رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوم الخميس يوم السر العظيم يوم الوصية الجديدة والعهد الجديد القائم على دم حمل الله وصلاة جثسيماني واختتام اليوم بقبلة غاشة أولاً مُسميات هذا اليوم العظيميُسمى هذا اليوم في الكنيسة القبطية [يوم خميس العهد]: وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ (διαθήκη = عَهْد؛ مُعَاهَدَة؛ مِيثاق) الْجَدِيدُ (καινὴ = بِكْر؛ جَدِيد – وجديد هنا تحمل معنى جودة عالية فائقة) بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ (لوقا 22: 20) الجديد = عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ؛ وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ (عبرانيين 7: 22؛ 8: 6) وهنا نرى تأسيس عهد جديد أعظم وأفضل تثبت على مواعيد أفضل، وهو خميس البركة الجديدة عوض البركة القديمة التي تختص بهذا العالم، فالأولى تنتهي بالموت والثانية تمتد – حسب طبعها – للأبدية. فقد تأسس العهد الجديد بدم في كأس البركة، هو دم مسفوك يختص بحمل الله رافع خطية العالم، قبل أن يُرفع على الصليب، لا ليُلغي الدم المُهرق على الصليب، بل ليربُط فعل سرّ الإفخارستيا (سرّ الشكر الحقيقي) الذي أكمله بنفسه ككاهن، بفعل الصليب الذي أتمه بإرادته ومسرة أبيه كذبيحة، وقام ودخل به إلى الأقداس العُليا كرئيس كهنة عظيم، وبالطبع علينا أن نُدرك أن شخص المسيح الرب هو الله الظاهر في الجسد، أي اللوغوس الذي اتخذ جسداً وشابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها، فبكونه إله ويحمل كل ما للألوهة في ذاته، فقد قدم لنا دمه المسفوك الذي صار فوق الزمن بفعل الألوهة، لذلك قال الرسول بحس لاهوتي مُلهم: فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 14) وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً (عبرانيين 9: 12) عموماً فالخبز كان في يد شخص ربنا يسوع ابن الله الحي جسده المبذول من أجل كثيرين، قبل أن يُسلم ليُصلب ويدقوا في يديه المسامير، والخمر في يده (كأس البركة) قبل أن تنفذ في جنبه الحربة على الصليب ليسيل منه دمٍ وماء غفراناً أبدياً لكل العالم، ولذلك لا نستطيع ان نفصل أبداً بين جسد المسيح المُعطى لنا في سرّ الإفخارستيا على المذبح الجديد، وجسده المبذول على الصليب، كما لا نقدر أيضاً أن نُفرق أو نصنع أدنى انفصال بين دم كأس العهد الجديد ودم الجنب المطعون والمسفوك ايضاً من يديه ورجليه ورأسه، لأن الرب أكمل على المستوى السري ما سيحققه على المستوى العملي، حتى تصير ذبيحة المسيح الرب ذبيحة واحدة، وفعلها واحد، لأنها في حقيقتها إلهية بالدرجة الأولى لا يحدها الزمان أو يحصرها المكان، لذلك الرب بارك وقسَّم وأعطى، وهكذا صارت البركة عبر الأجيال كلها ممتدة بفعل نطق الرب يسوع هذا الذي صرنا نقوله في كل قداس إلى هذا اليوم. فهذا اليوم هو يوم العهد بالتالي هو يوم البركة بشكل خاص:وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. (متى 26: 26 – 28) [كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)] + الأصل اليوناني لكلمة بركة في الكتاب المقدس = εύλογία = eulogia = أولوجيةوهي تعني: يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يمجد، يمدح، سلام، يشكر (إفخارستيا)، يسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة (بشكل خاص) تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة. والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده. عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاة الأولى: صلاة البركة، وتُسمى ((بيراكوث)) وتُرجمت في الترجمة السبعينية ((أولوجية)) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد. الثانية: صلاة التضرع، وتُسمى ((تفليه)) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل. عموماً هذا السر العظيم، سرّ الشكر،هو احتفال ليتورجي بسرّ الخلاص العظيم، وهو مركز اهتمام كل مسيحي في العالم أجمع مهما ما كانت طائفته، لأن فيه يكمن سر العبادة المسيحية كلها، لأن عبادتنا هي شركتنا مع بعضنا البعض ومع الله، لأن مفهوم العابدة صار له منطق عميق جداً، لأنه يعتبر سرّ الشركة، ومن هنا جاء المُسمى [ليتورجيا] وهي تتكون من مقطعين (ليؤس) أي شعب، و (إرغون) أي عمل، فيكون معنى الكلمة بشكل عام (عمل شعبي)، لكن لها معناها الخاص في الكنيسة وهو عمل كنسي مُشترك، من ناحية أننا أعضاء لبعضنا البعض في جسد واحد، لنا رأس هو شخص المسيح، فهنا العبادة تتميز بشكل منفرد من ناحية شركتنا مع القديسين والله في النور، فنحن نجتمع مع كل الجسد، منظور وغير منظور ملتفين حول يسوع المركز والرأس، لنشترك في كأس مسيح الله، كأس البركة، وفي جسد الحياة، جسد يسوع القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في الأعالي، فنحن نقتات على الحياة لأنه قال: من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير؛ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه؛ كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي. (يوحنا 6: 54؛ 56؛ 57) إذاً حينما يأتي أحد اليوم ويسخف هذا السرّ العظيم ويقول بلا فهم ولا وعي، أننا نأكل أعضاء مادية (صباع - عين - قدم.. الخ) أو نتناول ما ينتهي منا بالهضم ويتكلم على موضوع الاحتراس وغيره من أشياء تدل على عدم انفتاح البصيرة بالروح، وعدم وضوح الإيمان مسيح القيامة والحياة، أو يتحدث بلغو كلام باطل ببحث على مستوى العقل والتفكير الفلسفي ماذا نأكل في الإفخارستيا، فأنه يترك لنا دلالة أنه لم يدخل بعد في سرّ الإيمان الحي، ولم يتناول على مستوى الشركة الحقيقي مع الله. يا إخوتي انتبهوا أرجوكم، هذا السر عظيم جداً بما لا يُقاس، فلنتناول بلا فحص ونشوه هذا السرّ العظيم المُعطى لنا بتدبير فائق، فنحن نتناول الحياة ونحيا في سرّ الشركة لا كلاماً بل على مستوى الاتحاد السري بالعريس السماوي، فهذا هو سرّ الاتحاد الحقيقي بيننا وبين حمل الله رافع خطية العالم، وكل مرة نتناول منه نثبت فيه وهو فينا، ونتأصل في الحق أي في شخصه العظيم القدوس، فنحيا لا في معزل عنه، بل فيه وهو فينا، لأن هذا هو التصاقنا الداخلي به، فهو فينا ونحن فيه لا كلاماً إنما فعلياً، فانتبهوا لسرّ شركتنا، لأن كل عبادتنا شركة، وشركتنا حياة الله فينا، فلا أحد يستطيع ان يحيا بمعزل عن الله الحياة، لأن كل من ينعزل عنه يموت، ونحن قائمين فيه وهو فينا، لأن حتى صلاته ليكونوا واحداً فينا، وكيف نكون فيه بدون هذا السرّ العظيم الذي للتقوى؟ فاستفيقوا واعرفوا طبيعة شركتنا مع الله ووحدتنا معه على مستوى التناول من سرّ الإفخارستيا. |
25 - 04 - 2019, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
من يوم الخميس يوم السر العظيم
يوم الوصية الجديدة والعهد الجديد القائم على دم حمل الله وصلاة جثسيماني واختتام اليوم بقبلة غاشة
وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك (εύλογία) وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. (متى 26: 26 – 28) وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً وكان كاهناً لله العلي (تكوين 14: 18) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ، الْحَقَّ، أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ؛ فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ»؛ هَذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ؛ أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ؛ هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» (يوحنا 6: 32؛ 41؛ 50؛ 51؛ 58)
+ "ولكن لأجل شكر (εύχαριστίαν) (مسرة) الكثيرين، نتحمل بسرور هذا العناء الكبير" (2مكابيين 2: 27) "لا تتشاور مع إنسان حاقد في كيفية الشكر (εύχαριστίας)" (ابن سيراخ 37: 11) عموماً الكلمة تعني الشكر الذي يُلازمه المسرة، والفعل الأساسي الذي قدمه المسيح للآب في يوم تأسيسه لهذا السرّ ليلة خميس العهد هو الشكر: "وشكر فكسر، وقال: ((خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. أصنعوا هذا لذكري))" (1كورنثوس 11: 24) "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال: ((خذوا كلوا، هذا هو جسدي))، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: ((أشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا))" (مت 26: 26 – 28)، وأيضاً لأن هذا السرّ المقدس هو أعظم تعبير عن الشكر تقدمه الكنيسة للمسيح الرب
حيث ينتقل رب العائلة إلى ذكر تاريخ الخلاص، فيذكر العهد مع الآباء، والخروج من مصر أرض العبودية والعبور لأرض الحرية عن طريق السير في البرية في معية الله وحضوره معهم وسيره أمامهم. أما الحدث الرئيسي الذي من أجله يُقدم الكاهن في العهد الجديد الشكر لله فهو (بحسب التدبير) تجسد الابن الوحيد وموته وقيامته وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب لتكميل خلاصنا: وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً (عبرانيين 9: 12) عموماً، استخدمت الكلمة بنوع خاص في حالة شكر الله على خلقه العالم، أي شكر الله بلسان الخليقة من أجل خلقه العالم وبركاته ومواهبه وعطاياه للإنسان بشكل عام كمحبة منه، لأن بسبب المحبة خلق كل شيء، فكل صلاة تقدم لله فيها شكر من أجل خلقه العالم تُسمى إفخارستيا
[فيما يختص بالإفخارستيا، اشكروا هكذا.. لا يأكل أحد أو يشرب من إفخارستيتكم غير المعتمدين باسم الرب] وورد الاسم كذلك في رسائل القديس أغناطيوس الشهيد، وعند القديس يوستينوس الشهيد. (أنظر معجم المصطلحات الكنسية لراهب من الكنيسة القبطية صفحة 109)
فالفعل (إفخارستين εύχαρίστειν) استخدمه المسيح عندما أمسك بيده الكأس المملوء خمراً ممزوجاً بماء (وهي إشارة بليغة لجنبه المطعون بالحربة الذي خرج منه دمٍ وماء) ثم تناول كأساً وشكر εύχαριστήσας (لوقا 22: 17؛ 19) وكلمة شكر هنا لا تُفيد مجرد شكرّ عادي، بل أنه فعل الشكر الطقسي، أي أدى وقدم الشكر من أجل الخليقة وبركة الله لها أي للخليقة، والبركة الخاصة بهذا الموقف. لأن كلمة إفخارستيا استُخدمت بمعنى: "تقدمة شكر"، أي شكر معبر عنه بتقدمة سواء كان بالتسبيح أو الصلوات أو الذبائح، ولذلك نجد أن كلمة إفخارستيا استُخدمت كصلاة بشكل خاص [لشكر الله على خلقة العالم]، فكل صلاة يُقدم فيها الشكر لله على الخليقة تُسمى إفخارستيا، ولذلك نجد عند القديس إيرينيئوس أنه يعتبر أن الأهداف الأساسية لسرّ الإفخارستيا هو شكر الله بلسان الخليقة من أجل خلقة العالم وبركاته للإنسان.
