منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 05 - 2020, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


[ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتُلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوتٍ عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فأُعطوا كل واحد ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زمانـاً يسيـراً أيضـاً حتى يَكْمَلَ العبيـد رُفقاؤهم وإخوتهم أيضـاً العتيدون أن يُقتلـوا مثلهم][13]
[وسمعت ملاك المياه يقول: عادلٌ أنت أيها الكائن والذي كان والذي يكون، لأنك حكمت هكذا، لأنهم سفكوا دم القديسين وأنبياء، فأعطيتهم دماً ليشربوا لأنهم مستحقون، وسمعت آخر من المذبح قائلاً: نعم أيها الرب الإله القادر على كل شيء، حق وعادلة هي أحكامك][14]
[ ثم جاء واحد من السبعة الملائكة.. وتكلم معي قائلاً لي: "هلمَّ فأُريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنا معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها "فمضى بي بالروح إلى البرية، فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف.. والمرأة كانت متسربله بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوء رَجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب: "سرّ بابل العظيمة أم الزواني ورجسات الأرض"؛ ورأيت المرأة سَكرَى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع][15]

فالله سيدين المسكونة بالعدل في الدينونة الأخيرة ويُحاكم من سفكوا دماء عبيده الذين لم يتوبوا ولم يرجعوا عن فسادهم وتجديفهم العنيد ضد الله وتحدي سلطانة على حياة النفوس إذ أخذوا حق لا يملكونه: [ونظرت لما فتح الختم السادس وإذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كَمسح من شعر والقمر صار كالدم. ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تَطرح شجرة التين سُقاطها (أي الثمر المـتأخر) إذا هزتها ريح عظيمة. والسماء انفلقت كدرج مُلتف وكل جبلٍ وجزيرة تزحزحا من موضعهما. وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حُرّ أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال وهم يقولون للجبال أسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف[16]؛ وبعد هذا سمعت صوتاً عظيماً من جَمعٍ كثير في السماء قائلاً: "هللويا الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا، لأن أحكامه حق وعادلة، إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الأرض بزناها، وانتقم لدم عبيده من يدها"، وقالوا ثانية: "ودخانها يصعد إلى أبد الآبدين"][17]
================================
[1] (مرقس 5: 25 & لوقا 13: 1 & يوحنا 19: 34)
[2] (مت 23: 35 – 36)
[3] (عبرانيين 12: 4)
[4] (أعمال 15: 20، 29)
[5] (يوحنا 1: 13)
[6] (رومية 3: 15)
[7] (متى 27: 3 و4)
[8] (متى 27: 24 و25)
[9] (أعمال 5: 28)
[10] (تكوين 9: 5)
[11] (متى 23: 30 – 36)
[12] (تكوين 4: 10 – 11)
[13] (رؤيا 6: 10 – 12)
[14] (رؤيا 16: 5 – 7)
[15] (رؤيا 17: 1 – 6)
[16] (رؤيا 6: 12 – 17)
[17] (رؤيا 19: 1 – 3)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[4- ب] والدم يُمكن أن يدل على كامل الشخص في نظر الله،
لأن أي فرد ينبغي أن يُعطي حساباً عن نفسه أمام الله الحي، لأن كل واحد مسئول عن نفسه وعن خلاصه، أي تقبله الخلاص بإيمان شخصي واعي وتقديم توبة صادقة وحقيقية وأن يتبع يسوع في نفس الدرب الذي رسمه لنسير فيه، فلا يوجد مسئول آخر عن حياة الإنسان غير الإنسان نفسه، لأن للأسف التملُّص من المسئولية بدأ منذ أول يوم سقط فيه الإنسان عموماً منذ بداية الخلق، فنسمع صوت آدم وحواء في إلقاء مسئولية السقوط لا على أنفسهم بل على الآخر:
[وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة: فنادى الرب الإله آدم أين أنت، فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت. فقال: من أعلمك أنك عُريان. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها؛ فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطيتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذي فعلت. فقالت المرأة الحية غرتني فأكلت][1]
والقديس بولس ببصيرة روحية نافذة لأعماق النفس ومرضها الدفين، كشف وشخص المرض ونطق بالحكم حينما كان يكرز ويبشر اليهود ولم يسمعوا بعناد قلب فقال: [دمكم على رؤوسكم! أنا بريء & لذلك أُشهدكم اليوم هذا أني بريء من دم الجميع، لأني لم أؤخر أن أخبركم بكل مشورة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية][2]

وعلى ما يبدو أن القديس بولس كرسول من الله وخادم أمين مُعَيَّن من قِبَل الله كان في ذهنه ما تم كتابته في حزقيال: [يا بن آدم قد جعلتك رقيباً لبيت إسرائيل فاسمع الكلمة من فمي وأنذرهم احترزوا لأنفسكم] من قِبَلي. إذا قلت للشرير موتاً تموت وما أنذرته أنت ولا تكلمت (كرقيب مُعَيَّن) إنذاراً للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرير يموت بإثمه أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن أنذرت أنت الشرير (كرقيب أمين) ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديئة فإنه يموت بإثمه. أما أنت فقد نجيت نفسك. والبار إن رجع عن بِرِه وعمل إثماً وجعلت معثرة أمامه فإنه يموت. لأنك لم تُنذره يموت في خطيته ولا يُذكر بِرِه الذي عمله. أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن أنذرت أنت البار من أن يُخطئ البار وهو لم يُخطأ فأنه حياة يحيا لأنه أُنذر وأنت تكون قد نجيت نفسك][3]

