أَيْ البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان
إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوا إِلى البِرِّ قَدْ أَدْرَكُوا البِرّ، أَيْ البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان. أَمَّا إِسْرَائِيلُ الَّذي سَعَى إِلى شَرِيعَةِ البِرّ، فَلَمْ يَبْلُغْ شَرِيعَةَ البِرّ. لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ لَمْ يَسْعَ إِلى البِرِّ بِالإِيْمَانِ بَلْ بِالأَعْمَال. فَعَثَرُوا بِحَجَرِ العَثْرَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: “هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى”.
قراءات النّهار: روما 9: 30-33 / متى 11: 16-19
التأمّل:
في المقاربة التاريخيّة للنصّ، يقيم مار بولس مقارنةً ما بين إيمان الأمم وتعنّت إسرائيل أو رفضه للربّ باسم الاعتماد على أعمال الشريعة!
ولكن، في المقاربة العمليّة، لا بدّ لنا أن نعي أنّ هذه المقارنة تتوجّه إلينا لتحذرنا من أن نحذو حذو إسرائيل فنتكّل على بعض التقويّات أو الأعمال الصالحة في مسيرة الخلاص دون التعمّق في الإيمان أو تجديده دائماً عبر انفتاح قلبنا على نور الربّ وكلمته ونعمته في سرّ القربان.
أمّا الإيمان فهو الّذي يعطي الأعمال معناها ويجنبّها أن تصبح مجرّد تتميمٍ سطحيّ لواجباتٍ محدّدة او لقناعاتٍ معيّنة!
وعليه، علينا أن نجعل من اعمالنا ترجمةً عمليّة لعمق إيماننا فتضحي برّاً أي إيماناً جلياً لكلّ من يحيطون بنا!