رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس من الدعوة إلى الرسالة فوق روابى تقوع عاش عاموس يرعى ضأنه ويجنى الجميز ، وأغلب الظن أنه كان سيعيش هكذا ، ويموت هكذا لو لم يأته الصوت الذى دعاه إلى النبوة وأخذه من وراء الأغنام . ويرى بعض شراح الكتاب أن الكلمة « من وراء » تشير فى الأصل العبرانى إلى عنصرى المباغتة والأمر ، اللذين أحس بهما هذا النبى الراعى ، ... وقد تحقق عاموس من دعوته ، واستجاب لها . وما من شك أن أصواتاً كثيرة كان يمكن أن تهتف فى أذنى عاموس ، بأنه ليس كفواً لهذه الخدمة ، كما أن هذه الخدمة ليست له ، فما هو من سلك الأنبياء ، أو من أبنائهم ولم يتدرب فى مدارسهم ، فكيف يمكن أن يكون نبياً ، ولم يتعلم علومهم ؟!! ... أليس هذا هو منطق الكثيرين الذى نسمعه فى القرن العشرين ؟؟، ممن يظنون أن أبناء الخدام لابد أن يكونوا خداماً مثل آبائهم ، يأخذون الخدمة بالوراثة أو ما أشبه ، ... كما يظنون أنه لابد أن يتوافر فى الخادم العلم العالى ، وأنه لا يجوز لضئيل المعرفة أو العلم ، ممن لم يصل إلى الشهادات العالية ، أو لم يأخذ الدراسات الدينية المنظمة أن يكون خادماً ... كلا ، لقد كان عاموس نبياً وخادماً للّه دون أن يكون متعلماً ، ودون أن يأخذ دروساً لاهوتية معينة ... كما أن عاموس كان إنساناً فقيراً مغمور الأصل والنسب ، يمتهن أصغر الأعمال والحرف ، فكيف يجرؤ على أن يرقى عتبات الملوك والرؤساء والعظماء ، ليقرعهم برسائله المرهبة ؟! .. لكن الجهل أو الفقر أو وضاعة النشأة ، لم تمنع هذا النبى من الإحساس العميق بدعوة اللّه !! .. ألا فلنسمع بعضاً من أقوال جوزيف باركر عن عاموس بهذا الصدد : « إن خدام اللّه لا يصنعون أنفسهم ، فليكن المجئ إلى الخدمة مجيئاً ضاغطاً لا يقاوم ، مصحوباً بالإحساس العميق لعدم الكفاية ، ولتكن حياة الخادم ختما وشهادة ومصداقاً للدعوة ، وسيجد اللّه خدامه ، .. وأى رجال يدفعهم الناس للخدمة هم رجال مخطئون ، قد يكونون لطفاء ولطفاء جداً ، وقد يكون بعضهم بهى الطلعة وادع النفس برئ النظرة ، له وداعة الأطفال وحلاوتهم ، لا يحدث ضجيجاً ما فى مجلس ، ولا يؤذى أو يبغض مخلوقاً ، … ومع ذلك ، فاللّه هو الذى يجد خدامه وقد يكون البعض الآخر خشناً عنيفاً ذا قرون ناطحة ، وله تعليم لاهوتى منظم ، ولكن المهم هو كيف يتكلم عندما يعظ ، وكيف يلتهب ويهدد من جانب ، ويرعى ويرفق من الجانب الآخر ؟؟ .. عندما يلتقى بالمتكبرين الذاتيين يشتعل بالغيرة المقدسة والسخط الإلهى ، وعندما يلتقى بالمنبوذين والتعابى والمنفردين والضائعين ، يقول قول السيد للمرأة التى أمسكها اليهود ليرجموها « إذهبى ولا تخطئ أيضاً » .. " يو 8 : 11 " . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عاموس وقبول الدعوة |
عاموس وغرابة الرسالة |
عاموس وثقل الرسالة |
عاموس ومكان الرسالة |
تفسير سفر عاموس و شخصية عاموس فى الكتاب المقدس ابونا داود لمعى |