والصلاة ليست فقط أن نتكلَّم مع الله، ولكن نحتاج أن نُعطي وقتًا لله حتى يتكلَّم إلينا، فنسمع صوته ونعرف مشيئته. ليتنا ونحن في هذه الأيام الأخيرة، أن نواظب على الصلاة التي نحن في مسيس الحاجة إليها. وأن نُصلِّي كل حين ولا نملّ، ولا نهمل الصلاة سواء في مخادعنا أو اجتماعات الصلاة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|