وهي النبع الدائم التي تنسكب منه هذه الحياة على كل عضو حي في الكنيسة بالتوبة والإيمان العامل بالمحبة، فالإفخارستيا ليست سراً مهماً فقط أو أهم الأسرار في الكنيسة، بل هو السرّ الذي ينبع منه كل ما هو مهم في الكنيسة، أي أنه هو المركز وأساس حياة المسيحي الذي تنطلق منه كل الصلوات وتترابط مع بعضها البعض، حتى على مستوى الفرح والمخدع الخاص، لأن العبادة ليست جزئية، ولا حتى جزء من كل، وبالتالي ليست منقسمة إلى ما هو مهم فأهم أو الأهم، أو ما هو فردي وما هو جماعي أو جمهوري، لأن في واقعية الكنيسة هي كل لا يتجزأ، فرأسها المسيح وهي جسده، ولا يُمكن أن يجتمع جُزئياً، فحينما يجتمع اثنين أو ثلاثة أو واحد في مخدعه، أو وسط جمهور الكنيسة، فهو سراً يجتمع بأعضاء الجسد الواحد.
أرجوكم افهموا ما أقول:
فالخليقة كلها تتبارك في ذبيحة الإفخارستيا والعالم كله يتقدس والإنسان يتذوق عمق قوة الخلاص المتسع، لذلك تتحتم أن تضم الإفخارستيا في صلواتها (الأواشي) كل الأقطار وكل أجناس الخليقة من كل ما ينبت على الأرض من نبات وكل ما يطير في الهواء ويدب على الأرض وأيضاً كل فئات الناس حتى الولاة والحكام والملوك ورؤساء العالم، فالخليقة كلها والعالم كله مرفوع بالصلوات والبخور في الحضرة الإلهية أمام المذبح والذبيح القائم من الأموات الجالس عن يمين الآب: وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً (1يوحنا 2: 2) وبهذا المستوى الفائق نُدرك الآن شركتنا الحقيقية المتسعة، إذ أن كافة أرواح القديسين والملائكة تشترك في الصلاة في هذا السر قائلين باحتفال مهيب ((قدوس، قدوس، قدوس..)) لأن الجميع داخل في صميم أبعاد الإفخارستيا + إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ. الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ (أفسس 1: 9 – 11)
ولا تُستحضر ولا تُصنع بيد بشر ولا تتم بحسب مشيئة إنسان، لأنه ليس من حق أحد أن يمنحها أو يمنعها، فالإفخارستيا هي اشتراك في ذبيحة الصليب الواحدة الوحيدة (أي في ذبيحة المصلوب القائم من بين الأموات والجالس عن يمين الآب) في مكان ما وزمان ما كلما أقمنا قداساً في أي تاريخ أو عصر أو وقت، فهو السرّ الذي يفوق الزمان إذ هو سرّ المسيح الذي أعطاه لنا عطاء يفوق كل منطق، وهو مستمر في الزمان وجميع الأجيال (بلا استثناء) لأنه مُعطى بالبركة بنطق فمه الخاص [خذوا كلوا هذا هو جسدي] (مرقس 14: 22)، ولذلك فأن الإفخارستيا ستظل سرّ غير قابل للفحص ويفوق كل الزمان ولكنه معلن في القلب بالإيمان بالروح القدس، ويُمارس في سر الشركة مع الكنيسة، منظورة وغير منظورة.
|
||||
30 - 04 - 2019, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
(ملخص ما فات) كمال الشكر في المسيح الذي فيه كل البركة في ملء كمالها السماوي فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ (رومية 12: 14؛ 1بطرس 3: 9) لنا أن نعرف أن الكلمة اليونانية خ¬خ½خ¬خ¼خ½خ·دƒخ¹د‚ تفيد معنى يصعب أن يوجد في أي لغة، مثل الإنجليزية أو العربية أو أي لغة أخرى، إذ أن المفردات اللغوية لهذه اللغات لا تُعطي المعنى الحقيقي الدقيق لما تعنيه الكلمة اليونانية التي ذُكرت في الأناجيل، ففي اللغة الإنجليزية على سبيل المثال هناك كلمات مثل: Memorial تذكار أو remembrance تذكار أو ذكرى، وهي تُفيد بالنسبة لنا مفهوماً (حسب المنطق العقلي) أنه أمر يدل على أنه وقع في الماضي ولم يبقى منه سوى ذكريات متعلقة بذاكرة الإنسان أو بذاكرة التاريخ، بمعنى مباشر أنه أحداث ماضية قد انتهت ولم تعد سوى مجرد ذكريات مُمكن استعادتها في ذكرها أو ممارستها كعادة الأسر التي تتذكر الماضي حينما يلتفون حول العشاء أو في أي ميعاد للاحتفال بذكرى معينة عندهم، وطبعاً نفس المعنى في اللغة العربية موجود من ناحية تذكر أحداث قديمة قد وقعت في الماضي وانتهت. وطبعاً لشيوع هذا المعنى تُرجمت الكلمة اليونانية بكلمة (ذكرى) وأصبحت تأخذ نفس المفهوم للكلمة الإنجليزية، بل وامتد المعنى ليشمل المفاهيم الموجودة في جميع اللغات المعروفة، ولكن الكلمة اليونانية في الكتاب المقدس (خ¬خ½خ¬خ¼خ½خ·دƒخ¹د‚) فهي على عكس هذا المعنى تماماً، إذ تعني "مُعايشة حدثٍ ما أمام الله كان قد وقع في الماضي، ولكن ما زال فعله وأثرة ممتداً في الزمان الحاضر كما هو بنفس قوته وفعله وبكل اتساعه" ولذلك فأن هذا التذكار مرتبط بنوال البركة. ولنلخص معنى هذه الكلمة كما قصدها الله في هذه النقاط السريعة:(أ) هذه الكلمة ليست بالمعنى الدارج المشهور للجميع، مجرد ذكرى لماضي، ولكنها في الترجمة الأصلية تُستخدم في الأعمال التي تخص الله، وتُعَّبر عن حدوث "صلة شخصية" على وجه خاص بين الإنسان والله من ناحية الشركة. (ب) ومعناها على وجه الخصوص – كما قصد الرب منها – استعلان وظهور عمل الرب إلى أن يُستعلَّن الرب نفسه في اليوم الأخير (المجيء الثاني) (جـ) أصنعوا هذا (د„خ؟دچد„خ؟ د€خ؟خ¹خ*خ¹د„خµ) ليست من الكلمات العادية التي تدخل ضمن الحديث العادي أو التعبير الشخصي، لكنها اصطلاح طقسي ليتورجي وذلك بحسب ورودها واستخدامها في الطقس القديم: 1- وتصنع خ؛خ¬خ¹ د€خ؟خ¹خ®دƒخµخ¹د‚ لهرون وبنية هكذا بحسب كل ما أمرتك (خروج 29: 35) 2- هكذا تصنع د€خ؟خ¹خ®دƒخµخ¹د‚ للثور الواحد (عدد 15: 11) وبالطبع هناك آيات كثيرة جداً خاصة بالطقس الذبائحي فيها نفس اللفظة؛ ومن هنا يتبين بوضوح شديد أن كلمة {أصنعوا هذا} هي اصطلاح مستخدم في الطقس للتعبير عن (تكرار الطقس) وعن (قانونيته)، والتكرار هنا ليس بالمعنى المتكرر بمفهوم الاستقلالية أو الإعادة. وطبعا كما قلنا في معنى الإفخارستيا إن ذبيحة المسيح واحده وقدمت مره واحده إنما في القداس نستمد نفس القوة من نفس ذات الذبيحة الواحدة الغير منقسمة أو المتغيرة كما سبق وشرحناها في الجزء السابق. (د) لقد أصبح مفهوم [أصنعوا هذا لذكري] في الكتاب المقدس وعند آباء الكنيسة منذ القرن الأول، هوَّ أن يُقيموا هذا الطقس السري من الوليمة المسيانيه الذي يختص بالجسد المبذول والدم المسفوك للرب، حتى بواسطة هذه الذبيحة أمام الله يكون لنا هذا واسطة (لذكر) المسيح الرب لدى الآب كل حين بكونه كفارة وشفيع، إذ بهذا (الذكر) يكون لنا دالة وقبول أمام الله وصفح عن الآثام وغفران الخطايا، وهذا اعتماداً على كلام الرسول: فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)، فنحن نتقدم لله ببر الذبيحة الحية الحاضرة في كل حين. (هـ) عموماً نجد أن الإفخارستيا هي أنامنسيس (خ¬خ½خ¬خ¼خ½خ·دƒخ¹د‚) لعمل المسيح الخلاصي الحاضر الآن بكل مجده معنا في معنى قدسي سري sacramental لا يزال مستمراً وعاملاً في كل الأجيال لأنه فوق كل زمان، غير خاضع للزمن أو ممكن يبطل مع الزمان لأن عمل الله الخلاصي عمل حي، لأن هو حي في كل حين ليشفع فيهم. (و) نجد أن كلمة تذكار، لا تختص بتذكار العشاء الأخير الذي كان مع الرسل القديسين وحسب، وإنما تعني معنى شامل متسع للغاية، يشمل كل عمل المسيح إذ هو تذكار موته وقيامته معاً، ويعتبر التذكار الليتورجي (أي سرّ الإفخارستيا) هو بصخة Pascha = فصح: إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا (1كورنثوس 5: 7) والفصح لم ولن يكن تذكاراً لآلام ربنا يسوع المسيح ولا لقيامته فقط، بل للاثنين معاً في آنٍ واحد. أي تذكار حاضر: "المسيح الذي مات بل بالحري قام أيضاً" الذي "وضع حياته ليأخذها أيضاً"، الذي "مات من أجل خطايانا، وأُقيم من أجل تبريرنا" وباختصار هو عيد الفداء الذي لنا، وعيد الفداء جديد لنا كل يوم أو بمعنى أدق نحن نحيا في التجديد، لأن ربنا يسوع مات مرة واحدة وقام، وهذا الفعل يسري لنا كقوة تمتد أثارها كل يوم وبنفس ذات القوة عينها لأنها حاضرة في الزمن وتعمل فيه بقوة، لأنه مضارع مستمر. |
||||
30 - 04 - 2019, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
(ملخص ما فات) كمال الشكر في المسيح الذي فيه كل البركة في ملء كمالها السماوي فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ (رومية 12: 14؛ 1بطرس 3: 9) لنا أن نعرف أن الكلمة اليونانية άνάμνησις تفيد معنى يصعب أن يوجد في أي لغة، مثل الإنجليزية أو العربية أو أي لغة أخرى، إذ أن المفردات اللغوية لهذه اللغات لا تُعطي المعنى الحقيقي الدقيق لما تعنيه الكلمة اليونانية التي ذُكرت في الأناجيل، ففي اللغة الإنجليزية على سبيل المثال هناك كلمات مثل: Memorial تذكار أو remembrance تذكار أو ذكرى، وهي تُفيد بالنسبة لنا مفهوماً (حسب المنطق العقلي) أنه أمر يدل على أنه وقع في الماضي ولم يبقى منه سوى ذكريات متعلقة بذاكرة الإنسان أو بذاكرة التاريخ، بمعنى مباشر أنه أحداث ماضية قد انتهت ولم تعد سوى مجرد ذكريات مُمكن استعادتها في ذكرها أو ممارستها كعادة الأسر التي تتذكر الماضي حينما يلتفون حول العشاء أو في أي ميعاد للاحتفال بذكرى معينة عندهم، وطبعاً نفس المعنى في اللغة العربية موجود من ناحية تذكر أحداث قديمة قد وقعت في الماضي وانتهت. وطبعاً لشيوع هذا المعنى تُرجمت الكلمة اليونانية بكلمة (ذكرى) وأصبحت تأخذ نفس المفهوم للكلمة الإنجليزية، بل وامتد المعنى ليشمل المفاهيم الموجودة في جميع اللغات المعروفة، ولكن الكلمة اليونانية في الكتاب المقدس (άνάμνησις) فهي على عكس هذا المعنى تماماً، إذ تعني "مُعايشة حدثٍ ما أمام الله كان قد وقع في الماضي، ولكن ما زال فعله وأثرة ممتداً في الزمان الحاضر كما هو بنفس قوته وفعله وبكل اتساعه" ولذلك فأن هذا التذكار مرتبط بنوال البركة. ولنلخص معنى هذه الكلمة كما قصدها