رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تحول كاهن الشيطان الى رسول الورديّة
كانت الفترة حينها صعبة طبعتها النزاعات قبل التوّحد الإيطالي فسارت في الجامعات أفكار التنوير وكره الكنيسة. تأثر بارتولو بهذا الجوّ الذي أوصله الى أوساط مغلقة نخبويّة مثل الماسونيّة. قال بنفسه انه كان في تلك الفترة بمثابة “كاهن للشيطان” لكن فرحة “التحرر والتمرد على الكنيسة” سرعان ما تحوّلت الى وهم كبير فعاش الشاب حالة من اليأس الشديد وأشرف أكثر من مرّة على الانتحار. طلب لقاء معلمه وصديقه، فينسينزو بيبي، في محاولة للحد من يأسه فقال له بوضوح: “ان استمريت في هذه الممارسات سينتهي بك المطاف مجنوناً.” عرّفه بيبي على كاهن دومينيكاني، ألبيرتو رادينتي، المرشد الروحي الذي ساعده على طرد هذه الظلمة القاسيّة من روحه. وبعد عدد من الجلسات التوجيّهيّة، اعترف بارتولو واختار طريق التوبة. لكن من قال ان هذه الطريق ستكون سهلة؟ بقيت التجربة والأفكار اليائسة والانتحاريّة تعترض طريقه. وفي يوم من الأيام، وفي حين كان يشعر بيأس شديد، عادت الى ذهنه جملة كان الأب رادانتي قد رددها مرات عديدة: “إن كنت تبحث عن الخلاص، انشر الورديّة. هذا هو وعد مريم.” فرفع يدَيه نحو السماء وقال: “إن كان صحيح الوعد الذي قطعته على القديس دومينغو بأن من ينشر ورديتك يخلص، سأخلص لأنني لن أخرج من أرض بومباي دون أن أنشر ورديتك.” عندها، انتقل بارتولو إلى بومباي حيث بدأ يؤلف مجموعات لصلاة المسبحة وينظم زياحات مريمية. وبدأ يعمل على بناء مزار لسيدة الوردية بتمويل من الكونتسّة دي فوسكو التي كان يعمل معها بشكل وثيق جداً بحيث انتشرت شائعات حول طبيعة علاقتهما. وعلى الرغم من أن بارتولو أبرز نذر العفة، شجعه البابا لاوون الثالث عشر على الزواج من الكونتسّة لمصلحة العمل؛ فكان زواجهما بتولياً استمرا في إطاره في خدمة الفقراء. طوال أكثر من خمسين عاماً، بشّر بارتولو بالوردية وأسس مدارس للفقراء ودور أيتام لأولاد المجرمين، وحوّل مدينة الموت إلى مدينة مكرسة لأم الله الحيّة. وعند تطويبه، أعلنه القديس يوحنا بولس الثاني الذي هو ربما أكثر بابا مريمي منذ أيام القديس بطرس، “رجل مريم”. كان بارتولو لونغو كاهناً شيطانياً حقيراً وفاسداً ومجدفاً. لكنه طُوّب وقريباً ستُعلن قداسته. لنطلب منه أن يتشفع لجميع الذين يظنون أنه لا رجاء منهم، أو أن طهارتهم لن تُستعاد أبداً، أو أنهم أضاعوا فرصتهم في القداسة. أيها الطوباوي بارتولو لونغو، صل لأجلنا! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|