رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نهاية لوط «وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ ... فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ» ( تكوين 19: 30 ) مع أن لوط نجا من القضاء الذي وقع على سدوم، إلا أننا نرى هذا المسكين فريسة الخوف. فالمدينة “صُوغَرَ” التي اختارها ليهرب إليها، خاف أن يسكن فيها. فصعد وسكن في الجبل الذي قيل له أولاً أن يهرب إليه. لكن حتى في هذه الحالة كان هروبه خوفًا، وليس إيمانًا بقوة الله الحافظة. وبعد كل ذلك نرى لوطًا ساكنًا في المغارة في الجبل هو وابنتاه، وقد شاخ قبل الأوان وفقد النضارة والبصيرة والتمييز. لقد عاش كل حياته تحت غطاء (كمعنى اسمه) في الظلام. وهناك في المغارة، في شر عظيم وعار، يشرب خمرًا ويسكر حتى يفقد الوعي، ويعرض نفسه للرذيلة والتصرف الرديء مع ابنتيه. ويأتي السؤال الفاحص: «أَ هُوَ وَقْتٌ؟!». لقد صار أبًا لموآب وعمُّون. وبهذه المأساة انتهى تاريخ لوط، وأُسدل الستار على حياته، تاركًا وراءه نسلاً أصبح عدوًا لَدودًا لشعب الله. ولا يشير الكتاب إلى موته، مع أن الكتاب ذكر حتى موت إسماعيل، ذلك لأنه في الحقيقة كان قد مات منذ زمن بعيد، وانتهت شهادته يوم ذهب إلى سدوم، وربط نفسه بهذه المدينة الشريرة. ويمكننا أن نُلخص الخسائر التي خسرها لوط في سدوم على النحو التالي: (1) خسر المذبح (السجود). (2) خسر الخيمة (طابع الغربة). (3) خسر سلامه وتعرَّض للسبي. (4) خسر أفراحه فكان يعذِّب نفسه البارة كل يوم. (5) خسر زيارة الرب له، فلم يتمتع بالشركة مع الرب. (6) خسر احترامه من أهل سدوم إذ قالوا له: «ابْعُدْ إِلَى هُنَاكَ ... جَاءَ هَذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ، وَهُوَ يَحْكُمُ حُكْمًا. الْآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرًّا أَكْثَرَ مِنْهُمَا» ( تك 19: 9 ). (7) خسر الشهادة المؤثرة «فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ». (8) خسر كل أملاكه. (9) خسر كل أفراد عائلته حتى زوجته. (10) خسر سنينًا كان يمكن أن يكون فيها مثمرًا لحساب الله. (11) صار أبًا للمُوآبيين والعمُّونيين على مدى التاريخ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|