عموماً نجد أن القديس بولس الرسول الوكيل الأمين على رعية الله أنجز مهمته بإخلاص بإعلان الإنجيل، وكل من خدمهم وأرسل لهم رسائل إنذار وتعليم كانوا مسئولين عن حياتهم بالتمام منذ وقت إنذارهم إلى يوم انتقالهم، وهكذا كل نفس اليوم وصل لها بشارة الإنجيل والإنذار من الهلاك الأبدي ودعوتهم للتوبة هم مسئولين عن أنفسهم ودمهم عليهم.
=================
[1] (تكوين3: 8 – 13)
[2] (أعمال 18: 6؛ 20: 26)
[3] (حزقيال 3: 17 – 21)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[4- جـ] التعبير [لحماً ودماً]:
يُصوَرُ ضعف الطبيعة الإنسانية وسرعة زوالها، أي يُعبَّر عن ضعف بشريتنا، وأيضاً يُعبَّر كتعبير رئيسي في العهد الجديد على الوقوع تحت سلطان عبودية الخطية والموت، لذلك مكتوب: [أن لحماً ودماً لا يقدران ان يرثا ملكوت الله] [1]، وذلك بسبب طبيعة الإنسان الساقطة تحت سلطان الموت الناشئ من تيار الفساد الذي سطا سطواً على إنسانيتنا التي سقطت بحريتها وإرادتها، فتغيرت الطبيعة البشرية من حالة مجد وشركة مع الله في النور، لحالة من الهوان والظلمة التي لا تقدر أن تتعامل مع الله النور الحقيقي، لأن عندما يُشرق الله تتبدد الظلمة وتتلاشى، لذلك قال الله لموسى لا يراني إنسان ويعيش، لا لأنه يريد أن يُميت الإنسان بل لأن طبيعة ظلمة الإنسان لن تحتمل نور الله وبهاء مجده، لذلك حينما رأى الشعب لمحة من نور الله على وجه موسى صرخوا ولم يحتملوا فوضع برقع ليستطيعوا النظر إليه.
[فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما، لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سُلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين – خوفاً من الموت – كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية] [2]
فهذا اللفظ [لحم ودم] يُشير لحالتنا الساقطة كمخلوقات من (لحم ودم)، أي في حالتنا الطبيعية كبشر واقعين تحت سلطان الموت (لأن إلى الآن الجسد يفسد ويموت) لا نستطيع المشاركة في مجد الله: [إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد][3]، فالذي يرث ملكوت الله فقط هو الإنسان الجديد النوراني المخلوق حسب الله في القداسة والحق، أي المولود من فوق وله طبع سماوي، أي المولود من الله: الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله[4]؛ لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها[5]؛ وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق[6]
+ مصطلح لحماً ودماً ورؤية الله ومعرفته الحقيقية وحرب القوات الشريرة
أيضاً تعبير لحماً ودماً يوجه قلب الإنسان لمعرفة الله الحقيقية واستعلانه الخاص عن نفسه بواسطة الابن [الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّرّ – يوحنا 1: 18]، فتعبير لحمٍ ودمٍ يدل على عجز المعرفة الإنسانية بطبيعة الله النورانية، وذلك لأنها مرتبطة بظلمة الموت المُحيطة بالذهن الذي انطفأ فيه النور الإلهي منذ السقوط الأول، لذلك – عادةً – يفشل الإنسان في إقامة علاقة حقيقية اختبارية سليمة وعميقة (متأصلة في الحق) مع الله القدوس، وبالتالي لا يقدر على معرفته الحقيقية، لأن هذا هو الخبر الذي سمعناه منه (المسيح) الله نور وليس فيه ظلمة البتة (1يوحنا 1: 5)، فالظلمة لا تستطيع أن تجتاز السماوات وتأتي للنور، لأن الظلمة حسب طبيعتها سلبية لا تتواجد عندما يُشرق النور، فالظلمة تهرب من أمامه وتتلاشى لأنها لا تحتمل قوة النور وسلطانه، لذلك لا توجد شركة بين الظلمة والنور، لا بد من أن تتغير وتتبدل الظلمة بالنور لكي تحتمل النور: لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى نوراً (مزمور 36: 9)

فالإنسان بحسب طبيعته الساقطة وسيطرة الخطية على قلبه بالموت، لا يقدر أن يرى الله أو يتعرف عليه حتى لو حاول أن يقترب إليه عن طريق أعماله الصالحة كلها، لأن النبع التي تنبع منه نفسه مُرّ، لذلك معرفة الله الحقيقية لا تأتي على مستوى اللحم والدم، بل تأتي برؤية خاصة مُعلنه من السماء في داخل القلب سراً كما قال الرب لبطرس حينما قال أنت هو المسيح ابن الله الحي: [إن لحماً ودماً (حسب الترجمة الحرفية) لم يُعلن لك لكن أبي الذي في السماوات] [7]، وهذا يعني بالطبع أن يترك الإنسان نهائياً كل جهد شخصي للاستناد على الرؤية الإلهية بالسلطان الإنساني حسب جهده وعمله الشخصي: [لما سُرَّ الله الذي أفرزني (اختارني وخصصني) من بطن أمي. ودعاني بنعمته. أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشر به بين الأمم، للوقت لم استشر لحماً ودماً] [8]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

+ تعبير دمٍ ولحم ومعركة الإيمان [الحرب الروحية]
ويأتي نفس التعبير (دمٍ ولحم) ليدل على معركة الإيمان مع قوات الشرّ، إذ يُظهر أن حربنا الروحية ليست مع دم ولحم لذلك يقول الرسول: فأن مُصارعتنا ليست مع دمٍ ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات[9]، وأن لهذه الحرب سلاحها الخاص، ولا نستطيع إيجاد الأسلحة في قدراتنا النفسية ولا طاقتنا الشخصية أو حتى الفكرية، ولا في أخلاقنا الشخصية، ولكن اتكالنا على الله واستنادنا عليه هو سر نصرتنا بسلاحه الكامل: [البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس [10]؛ من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا] [11]

عموماً الإنسان المسيحي يخوض معركتين، معركة داخلية وأخرى خارجية. ويقول القديس مقاريوس الكبير:
[الإنسان الذي يريد حقيقة أن يُرضى الله ويكون معادياً حقاً للعدو الشرير، ينبغي أن يقاتل في معركتين. معركة منهما تكون في الأمور المنظورة لهذه الحياة، وذلك بأن يتحول تماماً ويبتعد من الارتباكات الأرضية ومحبة الارتباطات العالمية ومن الشهوات الخاطئة.
والمعركة الأخرى تحدث في الداخل - في الخفاء ضد أرواح الشر نفسها، كما يقول الرسول "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء، مع أجناد الشر الروحية في السماويات".

فالإنسان حينما تعدى الوصية وطرد من الفردوس، صار مقيداً من ناحيتين، وبقيدين مختلفين. أحد هذين القيدين كان عن طريق هذه الحياة، أي في اهتمامات المعيشة ومحبة العالم، أعني محبة اللذات الجسدية والشهوات، ومحبة الغنى والعظمة والمقتنيات والزوجة والأولاد، والأقرباء والأهل والبلد، والأمكنة الخاصة، والملابس وكل الأشياء الأخرى المتصلة بالحواس [12]، والتي تحثه كلمة الله على أن ينفك منها باختياره، (حيث أن ما يربط أي انسان بكل أمور الحواس انما يكون باختياره ورضاه)، حتى إذا تحرر من كل هذه الاهتمامات يستطيع أن يحفظ الوصية حفظاً كاملاً. وإلى جانب هذا الرباط - ففي كيان الإنسان الداخلي، تكون النفس محاصرة بسياج ومربوطة بقيود الظلمة من أرواح الشر، فيكون الإنسان غير قادر أن يحب الرب كما يريد، أو أن يؤمن كما ينبغي، أو أن يصلي كما يرغب. فمن كل ناحية توجد مقاومة سواء في الأمور المنظورة والظاهرة أو في الأمور الخفية غير المنظورة، وهذه المقاومة قد نتجت وصارت فينا من سقوط الإنسان الأول.

