|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهداء الإيمان الـ 813 بمدينة أوترانتو (القديس أنطونيو پيرمالدو ورفاقه الشهداء) Martyrs of Otranto (St. Antonio Primaldo and his Companion Martyrs) ✝️خلفية تاريخية: ربما كان لإيطاليا تاريخ آخر، لو نجح حصار الجيوش العثمانية لمدينة أوترانتو الواقعة جنوب البلاد. لكن بطولة أهالي أوترانتو كانت أكثر من مجرد موقف استراتيجي حاسم. ما جعل تضحيتهم أمراً بطولياً للغاية. كان الاستعداد للموت من أجل حرية الإيمان بدلاً من إنكار المسيح جبراً هو ما يحركهم حتى لو أصابت قواتهم العسكرية الهزيمة. كان حصار أوترانتو - مع استشهاد السكان – هو آخر مناورة عسكرية مهمة من قبل قوة الجيوش العثمانية لغزو جنوب إيطاليا. ✝️الأحداث: في 28 يوليو 1480 م، هبطت تحت أسوار أوترانتو قوة عثمانية بقيادة "جيديك أحمد باشا"، مؤلفة من 90 سفينة مجدافية و40 سفينة شراعية، وسفن أخرى تحمل ما يقرب من 150 طاقماً و18000 جندي. قاومت المدينة ببسالة الهجمات العثمانية، لكن حامية أوترانتو لم تتمكن من الصمود في وجه القصف الشديد لفترة طويلة. مما جعل الأهالي تنسحب من المناطق الرئيسية بالمدينة في 29 يوليو، وتراجعوا إلى قلعة بينما بدأ العثمانيون في قصف المنازل المجاورة. وفقًا لروايات القصة التي سجلها معاصرين وهم "چوڤاني لاچيتو" و"ساڤيريو دي ماركو"، فإن الأتراك وعدوا بالرأفة إذا استسلم أهالي المدينة ولكن تم إبلاغهم بأن أوترانتو لن تستسلم أبداً. ومنعت القوات الضئيلة المتبقية أي رسول تركي آخر من الدخول لتكرار العرض، وألقت بمفاتيح المدينة في البحر. حينها استأنفت مجانيق العثمانيين توجيه القصف للقلعة التي يحتمي بها المدنيين وبقايا الحراس. وبدأ بعض الجنود العثمانيين في محاولة تسلق المتبقي من أسوار القلعة بالحبال، للفتك بمن يحتمون داخلها، بينما كان رد المدنيين بمحاولة سكب المياه والزيوت لتعوق حركة المتسلقين وتتسبب في إنزلاقهم. وبعد حصار ومحاولات متكررة للاقتحام لمدة 15 يوماً، سقطت قلعة أوترانتوا، يوم 12 أغسطس 1480م. حينها فرّ من بقيَ على قيد الحياة من أهالي المدينة إلى كاتدرائيتها الرئيسية ليحتموا بها ويصلّوا من أجل النجاة أو الاستشهاد حفاظاً على الإيمان. عندما دخل العثمانيين المدينة لم يجدوا أحداً خارج الكاتدرائية بكامل ثباته حاملاً صليبه إلا رئيس أساقفة المدينة "ستيفانو پندينلّي" وإلى جواره الكونت "فرانشيسكو لارجو" أحد نبلاء أوترانتو، وجميع كهنة المدينة، وطالبوا الغزاة بكفّ الأذى وعدم التعرض للمُحتمين بالكاتدرائية. تم اقتياد رئيس الأساقفة وقطع رأسه على مذبح الكنيسة مع الكهنة الذين رافقوه، كما تم نَشْر جسد الكونت لارجو إلى نصفين. بعد عملية الاقتحام والذبح، تم تدنيس الكاتدرائية بكل الطرق التي يمكن تصورها، مع تحطيم محتوياتها وسرقة يعتقدون أنه له قيمة مادية من المعادن. شباب أوترانتوا ممن تخطوا الخامسة عشر عام والأطفال الرضع تم تقتيلهم. أما النساء والأطفال دون الخامسة عشر تم احتسابهم كغنائم وكان مصيرهم أن يُباعوا