"لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" مت21:7-23
تكلمنا في العدد السابق إن السبب الأساسي لقراءة الكتاب المقدس هو معرفة الله! إن هذا الهدف في غاية الأهمية كما يظهر من الآيات المذكورة التي تقول أن الرب سيرفض إناساً صنعوا قوات بإسمه لسبب بسيط للغاية و هو أنه لا توجد بينهم معرفة! إذاً فمعرفة الله لها أهمية كبيرة! و السؤال هنا هو لماذا لها هذه الأهمية؟
السبب الأول هو أنه من غير المنطقي أن يكون كل ما لدينا هو من الله و نحن لا نعرفه لأن كل ما يهمنا هو ما نأخذه منه! إذا حدث هذا مع إنسان لما كان يتحمله كما يتحملنا الله! إن الله يُوفر لنا كل شئ و كل ما يطلبه هو أن نعرفه و هو طلب في غاية البساطة و لكننا نرفض حتى هذا الطلب لكن نُصِر على أخذ العطايا التي يقدمها لنا الله!
إذا قلت لكم أن بنت ستتزوج شخص في منتهى الغنى و لكنها لا تعرفه ستقولون أن هذا ليس مقبول و أن عليها أن تدرسه و تعرفه جيداً لأنها ستقضي معه طوال عمرها. كيف إذاً لا نريد أن نعرف الله الذي سنقضي معه كل عمرنا كله ثم الأبدية أيضاً إذا إخترنا هذا! إننا نُصِر أن نعرف شخصية أي شخص في حياتنا إلا الله الذي هو أهم شخص في حياتنا!
إن الله قال هذه الفكرة عدة مرات في العهد القديم "بِحَرْبَةِ الْمَوْتِ يَزُولُونَ، وَيَمُوتُونَ بِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ." أي12:36، أيضاً "سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ" اش13:5 و "هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ" هو6:4! إن أصل كلمة المعرفة في اللغة الأصلية هي معرفة الرجل بإمرأته حيث يقول الكتاب "عَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ" تك1:4! إذاً فالمعرفة المقصودة هنا ليست معرفة سطحية بل المعرفة الوثيقة التي توجد بين الرجل و إمرأته!
المصدر الرئيسي لهذه المعرفة القوية هو الكتاب المقدس. لهذا يجب أن تكون لنا هذه العشرة مع الكتاب المقدس و مع الله الذي أعلن نفسه فيه و يُكلمنا من خلاله و لهذا يقول الكتاب "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَبِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ" عب1:1،2! لهذا نفتح الكتاب كل يوم لبحث عن إلهنا فيه، لنعرف ملامح شخصه القدوس لنفهمه أكثر!
إن كانت لديك أسئلة عن الله إفتح الكتاب المقدس و أطلب من الله أن يُظهر لك ذاته من خلال الكتاب و هو سيُجيب على كل أسئلتك!
09 - 07 - 2012, 07:25 PM
العرض العادي
