منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2021, 02:18 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,122

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( جدعون )


سلام المسيح اليوم نواصل رحلتنا عبر الزمن نلف فيها أماكن نتقابل مع شخصيات واليوم نلتقى مع جدعون..

*بداية ...
إنه رجلا طويلا وقويا قادما الينا هلموا يا أصدقاء لنتحدث معه قليلا....
*سلام يا أبانا نحن أولادك من المستقبل نريد أن نسألك بعضا من الأسئلة هل تسمح لنا بهذا؟؟؟
طبعا يا أولادى تفضلوا لتجلسوا معى فى الظل....

*ما معنى إسمك يا أبانا؟؟؟
معنى إسمى( جدعون اسم عبرى معناه "حاطب" أو "قاطع بشدة" )
وأنا إبن يوآش الأبيعزرى وأسكن فى عفرة ...
(قض6: 11).

*وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِى فى عَفْرَةَ الَّتِى لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِى وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فى الْمِعْصَرَةِ لِكَى يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: "الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ....

*فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: "أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِى، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِى أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فى كَفِّ مِدْيَانَ".

*فَإلْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: "اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟ فَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فى عَيْنَيْكَ فَاصْنَعْ لِى عَلاَمَةً أَنَّكَ أَنْتَ تُكَلِّمُنِى. لاَ تَبْرَحْ مِنْ ههُنَا حَتَّى آتىَ إِلَيْكَ وَأُخْرِجَ تَقْدِمَتِى وَأَضَعَهَا أَمَامَكَ....

*فَقَالَ: "إِنِّى أَبْقَى حَتَّى تَرْجعَ". فَدَخَلَ جِدْعُونُ وَعَمِلَ جَدْيَ مِعْزًى وَإِيفَةَ دَقِيق فَطِيرًا. أَمَّا اللَّحْمُ فَوَضَعَهُ فى سَلّ، وَأَمَّا الْمَرَقُ فَوَضَعَهُ فى قِدْرٍ، وَخَرَجَ بِهَا إِلَيْهِ إِلَى تَحْتِ الْبُطْمَةِ وَقَدَّمَهَا. فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ اللهِ: "خُذِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ وَضَعْهُمَا عَلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ وَاسْكُبِ الْمَرَقَ".

*فَفَعَلَ كَذلِكَ. فَمَدَّ مَلاَكُ الرَّبِّ طَرَفَ الْعُكَّازِ الَّذِي بِيَدِهِ وَمَسَّ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ، فَصَعِدَتْ نَارٌ مِنَ الصَّخْرَةِ وَأَكَلَتِ اللَّحْمَ وَالْفَطِيرَ. وَذَهَبَ مَلاَكُ الرَّبِّ عَنْ عَيْنَيْهِ فَرَأَى جِدْعُونُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، فَقَالَ جِدْعُونُ: "آهِ يَا سَيِّدِى الرَّبَّ لأَنِّى قَدْ رَأَيْتُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَجْهًا لِوَجْهٍ.


* فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: "السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ". فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ "يَهْوَهَ شَلُومَ". إِلَى هذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فى عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّينَ. [يهوة شلوم تعنى الرب سلام]

*أولادى الأحباء أنا لم أعرف العدد الكثير فقد أمرنى الله ألا أبقى من جيش قوامه إثنان وثلاثون ألفاً وثلاثمائة من الجنود، وألا أحمل معى سيفاً واحداً، وأن أتسلح بثلاثمائة من الجرار الفارغة، وثلاثمائة من الأبواق، وثلاثمائة مصباح...

* وكان تكتيكى العسكرى هو أن يضرب الجنود بالأبواق، وأن يكسروا الجرار، وأن يرفعوا المصابيح فى أيديهم، وذلك فى أول الهزيع الأوسط، عندما كان جنود الأعداء غارقين فى ًالنوم العميق قبيل منتصف الليل بقليل..


*لعلكم تسألوننى من الذى هزم المديانيين إذاً؟...
لن تجدوا سوى الجواب الوحيد...إنه الله الذى هزم المديانيين، ويهزم فى كل جيل وعصر الطغاة مهما كان عددهم ومهما كانت أسلحتهم.

* حقا يا أصدقاء إن قصة جدعون من أمتع وأصدق القصص التى يجدر أن نضعها أمام أنظارنا، ونحن نخوض حرب الحياة، ومعارك الأيام ...