الله في هذه النقاط السريعة:(أ) هذه الكلمة ليست بالمعنى الدارج المشهور للجميع، مجرد ذكرى لماضي، ولكنها في الترجمة الأصلية تُستخدم في الأعمال التي تخص الله، وتُعَّبر عن حدوث "صلة شخصية" على وجه خاص بين الإنسان والله من ناحية الشركة. (ب) ومعناها على وجه الخصوص – كما قصد الرب منها – استعلان وظهور عمل الرب إلى أن يُستعلَّن الرب نفسه في اليوم الأخير (المجيء الثاني) (جـ) أصنعوا هذا (τούτο ποιέιτε) ليست من الكلمات العادية التي تدخل ضمن الحديث العادي أو التعبير الشخصي، لكنها اصطلاح طقسي ليتورجي وذلك بحسب ورودها واستخدامها في الطقس القديم: 1- وتصنع κάι ποιήσεις لهرون وبنية هكذا بحسب كل ما أمرتك (خروج 29: 35) 2- هكذا تصنع ποιήσεις للثور الواحد (عدد 15: 11) وبالطبع هناك آيات كثيرة جداً خاصة بالطقس الذبائحي فيها نفس اللفظة؛ ومن هنا يتبين بوضوح شديد أن كلمة {أصنعوا هذا} هي اصطلاح مستخدم في الطقس للتعبير عن (تكرار الطقس) وعن (قانونيته)، والتكرار هنا ليس بالمعنى المتكرر بمفهوم الاستقلالية أو الإعادة. وطبعا كما قلنا في معنى الإفخارستيا إن ذبيحة المسيح واحده وقدمت مره واحده إنما في القداس نستمد نفس القوة من نفس ذات الذبيحة الواحدة الغير منقسمة أو المتغيرة كما سبق وشرحناها في الجزء السابق. (د) لقد أصبح مفهوم [أصنعوا هذا لذكري] في الكتاب المقدس وعند آباء الكنيسة منذ القرن الأول، هوَّ أن يُقيموا هذا الطقس السري من الوليمة المسيانيه الذي يختص بالجسد المبذول والدم المسفوك للرب، حتى بواسطة هذه الذبيحة أمام الله يكون لنا هذا واسطة (لذكر) المسيح الرب لدى الآب كل حين بكونه كفارة وشفيع، إذ بهذا (الذكر) يكون لنا دالة وقبول أمام الله وصفح عن الآثام وغفران الخطايا، وهذا اعتماداً على كلام الرسول: فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)، فنحن نتقدم لله ببر الذبيحة الحية الحاضرة في كل حين. (هـ) عموماً نجد أن الإفخارستيا هي أنامنسيس (άνάμνησις) لعمل المسيح الخلاصي الحاضر الآن بكل مجده معنا في معنى قدسي سري sacramental لا يزال مستمراً وعاملاً في كل الأجيال لأنه فوق كل زمان، غير خاضع للزمن أو ممكن يبطل مع الزمان لأن عمل الله الخلاصي عمل حي، لأن هو حي في كل حين ليشفع فيهم. (و) نجد أن كلمة تذكار، لا تختص بتذكار العشاء الأخير الذي كان مع الرسل القديسين وحسب، وإنما تعني معنى شامل متسع للغاية، يشمل كل عمل المسيح إذ هو تذكار موته وقيامته معاً، ويعتبر التذكار الليتورجي (أي سرّ الإفخارستيا) هو بصخة Pascha = فصح: إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا (1كورنثوس 5: 7) والفصح لم ولن يكن تذكاراً لآلام ربنا يسوع المسيح ولا لقيامته فقط، بل للاثنين معاً في آنٍ واحد. أي تذكار حاضر: "المسيح الذي مات بل بالحري قام أيضاً" الذي "وضع حياته ليأخذها أيضاً"، الذي "مات من أجل خطايانا، وأُقيم من أجل تبريرنا" وباختصار هو عيد الفداء الذي لنا، وعيد الفداء جديد لنا كل يوم أو بمعنى أدق نحن نحيا في التجديد، لأن ربنا يسوع مات مرة واحدة وقام، وهذا الفعل يسري لنا كقوة تمتد أثارها كل يوم وبنفس ذات القوة عينها لأنها حاضرة في الزمن وتعمل فيه بقوة، لأنه مضارع مستمر. |
||||
30 - 04 - 2019, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
[كَأْسُ الْبَرَكَةِ (خµل½گخ»خ؟خ³خ¯خ±) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ (خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ (خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)]
هذه الكلمة نتيجة حتمية لكلمة التدبير وهي الأساس القائم عليه جوهر حياتنا المسيحية، يعني هي ركيزة إيماننا الحي، وذلك بسبب أبناء لله في المسيح، لأنها سرّ محبة الله التي دبرها في ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يوحدنا به، لنكون معهُ واحد، ومن هنا نفهم المعنى الحقيقي لوحدتنا مع الله: في ذلك اليوم (حلول الروح) تعلمون إني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم؛ وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد (يوحنا 14: 20؛ 17: 22)الشَرِكَةَ(خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) ولكي نعرف قوة أساس كلمة الشَرِكَةَ (خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) لا بد من أن نشرح الأساس القائمة عليه، وهو التدبير خ؟خ¹خ؛خ؟خ½خ؟خ¼خ¹خ± Economia وهي كلمة عبرانية – يونانية، بمعنى سياسة الله وعمله وحكمته في كل أعمال الثالوث القدوس وبخاصة " التجسد الإلهي"؛ فالتدبير هو رسم إلهي مُعلن في الزمان وأساسه في الأزل. وهو تدبير ليس كتدبير البشر يتغير أو يتبدل، بل يتم كما هو حسب خطة الله الذي يشرف عليها بنفسه، والتدبير ليس نظري أو ينحصر في مجرد خطة، موضوعها مبهم وملامحها تنحصر في ذاتها، بل هو تدبير مُعطى لنا حسب النعمة، مصدره الثالوث القدوس، وليس أقنوم منفرد بذاته، لأن التدبير هنا تدبير الله الثالوث القدوس، والتدبير الإلهي تدبير فاعل عامل يوحَّد حسب الإعلان بالروح، وينزع الانقسام، لأنه شركة في الواحد الثالوث القدوس الواحد في الجوهر. وهو يُنظم حياة ومصير الخليقة الجديدة في المسيح، ويُعطي لها في الزمان الحاضر "العربون" [ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا وأعطى عربون الروح في قلوبنا؛ ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضاً عربون الروح] (2كورنثوس 1: 22، 5: 5)، إلى أن يأتي الدهر الجديد الذي لا تغرب فيه شمس الحياة بالموت، بل تُشرق بنور إلهي أزلي يَهَب الاستنارة من الآب بالابن في الروح القدس. إذن التدبير باختصار هو خطة الله للخلاص وفق مشيئته أي تدبيره الخاص وهذا المعنى يتصل بتاريخ الخلاص فهي تُعتبر السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (أفسس 3: 9)، أما الآن في ملئ الزمان فقد تحقق في المسيح يسوع [إذ عرفنا بسر مشيئته، مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملئ الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته، لنكون لمدح مجده نحن الذين سبق رجاؤنا في المسيح، الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المُقتنى لمدح مجده] (أفسس 1: 9 – 14)ونجد أن الله منذ البداية في الكتاب المقدس أخذ يوضح تدبيره أي خطته المتعلقة بالخلاص وأعلنها بواسطة البشر الملهمين بالروح القدس، وليس عن طريق أي شخص آخر، فاختار أنبياء نقاهم وقدسهم مهيأ أوانيهم ليحملوا إعلانه، إعلان الخلاص وتدبيره ويقوده شعبه ويسلموهم النبوة والإعلان إلى يوم تتميمه، وايضاً في العهد الجديد اختار الرسل بدورهم ليحملوا بشارة الإنجيل وإعلان الخلاص وقوة تدبيره ليحيوا به ويقدموه للكنيسة لأجل البنيان بروح النبوة: هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله؛ لي أنا أصغر جميع القديسين أُعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يُستقصى. وأُنير الجميع فيما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (1كورنثوس 4: 1؛ أفسس 3: 8 – 9) وذلك بالطبع لأن عمل وكيل سرائر الله متأصل في خ؟خ¹خ؛خ؟خ½خ؟خ¼خ¹خ± – oikonomia التدبير الإلهي المعلن له بالسرّ بالتذوق والاختبار في أعماق قلبه الممتلئ بالإيمان الحي العامل بالمحبة وذهنه المنفتح بالروح على الله، وقد أُعطيت لوكيل سرائر الله فترة زمنية محددة ليقوم بالواجب المنوط به، على الرغم من أنه لا يعرف وقت نهايتها: فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيده على خدمه ليُعطيهم العلوفة في حينها، طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. بالحق أقول لكم أنه يُقيمه على جميع أمواله. ولكن أن قال ذلك العبد في قلبه سيدي يُبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين (لوقا 12: 42 – 46)فالوقت المعطى لخدام وكلاء سرائر الله هو هبة استؤمن عليها ويجب ان يستخدمها لاستعلان خطة الله حسب ما أعطاه الله من موهبة، لأنها مسئولية لا ينبغي إهمالها بل ينبغي أن يهتم بها اهتمام بالغ بحرص شديد وينتبه لها بكل تدقيق جالساً عند قدمي الكتاب المقدس بالصلوات والأسهار والأصوام متعلماً من الله مستلماً التعليم من القديسين كما نالوه من الله لأن خطة الله لا تتفكك ولا تنقطع من جيل، بل هي ممتدة ويزداد إعلانها كلما تقدم بنا الزمان + لذلك يقول أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح. مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 14 – 21) + واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر. مُصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام لنتكلم بسرّ المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضاً. كي أُظهره كما يجب أن أتكلم. أسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت. ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد (كولوسي 4: 2 – 6)عموماً الكلمة تُشير إلى خطة الله للخلاص والتي يشرف عليها بنفسه ويقوم بتنفيذها بدقة حسب مسرة مشيئته، وهذه الخطة وضحت في الكتاب المقدس منذ سقوط آدم في الفردوس، فكان الهدف منها هو خلاص الإنسان من ورطة السقوط المؤلمة التي تذوقها وانحصر في دائرتها المميتة باختياره الحرّ: [اختطفت لي قضية الموت – أجرة الخطية هي موت] وكلمة التدبير في تحليل معناها اليوناني، استخدامها يُفيد معنى: [البناء الرعائي] وهي كلمة تخص الله كراعٍ يرعى شعبه بعناية فائقة ويحفظهم بشكل خاص، كما تظهر من خلال العهد القديم – كخبرة تذوقها الشعب في حياته اليومية – بأن يهوه راعي إسرائيل، ولها صداها الخاص في صلوات المزامير [الرب راعي فلا يعوزني شيء – مزمور 23: 1] ، وهذا هو الدور المسياني [دور المسيا الخاص] أي عمل ربنا يسوع المسيح كراعٍ يسعى في طلب الضال، ويحفظ الخراف [وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي – يوحنا 10: 28] عموماً نجد أن التدبير الإلهي بدأ في العهد القديم وأُظهر بالأنبياء ثم اكتمل بتفاصيله في العهد الجديد بظهور الابن الوحيد، حيث تجسد ربنا يسوع المسيح إلهنا الحي، وقد أُعلن هذا التدبير بالميلاد وحياة الله الكلمة في الجسد والصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس على الكنيسة وعلى كل من ينضم لها بالمعمودية ومسحة الميرون. حسبما وُلِدَ المسيح وعاش تمارس الكنيسة حياتها وفقاً للتدبير: [فأما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي (مدبر) الذي يكون متسلطاً (ملك – صاحب القانون او السيادة المدبر – الملك الراعي) على إسرائيل ومخارجه منذ القديم؛ وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا. لأن منكِ يخرج [يخرج لي] مُدبرّ يرعى شعبي إسرائيل] (ميخا 5: 2؛ متى 2: 6)، وطبعاً تعبير متى الرسول أساسه سفر صموئيل النبي: [وجاء جميع أسباط إسرائيل إلى داود إلى حبرون وتكلموا قائلين: هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكاً علينا قد كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيساً على إسرائيل. وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون فقطع الملك داود معهم عهداً في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكاً على إسرائيل] (2 صموئيل 5: 1 – 3) ومن هذا التدبير الفائق تأتي الشركة، فالكنيسة تعيش التدبير كحياة ممتدة من حياة المسيح في الجسد، لأنها جسد المسيح الحي الممتد في هذا الزمن + فالمسيح اعتمد، لذلك نحن نعتمدويقول العالم القبطي زكريا ابن سباع (القرن 13): [إن درجات الكهنوت الثلاثة مؤسسة على حياة المسيح نفسه وهو في الجسد – أي بحسب التدبير – فهو قارئ (أغنسطس) لأنه قرأ في السفر في المجمع (يوحنا 4: 6)، وهو كذلك خادم أي شماس (ذياكون) لأنهُ خدم (لوقا 22: 27)، وكاهن (عبرانيين 7: 26 و27). فإن وُجِدَ أي شيء في الكنيسة غير مرتبط بما تم في المسيح [أي كالتدبير] نتأكد أنهُ وضع بشري لا لزوم له] * هذه هي روح الكنيسة في تدبير الله في المسيح، إذ أن حياتها تدبير، وتدبيرها حياة معاشه في الأسرار والاجتماعات، وترفض وتقبل أي شيء فيها بحسب التدبير وليس بحسب آراء شخصية أو مفاهيم بشرية مهما كان معناها حلو أو عميق أو مدى صحتها، طالما أن جوهرها من خارج التدبير الإلهي، لذلك نحن نمارس الشركة بحسب التدبير وليس وفق هوانا الخاص. عموماً لو نظرنا لبدء حياة الإنسان وتاريخه وعدنا لسفر التكوين، سنجده أنه يسجل لنا مشكلة الإنسان التي حدثت بالسقوط، وهي حالة كسر الشركة مع الله، وتبعها تلقائياً فقدان الوحدة بين البشر وتفتتهم وانقسامهم الذي ما زال العالم كله تحت نير هذا الانقسام المُرّ إلى اليوم، وهذا ما نجد آثاره ايضاً في الكنيسة نفسها، إذ أنها تُعاني منه بصورة انقسامات كثيرة متعددة حدثت على مر تاريخها الطويل، وذلك بسبب البعد عن الشركة، لأن الانقسام يأتي من رفض الشركة مع الله أولاً وبالتالي مع كل آخر كنتيجة، ومع كل ذلك فالله كان يشهد على مر تاريخ الخلاص كله منذ تمهيده في العهد القديم إلى إعلانه في العهد الجديد بالشركة، حتى أنه تعامل مع الأمه اليهودية وقال عنها إسرائيل ابني البكر، إذ يخاطبهم كواحد، لأنه منذ البدء خلقنا من إنسان واحد لنفهم معنى الشركة في وحدة المحبة لا عقلاً إنما على مستوى الخبرة لأننا من رأس واحد، لكي ندخل في النهاية لرأس الخليقة الحقيقي الواحد الوحيد، الذي سُمي بالبكر الحقيقي من جهة أنه رأس الخليقة الجديدة وبدئها أي هو أساسها الحي: كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان، لأن منه وبه وله كل الأشياء؛ الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (يوحنا 1: 3؛ رومية 11: 36؛ عبرانيين 1: 3) فالمواظبة على الشركة هي أساس العبادة وقاعدتها: [وكانوا يواظبون على تعليم الرسل وكسر الخبز والصلوات – أعمال 2: 42]؛ لذلك فأن كل من لا يشترك في العبادة (عن قصد) مع إخوته الذين يحيون حياة الشركة فهو خارج الجسد الواحد ولم يدخل بعد في سرّ الشركة كالتدبير المُعلن من الله في شخص المسيح ابن الله الحي: [إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الارض في ذاك – أفسس 1: 9، 10] وعلينا ألا نخلط بين هذه الكلمة وبين كلمات أخرى تدل على الشركة كما يعتقد البعض ويظن أن اللفظة اليوناني هنا تأتي بمعناها العام، ولكن القديس بولس الرسول يخصها ويربطها – على وجه قاطع – بعلاقة الإيمان بالمسيح الرب على نحو شخصي للغاية: [شركة ابنه – شركة الروح القدس – مشاركة في الإنجيل، إنجيل الخلاص وبشارته – شركة إيمان – يمين الشركة].وهذا كله بالطبع سنجده في رسائل القديس بولس في أفسس وكورنثوس الأولى والثانية وغلاطية، وملامح الشركة موجودة في كل الرسائل، وليس للقديس بولس وحده بل هي سمة الكتاب المقدس كله، منذ العهد القديم بالسرّ والتدرج في المفهوم، وفي العهد الجديد بحياة الشركة الواضحة، ولو عدنا لصلاة الرب نفسه في جثسيماني سنجدها واضحة جداً حينما طلب أن نكون واحد، وهذا موجود صداه في رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى، إذ تكلم عن شركة القديسين في النور: فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ؛ ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني (1يوحنا 1: 2 – 7) إذن الشركةهي علاقة بين الله والإنسان،علاقة شركة لها خطة – تدبير – وتقوم على أساس سرّ محبة على مستوى البذل من طرف لا يخون عهده ووعده أبداً، أي الله المحبة المطلقة، لأنها طبيعته، أي جوهره، وليست مجرد صفة، وهذا هو سرّ التجسد الإلهي، عموماً النتيجة الحتمية لسرّ التجسد الإلهي حسب التدبير – حسب خطة الله – هو الحياة الأبدية، وهذا لا يتوقف على تغيير الناس، لأن الله لا يتراجع عن عهده أبداً، لأن الله ثابت في عمله ويكفينا أنه اشترك في بشريتنا واتخذ جسدنا، ليجعل كل ذي جسد يشترك معه ويكون معه واحداً، أي انه اتحد بنا اتحاد حقيقي غير قابل للانفصال بالتجسد لنصير معه واحداً باستمرار تناولنا جسده ودمه، وهذا السرّ في الشركة أبدي لن يتوقف فعله فينا أبداً شرط أن نؤمن ونتناول، ونطيع وصايا الله بالنعمة والتوبة المستمرة بلا توقف. (بالروح نقتني صورة الله وننمو إلى مشابهته، وبالروح كما يقول معلمنا بطرس – نصير شركاء الطبيعة الإلهية، وهذه الشركة لا تعطينا ميراثاً جسدياً، بل تلك الرابطة الروحية في نعمة التبني – القديس إمبروسيوس على الروح القدس 8: 94، 95) [كَأْسُ الْبَرَكَةِ (خµل½گخ»خ؟خ³خ¯خ±) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ (خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ (خ؛خ؟خ¹خ½د‰خ½خ¯خ±) جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)] |
||||
30 - 04 - 2019, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
[كَأْسُ الْبَرَكَةِ (εὐλογία) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ (κοινωνία) دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ (κοινωνία) جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)]
هذه الكلمة نتيجة حتمية لكلمة التدبير وهي الأساس القائم عليه جوهر حياتنا المسيحية، يعني هي ركيزة إيماننا الحي، وذلك بسبب أبناء لله في المسيح، لأنها سرّ محبة الله التي دبرها في ابنه الوحيد يسوع المسيح لكي يوحدنا به، لنكون معهُ واحد، ومن هنا نفهم المعنى الحقيقي لوحدتنا مع الله: في ذلك اليوم (حلول الروح) تعلمون إني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم؛ وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما اننا نحن واحد (يوحنا 14: 20؛ 17: 22)الشَرِكَةَ(κοινωνία) ولكي نعرف قوة أساس كلمة الشَرِكَةَ (κοινωνία) لا بد من أن نشرح الأساس القائمة عليه، وهو التدبير οικονομια Economia وهي كلمة عبرانية – يونانية، بمعنى سياسة الله وعمله وحكمته في كل أعمال الثالوث القدوس وبخاصة " التجسد الإلهي"؛ فالتدبير هو رسم إلهي مُعلن في الزمان وأساسه في الأزل. وهو تدبير ليس كتدبير البشر يتغير أو يتبدل، بل يتم كما هو حسب خطة الله الذي يشرف عليها بنفسه، والتدبير ليس نظري أو ينحصر في مجرد خطة، موضوعها مبهم وملامحها تنحصر في ذاتها، بل هو تدبير مُعطى لنا حسب النعمة، مصدره الثالوث القدوس، وليس أقنوم منفرد بذاته، لأن التدبير هنا تدبير الله الثالوث القدوس، والتدبير الإلهي تدبير فاعل عامل يوحَّد حسب الإعلان بالروح، وينزع الانقسام، لأنه شركة في الواحد الثالوث القدوس الواحد في الجوهر. وهو يُنظم حياة ومصير الخليقة الجديدة في المسيح، ويُعطي لها في الزمان الحاضر "العربون" [ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا وأعطى عربون الروح في قلوبنا؛ ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضاً عربون الروح] (2كورنثوس 1: 22، 5: 5)، إلى أن يأتي الدهر الجديد الذي لا تغرب فيه شمس الحياة بالموت، بل تُشرق بنور إلهي أزلي يَهَب الاستنارة من الآب بالابن في الروح القدس. إذن التدبير باختصار هو خطة الله للخلاص وفق مشيئته أي تدبيره الخاص وهذا المعنى يتصل بتاريخ الخلاص فهي تُعتبر السر المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (أفسس 3: 9)، أما الآن في ملئ الزمان فقد تحقق في المسيح يسوع [إذ عرفنا بسر مشيئته، مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملئ الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته، لنكون لمدح مجده نحن الذين سبق رجاؤنا في المسيح، الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المُقتنى لمدح مجده] (أفسس 1: 9 – 14)ونجد أن الله منذ البداية في الكتاب المقدس أخذ يوضح تدبيره أي خطته المتعلقة بالخلاص وأعلنها بواسطة البشر الملهمين بالروح القدس، وليس عن طريق أي شخص آخر، فاختار أنبياء نقاهم وقدسهم مهيأ أوانيهم ليحملوا إعلانه، إعلان الخلاص وتدبيره ويقوده شعبه ويسلموهم النبوة والإعلان إلى يوم تتميمه، وايضاً في العهد الجديد اختار الرسل بدورهم ليحملوا بشارة الإنجيل وإعلان الخلاص وقوة تدبيره ليحيوا به ويقدموه للكنيسة لأجل البنيان بروح النبوة: هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله؛ لي أنا أصغر جميع القديسين أُعطيت هذه النعمة أن أبشر بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يُستقصى. وأُنير الجميع فيما هو شركة السرّ المكتوم منذ الدهور في الله خالق الجميع بيسوع المسيح (1كورنثوس 4: 1؛ أفسس 3: 8 – 9) وذلك بالطبع لأن عمل وكيل سرائر الله متأصل في οικονομια – oikonomia التدبير الإلهي المعلن له بالسرّ بالتذوق والاختبار في أعماق قلبه الممتلئ بالإيمان الحي العامل بالمحبة وذهنه المنفتح بالروح على الله، وقد أُعطيت لوكيل سرائر الله فترة زمنية محددة ليقوم بالواجب المنوط به، على الرغم من أنه لا يعرف وقت نهايتها: فقال الرب فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيده على خدمه ليُعطيهم العلوفة في حينها، طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. بالحق أقول لكم أنه يُقيمه على جميع أمواله. ولكن أن قال ذلك العبد في قلبه سيدي يُبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين (لوقا 12: 42 – 46)فالوقت المعطى لخدام وكلاء سرائر الله هو هبة استؤمن عليها ويجب ان يستخدمها لاستعلان خطة الله حسب ما أعطاه الله من موهبة، لأنها مسئولية لا ينبغي إهمالها بل ينبغي أن يهتم بها اهتمام بالغ بحرص شديد وينتبه لها بكل تدقيق جالساً عند قدمي الكتاب المقدس بالصلوات والأسهار والأصوام متعلماً من الله مستلماً التعليم من القديسين كما نالوه من الله لأن خطة الله لا تتفكك ولا تنقطع من جيل، بل هي ممتدة ويزداد إعلانها كلما تقدم بنا الزمان + لذلك يقول أستيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيُضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح. مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 14 – 21) + واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر. مُصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام لنتكلم بسرّ المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضاً. كي أُظهره كما يجب أن أتكلم. أسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت. ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد (كولوسي 4: 2 – 6)عموماً الكلمة تُشير إلى خطة الله للخلاص والتي يشرف عليها بنفسه ويقوم بتنفيذها بدقة حسب مسرة مشيئته، وهذه الخطة وضحت في الكتاب المقدس منذ سقوط آدم في الفردوس، فكان الهدف منها هو خلاص الإنسان من ورطة السقوط المؤلمة التي تذوقها وانحصر في دائرتها المميتة باختياره الحرّ: [اختطفت لي قضية الموت – أجرة الخطية هي موت] وكلمة التدبير في تحليل معناها اليوناني، استخدامها يُفيد معنى: [البناء الرعائي] وهي كلمة تخص الله كراعٍ يرعى شعبه بعناية فائقة ويحفظهم بشكل خاص، كما تظهر من خلال العهد القديم – كخبرة تذوقها الشعب في حياته اليومية – بأن يهوه راعي إسرائيل، ولها صداها الخاص في صلوات المزامير [الرب راعي فلا يعوزني شيء – مزمور 23: 1] ، وهذا هو الدور المسياني [دور المسيا الخاص] أي عمل ربنا يسوع المسيح كراعٍ يسعى في طلب الضال، ويحفظ الخراف [وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي – يوحنا 10: 28] عموماً نجد أن التدبير الإلهي بدأ في العهد القديم وأُظهر بالأنبياء ثم اكتمل بتفاصيله في العهد الجديد بظهور الابن الوحيد، حيث تجسد ربنا يسوع المسيح إلهنا الحي، وقد أُعلن هذا التدبير بالميلاد وحياة الله الكلمة في الجسد والصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس على الكنيسة وعلى كل من ينضم لها بالمعمودية ومسحة الميرون. حسبما وُلِدَ المسيح وعاش تمارس الكنيسة حياتها وفقاً للتدبير: [فأما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي (مدبر) الذي يكون متسلطاً (ملك – صاحب القانون او السيادة المدبر – الملك الراعي) على إسرائيل ومخارجه منذ القديم؛ وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا. لأن منكِ يخرج [يخرج لي] مُدبرّ يرعى شعبي إسرائيل] (ميخا 5: 2؛ متى 2: 6)، وطبعاً تعبير متى الرسول أساسه سفر صموئيل النبي: [وجاء جميع أسباط إسرائيل إلى داود إلى حبرون وتكلموا قائلين: هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكاً علينا قد كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيساً على إسرائيل. وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون فقطع الملك داود معهم عهداً في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكاً على إسرائيل] (2 صموئيل 5: 1 – 3) ومن هذا التدبير الفائق تأتي الشركة، فالكنيسة تعيش التدبير كحياة ممتدة من حياة المسيح في الجسد، لأنها جسد المسيح الحي الممتد في هذا الزمن + فالمسيح اعتمد، لذلك نحن نعتمدويقول العالم القبطي زكريا ابن سباع (القرن 13): [إن درجات الكهنوت الثلاثة مؤسسة على حياة المسيح نفسه وهو في الجسد – أي بحسب التدبير – فهو قارئ (أغنسطس) لأنه قرأ في السفر في المجمع (يوحنا 4: 6)، وهو كذلك خادم أي شماس (ذياكون) لأنهُ خدم (لوقا 22: 27)، وكاهن (عبرانيين 7: 26 و27). فإن وُجِدَ أي شيء في الكنيسة غير مرتبط بما تم في المسيح [أي كالتدبير] نتأكد أنهُ وضع بشري لا لزوم له] * هذه هي روح الكنيسة في تدبير الله في المسيح، إذ أن حياتها تدبير، وتدبيرها حياة معاشه في الأسرار والاجتماعات، وترفض وتقبل أي شيء فيها بحسب التدبير وليس بحسب آراء شخصية أو مفاهيم بشرية مهما كان معناها حلو أو عميق أو مدى صحتها، طالما أن جوهرها من خارج التدبير الإلهي، لذلك نحن نمارس الشركة بحسب التدبير وليس وفق هوانا الخاص. عموماً لو نظرنا لبدء حياة الإنسان وتاريخه وعدنا لسفر التكوين، سنجده أنه يسجل لنا مشكلة الإنسان التي حدثت بالسقوط، وهي حالة كسر الشركة مع الله، وتبعها تلقائياً فقدان الوحدة بين البشر وتفتتهم وانقسامهم الذي ما زال العالم كله تحت نير هذا الانقسام المُرّ إلى اليوم، وهذا ما نجد آثاره ايضاً في الكنيسة نفسها، إذ أنها تُعاني منه بصورة انقسامات كثيرة متعددة حدثت على مر تاريخها الطويل، وذلك بسبب البعد عن الشركة، لأن الانقسام يأتي من رفض الشركة مع الله أولاً وبالتالي مع كل آخر كنتيجة، ومع كل ذلك فالله كان يشهد على مر تاريخ الخلاص كله منذ تمهيده في العهد القديم إلى إعلانه في العهد الجديد بالشركة، حتى أنه تعامل مع الأمه اليهودية وقال عنها إسرائيل ابني البكر، إذ يخاطبهم كواحد، لأنه منذ البدء خلقنا من إنسان واحد لنفهم معنى الشركة في وحدة المحبة لا عقلاً إنما على مستوى الخبرة لأننا من رأس واحد، لكي ندخل في النهاية لرأس الخليقة الحقيقي الواحد الوحيد، الذي سُمي بالبكر الحقيقي من جهة أنه رأس الخليقة الجديدة وبدئها أي هو أساسها الحي: كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان، لأن منه وبه وله كل الأشياء؛ الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (يوحنا 1: 3؛ رومية 11: 36؛ عبرانيين 1: 3) فالمواظبة على الشركة هي أساس العبادة وقاعدتها: [وكانوا يواظبون على تعليم الرسل وكسر الخبز والصلوات – أعمال 2: 42]؛ لذلك فأن كل من لا يشترك في العبادة (عن قصد) مع إخوته الذين يحيون حياة الشركة فهو خارج الجسد الواحد ولم يدخل بعد في سرّ الشركة كالتدبير المُعلن من الله في شخص المسيح ابن الله الحي: [إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الارض في ذاك – أفسس 1: 9، 10] وعلينا ألا نخلط بين هذه الكلمة وبين كلمات أخرى تدل على الشركة كما يعتقد البعض ويظن أن اللفظة اليوناني هنا تأتي بمعناها العام، ولكن القديس بولس الرسول يخصها ويربطها – على وجه قاطع – بعلاقة الإيمان بالمسيح الرب على نحو شخصي للغاية: [شركة ابنه – شركة الروح القدس – مشاركة في الإنجيل، إنجيل الخلاص وبشارته – شركة إيمان – يمين الشركة].