لذلك فحينما ينصت أي انسان لكلمة الله ويقبلها، ويدخل في المعركة ويلقي عنه اهتمامات [13] هذه الحياة ورباطات العالم وينكر كل اللذات الجسدية ويتحرر منها، فبعد ذلك إذ يلازم الرب وينتظره بمثابرة في الصلاة وبمداومة، فانه يصير في وضع يُمكنه من أن يكتشف وجود حرب أخرى في داخل قلبه، أنه يكتشف مقاومة خفية وحرب أخرى مع إيحاءات أرواح الشر وتنفتح أمامه معركة أخرى.
وهكذا بوقوفه ثابتاً صارخاً إلى الرب بإيمان لا يتزعزع وصبر كثير، منتظراً الحماية والمعونة التي تأتي منه، فأنه يستطيع أن يحصل من الرب على حرية داخلية من القيود والسياجات والهجمات وظلام أرواح الشر التي تعمل في مجال الشهوات والأهواء الخفية.
ولكن هذه الحرب تبطل وتنتهي تماماً بنعمة الله وقوته. فلا يستطيع إنسان بنفسه، أن ينقذ نفسه بقوته الخاصة من مقاومة وغوايات الأفكار والشهوات الداخلية وحيل الشر.
أما إذا كان الإنسان مربوطاً بالأمور المادية الحسية التي لهذا العالم، وواقعاً في شرك الرباطات الأرضية المتنوعة ومنساقاً بشهوات الشرّ، فأنه لا يستطيع حتى أن يكتشف وجود معركة أخرى، وأن هناك حرب تدور في داخل نفسه.
فالإنسان حينما يدخل المعركة ويتحرر من الرباطات العالمية الخارجية ويحل نفسه من الأمور المادية ولذات الجسد ويبتدئ أن يتعلق بالرب ويلتصق به مفرغاً نفسه من هذا العالم فانه حينئذ يستطيع أن يرى ويكتشف حرب الشهوات والأهواء الداخلية التي تحدث في باطنه. ويصير واعياً عارفاً بهذه الحرب الداخلية، حرب الايحاءات الشريرة.
وكما قلت سابقاً، فانه إذا لم يناضل وينكر العالم ويتحرر من الشهوات الأرضية بكل قلبه ويشتهي ويصمم بكل نفسه أن يصير ملتصقاً كُليةً بالرب، فأنه لا يكتشف ويعرف خداع أرواح الشرّ الخفي وشهوات الشرّ الخفية. ويظل غريباً عن نفسه ولا يعرف أنه مجروح من الداخل وأن فيه شهوات خفية وهو لا يدري بها. لأنه لا يزال مربوطاً بالأشياء الخارجية ومتعلقاً بأمور هذا العالم وارتباكاته برضاه وموافقته.

ولكن الإنسان الذي رفض العالم حقاً وطرح عنه ثقل هذه الأرض وألقى عنه الشهوات الباطلة الجسدية، وشهوات المجد والسلطان والكرامات البشرية وابتعد عنها جميعها بكل قلبه - (حيث أن الرب يعطيه النعمة والمعونة سراً في هذا الصراع المستمر، حتى انه يتنكر للعالم تماماً) - ووضع في قلبه بثبات أن يخدم الرب ويعبده ويلتصق به بكل كيانه، جسداً ونفساً، مثل هذا الإنسان، أقول، انه يكتشف وجود المقاومة، أي الأهواء الخفية والقيود غير المنظورة والحرب الخفية - أي المعركة والصراع الداخلي، وهكذا اذ هو يتوسل إلى الرب، فانه ينال السلاح السماوي: سلاح الروح القدس، الذي وصفه الرسول المبارك بقوله "درع البر، وخوذة الخلاص، وترس الايمان، وسيف الروح" [14]. وإذ يتسلح بهذه الأسلحة فانه يستطيع أن يقف ضد خداعات ابليس، حتى رغم كونه محاطاً بالشرور.

واذ قــد سلـَّح نفســه بهذا الســلاح بكل صــلاة ومواظبــة وطلبــة وصــوم مـع الايمــان، فانــه يصيـر قــادراً أن يُحــارب ضد الرئاسـات والسلاطين وولاة ظلمــة هذا العالــم، وهكذا بانتصــاره على القوات المعاديــة بمساعدة الـروح القدس مـع سعيــه وغيرتــه في كل فضيلة فانــه يكون مُعـداً للحيــاة الأبديــة، مُمجـداً الآب والابن والروح القدس الذي له المجـد والقـدرة إلى الأبـد آمين] [15]
==================
[1] (1كورنثوس 15: 50)
[2] (عبرانيين 2: 14 – 15)
[3] (1كورنثوس 15: 50)
[4] (يوحنا 1: 13)
[5] (أفسس 2: 10)
[6] (أفسس 4: 24)
[7] (متى 16: 17)
[8] (غلاطية 1: 15 – 16)
[9] (أفسس 6: 12)
[10] (أفسس 6: 11)
[11] (أفسس 6: 13)
[12] (طبعاً محبة الأهل والأولاد والوطن واجب مطلوب لكن القصد هنا هو الاهتمامات التي تتعدى لتصل أن تكون هي الأساس والقاعدة ومتقدمة على الله، أي هي الأساس في حياة الإنسان التي تمنعه وتعوقه عن تبعيته بأمانة للنفس الأخير)
[13] (الارتباك بالاهتمامات الأرضية)
[14] (أفسس 6: 4)
[15] (من عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 21)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[4- د] مفهوم الدم القرباني:
في الأساس موضوع إراقة الدم أو سفك الدم قد استخدمت مرة واحدة في العهد الجديد [وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة ] [1] وهي ترجع في الأثاث إلى ميثاق العهد في سيناء – كما رأينا سابقاً في بداية دراستنا في [خروج 24 : 5 – 8]، ومن المؤكد أيضاً أن كلمة إراقة الدم أو سكبه تتضمن أيضاً سكب الدم على قاعدة المذبح كما نرى في: [خروج 29: 12 ؛ لاويين 4: 7 ،18 ، 25، 30، 34؛ لاويين 8: 15، 9: 12]، ويرشه على شعب إسرائيل كما في [خروج 24: 8؛ عبرانيين 9: 19]، ونجد أن في عبرانيين 11: 28 أن سكب الدم يُشير إلى ذبيحة عيد الفصح كما في: [خروج 12: 7، 13، 22 – 23].

عموماً قد أخذ العهد الجديد مفهوم الدم القرباني من العهد القديم ووضح القصد منه:
[هكذا يدخل الكهنة إلى المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة. وأما إلى الثاني (قدس الأقداس) فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يُقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب.. وأما المسيح وهو جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة، وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يُقدس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي..
موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس أخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصُوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب، قائلاً هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به. والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة.. لأنه لا يُمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا.. وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية.. بالإيمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي أهلك الأبكار] [2]

حيث أن دم الذبائح الحيوانية يُشير إلى موت المسيح الكفاري الذي صنع الصلح بدم صليبه الذي يعطي المغفرة والتقديس عن قوة واقتدار، مؤسساً لنا سلاماً مع الله قائماً على ذبيحة ذاته مُثبَّت لا يتزعزع، مُدعماً العلاقة مع الله بشخصه بصفته وسيط عهد جديد، إذ اتحد بنا اتحاداً حقيقياً (حسب التدبير الخلاصي) وجعلنا واحداً معه (بلا امتزاج أو اختلاط أو تغيير) بتجسده وصلبنا معه وداس الموت بموته وأقامنا معه وأصعدنا معه، ودخل بدم نفسه للأقداس فوجد لنا فداءً أبدياً كما قال القديس بولس الرسول.

فدم يسوع المسيح يحتل المركز الأول والرئيسي في العهد الجديد، فنجد عند افتتاح رسالة القديس بطرس الأولى يقول: [بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغربين من شتات بُنْتُس وغلاطية وكَبودوكية وآسيا وبيثينية المُختارين بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح. لتكثر لكم النعمة والسلام] [3]

كما نجد أيضاً الإشارات الكثيرة المصحوبة بكلمات توضح قوة فعل دم يسوع المسيح وقوته وتفوقه بل وتميزه عن العهد القديم الذي كان يُشير إليه بكل طقوسه وذبائحه فيأتي كمصطلح تأكيدي على دم المسيح بهذه الطريقة:
دم يســوع: [عبرانيين 10: 19؛ 1يوحنا 1: 7]
دم المسيح: [1كورنثوس 10: 16؛ أفسس 2: 13؛ عبرانيين 9: 14]
دم الــــرب: [1كورنثوس 11: 27]
دم الحــمل: [رؤيا 7: 14؛ 12: 11]
وكل هذا يشتق معناه في الأساس من ذبائح يوم التكفير من سفر لاويين الإصحاح 16. وهو دم قرباني والذي يتمثل في طاعة ربنا يسوع المسيح في الجسد للآب، كما قال الرسول:
[لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً] [4]؛ [وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب] [5]؛ [مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به] [6]
وأيضاً هو الذي أعطى الذبيحة الحقيقية من أجل إزالة الخطايا وطمس ملامحها الخفية والظاهرة بكل سلطانها وآلامها ومعاناتها وأعطى المصالحة التامة والكاملة مع الله بحيث لا يعوزنا أن نقدم أي شيء آخر لله حتى ولو كانت أعمالنا، لأنه بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس: [لا بإعمال في برّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس [7]] وذلك بالطبع لأن [المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير مصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً] [8]

+ عموماً يسوع بذبيحة نفسه كحمل الله، وسفك دمه الطاهر، حررنا نحن بصفتنا شعب الله الجديد، أي الكنيسة، الذي اقتناها بدمه الكريم [احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه] [9]، وصار لنا فيه الفداء:
+ [الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته [10]؛ عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى ، بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح [11]؛ وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه][12]
وصار لنا به قوة الغلبة والنصرة الدائمة على عدو الإنسان الأول أي الشيطان:
+ [الآن صار خلاص إلهنا وقدرته ومُلكه وسلطان مسيحه لأنه طُرح المُشتكي على إخوتنا الذي كان يشتكي عليهم (من جهة ضمير الخطايا – عبرانيين 10: 2) أمام إلهنا نهاراً وليلاً، وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت] [13]
ودم المسيح يظهر برّ الله من أجل الصفح عن الخطايا وتطهير القلب منها، ويبرر كل من يؤمن، وينال قوة خلاص ومصالحة أبدية مع الله:
+ [متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله، لإظهار برّه في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هم من الإيمان بيسوع] [14]؛ [فإذ تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.. لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين (حسب التدبير) لأجل الفجار.. الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كُنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المُصالحة] [15]

وفي هذه الحالة فأن دم ربنا يسوع يطهرنا من خطايانا دائماً عندما نعترف بها أمامه:
+ [ولكن أن سلكنــا في النــور كما هو في النـور فلنا شركــة بعضنا مع بعض ودم يسـوع المسيـح ابنه يطهرنــا من كل خطيـة. إن قلنا إنه ليس لنا خطيـة نُضل أنفسنـا وليس الحق فينـا. أن اعترفنــا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنــا من كل إثم[16]؛ يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه[17]؛ وأجاب واحد من الشيوخ قائلاً لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن أين أتوا؟، فقلت له يا سيد أنت تعلم. فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف] [18]

ودم المسيح أيضاً يطهر ضمائرنا ويغسلها من كل الأعمال الميتة حتى أنها لا تلومنا ونخدم الله الحي بقداسة وتقوى حسب قصده متممين مشيئته بسهولة:
+ [فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي[19]؛ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله، لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي[20]؛ وهم مطهرون مرة لا يكون لهم أيضاً ضمير خطايا] [21]

ولنلاحظ أن في العهد القديم، كانت المصالحة والتطهير مختلفان، مع أنه كان لهما ذات العلاقة والأعمال. فالمصالحة تُنتج من تقديم الدم القرباني إلى قدس الأقداس في يوم التكفير الذي يتم مرة واحدة في السنة [فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات الشعب][22]؛ أما التطهير فكان من الممكن بلوغه في أي وقت من السنة، وكان يتم خارج قدس الأقداس. أما في العهد الجديد فكلاهما معاً في وقتٍ واحد يتمان في الخلاص بدم المسيح، فالكفارة قدمت مرة واحدة وإلى الأبد بذبيحة ربنا يسوع الواحدة الوحيدة، الذي منها يتم تطهيرنا الدائم وإلى الأبد، ففي دم يسوع تكمن قوة التقديس الدائم [فأن الحيوانات التي يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تُحرق أجسامها خارج المحلة، لذلك يسوع أيضاً لكي يُقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب] [23]

