رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وأرباب السهام «ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ» ( تكوين 49: 24 ) «فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ»: ما أجمل حرف “الفاء” «فَمَرَّرَتْهُ»، والذي يرجع بنا إلى أن السبب في هذا المرار هو أن الأغصان ارتفعت فوق الحائط، فإن لم يستطع الحائط أن يُعيق ارتفاعها، فإذا بالسهام تتلقفه بأربابها. يقينًا أن حياة السمو لا بد لها من ضريبة مؤلمة، فالسهام، بل وأرباب السهام، لم تكتفِ أن ترميه (من بعيد)، بل اضطهدته (عن قرب منه)، وطبعت تأثيراتها العميقة في حياة ذلك العملاق؛ «فَمَرَّرَتْهُ»؛ لقد تمرَّرت حياته مما تحمَّله من نصيب وافر من الألم. «وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ»: إذا أمعنا النظر في الظروف القاسية التي ألمت بمحبوب قلب يعقوب، نُدرِك: (أ) العناية الإلهية الحافظة، يدي القدير اللتين سندتا قوس يوسف، القوة المُذخرة لحسابنا، والتي تدوي عاليًا على مر الأجيال «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» ( 2كو 12: 9 ). (ب) كما أن هناك جانبًا إنسانيًا هامًا في حياة يوسف، فقد كانت حياته ثابتة وقت رمته السهام، فإذ وجدته ثابتًا، فإذ به يثبت بمتانةٍ. وهكذا نحن إذا جاءتنا السهام ونحن في عمق الشركة مع الآب والابن، فلن نتزعزع قط، بل أكثر من ذلك سوف نختبر الثبات بمتانةٍ، لأن السهام تجعلنا نرتمي أكثر في حضن القدير، ضاربين جذورًا أعمق للشركة. «وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ»: ولكن ما أبدع أن تتشدد سواعد إيماننا، فالإيمان يُعوّل على الله مهما كانت الظروف، ولا يُريد أن يتخلَّص من صعوبات الطريق، ولكنه يتوق لأن يرتقي فوقها بقوة الله، إذ أن الإيمان يعتمد على الله الذي لا وجود للصعوبات عنده، ويعمل في جانب الله ليُظهِر الله في الظروف. هكذا يوسف تشددت سواعد إيمانه بسَيِّده، وأظهر الله في كل ظروفه، حتى أن فوطيفار نفسه علم أن الرب كان مع يوسف ( تك 39: 3 ). ليتنا نتشبه به، فنستحضر الله في كل آلامنا، فتتشدد سواعد أيدينا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | على الجبال أرفع بكاءً ومرثاة |
حزقيال النبي ومرثاة على الملوك |
مزمور 19 - صلاة ومرثاة |
سمك رامي السهام |
خذ السهام |