في الرها اتبع مع المعلمين اللاجئين أسسا جديدة للتدريس بسبب الظروف التي صادفوها هناك .ففي هذه الفترة كان اتباع آريوس ومرقيون وماني والغنوصية وتلاميذ برديصان يُعيثون فساداً،وتستغل الجالية اليهودية الوضع لصالحها .فأخذ افرام ومعاونوه على أنفسهم مهمة الذود عن الإيمان القويم .وهذا الطابع الدفاعي ،الهجومي نستشفه من قراءتنا لميامره .
في الرها ألف ،ربما لأول مرة في تاريخ المسيحية ،جوقة ترتيل مؤلفة من الفتيات ((العذارى))علمهن خدمة الطقوس وتأدية التراتيل الشجية التي كان يكتبها ويضمنها حقائق الإيمان والآداب ،وكثير من هذه التراتيل لا يزال مستعملا في الكنائس الناطقة بالسريانية اثناء صلواتها الرسمية .يقول افرام:
((لقد لبستن المجد في الماء مثل إخوتكن ،ومعهم،من نفس الكأس قد نلتن الحياة الجديدة ،ونفس الخلاص حصل لكن ولهم،فلماذا لا تتعلمن أن تمجدن بصوت عال؟))
عندما حلت المجاعة بأهالي الرها عام372 ـ 373 إنبرى أفرام الشماس يدير عملية جمع المعونات لإسعاف المعوزين .فراح هو وتلاميذه يوزعون الطعام والثياب على الفقراء ،ويجدون مأوى للمشردين
وبسبب المجاعة الشديدة والبرد القارص انتشر مرض الطاعون في المنطقة .فأودى بحياة العديدين من ابناء المدينة ،واهتم افرام بأمر دفنهم في مقبرة الغرباء ،الكائنة في ظاهرها .وعلى أثر التعب والسهر تمرض افرام ومات في 9 حزيران373 .وقد أعلنه البابا بندكتس الخامس عشر في 5/10/1920 ملفان الكنيسة الجامعة .
لقد حيكت ،حول حياة افرام ،قصص وأمور نادرة ،بغية ابراز مكانته وشهرته،ينبغي تصنيفها أجناسا
أدبية “Literary Genre “.فلكي يعبر كاتب قديم عن قداسة بطله ،يجعله يجتاز تجربة أخلاقية عنيفة،ولإظهار شهرته وسعة علمه،يجعله يسافر ويلتقي بمشاهير رجال العلم والتقوى في زمانه .هذا الأسلوب كان مألوفا عند المؤرخين القدامى ،وحول هاتين النقطتين الرئيسيتين:القداسة والشهرة تدور معظم هذه القصص التي تعود في اعتقادي إلى القرنين الخامس والسادس .