رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لهذا السبب تكون موسيقى انتظار المكالمات سيئة للغاية! معظم الناس اختبروا مشاعر الاستماع إلى موسيقى رديئة وذات جودة منخفضة، خاصةً تلك التي نُجبَر على الاستماع إليها بينما ننتظر تحويل المكالمة إلى موّظف شركة الاتصالات بينما تُحاول البحث عن حل لمشكلة ما أو الحصول على صفقة جيّدة. قد يكون من الغريب أن تُصر شركات الاتصالات على استعمال موسيقى انتظار مملة ورديئة بينما ينتظر العملاء على خطوطهم في عصرٍ أصبح فيه تثبيت الموسيقى أمرًا رائجًا للغاية، ومن السهل استبدال تلك النغمات الشيئة بأخرى ذات جودة عالية ويُمكن الاستماع إليها بكل سرور. فما هو السبب في أن موسيقى انتظار المكالمات رديئة ومشوّشة؟ في الماضي، كانت موسيقى الانتظار موسيقى حقيقية، وكانت حينها مقبولة وغير مزعجة. لكن مع التقدّم في الزمن، أصبح هناك تشويش واضح في موسيقى انتظار المكالمات وأصبحت جودتها غير محتمَلة لدرجة تجعلك تُفكِّر في إنهاء المكالمة بينما تنتظر لعدة دقائق حتى يتم وصلك بموظّف الخدمات في شركة الاتصالات. وإن كُنت تظن أن المشكلة يُمكن حلّها، يؤسفنا القول أن عليك أن تتعايش مع هذه المشكلة حتى فترة غير معروفة من الوقت! أما عن السبب الرئيسي في أن جودة موسيقى انتظار المكالمات سيئة، ذلك لأن الهواتف سواء كانت الأرضية أو المحمولة لم تُصمّم لتنقل الموسيقى، إنّما لنقل الصوت البشري. من أجل ذلك صُمّمت سماعات الأذن وميكروفونات التسجيل في الهواتف بما يتناسب مع نقل الصوت البشري بجودة عالية، لكنها لا تتناسب مع الموسيقى، لذلك هناك تشويش عندما يتعلّق الأمر بها. ولمعرفة السبب في أن الهواتف الأرضية والمحمولة غير مصمّمة بجودة عالية لنقل الموسيقى، علينا العودة إلى الوراء عندما كانت الهواتف وخطوط الاتصالات قليلة للغاية، وكانت عملية الاتصال تتم عبر مقاسم يدوية يقوم فيها عامل المقسم بشبك خط الاتصال مع المنفذ المخصص للهدف. هذه الآلية كانت بطيئة نوعًا ما وتُنفّذ مع عدد قليل من الهواتف وليس الآلاف منها. ومن أجل حل هذه المشكلة، كان لابد من إدخال المقاسم الآلية التي تقوم بالمهمة السابقة بطريقة آلية بدون تدخل العامل البشري. وعند بدء تنفيذ الفكرة من قِبل شركات الهواتف، كان من المُكلف اقتصاديًا أن يتم وصل المقاسم ببعضها البعض مع عدد كبير من الخطوط الهاتفية. وكان الحل الأمثل والأقل تكلفة أن يتم وضع عدة اتصالات على نفس الخط، على الرغم من أن هذه الطريقة ستؤثر على طول الموجة الخاص بكل اتصال. وتم تطبيق آلية الضغط التي كانت تتم ببساطة عبر إزالة الترددات المنخفضة والعالية جدًا للصوت، بحيث يتم الإبقاء على الأطوال الموجية المهمة لفهم الكلام البشري فقط. فأصبحت الأطوال الموجية أقصر حتى يتم استيعاب عدة مكالمات على خط واحد عند الاتصال. ومع دخول الهواتف المحمولة إلى سوق شركات الاتصالات، كانت المهمة مختلفة عندما تبيّن أن أبراج التغطية التي حلّت محل المقاسم يُمكنها أن تتعامل مع عدد أكبر من الاتصالات في آنٍ واحد في حال تم ضغط الاتصالات بطريقة رقمية. وكلما كانت الاتصالات مضغوطة أكثر، يستطيع البرج أن يتعامل مع عدد أكبر من المكالمات، وبذلك تنخفض التكلفة التشغيلية لكل برج تغطية. لكن المشكلة الرئيسية كانت في جودة الهواتف المحمولة في ذلك الوقت والتي كانت ذات قدرات معالجة منخفضة للغاية ولم تستطِع التعامل مع ضغط مثل MP3 على سبيل المثال. والحل الأمثل والأقل تكلفة كان بضغط أكبر قدر ممكن من الخطوط الاتصالات، والتضحية ببعض التفاصيل الصوتية، ما جعل الأصوات التي يتم نقلها محصورة بين ترددات معيّنة، وما غير ذلك تكون جودته سيئة للغاية. وعلى الرغم من ضغط الخطوط، لكن قدرة الهواتف المحمولة على نقل الصوت البشري كانت جيدة بما فيه الكفاية. وعندما يتعلّق الأمر بنقل الموسيقى خاصةً التي تُعزف من عدة آلات، فقد كان الصوت يبدو مكتومًا ومنخفضًا وذا جودة سيئة للغاية. لكن ليس لهذا السبب ظلّت موسيقى انتظار المكالمات سيئة ورديئة. فقد تطوّرت أجهزة الهاتف المحمولة إلى الحد الذي يجعلها تتعامل مع مقاطع فيديو بدقة 4K باحترافية كبيرة. السبب يكمن في أن شركات الاتصالات تسعى دائمًا إلى التوفير في النفقات حسب المستطاع. ويرتبط ذلك بطرف ثالث ليس له علاقة بجودة الأجهزة المستعملة في الاتصال. السبب ببساطة، هو أن كل شركة اتصالات على اختلاف جنسيّتها تقوم بتضمين شبكة اتصالات داخلية خاصة بها ومستقلة عن الشبكة الهاتفية العامة. حيث تُستعمل الشبكة الداخلية في التواصل بين الموظفين بسهولة أكبر والتحكم بالمكالمات الصادرة والواردة. وعادةً ما يتم تركيب شبكة اتصالات داخلية بأقل تكلفة ممكنة، ما يعني أن المعدات التي تُستعمل في هذه الشبكة تكون رخيصة وذات جودة منخفضة لتوفير الأجور التشغيلية للمقسم الداخلي. هذا يعني أن اتّصالك على شركة الاتصالات وتحويلك لموظف خدمة العملاء يعني أنه سيتم تحويل المكالمة إلى شبكة الهواتف الداخلية للشركة، وهي ذات جودة منخفضة للغاية ولن تُشغّل موسيقى بجودة عالية. سبب إضافي آخر يجعل صوت موسيقى الانتظار لا يُحتمَل يكمن في توزيع مراكز الاتصالات بالنسبة للشركات التي تُقدّم الدعم الفني. غالبًا ما تكون مراكز الإجابة للمستخدمين بعيدة عن الشركة نفسها، وفي بعض الأحيان تقع المراكز في بلدٍ مختلف عن الشركة الأم عندما يتعلّق الأمر بشركات الاتصالات الدولية. هنا يتم إرسال الموسيقى من شبكة تقوم بضغط الخط في مركز الاتصالات ليعود إلى الشركة الأم ثم إرساله عبر شبكة الهاتف التي تضغطه مجددًا وتُقلل من الجودة إلى حدٍ كبير لدرجة يكون صوت الموسيقى غير واضح أو مفهوم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|