وبذلك صار يحقق لنا القرب من الله بشكل أعمق واشمل من العهد القديم بالرغم من أننا كأمم لم يكن لنا عهود ولا معرفة بالله حتى على مستوى الطقس القديم الذي هيأ القلب لعمل المسيح الرب الخلاصي، وقد كنا غرباء عن رعوية إسرائيل كشعب الله المختار:
+ [لذلك اذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً في الجسد المدعوين غُرله من المدعو ختاناً مصنوعاً باليد في الجسد (الإسرائيليين). أنكم كُنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا إله في العالم، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط (بين الأمم وشعب الله) أي العداوة. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً. ويُصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به. فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين، لأن به كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب. فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله][24]؛ [فإذ لنا أيها الإخوة ثقة (على أساس سر المصالحة في المسيح) بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع][25]
===================================
[1] (عبرانيين 9: 22)
[2] (أنظر عبرانيين 9، 10، 11: 28، 13: 11)
[3] (1بطرس 1: 1 – 2)
[4] (رومية 5: 19)
[5] (فيلبي2: 8)
[6] (عبرانيين 5: 8)
[7] (تيطس 3: 5)
[8] (عبرانيين 9: 11 و12)
[9] (أعمال 20: 28)
[10] (أفسس 1: 7)
[11] (1بطرس 1: 18 – 19)
[12] (رؤيا 5: 9)
[13] (رؤيا 12: 10، 11)
[14] (رومية 3: 22 – 26)
[15] (أنظر رومية 5: 1 – 11)
[16] (1يوحنا 1: 7 – 9)
[17] (رؤيا 1: 5)
[18] (رؤيا 7: 13 – 14)
[19] (عبرانيين 9: 14)
[20] (عبرانيين 10: 19 – 22)
[21] (عبرانيين 10: 2)
[22] (عبرانيين 9: 7)
[23] (عبرانيين 13: 11 – 12)
[24] (أفسس 2: 11 – 19)
[25] (عبرانيين 10: 19)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[د] الذبائح الدموية واستخدام الحيوانات وشروط الذبيحة
===========================
[1] تمركز الذبائح حول الدم والهدف التكفير والتقديس
كقاعدة عامة كانت الذبائح تتمركز حول الدم – كما رأينا سابقاً – بكونه يُمثل نفس الحيوان، وكأن الإنسان وقد فسدت نفسه تماماً وأُسِرَ في الخطية تحت سلطان الموت احتاج لنفس بريئة تحمل عنه أُجرة إثمه وتفتديه من الموت الذي هو النتاج الطبيعي للخطية كثمرة طبيعية لها، ولم يكن هذا العمل إلا رمزاً لسفك دم المسيح المخلص الذي وحده فقط قادر على أن يفدي البشرية ويخلصها بالتمام ويُدخلها في عهد التجديد، لأنه هو الوحيد – في المُطلق – الذي بلا خطية وقال بفمه الطاهر مؤكداً هذه الحقيقة [من منكم يبكتني على خطية][1].

ونجد مفهوم التقديس بالدم منذ عصر مبكر كان أساسي جداً عند شعب الله المختار، فكان الدم في خيمة البرية هو الختم الملكي الذي يتقدس به كل شيء فيصير قدساً للرب، وبغيره لا يصير شيئاً مقدساً على الإطلاق، حتى رئيس الكهنة نفسه: [لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس. أخذ دم العجول والتيوس مع ماء، وصوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب قائلاً: هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به. والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم.. وكل شيء تقريباً (يوجد تطهير بالماء وآخر بالنار) يتطهر حسب الناموس بالدم. وبدون سفك دم لا تحدث مغفرة – لأن نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يُكفَّر به عن النفس] [2]

والدم هو الحياة كما ذكر الوحي: لكن احترز ألا تأكل الدم لأن الدم هو النفس (الحياة) فلا تأكل النفس مع اللحم[3]؛ غير لحماً بحياته (نفسه) لا تأكلوه[4]؛ لأن نفس (حياة) الجسد هي في الدم[5]

إذاً سفك الدم – حسب هذه الآيات وغيرها في الكتاب المقدس – يعني بذل الحياة، فالذي يُقدِّم دمه هو من يُقدِّم حياته فعلياً، وقد آمن اليهود بفكرة افتداء النفس بالنفس، فنذكر بعض عبارات من مفسري اليهود، فيقول راشي اليهودي [ترتبط نفس كل خليقة بدمها، لذلك قُدم الدم للتكفير عن نفس إنسان، فتحل نفس عوض الأخرى وتكفَّر عنها]؛ ويقول ابن عذرا [تحل نفس محل الأخرى]؛ ويقول موسى بن ناخمان [أقدم لك النفس على المذبح، فتكفر نفس الحيوان عن نفس الإنسان]

ومع كل هذا التأكيد، فقد عَبَّر كثير من اليهود عن شعورهم بعجز دم الحيوان عن الإيفاء بدين الإنسان أمام الله، الأمر الذي لأجله كانت القلوب في العهد القديم متطلعة بشوق ولهفة لمجيء المسيا كمُخلص حقيقي لهم، لكي يفديهم، أي يفدي حياة بحياة، لأن الفداء حسب التعليم في ذهن اليهودي هو مبادلة حياة بحياة.
======================
[1] (يوحنا 8: 46)
[2] (عبرانيين 9: 19 – 22 + لاويين 17: 11)
[3] (تثنية 12: 23)
[4] (تكوين 9: 4)
[5] (لاويين 17: 11)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[2] الحيوانات المستخدمة في الذبائح
أما الذبائح الدموية فاستُخدم فيها ثلاثة أنواع من الحيوانات ونوعان من الطيور
الحيوانات: البقر وثور البقر – الغنم – الماعز؛
الطيور: الحمام – اليمام

وكان الطقس يُشدد على أن تكون الذبيحة بلا عيب، وإلا تُرفض الذبيحة ويُرفض مُقدمها؛ لذلك كان الكاهن يهتم غاية في الاهتمام ويراعي بدقة فحص الذبيحة على ضوء النهار (في النور) ولا تُفحص في ظُلمة المساء أبداً، فكان يفحص أعضاءها عضواً، عضواً، وحتى بعد أن يذبحها، يظل يعمل فيها بسكينه على المذبح فاحصاً أحشاؤها، ولحمها، وعظامها بتدقيق شديد مع دقة الملاحظة حتى يطمأن تماماً أنها بلا عيب فعلاً، وحينئذ يُشعل النار ويُقدمها.