*هل رأيتم جدعون عندما باغته ملاك الرب، وقال له الرب معك يا جبار البأس؟

*نعم يا أولادى كنت فى ذلك الوقت فى الحضيض نفسياً.
كنت فى أسوأ حالة يمكن أن يكون عليها الإنسان، وجهى مملوء بالتراب، وعيناى لا تكادان تقويان على النظر، جلس الملاك أمامى تحت البطمة، وأنا عاجز عن رؤياه والأعجب أن الملاك مع هذا كله ينادينى قائلاً: الرب معك يا جبار البأس.


*وهى فى نظرى سخرية ما بعدها سخرية، كيف يمكن أن أكون جباراً، وأنا الخائف من المديانيين وأخبط الحنطة فى المعصرة لأهربها من المديانيين، وأكاد أخاف من ظلى أيضا ؟..

*ولكن الملاك مع ذلك رأى فى شخصى الضعيف رجلاً بل جبار بأس، وأن هناك قوى كامنة فى داخلى توشك أن تستيقظ، وتوشك أن يكشفها الله لى...

* كنت كالجبار النائم الذى جاء الله ليرفع عنه التراب الذى يعفر وجهه، ويخرجه من المعصرة التى اختبأ فيها، ومن الظلام الذى حاول أن يتدثر به.

*ومن الندم الذى وصلت إليه حتى عجزت عن أن أدرك جبروتى الصحيح.

*وكانت هذه سمة من أفضل سماتى ...
إننى ذلك الإنسان الصريح الذى لا يخبئ فى أعماقه شيئاً يداور به الواقع الذى يعيشه...

*قال لى الغريب: الرب معك،وكان الجواب: لا يا سيدى إننى لا أستطيع أن أصدق هذه الحقيقة، وذلك لأن الرب الذى تذكره لى، يختلف تماماً عن الذى حدثنا به آباؤنا "وإذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟ وأين عجائبه التى أخبرنا بها آباؤنا، قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر والآن قد رفضنا الرب وجعلنا فى كف مديان..

* كنت رجلا صريحا لا أداور الحقيقة التى ألمسها بيدى وأنا أطرحها أمام الغريب الذى أتحدث معه دون سابق معرفة،..

* ساورنى الشك، ولعلنى من أخلص الناس فى شكوكهم، وأنا أطرح تجاربى الذهنية دون لف أو دوران أمام ملاك الرب وأنا لا أعلم ، وما أجمل أن يكون الإنسان صريحاً، شفافاً كالبلور، أمام الله، يعكس الظلال التى تقع عليها دون أن يغطيها أو يداريها، وهذا أعظم وأجدى أمام السيد، من التكلف .

*فمن الناس من يملأ قلبه التذمر، وهو يدعى الشكر، أو يمتلىء بالغيظ وهو يدعى الرضا.. جيد عند الرب أن تتحدث بشكوكك ومتاعبك ومخاوفك وضيقك، ولن يضيق الرب بهذا الإحساس ما دمت صادقاً مخلصاً أميناً.

* حقا يا أصدقاء إن صفحات الكتاب المقدس ممتلئة بهذه الحقيقة من أناس جابهوا الله بما يعتمد فى صدرهم بدون مواراة...

*هل رأيتم أجرأ من يقول لله مع موسى محتجاً، وهو يرى أن مقابلته لفرعون، لم تخرج الشعب، بل زادت الطينة بلة، أو زاد الثقل عليهم....

*فرجع موسى إلى الرب وقال يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب لماذا أرسلتنى لأنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب وأنت لم تخلص شعبك"؟؟

*وهل وقفتم مع إيليا وهو يصرخ لله ويقول: "أيها الرب إلهى أأيضاً إلى الأرملة التى أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها؟؟".

*وهل سمعتم آساف وهو يكاد يترك الدين
"حقاً قد زكيت قلبى باطلاً وغسلت بالنقاوة يدى وكنت مصاباً اليوم كله وتأدبت كل صباح؟؟..

*وهل ذكرتم أرميا وقد ناله الجهد والتعب، إلى درجة التصميم أن لا يذكر اسم الرب بعد: "فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان فى قلبى كنار محرقة محصورة فى عظامى فمللت من الإمساك ولم أستطع؟؟"..

*وهل أدركتم حبقوق وهو يبدأ سفره:
"حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع، أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص؟؟...

*وهل تابعتم يوحنا المعمدان وهو يرسل تلميذيه إلى السيد قائلاً: "أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟؟"..