وهذا كله بالطبع سنجده في رسائل القديس بولس في أفسس وكورنثوس الأولى والثانية وغلاطية، وملامح الشركة موجودة في كل الرسائل، وليس للقديس بولس وحده بل هي سمة الكتاب المقدس كله، منذ العهد القديم بالسرّ والتدرج في المفهوم، وفي العهد الجديد بحياة الشركة الواضحة، ولو عدنا لصلاة الرب نفسه في جثسيماني سنجدها واضحة جداً حينما طلب أن نكون واحد، وهذا موجود صداه في رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى، إذ تكلم عن شركة القديسين في النور: فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ؛ ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني (1يوحنا 1: 2 – 7) إذن الشركةهي علاقة بين الله والإنسان،علاقة شركة لها خطة – تدبير – وتقوم على أساس سرّ محبة على مستوى البذل من طرف لا يخون عهده ووعده أبداً، أي الله المحبة المطلقة، لأنها طبيعته، أي جوهره، وليست مجرد صفة، وهذا هو سرّ التجسد الإلهي، عموماً النتيجة الحتمية لسرّ التجسد الإلهي حسب التدبير – حسب خطة الله – هو الحياة الأبدية، وهذا لا يتوقف على تغيير الناس، لأن الله لا يتراجع عن عهده أبداً، لأن الله ثابت في عمله ويكفينا أنه اشترك في بشريتنا واتخذ جسدنا، ليجعل كل ذي جسد يشترك معه ويكون معه واحداً، أي انه اتحد بنا اتحاد حقيقي غير قابل للانفصال بالتجسد لنصير معه واحداً باستمرار تناولنا جسده ودمه، وهذا السرّ في الشركة أبدي لن يتوقف فعله فينا أبداً شرط أن نؤمن ونتناول، ونطيع وصايا الله بالنعمة والتوبة المستمرة بلا توقف. (بالروح نقتني صورة الله وننمو إلى مشابهته، وبالروح كما يقول معلمنا بطرس – نصير شركاء الطبيعة الإلهية، وهذه الشركة لا تعطينا ميراثاً جسدياً، بل تلك الرابطة الروحية في نعمة التبني – القديس إمبروسيوس على الروح القدس 8: 94، 95) [كَأْسُ الْبَرَكَةِ (εὐλογία) الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ (κοινωνία) دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ (κοινωνία) جَسَدِ الْمَسِيحِ (1كورنثوس 10: 16)] |
||||
02 - 05 - 2019, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
الجزء الخامس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني
(تابع أولاً مسميات هذا اليوم - الجزء الأخير)ويُسمى أيضاً [الخميس الكبير]، ويشترك في هذا الاسم مع الكنيسة القبطية، الكنائس السُريانية والموارنة، وعند ابن كبر في القرن ال 14(1324م) يُدعى [يوم الخميس الكبير الذي هو العهد الجديد] كما يُسميه أيضاً [عيد العهد الجديد]، ويُسمى في الكنيسة البيزنطية [الخميس العظيم المُقدَّس]. وهذا هو اسمه في الشرق عموماً. أمَّا في الغرب فاسمه التقليدي في الإنجليزية Maundy Thursday وكلمة Maundy جاءت من الأنتيفونا [وهو لحن من فريقين] الأولى التي تُرتل في هذا اليوم باللاتينية في طقس غسل الأرجل وهي Manatum novum (ماناتوم نوفوم) أي [وصية جديدة]، فهو يُسمى [خميس الوصية الجديدة] بناء على كلام الرب للتلاميذ بعد خروج يهوذا ليذهب ويُعرِّف اليهود مكانه: فَلَمَّا خَرَجَ (يهوذا) قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعاً. يَا أَوْلاَدِي أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ. وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ». (يوحنا 13: 31 – 35) عموماً مسميات هذا اليوم تعتمد على (المحبة والعهد والبركة اللي في داخلها الشركة والشكر القائم في التدبير) فقبل العشاء غسل الرب أرجل التلاميذ وكلمهم عن الوصية الجديدة التي هي المحبة: أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضاً وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ؛ وَهَذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. (1يوحنا 2: 7 – 11؛ 2يوحنا 1: 6) وقدم لهم دم العهد الجيد القائم على المحبة، لأن العهد عادةً يقام على دم، فكما كان العهد القديم قائم على دم ذبيحة حيوانية، وهي الأضعف، قُدم العهد الجيد قائم على دم حمل الله وهو الأقوى والأكمل: لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». (عبرانيين 9: 19 – 20) وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 11 – 14) ثانياً: أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسيانيه+ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: «هَذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ (רض¹ض£×گש×پ ×—ض³×“ض¸×©ض´×پض‘×™×). هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ [والمقصود هو شهر نيسان ×*×™×،×ں Nisan: (30 يوم) وهو أول الشهور العبرية المقدسة، والشهر السابع من السنة المدنية ويقابل شهري مارس وأبريل، ويُسمى أيضاً شهر أبيب (خروج 13: 4، 23: 15، 16: 1)].كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ:أولاً: الحدث الأساسي (في العهد القديم) القائم عليه عيد الفصح فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ.تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ (14 ×*×™×،×ں نيسان). ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْ طَبِيخاً مَطْبُوخاً بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ (يهوه) (פض¶ض¼ض¥×،ض·×— ×”ض–וض¼×گ לض·×™×”וض¸ض½×”) (فصح = פض¶ض¼ض¥×،ض·×— = Pesach = بسخة أو بصخة). فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ.وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فَتَحْفَظُونَ هَذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ (וض°×*ض´×›ض°×¨ض°×ھض¸ض×” – تُعزل، تُفصل تماماً) تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً [×ض·×¦ض¸ض¼×” ماتْساه - unleavened فطير]». (خروج 12: 1 – 20) وكلمة (فصح = פض¶ض¼ض¥×،ض·×— = Pesach = بسخة أو بصخة)يلزمنا أن نعرف أن ليس لهذه الكلمة أية علاقة بأي كلمة عبرية أُخرى، فهي منفردة بذاتها وهي لها معنى خاص مرتبط بكلام المسيح الرب نفسه حينما بكى على أورشليم في لوقا 13: 34، في تعبيره (كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها)، فمعنى الكلمة = يُبسط جناحيه من فوق للحماية والرعاية بشكل خاص جداً. عموماً فأن الكلمة (פض¶ض¼ض¥×،ض·×— فصح) تدلّ على التحرير والانطلاق بحريّة والعبور من أرض الشقاء إلى أرض الراحة، أرض الحريّة والرخاء، أو الخلاص من العبوديّة. والخلاص هو السبب الحقيقي للفصح. وهذا العبور قد دام على مراحل حوالي أربعين سنة والإنسان ينتظر راجياً الخلاص ومجيء المُخلِّص الحقيقي ليُعطي كمال الراحة، راحة أبدية فيها حرية حقيقية ونور أبدي ورخاء لا يزول. وعموماً قد أصبح معنى هذا العبور هو كل ما يصنعه الله لخير الإنسان الأبدي، ومفهوم العبور الحقيقي حسب إعلان الإنجيل هو الخروج من الظلمة للنور، ومن الموت للقيامة والحياة، وهذا كله يُعتبر دلالة على ولادة جديدة، أي خليقة جديدة، خليقة تحيا بالتجديد المستمر، لذلك الهدف من التجسد والموت والقيامة هو الخلق الجديد والتجديد المستمر: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً؛ لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ؛ اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ. (2 كورنثوس 5: 17؛ غلاطية 6: 15؛ كولوسي 3: 9، 10) ثانياً: عشاء العيدتعرف عشية العيد باسم "ليل هسيدر" (לضµ×™×œ ×”ض·×،ضµض¼×“ض¶×¨ أي ليلة المنهاج) وفيه يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافقة بصلوات والطقوس خاصة، وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس في الكتاب التقليدي الذي يُدعى التلمود ×ھל×וד أو الميشناه ב×ש×*×” وهو عبارة عن 6 مجلدات، والمجلد الثاني Moed: ×،דר ×ועד (سِدِر مُوعيد) وهو عبارة عن 12 باب وهو يحتوي على كل ما يختص بالأعياد وصلواتها والمزاميرالخاصة بها مع تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة، والباب الثالث من المجلد الثاني (×،דר ×ועד) يختص بعيد الفصح: "بسخيم פض°ض¼×،ض¸×—ض´×™×" أي "الفصح" (خروج 12، لاويين 23: 5 – 8، عدد 28: 16 – 25، تثنية 16: 10). و"الفصح الثاني" (عدد 9: 10 – 14)، وفيه كل ما يتعلق بطقس الفصح والصلوات المختصة به. ثالثاً: أحداث الفصح بالتفصيلفي هذا اليوم أمر الرب يسوع أثنين من تلاميذه أن يذهبا ويُعدا الفصح ليأكل معهم: وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يُذبح فيه الفصح؛ وفي أول أيام الفطير (باليونانية ل¼€خ¶دچخ¼د‰خ½ ونطقها azymإچn وبالعبري ×ض·×¦ض¸ض¼×” ماتْساه unleavened) تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له: أين تُريد أن نعد لك لتأكل الفصح. [أنظر لوقا 22: 7؛ متى 26: 17؛ مرقس14: 12 – 16] وبعد الظهر توجَّه إلى المكان الذي أعدَّ التلاميذ فيه الفصح في بيت القديس مرقس الإنجيلي والرسول [كما يذكر التقليد المتفق مع الإنجيل تمام الاتفاق] وهو ابن أخت القديس برنابا الرسول، وذلك كان في أورشليم. وكان الفصح اليهودي يستمر إلى سبعة أيام، حيث يذبحون خروف الفصح في الرابع عشر من نيسان بين العشاءين، أي بين العصر والغروب [خروج 12: 6]: ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية ×”ض¸×¢ض·×¨ض°×‘ض¸ض¼ض½×™ض´× (القصد هنا الشفق، ويلزمنا أن نعرف الفرق بين الغسق والشفق: فالغسق حُمْرَة في الأفق حَيْث بداية غروب الشمس وتَستَمر إِلَى الْعِشَاء؛ ولذلك فأن الغسق هو أول أو بداية ظُلمة الليل بعد الغروب مباشرة، لكن أول الليل أو ظلام الليل هو الشفق بعد الغسق مباشرة، وبذلك تُسمى بداية ظلمة الليل بالغسق)، בض·ض¼×—ض¹ض£×“ض¶×©×پ ×”ض¸×¨ض´×گשض¹×پض—ו×ں בض°ض¼×گض·×¨ض°×‘ض¸ض¼×¢ض¸ض¥×” ×¢ض¸×©ض¸×‚ض›×¨ לض·×—ض¹ض–דض¶×©×پ בضµض¼ض£×™×ں ×”ض¸×¢ض·×¨ض°×‘ض¸ض¼ض‘×™ض´× פض¶ض¼ض–×،ض·×— לض·×™×”וض¸ض½×”׃ On the fourteenth [day] of the first month at twilight [is] the LORD's Passover في الشهر الأول في الرابع عشر من الشهر (نيسان) بين العشاءين فصح פض¶ض¼ض–×،ض·×— للرب. (لاويين 23: 5)ومتى ابتدأ مساء الخامس عشر من نيسان، كان يُدعى هذا اليوم: [اليوم الأول الفعلي من الفطير]، وتنتهي أيام الفطير في الحادي والعشرين منه: فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الرَّابِع عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ؛ وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ ×—ض·ض¥×’ ×”ض·×ض·ض¼×¦ض¼ض–וض¹×ھ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. [لاويين 23: 5، 6] وعلينا أن نعرف أن أول أعياد إسرائيل هما عيد الفصح والفطير، وهما مرتبطان معاً ارتباطاً وثيقاً، لأنهما تذكار الخلاص والحرية والراحة من بعد تعب ومشقة في أرض التغرب والمزلة.