رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- قام المسيح و ظهر لكثيرين. كل ظهور من ظهورات السيد المسيح كان من أجل تدبير خاص و مقصد إلهي في قلب مسيح القيامة. أكثر من عشر مرات ظهر المسيح بعد قيامته و ترك لنا شهوداَ أمناء. - ظهور الرب للتلاميذ و حديثه الشخصي لتوما الرسول سيبقى عين ماء حي يفيض على الكثيرين بأفكار روحية مثمرة. لقد إستفاض البعض في الهجوم علي التلميذ العظيم توما الرسول و وصفوه بالشكاك؟لأنهم إعتبروا رغبته في إستخدام المنطق العقلي مدخلاً للإيمان أمراً يعيبه مع أننا يمكن أن نتأمله برؤية مختلفة. - الذى يتابع المواقف التي كان توما الرسول شريكا فيها يتيقن أن شخصيته تحترم التفكير المنطقي و تستخدمه وسيلة لمزيد من المعرفة. كانت أسئلة التلميذ توما مثمرة لكل البشرية في الإنجيل. حين أخبر الرب تلاميذه أن لعازر نام و هو يقصد مات ظنوه يتكلم عن النوم العادى فقالوا إن كان قد نام فهو يشفى. فاتهم أن النوم ليس مرضاً و لا يستدعى الإنسان معجزة ليصحو من نومه. فجميعهم إستخدموا المنطق البشرى. أما المسيح فقال أنه مات و أنا لم أكن هناك( لتؤمنوا) ,كلمة (لتؤمنوا) فهمها توما الرسول أنها تعني أن المسيح قد قرر أن يصنع معجزة تجعلهم يؤمنوا بشخصه الإله المتجسد ,فماذا قال توما؟ لنذهب نحن أيضاً كي نموت معه بمعنى : إن كنت يا رب ستتمجد في موت لعازر و تصنع المعجزة فلا يهم لو متنا نحن أيضاً معه فسنختبر عملك و تتمجد معنا نحن أيضاً. كان التلاميذ يفكرون في قلوبهم و كان توما يفكر بصوت عال. - مرة ثانية قال الرب أنه سيمض و يعد مكانا لهم و قال تعلمون اين اذهب و تعرفون الطريق. أما توما فأجاب بمنطقه العقلانى. لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟. لم يحتقر الرب عقل توما و لا عقل أي إنسان بل استخدم العقل مدخلاً للإيمان. ليصف لنا شخصه الأبدي قائلاً : أنا هو الطريق و الحق و الحياة يو14. كان منطق توما وسيلة إستخدمها الرب يسوع ليرتقى بنا إلي شخصه و فكره السماوى. - لسبب مجهول لم يكن توما الرسول مع أخوته التلاميذ حين ظهر لهم الرب يسوع أول مرة في العلية. فلما رجع أخبره التلاميذ بما عاينوا و سمعوا من المسيح القائم من بين الأموات. لقد فعل المسيح علي الأقل ثلاثة أمور هامة. الأول : هو منحهم السلام ليتبدل حالهم من الخوف للسلام. الثاني : أنه أراهم يديه و جنبه. الثالث : أنه نفخ فيهم الروح القدس و منحهم سلطان الكهنوت اي الحل و الربط. فلما سمع توما هذا إعتبر نفسه أنه ينقص عن بقية أخوته. فلا هو رأي يديه و جنبه و لا نال سلاماً مثلهم و لا أخذ نفخة الروح القدس وسلطان الكهنوت. هذا ظهور هام جداً فقده توما. هو الآن بالمنطق البشرى لا يعتبر نفسه مساوى لأخوته التلاميذ فماذا يساويه معهم؟ أن يأخذ السلام مثلهم و أن يبصر مثلهم آثار المسامير في يديه ويضع أصبعه فيهما و في جنبه و أن ينال الروح القدس و سلطان الكهنوت.