*هؤلاء جميعاً كانوا على لظى الشكوك، ولكنهم كشفوا أعمال نفوسهم لله، ولم يضق الله بشكهم، إذ كانوا أمناء صادقين دون خداع أو ختال أو رياء....

*جدعون الجبار الوديع*
نعم يا أصدقاء لم يكن جدعون وديعاً فحسب، بل كان رائعاً فى وداعته،يقول له الملاك: "اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان ؛ أما أرسلتك؟ فقال له أسألك يا سيدي بماذا أخلص إسرائيل؟

* ها عشيرتى هى الذلى فى منسى وأنا الأصغر فى بيت أبى".. هل وقفت أمام الجبار الذى يقول: "أنا الأصغر؟؟ وهل وقفت أمام سر من أعظم الأسرار فى حياة الأبطال الناجحين الذين يرون نفوسهم على حقيقتها ويقولون: "أنا الأصغر؟؟..

*ترى هل علمتم لماذا ترك بولس اسمه القديم "شاول"، وعرفه العالم بإسم بولس الذى يعنى"صغير" لأنه أدرك هذه الحقيقة، إنه يبدأ ويعيش وينتهى تحت إحساس الإنسان الصغير، مهما فعل فى هذه الدنيا،..

*بل هل نعلم بأنه نافس جدعون منافسة قوية فى التعبير "الأصغر" فعندما وازن بين نفسه والرسل قال: "وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لى لأنى أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلاً لأن أدعى رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله"؟؟

* جدعون الجبار المناضل*
عندما جاءنى الملاك، لم يجدنى مسترخياً فى مكانى، أو نائماً فى سريرى بل جاءنى فى الوقت الذى كنت فيه أخبط الحنطة، وقد كانت كمية قليلة لا تحتاج إلى نورج، لذا كنت أقوم بالعمل مهما كلفنى من جهد وتعب، كنت بطبيعتى مناضلاً متحركاً، لهذا كنت من النوع المحبوب لدى الله...

*أولادى ...إن الله لا يهتم بنوع العمل الذى نقوم به، ومقدار ما فيه من عظمة وجلال ومجد، بل يهمه أولاً وأخيراً أن نقوم بالعمل بأمانة وجد وإخلاص، مهما بدا العمل صغيراً أو حقيراً..

* فعندما طلب الله موسى، طلبه وهو يرعى أغنام حميه فى مديان.

*وعندما طلبه داود كان داود وراء الأغنام فى بيت لحم.

*وعندما وجدنى وجدنى وأنا أخبط الحنطة..

*لذا لنقوم بأعمالنا مهما كانت صغيرة ولا ننتظر مؤجلاً العمل حتى تصل إلى ظروف أسمى وأفضل، إن الله يأتى إلينا حتى ولو كنا وراء قليل من الحنطة، نعمل فى معصرة دون أن ينتبه إلينا أحد...

* وكان السؤال الذى وضعته أمام الملاك: هل تغير الله؟.
* ولماذا لا تظهر عجائبه التى سمعتها من آبائى وأجدادى؟؟

*وكان على أن أعلم أن الله ليس عنده تغيير أو ظل دوران، وأن البشر هم الذين يتغيرون، ويكفى أن ألقى بنظرى فى بيتى وعند أبى لأرى كم كان التغيير مخيفاً ومؤلماً وبشعاً..

* لقد تفشت الوثنية فى الشعب إلى درجة أن أبى أقام مذبحاً للبعل، أن هذا المذبح كان لأبى ....

وما من شك بأن الله ضاق بهذا التحول عنه، وسلم شعبى للأعداء، وكان لا يمكن أن ينقذهم قبل أن يطهرهم من الفساد الذى وصلوا إليه...

*وهذا التطهير له الجانب السلبى فى هدم مذبح البعل...

*والجانب الإيجابى فى بناء مذبح الرب على رأس الحصن ليبقى مرتفعاً ومنظوراً من الجميع...


*هناك تساؤل هل قدمت العجلين ذبيحة أو العجل الواحد؟؟

*لقد قدمت عن نفسى عجل أبى، لكن الأهم كان العجل ابن السبع سنين، وهى سنو الفساد والاستعباد التى أدخلها المديانيون إلى حياتنا وكانت الذبيحة هنا إشارة لهدم كل رابطة تربطهم بالوثنية السوداء التى عشنا فيها..