صحيح أن هذا يُشير إلى المسيح القدوس الكامل لأنه حمل الله الذي بلا عيب [1]، ولكن يلزمنا أن نتمعن متعمقين في كلمة [بلا عيب ل¼‚ خ¼د‰خ¼خ؟د‚] وسببها لأن الرمز دائماً ليس فقط يُشير إلى المرموز إليه، بل ويحمل أيضاً شرحاً لعمل المرموز إليه.
فالطقس كان دائماً يُشدد جداً على أن تكون الذبيحة بلا عيب، حتى إذا وقف الخاطئ أمام الله معترفاً بخطاياه ويده على رأس ذبيحته يحس ويقتنع أن الله ينظر إليه في (عدم عيب) ذبيحته التي يقدمها عن نفسه، وفي نفس الوقت يكون عدم عيب الذبيحة إمكانية ضمنية بتحملها عيب المعترف بخطاياه، فتصير الذبيحة مستحقة للموت عوضاً عنه وتُدان فيها الخطية (في جسدها) بذبحها وإراقة دمها، أما هو فيخرج مبرراً من أمام الله معتوقاً من حكم الموت!
ولو تعمقنا في فكرة الذبيحة الحيوانية في الطقس القديم، نجدها لائقة جداً ومناسبة لعملها، إذ كان المطلوب منها تطهير الجسد فقط، والإعفاء من حكم الموت. أما من جهة إشارتها لذبيحة المسيح: فكانت في غاية الإحكام، إذ كان يُشترط فيها بعض الشروط الخاصة.

=================================
[1] [ل¼‚ خ¼د‰خ¼خ؟د‚ – بريء، بلا لوم، بلا عيب، بلا خطأ – blamelessWithout blame، والمعنى يحمل أنه لا يوجد فيه ما يستحق التوبيخ عليه، لا يوجد فيه علة تستحق اللوم – ليس له مسئولية عن خطأ أو فشل – أنظر يوحنا 1: 36]
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[3] شروط الذبيحــــــــــــة
أولاً: أن تكون طاهرة، أي تكون من الحيوانات المسموح بأكلها،
فهي لم تكن ذبيحة إنسانية مثلاً كما يفعل الوثنيون، ولا كانت ذبيحة غير مأكولة كما كان يفعل بعض الأمم. وهذا بالطبع إشارة إلى أكل المسيح الرب لا بالحرف إنما بالسرّ [من يأكلني يحيا بي] [1]، لأن أكل الرب يسوع لم يكن أكل على مستوى الفكر المادي للمعنى الحرفي للكلام، كمثل أكل جسد ولحم إنسان على المستوى الأعضاء أي الأكل العضوي، لأننا لسنا آكلي لحوم بشر، كما أنه ليس بالمعنى المجازي للكلمة أيضاً أو الرمزي والمعنوي، وكأن فعل الأكل بالخيال أو الفكر أو التأمل أو مجرد تصديق بأنه يتحول فينا أو داخلنا حين نأكله، ولا هو فعل أكل ناسوت منفصلاً عن اللاهوت ولا أكل ومضغ لاهوت، كل هذا لغو كلام جدلي يخرجنا خارج السرّ الإلهي كله، بل هو – في الواقع الإلهي – فعل سري قدَّمه لنا الله في جسد مبذول ودم مسفوك لكي به نحيا فعلاً ونأخذه داخلنا قوة حياة أبدية بكونه جسد ودم ابن الله الحي القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في الأعالي في حالة مجده الخاص الذي هو عينه مجد الآب أيضاً، فكل من يفحص الموضوع من جهة الفكر على مستوى التحليل العقلي بل والدراسي الفلسفي أو حتى الطبي الطبيعي، حتماً بل ولا بد من أن يعثر، ويدخل في متاهات الجدل العقيم لا ولم ولن ينتهي أبداً، أو يخرج بنتيجة فلسفية فكرية بعيداً عن سرّ الله وعمله وتقدمة ذاته في سر الإفخارستيا الذي يفوق كل حواس الإنسان وإدراكاته العقلية التحليلية بعيداً عن معمله التلسكوبي وفحصه الذي شوه الإيمان وأفسد على نفسه الدخول في سرّ يسوع ليرتفع فيه إلى الآب وينال قوة حياة أبدية لا تزول.
ثانياً: كان يُشترط في الذبيحة أن تكون بلا عيب ل¼‚ خ¼د‰خ¼خ؟د‚،
أي غير مريضة ولا ناقصة الخلقة، ولا مكسورة ولا مرضوضة، حتى يتم قبولها أمام الله. وذلك مناسب جداً وأدبياً، إذ كيف تحمل عيب مُقدمها وهي نفسها معيبة؟ أو كيف يتبرر صاحبها بتقديمها عن نفسه إن لم تكن هي بريئة وبلا عيب؟؛ كذلك فهي تُشير – كرمز – إلى ذبيحة المسيح التي كانت بلا عيب إطلاقاً كما شرحنا في العنوان السابق.
ثالثاً: من النقطة السابقة نستطيع أن نفهمها ونوضحها بأكثر تفاصيل
حينما نعلم أن الذبيحة المقدمة كانت ذبيحة حيوانية غير عاقلة [وهذا يوضح أنها بلا لوم أو ملامة]، أي بمعنى أنها غير قابله للخطية، أي لا تحمل مسئولية خطأ أو فشل، لا تفعل خطية بعقل أنغمس في التفكير فيها ودبَّرَ وخطط ليعملها بإرادته، لأنها تجهل الخطية ومعناها، لذلك أمكن أن توضع بديلاً عن الخاطئ المعترف بخطيئته [فإن كان يُذنب في شيء من هذه يُقِرُ (يعترف) بما قد أخطأ به] [2]، وبراءة الذبيحة من الخطية براءة كاملة جعل موتها معتبراً فدية حقيقية [فرفع إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة (فدية) عوضاً عن ابنه] [3]
كذلك عدم قابلية الذبيحة للخطية إشارة واضحة ورائعة للرب المسيح الذي لم يُخطئ نهائياً وهو في الجسد، بل من المستحيل على وجه الإطلاق أن يُخطئ ويخرج عن مشيئة الآب ويفعل أي شيء مخالف للوصية، بسبب لاهوته الذي جعله معصوماً عن الخطأ طبيعياً، عصمة كاملة مطلقة، لذلك أمكنه أن يحمل خطايا العالم كله دون أن تمسه الخطية أو يتعامل معها بأي حال من الأحوال رغم أنه شالها في جسده ودانها؛ الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرّ. [4]؛ بل واستطاع أن يُقال عنه: لأنه جعل الذي لم يعرف خطية [5]، خطية لأجلنا (لصالحنا) لنصير برّ الله فيه؛ إن الذي لم يعرف خطية قط – دون أن يكون هو خاطئ – جَعَلَهُ (الله) خطية (حامل خطايانا) من أجلنا لكي نصير نحنُ فيه برّ الله. [6]
لأن الشمس التي تُشرق وتدخل كل إشاعتها في الأماكن المُظلمة والمملوءة بالأوبئة وكل قذارة فأنها تُأثر فيها وتُلاشي ظلمتها وتقتل الجراثيم والميكروبات التي تُساكنها، ومع ذلك فأنها لا تتأثر بها لأنها لا تقدر (الظلمة والجراثيم) على أن تُغير من طبع تكوينها الطبيعي، هكذا بالمثل فأن الرب حمل خطايا العالم كله وصلبها وأنهى على الموت (النتيجة الطبيعية للخطية) ولم تُأثر فيه على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد.