كي يشعر أنه ليس أقل من بقية التلاميذ. - ظهر الرب خصيصاً للتلاميذ و معهم توما قائلاً سلام لكم. ها أن توما تحقق له الحق الأول في لمس المسيح . ثم كان حديثه مع توما وحده لكي لا يشعر بأنه أقل من بقية التلاميذ حسب منطقه العقلانى . و ما رآه البعض شكاً رآه المسيح حقاً لتوما. فقال يا توما إقترب منى هنا هات إصبعك و أبصر يدى و هات يدك و ضعها فى جنبى . تحقق لتوما حقه الثانى. يمكن أن يبدأ الإيمان لكن لا يمكنه أن يكمل. كالمفتاح يفتح الباب ثم تضعه بعد ذلك في زوايا المكان. - ظهور الرب يسوع و كشفه لآثار المسامير و الطعنة في جنبه يؤكد للبشرية أن المسيح لم يفارق ناسوته لا قبل القيامة و لا بعد القيامة. هذا الظهور يعلمنا أن أجسادنا لن تصبح أرواحاً بل ستبق جسداً لكنها سوف تستنير كشبه جسد الرب يسوع. قوانين الأرض تزول مع الأرض و ستكون أجسادنا خاضعة لقوانين السماء. - كل ظهورات الرب يسوع بعد القيامة تؤكد ناسوته كما أنه قبل القيامة أكد لاهوته بطرق متنوعة. صاح توما (ربى و إلهى) تشهد للرب الإله يسوع المسيح. قدام قيامة المسيح يبطل المنطق البشرى ليسود المنطق الإلهي. كان رد الرب يسوع يتفق مع ما يدور داخل كيان توما الرسول. لأنك رأيت يا توما فآمنت. طوبى للذين آمنوا و لم يروا. كنت تفكر في المساواة مع بقية التلاميذ ,أنا أقول لك طالما تؤمن يا توما فانت لم تنقص عن أخوتك في شيء.التطويب أكثر للذين آمنوا و لم يروا . الذين آمنوا ولم يروا لهم نفس حقوق الذين رأوا .نفس سلام المسيح و سلطان البنوة و فرح القيامة .نفس الشبع بحضور الرب يسوع في القلب. ذابت الدونية من قلب توما واطمأن علي الحق الثالث. - أخذ توما الحق الثالث بالإيمان. تذكر بالروح ما سبق أن عاينه حين ظهر لهم المسيح في الجليل و نال نفس السلطان بعد اسبوع من قيامته. مت 28: 17. بالإيمان تذكر أن الروح القدس سيحل علي المؤمنين بعد القيامة يو7: 39. أع1: 5. بالإيمان تعلم توما أن حلول الروح القدس سيتم بعد الصعود و ليس قبله يو16: 7, أع1: 2 أع2: 33. كانت نفخة المسيح من أجل منح سلطان الكهنوت و أيضاً تهيئة التلاميذ لقبول الروح القدس حين يحل عليهم يوم الخمسين. كى تفرح قلوبهم بحلوله و سكناه داخلهم. لم تكن النفخة بديلاً عن حلول الروح يوم الخمسين أع 1: 8 يو16: 7. لما قال توما ربي و إلهي نال الحق الثالث من ظهور الرب لأخوته. - إقبلوا الروح القدس : كل ما نستطيعه هو أن نقبل الروح القدس. نحن لا نستطيع أن نجعله يحل فينا بل المسيح الحي من الأموات وحده يستطيع .الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد لنتأهل لسكني الروح القدس . المسيح هو من يرسل الروح فيحل فينا. نحن فقط نقبل الروح القدس و نتفاعل مع عمله فينا لكن سلطان الروح هو للروح وحده أع 15 : 8. لذلك لم يدعي أي تلميذ في كرازته أنه يرسل الروح بل فقط كانوا يطلبون من المؤمنين أن يقبلوا الروح القدس أع2: 38,أع5: 32,أع8: 17,أع19: 2. هذا ما تعلمه توما و التلاميذ فى هذا الظهور.و قد قبل القديس توما الروح القدس و لم ينقص عن التلاميذ شيئاً. - جميل حبيبنا يسوع. هو صانع العقل و هو مانح الإيمان. يعرف كيف يجتذب العقلاني و يحتذب الروحاني. يقدس المشاعر كما فعل في ظهوره للمجدلية و يقدس العقل كما في ظهور لتوما الرسول. البعض يبدأ بالعقل ليصل للإيمان لكن الذي يبدأ بالإيمان لا يصل إلي العقل بل يصل إلي السماء. لهذا طوبي للذين آمنوا و لم يروا. هذا درس الظهور العظيم لرب القيامة و ملك المجد يسوع المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|