*عندما دخلت الخطية حياة شعبى دخل الخراب، فقد استولى المديانيون على كل شىء، وكانوا أشبه بالجراد الذى يأكل كل شيئ ولا يترك وراءه إلا أرضاً جرداء بدون ثمر أو طعام.

* ودخل الحزن، وكثرت الضحايا، وسقط الشباب كالأعواد الزاهرة الذاوية، وقتل ذبح وصلمناع سبعين رجلاً هم إخوتى الأشقاء ودخل الفزع ليصنع فعله القاسى فى حياة الناس، إذ لم يعد هناك أمان أو اطمئنان.

* وعندما جاء الملاك كنت أخبط حنطتى فى خوف ورعب لأهرب بها من المديانيين.. وكان على قبل أن أحتج أو أصنع شيئاً أن أقول ما قاله إرميا فى مراثيه فيما بعد:
"لماذا يشتكى الإنسان الحى الرجل من قصاص خطاياه لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب".....

*كان العنصر الأساسى فى حياتى أن أتخلص من كل شك، وبعد أن أطهر نفسى ،والشعب يسترد إيمانه العظيم بالله، الإيمان الذى صنع العجائب العظيمة مع آبائه، ويمكن أن يصنعها أيضاً معه....

*وقبل الله ذبيحتى الأولى، وقبل أن يعطينى البرهان فى الجزة مرتين، مرة تمتلىء بالطل والأرض جافة...


*والثانية عندما تجف والأرض كلها ممتلئة بالطل، وزاد الله بأن أسمعنى حلم المديانى الذى تحدث عن رغيف الخبز من الشعير الذى قلب خيمته، والذي فسره الآخر بأنه سيفى سيف جدعون بن يوآش رجل إسرائيل..

*كان الفرق بين إيمانى الأول وإيمانى الثانى: إن الإيمان الأول كان إيماناً إخبارياً نقل إلى من الكثيرين عما فعل الرب مع آبائى وأجدادى فى القديم...

*أما الإيمان الثانى، فهو الإيمان الاختبارى الذى فيه تلاقيت مباشرة مع الله واختبرته ، وهناك فرق عظيم، بين مجرد السمع، وبين الاختبار الفعلى، وبين أثر هذا وذاك فى حياة الناس...

*ويكفى أن نرى الفرق بين إيمان أهل سوخار بسبب ما قالت المرأة السامرية لهم، وإيمانهم المباشر بعد لقاء المسيح المبارك معهم....

"فأمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التى تشهد أنه قال لى كل ما فعلت، فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين فآمن به أكثر جداً بسبب كلامه وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم.

*جدعون ومعركته الناجحة*
ومع أن معركتى كانت من أغرب المعارك التاريخية على وجه الأرض، إلا أنه يمكن أن تلاحظوا عليها ما يلى...

* الحرب للرب*
كان على الجنود أن يصرخوا "سيف للرب ولجدعون.ولئن كنت أنا هو الأداة البشرية فإن الله هو القائد الأعلى، وهذا القائد لا يسير بمنطق الناس أو حكمتهم أو فهمهم البشرى، بل إنه على العكس يقلب كل شىء ويجعله مضاداً للفكر البشرى...

*والسر فى ذلك كما قال هو: "لئلا يفتخر على إسرائيل قائلاً يدى خلصتنى". ومن ثم فقد تقدم للحرب اثنان وثلاثون ألفاً، فوصل بهم الله إلى ثلاثمائة جندى، وحتى يقطع الطريق تماماً على كل ادعاء بشرى، جرد الثلاثمائة جندى من كل سلاح يستخدم فى المعارك ومن العجيب أن هذه استراتيچيته الثابتة فى كل معارك الحياة.

*كلما أراد أن يصنع المعجزات، ويغير التاريخ، عندما صرخ الجنود، كانت صرختهم: "سيف للرب ولجدعون" ومع أننى أتساوى بالعدم بالنسبة للمعركة، لكن وجودى ووجود جنودى أمر أساسى وجوهرى فى النصر، وبكل إجلال واحترام لله...

*نقول: إنه لا يصنع شيئاً فى الأرض إلا إذا استخدم الأداة البشرية، لكن السؤال يأتى: من هم الذين يستخدمهم الله؟؟

إن الله هنا يهتم بالنوع أكثر من العدد، لقد أعاد من المعركة الخائفين الذين ليس لهم قوة الإيمان وجسارته، وأدخل البقية الأخرى فى الامتحان عند شرب الماء فالذي جثا على ركبتيه للشرب كان فى جانب، والذى ولغ بيده كما يلغ الكلب كان فى جانب آخر...