ولنلاحظ أن بجانب هذه الذبائح الدموية وُجِدَت التقدمات الطعامية كالدقيق والفطير وسكيب الخمر.. الخ، والتي ترمز لكمال ناسوت الرب يسوع المسيح وتكميله لكل متطلبات الناموس، وبذله وإخلائه ذاته وصومه وجهاده وآلامه، وعموماً كانت هذه التقدمات غير منفصلة عن الذبائح الدموية. ولتأكيد ذلك كانت هذه التقدمات تختلف في كميتها حسب نوع الذبيحة التي تُلازمها:
[وكلم الرب موسى قائلا: كلم بني إسرائيل وقل لهم متى جئتم إلى أرض مسكنكم التي أنا أعطيكم وعملتم وقوداً للرب محرقة أو ذبيحة وفاء لنذر أو نافلة [7] أو في أعيادكم لعمل رائحة سرور للرب من البقر أو من الغنم، يقرِّب الذي قرَّب قربانه للرب تقدمة من دقيق عُشراً [8] ملتوتاً بربع الهين [9] من الزيت. وخمراً للسكيب ربع الهين تعمل على المحرقة أو الذبيحة للخروف الواحد، لكن للكبش تعمل تقدمة من دقيق عشرين ملتوتين بثلث الهين من الزيت. وخمراً للسكيب ثلث الهين، تقرب لرائحة سرور للرب. وإذا عملت ابن بقر محرقة أو ذبيحة وفاء لنذر أو ذبيحة سلامة للرب. تقرب على ابن البقر تقدمة من دقيق ثلاثة أعشار ملتوتة (معجونة) بنصف الهين من الزيت. وخمراً تقرِّب للسكيب نصف الهين وقود رائحة سرور للرب. هكذا يعمل للثور الواحد أو للكبش الواحد أو للشاة من الضأن أو من المعز. كالعدد الذي تعملون هكذا تعملون لكل واحد حسب عددهن] [10]
=======================
[1] (يوحنا 6: 57)
[2] (لاويين 5: 5)
[3] (تكوين 22: 13)
[4] (1بطرس 2: 24)
[5] (not knowing sin – لم ولن يملك عنده قط معرفة الخطية كخبرة أو يتعامل معها، ولو أنه – بالطبع – يعرف ما هو ظلمة أو شبه شر أو خطية لكنه حسب طبيعته بلا شبه خطية أو إثم)
[6] (2كورنثوس 5: 21)
[7] (عبادة زيادة عن المفروض)
[8] (عشر الأيفة يساوى 2.3 لتر تقريبا)
[9] (مكيال للسوائل يعادل 4 لتر تقريبا)
[10] (عدد 15: 1 – 12؛ أنظر للأهمية عدد 28: 1 – 12)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس

[هـ] تعدد أنواع الذبائح وغايتها وكيفية تقديمها عملياً
إن قارئ سفر اللاويين عندما يتعرض لموضوع الذبائح، يجد أنواع كثيرة جداً منها وتختلف وتتنوع طرق تقديمها وأنواعها وأسمائها مما يُشتت ذهنه للغاية ويُصيبه الملل والسأم لأول وهلة، وذلك من كثرة تفاصيلها الدقيقة والطويلة جداً وأحياناً تكرارها والتأكيد عليها مراراً وتكراراً، ولكن حقيقةً هذا: أنه قيل وكُتب عن قصد، لأن مشكلة الخطية هي التي ألزمت الطقس بذلك!
فالخطية موضوع متعدد النواحي ومعقد جداً، وفي الحقيقة والواقع فأن التخلص منها أمر ليس بسيطاً ولا بالأمر السهل كما يظن البعض، فقد استلزمت أكثر من مُجرد تقديم الندم وعدم العودة إليها والتعامل معها مرة أخرى، لأن آثارها تمتد في قلب الإنسان وتضرب بجذورها في كيانه فيقع تحت سلطان العنة والموت، ويكفي للتعرف على خطورتها والإحساس بشناعتها وعدم قدرتنا على الخلاص من سلطانها، هو أننا نعرف أن الخلاص منها والفكاك من سلطان الموت استلزم تجسد ابن الله وأن يتألم ويُصلب ويموت، كي ما نموت معه ونحيا بحياته فننال الحرية والفكاك من سلطان الموت على المستوى الفعلي والعملي في حياتنا الشخصية اليومية؛ فالخطيئة خاطئة جداً تشوه طبع الإنسان البسيط وتفسده تماماً، ويكفي اننا نعلم اليوم المفارقة التي بين طفولتنا وحالتنا اليوم، بسبب خبرة الخطية التي دخلنا فيها وكم من المشكلات أدخلتنا فيها حتى صار لنا لا سلام، وجزع واضطراب دائم على كل وجه، لدرجة ان أحياناً البعض يتمنى أن يموت ليتخلص من الحياة المُرَّة التي يشعرها بمرارة في حلقه: [أي أنبياء إسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام، ولا سلام يقول السيد الرب[1]؛ لا سلام قال الرب للأشرار] [2]
يقول القديس مقاريوس الكبير: [أن ملكوت الظلمة أي الرئيس الشرير، لما أسر الانسان في البدء، قد غمر النفس وكساها بقوة الظلمة كما يكسو الإنسان انساناً غيره. "لكي ما يجعلوه ملكاً، ويلبسونه الملابس الملوكية من رأسه إلى قدمه" وبنفس هذه الطريقة قد كسا الرئيس الشرير، النفس وكل جوهرها بالخطيئة. ولوثها بكليتها، وأخذها بكليتها أسيرة إلى ملكوته، ولم يدع عضواً واحداً منها حراً منه – لا الأفكار، ولا القلب، ولا الجسد – بل كساها كلها بأرجوان الظلمة.
لأنه كما أن الجسد لا يتألم منه جزء أو عضو بمفرده، بل الجسد كله يتألم معاً، هكذا النفس بكليتها تألمت بأوجاع الشقاء والخطيئة. فالشرير كسا النفس كلها التي هي الجزء أو العضو الأساسي في الانسان، كساها بشقائه الخاص، الذي هو الخطيئة، ولذلك أصبح الجسد قابلاً للألم والفساد (الاضمحلال).
لأنه عندما يقول الرسول: "اخلعوا الإنسان العتيق" [3]، فهو يقصد انساناً بتمامه، فيه عيون مقابل عيون، وآذان مقابل آذان، وأيدي مقابل أيدي، وأرجل مقابل أرجل. لأن الشرير قد لوث الإنسان كله، نفساً وجسداً، وأحدره، وكساه "بإنسان عتيق"، أي انسان ملوث، نجس، في حالة عداوة مع الله، "وليس خاضعاً لناموس الله" [4]، بل هو بكليته خطيئة، حتى أن الإنسان لا يعود ينظر كما يشاء هو بل ينظر بعين شريرة، ويسمع بأذن شريرة، وله أرجل تسرع إلى فعل الشر، ويديه تصنع الإثم، وقلبه يخترع شروراً. لذلك فلنتوسل إلى الله أن ينزع منا الإنسان العتيق، لأنه هو وحده القادر على نزع الخطيئة منا، لأن الذين قاموا بأسرنا ولا يزالون يستبقوننا في مملكتهم، هم أقوى منا. ولكنه قد وعدنا بأن يحررنا من هذه العبودية المؤلمة. فعندما تكون هناك شمس ساخنة وتهب معها الريح فأن كل من الشمس والريح لها كيان وطبيعة خاصة بها، ولكن لا يستطيع أحد أن يفصل بين الشمس والريح الا الله الذي يستطيع وحده أن يمنع الريح من الهبوب وبنفس المثال، فأن الخطيئة ممتزجة بالنفس، مع أن كل منهما له طبيعته الخاصة. فمن المستحيل الفصل بين النفس والخطيئة، أن لم يوقف الله ويسكت الريح الشرير، الذي يسكن في النفس وفي الجسد.
وكما أن الإنسان إذا رأى عصفوراً يطير، فانه يشتاق أن يطير هو أيضاً، ولكنه لا يستطيع، لأنه لا يملك أجنحة يطير بها. كذلك أيضاً فان إرادة الإنسان حاضرة [5] وقد يشتهي أن يكون نقياً، وبلا لوم، وبلا عيب، وألا يكون في شيء من الشر، بل أن يكون دائماً مع الله، ولكنه لا يملك القوة ليكون كذلك. وقد تكون شهوته هي أن يطير إلى الجو الإلهي، وحرية الروح القدس ولكن لا يمكنه ذلك الا إذا أُعطيت له أجنحة (لتحقيق هذه الغاية). فلنلتمس من الله أن ينعم علينا "بأجنحة الحمامة" أي الروح القدس لكي ما نطير إليه "ونوجد في الراحة" [6]، ولكي يفصل الريح الشرير ويقطعه من نفوسنا وأجسادنا، ذلك الريح الذي هو الخطية الساكنة في أعضاء نفوسنا وأجسادنا. ليس أحد إلا هو (الروح القدس) الذي يستطيع أن يفعل هذا الأمر.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 05 - 2020, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,026