كإماء وأطفالهم عبيد في أسواق دولة ألبانيا المجاورة لتركيا. يُقدر إجمالي ضحايا العدوان العثماني منذ بدأ في أوترانتو، مضافاً له ضحايا جزيرة سالينتو المجاورة لها، بنحو 12000 قتيل، و5000 أسير مُستعبد. ✝️شهداء الإيمان المباشرين (المقتولين بسبب تمسكهم بالإيمان): بالإضافة لاستشهاد رئيس الأساقفة وكهنته والنبيل لارجو بالقتل على الهوية وعددهم 13، تبقّى حوالي 800 رجل من البالغين الأصحاء داخل الكاتدرائية، فكان عرض قائد الحملة العثمانية هو أن يطلق سراحهم مقابل اعتناقهم الإسلام أو يُقتلوا، وأمهلهم يومين أذاقهم خلالهما المذلّة. حينها تصدر المشهد رجل يُدعى "أنطونيو پيرمالدو" ويعمل خيّاطاً، ووجّه حديثه نحو رفاقه المأسورين قائلاً: ((دافعنا عن مدينتنا، وحان الوقت الآن للدفاع عن خلاص نفوسنا، وكما مات المسيح على الصليب من أجلنا، يليق بنا أن نموت من أجل إيماننا به)). كانت لكلمات پيرمالدو أثر في جميع الرجال المأسورين، الذين هتفوا بحماس مؤيدين لموقفه، ومتحدين من أجل التمسُّك بحرية إيمانهم بالمسيح. وفي صباح 14 أغسطس 1480م، تم اقتياد الـ800 رجل، إلى تلّ يُسمى كولّي ديلاّ مينرڤا أو تلّ مينرڤا (حالياً اسمه تلّ الشهداء) لإعدامهم عليه ذبحاً، على أن يبدأوا بأنطونيو پيرمالدو. ويُقال أن أحد الجلادين العثمانيين القائمين على الذبح ويُدعى "برساباي" عندما رأي إيمان الرجال المسيحيين وشجاعتهم أمام الموت بلا مقاومة حُبّاً في المسيح، تحول إلى إيمانهم فأجهز عليه زملائه وقتلوه على الفور. ✝️التطويب والقداسة: تم تطويب الشهداء عام 1771م، على عهد البابا "كليمنت الرابع عشر". ثم تم تحريك دعوى القداسة عام 2007م، بعد معجزة شفاء موثقة لراهبة إيطالية تُدعى "فرانشيسكا ليڤوتىَ" بشفاعة الشهيد أنطونيو پيرمالدو زعيم شهداء أوترانتو. كذلك أصدر البابا بندكتس مرسوماً يُقِرّ حقيقة استشهادهم بسبب الإيمان. أما إعلان قداستهم فقد جاء عن يد البابا "فرانسيس" عام 2013م. ✝️مصير رفات الشهداء: ظلّت جثامين الشهداء عند سفح التلّ دون دفن، وبقيت أوترانتو أسيرة في يد العثمانيين حتى ربيع عام 1481م، عندما نجح ملك ناﭙولي "ألفونسو الثاني" في تحرير المدينة من قبضة العثمانيين، بمعاونة "ماتياس كورڤينوس" ملك المجر، وتم تجميع رفات شهداء المسيح من عظام وجماجم بإكرام في نوافذ زجاجية عملاقة حول المذبح الرئيسي لكاتدرائية أوترانتو، إكراماً لشجاعتهم في الحفاظ على قناعاتهم وإيمانهم أما السيف والموت. وأصبحت الكاتدرائية هي المزار الرئيسي لشهداء المسيح في أوترانتو، وإن كانت بعض البقايا والرفات قد أُخِذت إلى ناﭙولي للإكرام والإهداء للكنائسها. هُم شفعاء إيبارشية أوترانتو، وتعيد لهم الكنيسة الجامعة يوم 14 أغسطس. شهادة حياتهم وبركة شفاعتهم فلتكن معنا. آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس أندراوس ورفاقه الشهداء |
القديسون الشهداء فيكتوريانوس ورفاقه |
تذكار القديس اندراوس ورفاقه الشهداء |
القدّيسين الشهداء الجيورجيين شالفا ورفاقه |
القديسون الشهداء دومنيو ورفاقه |