رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا تقول لنا سيدة لبنان بعد انفجار بيروت
منذ حوالي 2020 سنة، ظهر الملاك على أعظم امرأة في التاريخ، مريم العذراء، المرأة التي غيّرت العالم بقولها “نعم” لربّ الكون. حملت الإله المتجسّد، اعتنت به، خافت عليه، وحمته هي وخطيبها يوسف. هي التي تعرف لبنان جيداً، حملت ابنها إلى تلك الأرض المقدسة، هي التي تعرفها كلّ قرية في لبنان، كنائسها ومزاراتها في كلّ زاوية، في كلّ بيت، ورديّتها في كلّ سيارة وعلى كلّ لسان، هي التي رفعت فوق جبال لبنان حامية لبلد الرسالة، هي التي استقبلت يوحنا بولس الثاني، وبندكتس السادس عشر، وحمت بطاركة أنطاكيا وسائر المشرق والشعب المسيحي طوال مئات السنين. في كلّ بيت وعندما تشتدّ المحن، يصرخ الأولاد “أمّنا” هي الوحيدة القادرة على فهم الصعاب وحلّها بحكمة وحنان، كيف إذا كانت تلك الأمّ “أمّ الله” سيّدة لبنان. أمّنا لن تترك لبنان وهي التي لم تتركه يوماً، هي التي حملها قديسو لبنان في قلوبهم وشهدوا على تدخّلها في حياتهم، هي التي حمت زحلة من الطاعون، وإهدن من العسكر الهاجم عليها، هي التي حمت السفن في شكّا، وهي التي ظهرت في بشوات، وهي التي لن تتخلّى عن لبنان. المعروف عن مسيحيي لبنان تكريمهم لمريم، هي التي تحملنا إلى يسوع كما حملته إلينا، هي التي تسمع استغاثاتنا نحن المتضرّعين إليها، هي التي تعرف أنّ وطن القديسين ومهما حاول الشرّ التطاول عليه، لن يسقط ولن ينهار. أمام ما يحصل في لبنان من وضع اقتصادي سيّء، من كوارث صحية واجتماعية، وبعد انفجار بيروت، يسأل البعض اين الله؟ لماذا تخلّى عن لبنان؟ في الحقيقة، الله لم يتخلّى عن لبنان، وأمّنا ما زالت فاتحة ذراعيها لتمسك بأيدينا وتسير بنا نحو يسوع، في الحقيقة، نحن الذين نخلينا عن الله، وغرقنا في السهروالفساد والماديات وتركنا الإيمان جانباً واتكلنا على السياسيين والاقتصاديين والدول. مريم، تعرف جيداً متى تتدخّل، ومتى ينفذ الخمر، تطلب من ابنها أن يتدخّل، واليوم نفذ الخمر في لبنان وهي تتدخّل. كيف تتدخّل مريم في الصعاب والمحن؟ هي تعلّمنا الصبر والاتكال على الله وهكذا أمضت حياتها، هي التي آثرت الصمت على الصليب ممتلئة بإيمان لا يخيب بابنها. لا تنظروا من مريم ظهورات ورشح زيت أو رسائل، رسالتها في الانجيل كانت وما زالت مفعمة بالرجاء والحكمة والإيمان. كلّ ما تريده مريم أن يحبّ المسيحيون بعضهم بعضاً، أن يتعاونوا في ما بينهم، أن يكرّموا ابنها ويضعوه في سلّم أولوياتهم، أن يتكّلوا عليه في الصعوبات والموت، وهي التي عرفت الموت جيداً، عرفته عندما ولدت ابنها وحاول هيرودس قتله، هربت به إلى مصر، وعرفت الموت عندما مات ابنها على الصليب، ولكن هي تعرف أنّ موت ابنها قيامة، هكذا موت لبنان سيكون مع ابنها قيامة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من هم المتهمون 4 في انفجار مرفأ بيروت؟ |
ارتفاع ضحايا انفجار بيروت |
3 سيناريوهات حول أسباب «انفجار بيروت» |
المتسبب فى انفجار بيروت المدمر بكل اسف |
غرق سفينة سياحية فى انفجار بيروت |