رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معونة للنجاح «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَـهَ سَيِّدي إِبرَاهِيمَ، يَسِّر لِي اليَومَ وَاصنع لُطفًا إِلَى سَيِّدي» ( تكوين 24: 12 ) إذ وصل ذلك الرسول الأمين إلى بئر المدينة «وقتَ المسَاءِ، وقتَ خروجِ المُستَقياتِ» ( تك 24: 11 )، طلب الرَّجُل التقي أن يُرسل له الله ”معونة للنجاح“، مُخاطبًا الله القدير باعتباره الرب إله سَيِّده إبراهيم، ومُتضرعًا أنه يَهَبه تيسيرًا لمُهمته، لأنه بذلك يصنع لطفًا إلى سَيِّده (ع12). وما أجمل أن نلاحظ البساطة التامة والثقة الكاملة اللتين تظهران في صلاته، واللتين تؤكدان كيف انعكست أشعة التقوى والقداسة على حياة كل فرد في بيت إبراهيم، نتيجة التصاقه بالرب. إنه امتياز لنا أن نتكلَّم مع الله عن كل شيء في الحياة. إن أصغر الأشياء لا تُحتقر مِمَّن يُحصـي حتى شعور رؤوسنا، فيجب ألَّا يمر يوم واحد دون أن نسأله التيسير ومعونة للنجاح في كل أمورنا. وكم يحسن بنا، إذ نقف بجوار البئر، في الصباح أو في المساء، أن نُسلِّم للرب طريقنا، ونتكّل عليه، ونثق أنه هو سيُجري، وهو الذي سيُنجحه! وإذا كان هذا الأمر ينطبق على الأيام العادية، فكم بالأحرى كثيرًا ينطبق على تلك الأيام التي تُقرّر المصير، والتي تُعتبر نقطة تحوُّل في الحياة، وليس من الخطأ أن نطلب علامة من الله، إذا كنا نقصد بهذا أن يسمح الله لظروف الحياة اليومية أن تُشير إلى مشيئته. نعم، إنه ليس لنا الحق في أن نطلب علامات لمجرَّد إشباع فضول مَرَضِيّ أو رغبة سقيمة، ولكن لنا الحق في طلب تزامن أعمال العناية الإلهية الخارجية للإشارة إلى مشيئة الله. لهذا كان أمرًا طبيعيًا، بإرشاد إلهي، أن يطلب ذلك العبد الأمين أن تكون ”الفَتاةُ التِي عيَّنهَا الرَّبُّ لابنِ سَيِّده“، هي التي تُجيب برّقة وأدب، لتسقيه وتسقي الجِمَالَ أيضًا (ع14، 44). وقد تحقق له هذا الأمر، كما سيتحقق دائمًا بالنسبة لأولئك الذين تعلَّموا أن يتكلوا على الرب، اتكال الأطفال الصغار على والديهم، أنه «وإِذ كان لم يَفرَغ بَعدُ من الكلامِ»، كانت الاستجابة تنتظر بجانبه (ع15). مثل سَيِّده، لم يَقُم العبد بخطوة واحدة بدون صلاة، ثم إنه لم يُملي إرادته على الله عندما صلَّى، ولكنه ألقى بالمسؤولية على ذاك الذي أثبت دائمًا أنه صديق مُخلِص للغاية لسَيِّده المحبوب. كانت أمامه مهمة شاقة جدًا، تعترضها صعوبات مستعصية. فلم يكن معقولاً أن يعثر على فتاة ترتضـي بأن تترك وطنها، وتَعبُر تلك الصحراء المُترامية الأطراف، في رفقة رَجُل غريب لا تعرف عنه شيئًا، وتتغرَّب لتصير زوجة لرَجُل لم ترَهُ أبدًا مِن قبل. ولو رغبت هي، ربما لا يرغب أهلها. ولكنه صلَّى، وصلَّى مرة أخرى، وتَوَّجَت معونة الله مُهمته بالنجاح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انت مخلوق للنجاح |
هو الاستعداد للنجاح |
طريقك للنجاح |
25 قاعده للنجاح |
كن واعياً للنجاح |