*وكان العدد الأخير ثلاثمائة، هم الذين دخلوا المعركة، أما الآخرون فسرحوا، ويعتقد كثيرون أنهم سرحوا لأن الانبطاح على الوجه، كان عادة الذين تعودوا الانبطاح أمام البعل فى العادة، وهؤلاء مرفوضون أي لأنهم كانوا فى السهل، وأعداؤهم كانوا فى أعلى الجبل ويسهل أن يهاجموهم وهم على هذا الوضع، ولا يجوز لإنسان أن يدخل المعركة، ثم ينبطح على وجهه، أو لأنهم يريدون أن يشربوا ملء بطونهم، وليس لهم حركة الآخرين، وتأهبهم، الذين يرون فقط ظمأهم وهم مثل آبائهم الذين خرجوا من مصر وأحقاؤهم مشدودة، والأحذية فى أرجلهم، لأنهم على استعداد للحركة السريعة....

*باغت الأعداء عندما تثقل نومهم فى أول الهزيع الأوسط الذى يبدأ حسب النظام اليهودى من الساعة العاشرة إلى الثانية صباحاً، وطوقتهم من ثلاث جهات، وهم يستيقظون على فرقعة الجرار المكسورة والأنوار المرتفعة، والأبواق الضاربة...

*فلا يعتقدون أن المهاجمين هم ثلاثمائة جندى بغير سلاح، بل هم جيوش جرارة تطوقهم من ثلاث جهات، وفى الفزع والرعب لا يعرف العدو من الصديق، وإذا بهم كل واحد يقتل جاره، لم أقاتل أجساد أعدائى بل قاتلت أذهانهم، وساعد بعضهم على إهلاك بعض...


*حقا يا أصدقاء فى المعارك الروحية، نحن لسنا إلا جراراً فارغة يستخدمها الله أفضل استخدام، رغم تصدعها وضعفها، ولا قدرة لنا إلا أن نرفع أمام العالم الغارق فى الظلام مشاعل النور والحق والخير والسلام، وليس لنا من سلاح إلا كلمة الله نبوق بها للناس، فإذا بعالم الخطية والفساد والشر يسقط تحت أقدامنا أسرع من البرق.....

*ترى هل نستطيع أن نستعيد الوسيلة القديمة البارعة، فلا نرى نفوسنا فى معارك الحياة، سوى جرار فارغة تحمل مشعل النور العظيم للعالم، وبوق الكلمة الإلهية كصوت صارخ فى البرية؟

*وهذا آخر ما ننتهى به فى قصة الرجل، لقد واجهته التجربة فى قمة انتصاره فرفضها عندما طلب منه أن يكون ملكاً على الشعب، زمجرت التجربة فى وجهه، ولكنه أبى أن يأخذ مكان الله وقال: "لا أتسلط أنا عليكم ولا يتسلط ابنى، الرب يتسلط عليكم"..

* وتركه الشيطان إلى حين، ليداوره مرة أخرى، ولكن بأسلوب آخر لا كملك بل ككاهن، فصنع أفوداً وابتعد عن شيلوه، وكان ذلك فخاً له ولبيته ولشعب الله...

*إن جدعون يذكرنا على الدوام، بأنه لا يوجد فينا إنسان محصن ضد التجربة وأنه فى الصغر والصبا والشباب والشيخوخة، نحن فى حاجة إلى أن نصرخ: "اختبرنى يا الله واعرف قلبى، امتحنى واعرف أفكارى وانظر إن كان فى طريق باطل واهدنى طريقاً أبدياً"..

*ترى هل صرخ جدعون هذه الصرخة أو مثلها؟؟
وهل تاب عنها؟؟

* نحن نشكر الله الذى لم يحرمنا من الرجاء فيه أو فى شمشون من بعده، عندما نقرأ الكلمات الإلهية ونراه من أبطال الإيمان فى الرسالة إلى العبرانيين القائلة: "وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزنى الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشمون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء".. شكراً لأجل النعمة التى أنقذت جدعون.. وأنقذت شمشون أيضاً....

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( راعي من الرعاة ) شخصيات الميلاد
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( ابيمالك ابن جدعون بن يربعل )
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (ابينا ادم)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (حواء)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (لوط وزوجته )


الساعة الآن 09:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024