وشعر القديس فى بداية رهبنته وإذ الملل قد تسرب إلى نفسه والضيق يحاصرة , فضاعف صلاتة طالباً الإرشاد الإلهى قائلاً : " يا سيدى أريد الن اكون كاملاً ولكن أفكارى تمنعنى " حينئذ سمع صوتاً يقول له : " أخرج خارجاً وأنظر " فخرج وإذ يرى ملاك الرب مرتدياً الإسكيم (8) وعلى رأسه طاقية وهو منشغل بتضفير الخوص ( الخوص هو فروع جديدة فى قلب النخل كان يصنع منها القفف وأشياء أخرى ) ووقف أنطونى مندهشاً لهذا المنظر الذى يراه ووقف يراقبه , ورأه يضفر قليلاً ثم يترك عمله اليدوى ليصلى , وبعدها يضفر ثانية ثم يقوم للصلاة , ثم يترك الصلاة للشغل , وأستمر الملاك يعمل ويصلى بالتتالى , ثم سمع أنطونى صوتاً يقول له : " أفعل هذا فتجد راحة فى نفسك " فأطاع القديس هذا ألأمر السمائى طيلة حياته , وبعد الملل عن نفسه , وجعلها قاعدة عامة سار عليها الرهبان المصريين حتى يومنا هذا .