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة تفصيلية في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس


يقول الكتاب "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" [7] انه هو وحده الذي أظهر هذه الرحمة لأولئك الأشخاص الذين يؤمنون به، إذ أنه يُخلصهم من الخطيئة، وهو يحقق هذا الخلاص الذي لا ينطق به لأولئك الذين ينتظرونه دائماً ويضعون رجاءهم فيه ويطلبونه بلا انقطاع.
وكما انه يحدث في أحد الليالي المظلمة الكئيبة أن تهب ريح عاصفة وتحرك وتفتش كل الزروع والنباتات وتهزها، هكذا حينما يسقط الإنسان تحت سلطة ظلام ليل الشيطان، ويصير في الليل والظلمة، فانه يتكدر بواسطة ذلك الريح المرعب ريح الخطيئة الذي يهب (عليه) فيهزه ويقلبه ويفتش أعماق طبيعته كلها: نفسه وأفكاره، وعقله، ويهز أيضاً كل أعضاء جسده، ولا ينجو عضو سواء من أعضاء النفس أو أعضاء الجسد ويبقى بمأمن من الخطية الساكنة فينا. وبالمثل فهناك نهار النور والريح الالهي، ريح الروح القدس، الذي يهب وينعش النفوس التي تكون في نهار النور الالهي. والروح القدس ينفذ في جوهر النفس كلها وفي أفكارها وكل كيانها، وكذلك ينعش ويريح كل أعضاء الجسد براحة إلهية تفوق الوصف. وهذا هو ما أعلن عنه الرسول عندما قال "لسنا أبناء ليل أو ظلمة، بل جميعنا أبناء نور وأبناء نهار" [8] ] [9]
عموماً فأن تعدد الذبائح وأنواعها وتشعبها واختلاف طرق تقديمها في العهد القديم، ليست قصة يُمكن إهمالها أو حكاية قديمة لا مكان لها عندنا اليوم، حاشا؛ فقد قال القديس بطرس الرسول عن هذه الأحداث بالذات وعن الذين كانوا يخدمونها [أنهم ليس لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبرتُم بها أنتم الآن] [10]
إذاً فموضوع الذبائح لازال يمس حياتنا في الصميم،
وجميع الخدمة التي كان يقوم بها الكهنة قديماً لازالت ذات صله بحياتنا في الحاضر، وتحتاج اهتمام ودراسة وتأمل وتركيز شديد، فيُمكننا أن نطوف بأنواع الذبائح في غير تباطؤ، دون أن يصيبنا أي ملل أو سأم، لأننا سوف نكتشف فيها ملامح سرّ خلاصنا العجيب، وكيف أكمل المسيح الرب كل درجاته ومستلزماته على الصليب.
عموماً كان الغرض من الذبائح وتشعبها هو الإشارة إلى ذبيحة المسيح التي لم يكن ممكناً قط أن يستوفي عملها ذبيحة واحدة أو طقس واحد من هذه الطقوس.

ويقول مار إفرام السرياني [السرّ الذي كان الخلاص مزمعاً به (أي يدل عليه)، وهو هرق دم الإله المتجسد الذي هو وحده إنسان بلا عيب، بلا خطيئة، سبق بذلك عليه وأشار إليه برموز وأمثال، حتى إذا جاء الخلاص الحقيقي بالذبيحة التي تقدر على خلاص الخطاة، يَعلم كل مَن يؤمن أن إليها كانت الإشارة والرموز] [11]
========================
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجه الحديث لهرون وبنيه عن بعض الذبائح والتقدمات
شرائع الذبائح والتقدمات
الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية
علماء الكتاب المقدس فيقولون إن تقديم الذبائح أمر وضعه الله
أن دراسة الكتاب المقدس


الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024