رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوشع وظروفه الشخصية لا يُذكر اسم هوشع دون أن يُشار إلى المأساة المحزنة التي حدثت في حياته الخاصة بسبب زوجته الخائنة جومر بنت دبلايم - جومر “نمام”، دبلايم “قرصا تين”. والاسم يشير إلى تمام الخطية الناتجة من الشهوة. وقصة هوشع هذه حيرت الكثيرين واختلفت حولها الآراء، وسأذكر أهم ثلاثة آراء: الرأي الأول، يرى أن قصة زواجه ينبغي أخذها بمعنى مجازي، وأن الأمر كله رمزي. وأصحاب هذا الرأي يرون أن الله القدوس لا يمكن أن يطلب من هوشع أمرًا كهذا. إلا أن تفاصيل القصة تؤكد أنها حرفية. الرأي الثاني، يقول أصحابه أنها قصة حرفية وأن الله أمره بالارتباط بامرأة كهذه فعلاً (1: 2) إذ أراد أن يصوِّر له وللشعب مشاعره التي يشعر بها، وهو الإله القدوس، نحو شعبه الخائن. والقصة بلا شك حقيقية وليست رمزية، لكن الصعوبة تكمن في الآتي: لو كانت جومر زانية قبل زواجها فهي لا تصلح أن تكون رمزًا صحيحًا للشعب أو على الأقل فهي رمز ضعيف للغاية. الرأي الثالث يقول أصحابه إن هوشع أصلاً ارتبط بامرأة طاهرة، لكنها خانت بعد ذلك؛ وأن كلمة «امرأة زنى» تعني أن الله يعرف ميلها للزيغان والشر، وهذا ما حدث فعلاً إذ خانت زوجها وذهبت مع آخر، وبذلك ظهرت حقيقتها. وهذا الرأي يتفق مع كون هوشع وامرأته هما رمز للرب وشعب إسرائيل الخائن. وفي الواقع فإن معاناة هوشع وما لقيه من خيبة أمل في حبه لزوجته - ثم كيف أنه ذهب ليشتريها ويستردها من الحالة المزرية والتعسة التي وصلت إليها (ص3)، هذا كله كان له أثر قوي في رسالته، فجعلها تتسم بالرقة والحنان، وأصبح اختبار هوشع الشخصي قناة لتوصيل الرسالة الإلهية بقوة. بلا شك أن هوشع جاز في اختبار مرير ومؤلم، وأن نبوته جاءت من أعماق نفس مجروحة، وهو بذلك يعطينا صورة لخادم عظيم لا يُبقي على شيء في حياته دون أن يقدِّمه للرب على مذبح الولاء والتكريس والخضوع دون تذمر أو تردد أو تقهقر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بطلب منك هوشع لو كنت جومر و لو كنت هوشع اديني جومر |
هوشع وجومر ( هوشع 1: 2 ) |
الله معنا عبر الزمان وظروفه المختلفة |
هوشع ومن هو |
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى هوشع 1عدد 2-3 |