رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- في مجتمعات كثيرة سادت فيها الثقافة الذكورية ، أراد الرجال أن يسلبوا المرأة حقوقها ، و نجحوا في سلب كل الحقوق إلا أمراً واحداً لم يستطيعوا أن ينهبوه ، و هو أمومتها و بقيت الأمومة حقاً أبدياً لكل إمرأة ، فعاشت النساء أمومتها لا ينافسها أحد ، و حق الأمومة لا ينتزع. لهذا ستظل كل أم هي أغلي أم في الوجود عند أبناءها. فللأمومة قدرة عجيبة في هيمنتها علي القلوب دون إجبار أو شروط. - كل الأمهات جميلات رائعات يجعلن أحضانهن وجوداً آمناً و مسكن سلام و سر فرح في الحياة و في الذكريات. لكن امرأة وحيدة صارت تاج أمومة كل الأمهات. وحدها العذراء مريم التي صارت أم الجميع حين صارت أم الله. أمومتها فريدة لم و لن تتكرر لذا فاقت جميع الأمهات. القديسة مريم وحدها العذراء التي صارت أماً بالروح القدس. أمنا العذراء وحدها التي صارت أماً و بقيت عذراء أيضاً. فريدة في جميع الناس لما كانت أمومتها العلامة الأهم لملء الزمان. حقاً يا أمي العذراء أنت أغلي أم في الوجود. - الأمومة حق يغلب الزمن. لا يسقط بالتقادم. لذلك نحن الأجيال التي جاءت متأخرة بقيت تنادي العذراء أماً و ستظل حتي لو لم تر العذراء يوماً لأن حنيناً لا يمكن تفسيره إلا بالروح هو الذي يحتذبنا إلي أمومة العذراء بكل إرادتنا. لأنها ولدت إله الجميع صارت أماً للجميع و كما ساد إبنها الوحيد بالحب سادت أمومتها علي الجميع بالحب. جميلة العذراء التي لم تطلب حق الأمومة فنالته. الآن تجتذبنا لابنها بنفس الأمومة بسلطان المحبة بعظمة حنان لا يتكرر في الوجود. إذا دخلنا تحت هيمنة أمومتها نعرف إبنها الذي من أحشاءها تجسد و ما زال في أحشاءها بسرِ عجيب لذا ما زالت عذراء و أم. - من مثلك يا أمي. كل أم تعطي أولادها من أمومتها أما أنت فأنت الآخذة أمومتها من إبنها المخلص يسوع. أنت التي إستبدلت لغة الكلام بلغة الأمومة فبقي الصمت و بقي الكلام. أمومتك ممتدة بتناسل روحي غير موصوف. فكل إبن لإبنك إبناً لك يا والدة الإله. إشتاقت أليصابات إلي الأمومة و بقي الشوق فيها حتي شاخت لكن الشوق للأمومة لا يشيخ. أخذت ما طلبت و شهدت لأمومتك بكرازة الجنين يوحنا. نطقت للجميع إسمك حين صار صوت سلام من أحشاءك فهتفت من أين لي أن تأتي أم ربي إليً و شهدت بأمومتها لأمومتك العجيبة. - وحدك التي بالأمومة تعرف الأسرار من غير أن تسأل. إبنها فيها فتكلمه و قدامها فتعرفه و معها فتحبه أكثر من الجميع لأنه إبنها وحدها بالجسد. ما زالت الأمومة تعرف الأسرار و تحفظها. تدرك ما هو آتِ من غير أن نجد لإدراكها تفسيراً. ترى الإله الطفل فتتوقف الكلمات لأن التواصل كالبشر ما عاد يجدي فصارت تتواصل أعظم من رؤساء الملائكة مع إبنها رب الملائكة. تتواصل معنا أيضاً بشفاعة في رتبتها الفريدة. - أغلي أم أنت يا كل أم. قدر الأمومة يسمو علي جميع القيم. لهذا يجمعنا حضن الأم روحياً و جسدياً. نعظمك أيتها الأم العذراء و فيك نعظم كل أم أيضاً. نهنئك و نطمئنك أن عيد أمومتك باق كل يوم بل كل لحظة حتي في أحلامنا باق. يا أحلي و أغلي أم في الوجود. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|