من جوف الحوت إلى دعوة أهل نينوى
ينتمي لمجموعة أسفار الأنبياء الصغار الاثني عشر
يعتبر سفر يونان، أحد أسفار العهد القديم في الكتاب المقدس والذي يضم 39 سفرا من أصل 66 سفرا، تمثل مجمل أسفار الكتاب المقدس أو الانجيل بعهديه، وينتمي "سفر يونان" لمجموعة أسفار الأنبياء الصغار الاثني عشر
وينقسم سفر يونان إلى أربعة فصول أو أصحاحات، فيما يروي السفر قصة نبي عبري يدعى يونان بن اميتاي دعاه الله للذهاب لمدينة تدعى نينوى ليدعوهم للتوبة عن شرورهم، ولكنه تجاهل دعوة الله له بالذهاب، فيبدأ الأصحاح الأول بآية "صار قول الرب إلى يونان بن أمتاي، قائلاً: قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها، لأنه قد صعد شرهم أمامي"، ولم يلب يونان دعوة ربه بل حاول الهرب إلى ترشيش فنزل إلى مدينة تدعى يافا حيث استقل منها سفينة ذاهبة إلى ترشيش.
ومع إبحار السفينة، حملت الرياح ليونان ما لم يشتهه، إذ يقول السفر "أرسل الرب ريحًا شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر"، ما أثار ذعر الملاحين فأخذ كل منهم يصلي إلى آلهته، وهموا بإلقاء الأمتعة لتخفيف الأحمال على السفينة خوفا من الغرق، في الوقت نفسه كان النبي يونان نائما نوما عميقة في جوف السفينة، حتى إليه أحد رؤساء السفينة، قائلا: "ما لك نائما قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك"، ثم توصل قادة السفينة إلى إلقاء قرعة للتعرف على من وصفوه بـ"سبب البلية"، فوقعت القرعة على يونان.
بدت التساؤلات على ركاب السفينة بوقوع القرعة على يونان وأخذوا يطالبوه بإخبارهم بسبب ما أصابهم، فقال لهم: "أنا عبراني وأنا خائف من الرب إله السماء الذي صنع البحر و البر"، فبدأوا يسأونه عما يجب عليهم فعله ليسكن البحر، فأخبرهم بأن ما عليهم سوى طرحه في البحر، مفسرا "لأني عالم أنه بسببي هذا النوء العظيم"، فحاول رجال السفينة العودة بها إلى البر خوفا من إلقاء يونان ومن أن يجعل الله عليهم ما وصفوه بـ"دما بريئا"، ولكن البحر كان يزداد اضطرابا فأخذوا يونان وطرحوه في البحر، الذي وقف عن الهيجان بمجرد خروج يونان من السفينة، ليجد في انتظاره حونا عظيما ابتلعه وبقي في جوفه ثلاثة أيام.
ويدور الفصل أو الأصحاح الثاني من السفر حول صلاة يونان في جوف الحوت، التي يصف فيها ضيق الله وغضبه الذي انصب عليه لمخالفة الأوامر الإلهية وما عايشه في البحر من أهوال، فيقول "قد اكتنفتني مياه إلى النفس. أحاط بي غمر التف عشب البحر برأسي. نزلت إلى أسافل الجبال مغاليق الأرض علي إلى الأبد ثم أصعدت من الوهدة حياتي أيها الرب إلهي"، ليختم صلاته بوعد أن يفي بنذره، وينتهي الأصحاح بأمر الرب للحوت بإخراج يونان إلى البر.
ذهاب يونان إلى نينوى، يبدأ به الأصحاح الثالث من السفر، حيث جدد الله نداؤه له بالذهاب إلى نينوى "قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التي أنا مكلمك بها" ولبى يونان النداء حيث قام وذهب، ولكنها كانت مدينة كبيرة تتطلب منه السير لمدة ثلاثة أيام حتى يوصل رسالة الله لكل ربوعها، فبدأ في اليوم الأول ينادي الناس قائلا "بعد أربعين يوما تنقلب نينوى"، فآمن أهل نينوى بالله و نادوا بصوم و لبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه و خلع رداءه عنه و تغطى بمسح و جلس على الرماد، وصرخوا إلى الله رجوعا عن طرقهم الرديئة، لينتهي الأصحاح برؤية الله ندم أهل نينوى ورجوعه عن تنفيذ الشر الذي كان ينوي إيقاعه بهم.
ويختتم السفر بالأصحاح الرابع الذي شهد سخط يونان وتمرده على غفران الله لشعب نينوى ومسامحتهم على شرورهم دون معاقبتهم، فأخذ يعاتب الله بأنه عاقبه على هربه إلى ترشيش ولكنه سامح أشرار نينوى، فقال لإلهه "خذ نفسي مني لأن موتي خير من حياتي"، فسأله الله "هل اغتظت من الصواب؟"، فخرج يونان من المدينة وجلس تحت مظلة وأعد الله له يقطينة تقيه من الشمس وتفرج عنه غمه ولكن أعد الله دودة أكلت اليقطينة فحزن يونان وغضب غضبا شديدا، فسأله الله "هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة"، فكان رد يونان أنه اغتاظ بالصواب حتى الموت، فشرح له الله أنه اغتاظ وحزن من أجل اليقطينة التي لم يتعب فيها أو يربها، فقال له الله "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم".
23 - 02 - 2021, 04:42 PM
رد: من جوف الحوت إلى دعوة أهل نينوى
العرض العادي