وكان لا يجوز لجميع الشعب – بمقتضى الناموس – أن يأكلوا شيئاً في هذه المدة سوى الفطير: «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فَتَحْفَظُونَ هَذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً» [خروج 12: 15 – 20] ولذلك سُميَّ بعيد الفطير ×—ض·ض¥×’ ×”ض·×ض·ض¼×¦ض¼ض–וض¹×ھ،والفطير هو الخبز الذي يُخبز بدون خمير، ولفظة الخمير تأتي في العبرية [×—ض¸×ضµض–×¥ khaw-mates'] وتعني [مُرّ أو لاذع أو حامض]، وبحسب الرابيون القدامى كما ورد في التلمود في باب مطول عن مفهوم الخميرة في الأسفار المقدسة، ذُكر أن الخميرة ترمز للخطية الخارجة من القلب (Talmud, Berachot 17a)، ويقول أحد علماء اليهود في العصر الحديث عن التأثير السريع للخميرة في عجين الخبز: [إن مسيرة التخمير التي تنتشر بسرعة في العجين هي نافذة المفعول وسرية، ولكن نتائجها واضحة للعيان، وهي الفساد، وهكذا صدر الحكم الإلهي بالموت لآدم عندما أخطأ. فالخميرة رمز للخطية] فالخطية هي التي تجعل حياة الإنسان مُرة ولاذعة،كما أن الخميرة تجعل العجين ينتفخ، وتكون الزيادة في الحجم وليس الوزن، وهكذا غرور الخطية تجعل الإنسان ينتفخ ويُفكر في ذاته أنه أكثر بكثير مما هو في الواقع، ومن شرّ الخطية أنها إذا دخلت للقلب أو في مكان تتفشى مثل قطعة الخميرة الصغيرة والتي تُخمر العجين كله، لذلك الخطية خاطئة جداً وأقل تعامل معها خطير لأنها تفعل فعل الانتشار والتوغل مثل الخميرة: [بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ – عبرانيين 3: 13] لذلك فأن أقل استهانة بالخطية تطعن الإنسان بالأوجاع التي لا تنتهي ويقول الرسول: [ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تُخمِّر العجين كله. إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا. إذاً لنُعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخمير الشرّ والخبث بل بفطير الإخلاص والحق – 1كورنثوس 5: 6 – 8] وكلمة فطير بالعبرية أتت في سفر الخروج كالتالي: وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ וض¼×ض·×¦ض¼ض”וض¹×ھ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ (خروج 12: 8)، فالفطير [×ض·×¦ض¼×•ض¹×ھ maل¹£·ل¹£إچ·wل¹¯, وأصلها ×ض·×¦ض¸ض¼×” mats -tsaw'] وهذه الكلمة تعني حرفياً [حلواً – بلا فساد – غير نتن]. إذاً خبز الفطير يُمثل حلاوة وكمال السيرة بدون خطية. كما أن الأمر بأكل الفطير يؤكد على حياة الطهارة والقداسة في قمة كمالها للمسيا الإله الكلمة المتجسد، والذي جاء ليُكمل كل برّ ويضع حياته كحمل الله رافع خطية العالم ومتمم الذبيحة في كمالها الذي كان سابقاً رمزاً له ولتتميم عمله الكامل لأجل خلاص العالم كله منذ آدم لآخر إنسان: لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ د‡د‰دپل½¶د‚ = part from, separately from; without خَطِيَّةٍ؛ مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟. (عبرانيين 4: 15؛ يوحنا 8: 46) عموماً نجد أنه كان يلزم حفظ الاحتفال بعيد الفصح في جميع الأجيال كفريضة دائمة لا يُمكن أن تنقطع أبداً: [ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً (לض°×–ض´×›ض¸ض¼×¨ض”וض¹×ں – zikkaron – بارز وحاضر: جدير بأن يُذكر؛ محفوظاً لا يُنْسَى أبداً، إحياء ذكرى، علامة لا تُنسى، بمعنى أنه حي حاضر مستمر في مفعوله) فتعيدونه عيداً للرب. في أجيالكم تعيدونه؛ فتحفظون (וض¼×©ض°×پ×ض·×¨ض°×ھض¶ض¼ض–×) هذا الأمر فريضة (לض°×—ض¸×§ – شريعة، قانون، مرسوم، قرار رسمي) لك ولأولادك؛ فتحفظ (וض°×©ض¸×پ×ض·×¨ض°×ھض¸ض¼ض›) هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة – خروج 12: 14، 24؛ 13: 10] وهنا يلزمنا التركيز على كلمتين لما فيهما من معنى هام للغاية:(1) الكلمة العبرية فتحفظون (וض¼×©ض°×پ×ض·×¨ض°×ھض¶ض¼ض–×) أساسها الفعل [שض¸×پ×ض·×¨ shamar]، وتعني: [حراسة وحماية، بمعنى يُلاحظ بانتباه أو يسهر على]. (2) مفهوم التذكار (לض°×–ض´×›ض¸ض¼×¨ض”וض¹×ں – zikkaron) بالنسبة للعبرانيين الأوائل كان لديهم أكثر من كونه مجرد تذكُرّ حدث يُمثل مرحلة من مراحل التاريخ وانتهى فعله بانتهاء عمله وخروجهم من التعب والمشقة للراحة ومن العبودية للحرية، بل لقد استخدموا التذكار لاستحضار القلب والذهن إلى حدث هام جداً وحقيقي موثق وموثوق به، وكل شخص يهودي يعتبر نفسه – شخصياً – واحداً من الذين خلَّصهم الله من العبودية في القديم، لأنه يعتبر خلاص الله ممتد منذ لحظة عمله إلى اليوم الذي يعيش فيه يهودي في كل جيل جديد. وهو أيضاً يوجه نظره نحو المستقبل إذ انه متيقن مما سوف يعمله الله في المستقبل لأجل خلاصه وحياته في المسيا الآتي. ______ يتبـــــــــــع ______ |
||||
02 - 05 - 2019, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
الجزء الخامس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني
(تابع أولاً مسميات هذا اليوم - الجزء الأخير)ويُسمى أيضاً [الخميس الكبير]، ويشترك في هذا الاسم مع الكنيسة القبطية، الكنائس السُريانية والموارنة، وعند ابن كبر في القرن ال 14(1324م) يُدعى [يوم الخميس الكبير الذي هو العهد الجديد] كما يُسميه أيضاً [عيد العهد الجديد]، ويُسمى في الكنيسة البيزنطية [الخميس العظيم المُقدَّس]. وهذا هو اسمه في الشرق عموماً. أمَّا في الغرب فاسمه التقليدي في الإنجليزية Maundy Thursday وكلمة Maundy جاءت من الأنتيفونا [وهو لحن من فريقين] الأولى التي تُرتل في هذا اليوم باللاتينية في طقس غسل الأرجل وهي Manatum novum (ماناتوم نوفوم) أي [وصية جديدة]، فهو يُسمى [خميس الوصية الجديدة] بناء على كلام الرب للتلاميذ بعد خروج يهوذا ليذهب ويُعرِّف اليهود مكانه: فَلَمَّا خَرَجَ (يهوذا) قَالَ يَسُوعُ: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعاً. يَا أَوْلاَدِي أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا، أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ. وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ». (يوحنا 13: 31 – 35) عموماً مسميات هذا اليوم تعتمد على (المحبة والعهد والبركة اللي في داخلها الشركة والشكر القائم في التدبير) فقبل العشاء غسل الرب أرجل التلاميذ وكلمهم عن الوصية الجديدة التي هي المحبة: أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضاً وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ؛ وَهَذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. (1يوحنا 2: 7 – 11؛ 2يوحنا 1: 6) وقدم لهم دم العهد الجيد القائم على المحبة، لأن العهد عادةً يقام على دم، فكما كان العهد القديم قائم على دم ذبيحة حيوانية، وهي الأضعف، قُدم العهد الجيد قائم على دم حمل الله وهو الأقوى والأكمل: لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». (عبرانيين 9: 19 – 20) وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 11 – 14) ثانياً: أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسيانيه+ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: «هَذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ (רֹ֣אשׁ חֳדָשִׁ֑ים). هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ [والمقصود هو شهر نيسان ניסן Nisan: (30 يوم) وهو أول الشهور العبرية المقدسة، والشهر السابع من السنة المدنية ويقابل شهري مارس وأبريل، ويُسمى أيضاً شهر أبيب (خروج 13: 4، 23: 15، 16: 1)].كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ:أولاً: الحدث الأساسي (في العهد القديم) القائم عليه عيد الفصح فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ.تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ (14 ניסן نيسان). ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْ طَبِيخاً مَطْبُوخاً بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ (يهوه) (פֶּ֥סַח ה֖וּא לַיהוָֽה) (فصح = פֶּ֥סַח = Pesach = بسخة أو بصخة). فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هَذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ.وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ.وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فَتَحْفَظُونَ هَذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ (וְנִכְרְתָ֞ה – تُعزل، تُفصل تماماً) تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً [מַצָּה ماتْساه - unleavened فطير]». (خروج 12: 1 – 20) وكلمة (فصح = פֶּ֥סַח = Pesach = بسخة أو بصخة)يلزمنا أن نعرف أن ليس لهذه الكلمة أية علاقة بأي كلمة عبرية أُخرى، فهي منفردة بذاتها وهي لها معنى خاص مرتبط بكلام المسيح الرب نفسه حينما بكى على أورشليم في لوقا 13: 34، في تعبيره (كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها)، فمعنى الكلمة = يُبسط جناحيه من فوق للحماية والرعاية بشكل خاص جداً. عموماً فأن الكلمة (פֶּ֥סַח فصح) تدلّ على التحرير والانطلاق بحريّة والعبور من أرض الشقاء إلى أرض الراحة، أرض الحريّة والرخاء، أو الخلاص من العبوديّة. والخلاص هو السبب الحقيقي للفصح. وهذا العبور قد دام على مراحل حوالي أربعين سنة والإنسان ينتظر راجياً الخلاص ومجيء المُخلِّص الحقيقي ليُعطي كمال الراحة، راحة أبدية فيها حرية حقيقية ونور أبدي ورخاء لا يزول. وعموماً قد أصبح معنى هذا العبور هو كل ما يصنعه الله لخير الإنسان الأبدي، ومفهوم العبور الحقيقي حسب إعلان الإنجيل هو الخروج من الظلمة للنور، ومن الموت للقيامة والحياة، وهذا كله يُعتبر دلالة على ولادة جديدة، أي خليقة جديدة، خليقة تحيا بالتجديد المستمر، لذلك الهدف من التجسد والموت والقيامة هو الخلق الجديد والتجديد المستمر: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً؛ لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ؛ اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ. (2 كورنثوس 5: 17؛ غلاطية 6: 15؛ كولوسي 3: 9، 10) ثانياً: عشاء العيدتعرف عشية العيد باسم "ليل هسيدر" (לֵיל הַסֵּדֶר أي ليلة المنهاج) وفيه يجتمع أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي المرافقة بصلوات والطقوس خاصة، وتعرض تفاصيل منهاج الصلوات والطقوس في الكتاب التقليدي الذي يُدعى التلمود תלמוד أو الميشناه במשנה وهو عبارة عن 6 مجلدات، والمجلد الثاني Moed: סדר מועד (سِدِر مُوعيد) وهو عبارة عن 12 باب وهو يحتوي على كل ما يختص بالأعياد وصلواتها والمزاميرالخاصة بها مع تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة، والباب الثالث من المجلد الثاني (סדר מועד) يختص بعيد الفصح: "بسخيم פְּסָחִים" أي "الفصح" (خروج 12، لاويين 23: 5 – 8، عدد 28: 16 – 25، تثنية 16: 10). و"الفصح الثاني" (عدد 9: 10 – 14)، وفيه كل ما يتعلق بطقس الفصح والصلوات المختصة به. ثالثاً: أحداث الفصح بالتفصيلفي هذا اليوم أمر الرب يسوع أثنين من تلاميذه أن يذهبا ويُعدا الفصح ليأكل معهم: وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يُذبح فيه الفصح؛ وفي أول أيام الفطير (باليونانية ἀζύμων ونطقها azymōn وبالعبري מַצָּה ماتْساه unleavened) تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين له: أين تُريد أن نعد لك لتأكل الفصح. [أنظر لوقا 22: 7؛ متى 26: 17؛ مرقس14: 12 – 16] وبعد الظهر توجَّه إلى المكان الذي أعدَّ التلاميذ فيه الفصح في بيت القديس مرقس الإنجيلي والرسول [كما يذكر التقليد المتفق مع الإنجيل تمام الاتفاق] وهو ابن أخت القديس برنابا الرسول، وذلك كان في أورشليم. وكان الفصح اليهودي يستمر إلى سبعة أيام، حيث يذبحون خروف الفصح في الرابع عشر من نيسان بين العشاءين، أي بين العصر والغروب [خروج 12: 6]: ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر ثم يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية הָעַרְבָּֽיִם (القصد هنا الشفق، ويلزمنا أن نعرف الفرق بين الغسق والشفق: فالغسق حُمْرَة في الأفق حَيْث بداية غروب الشمس وتَستَمر إِلَى الْعِشَاء؛ ولذلك فأن الغسق هو أول أو بداية ظُلمة الليل بعد الغروب مباشرة، لكن أول الليل أو ظلام الليل هو الشفق بعد الغسق مباشرة، وبذلك تُسمى بداية ظلمة الليل بالغسق)، בַּחֹ֣דֶשׁ הָרִאשֹׁ֗ון בְּאַרְבָּעָ֥ה עָשָׂ֛ר לַחֹ֖דֶשׁ בֵּ֣ין הָעַרְבָּ֑יִם פֶּ֖סַח לַיהוָֽה׃ On the fourteenth [day] of the first month at twilight [is] the LORD's Passover في الشهر الأول في الرابع عشر من الشهر (نيسان) بين العشاءين فصح פֶּ֖סַח للرب. (لاويين 23: 5)ومتى ابتدأ مساء الخامس عشر من نيسان، كان يُدعى هذا اليوم: [اليوم الأول الفعلي من الفطير]، وتنتهي أيام الفطير في الحادي والعشرين منه: فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الرَّابِع عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ؛ وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ חַ֥ג הַמַּצּ֖וֹת لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. [لاويين 23: 5، 6] وعلينا أن نعرف أن أول أعياد إسرائيل هما عيد الفصح والفطير، وهما مرتبطان معاً ارتباطاً وثيقاً، لأنهما تذكار الخلاص والحرية والراحة من بعد تعب ومشقة في أرض التغرب والمزلة.وكان لا يجوز لجميع الشعب – بمقتضى الناموس – أن يأكلوا شيئاً في هذه المدة سوى الفطير: «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذَلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هَذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فَتَحْفَظُونَ هَذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً. سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً» [خروج 12: 15 – 20] ولذلك سُميَّ بعيد الفطير חַ֥ג הַמַּצּ֖וֹת،والفطير هو الخبز الذي يُخبز بدون خمير، ولفظة الخمير تأتي في العبرية [חָמֵ֖ץ khaw-mates'] وتعني [مُرّ أو لاذع أو حامض]، وبحسب الرابيون القدامى كما ورد في التلمود في باب مطول عن مفهوم الخميرة في الأسفار المقدسة، ذُكر أن الخميرة ترمز للخطية الخارجة من القلب (Talmud, Berachot 17a)، ويقول أحد علماء اليهود في العصر الحديث عن التأثير السريع للخميرة في عجين الخبز: [إن مسيرة التخمير التي تنتشر بسرعة في العجين هي نافذة المفعول وسرية، ولكن نتائجها واضحة للعيان، وهي الفساد، وهكذا صدر الحكم الإلهي بالموت لآدم عندما أخطأ. فالخميرة رمز للخطية] فالخطية هي التي تجعل حياة الإنسان مُرة ولاذعة،كما أن الخميرة تجعل العجين ينتفخ، وتكون الزيادة في الحجم وليس الوزن، وهكذا غرور الخطية تجعل الإنسان ينتفخ ويُفكر في ذاته أنه أكثر بكثير مما هو في الواقع، ومن شرّ الخطية أنها إذا دخلت للقلب أو في مكان تتفشى مثل قطعة الخميرة الصغيرة والتي تُخمر العجين كله، لذلك الخطية خاطئة جداً وأقل تعامل معها خطير لأنها تفعل فعل الانتشار والتوغل مثل الخميرة: [بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ – عبرانيين 3: 13] لذلك فأن أقل استهانة بالخطية تطعن الإنسان بالأوجاع التي لا تنتهي ويقول الرسول: [ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تُخمِّر العجين كله. إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا. إذاً لنُعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخمير الشرّ والخبث بل بفطير الإخلاص والحق – 1كورنثوس 5: 6 – 8] وكلمة فطير بالعبرية أتت في سفر الخروج كالتالي: وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ וּמַצּ֔וֹת. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ (خروج 12: 8)، فالفطير [מַצּוֹת maṣ·ṣō·wṯ, وأصلها מַצָּה mats -tsaw'] وهذه الكلمة تعني حرفياً [حلواً – بلا فساد – غير نتن]. إذاً خبز الفطير يُمثل حلاوة وكمال السيرة بدون خطية. كما أن الأمر بأكل الفطير يؤكد على حياة الطهارة والقداسة في قمة كمالها للمسيا الإله الكلمة المتجسد، والذي جاء ليُكمل كل برّ ويضع حياته كحمل الله رافع خطية العالم ومتمم الذبيحة في كمالها الذي كان سابقاً رمزاً له ولتتميم عمله الكامل لأجل خلاص العالم كله منذ آدم لآخر إنسان: لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ χωρὶς = part from, separately from; without خَطِيَّةٍ؛ مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟. (عبرانيين 4: 15؛ يوحنا 8: 46) عموماً نجد أنه كان يلزم حفظ الاحتفال بعيد الفصح في جميع الأجيال كفريضة دائمة لا يُمكن أن تنقطع أبداً: [ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً (לְזִכָּר֔וֹן – zikkaron – بارز وحاضر: جدير بأن يُذكر؛ محفوظاً لا يُنْسَى أبداً، إحياء ذكرى، علامة لا تُنسى، بمعنى أنه حي حاضر مستمر في مفعوله) فتعيدونه عيداً للرب. في أجيالكم تعيدونه؛ فتحفظون (וּשְׁמַרְתֶּ֖ם) هذا الأمر فريضة (לְחָק – شريعة، قانون، مرسوم، قرار رسمي) لك ولأولادك؛ فتحفظ (וְשָׁמַרְתָּ֛) هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة – خروج 12: 14، 24؛ 13: 10] وهنا يلزمنا التركيز على كلمتين لما فيهما من معنى هام للغاية:(1) الكلمة العبرية فتحفظون (וּשְׁמַרְתֶּ֖ם) أساسها الفعل [שָׁמַר shamar]، وتعني: [حراسة وحماية، بمعنى يُلاحظ بانتباه أو يسهر على]. (2) مفهوم التذكار (לְזִכָּר֔וֹן – zikkaron) بالنسبة للعبرانيين الأوائل كان لديهم أكثر من كونه مجرد تذكُرّ حدث يُمثل مرحلة من مراحل التاريخ وانتهى فعله بانتهاء عمله وخروجهم من التعب والمشقة للراحة ومن العبودية للحرية، بل لقد استخدموا التذكار لاستحضار القلب والذهن إلى حدث هام جداً وحقيقي موثق وموثوق به، وكل شخص يهودي يعتبر نفسه – شخصياً – واحداً من الذين خلَّصهم الله من العبودية في القديم، لأنه يعتبر خلاص الله ممتد منذ لحظة عمله إلى اليوم الذي يعيش فيه يهودي في كل جيل جديد. وهو أيضاً يوجه نظره نحو المستقبل إذ انه متيقن مما سوف يعمله الله في المستقبل لأجل خلاصه وحياته في المسيا الآتي. ______ يتبـــــــــــع ______ |
||||
03 - 05 - 2019, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
الجزء السادس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني
عموماً باختصار1 – كل الأجيال شعب إسرائيل تحفظ وتُقيم الفصح سنوياً: كُلُّ جَمَاعَةِ (×›ض¸ض¼×œ×¢ض²×“ض·ض¥×ھ = لا يستثنى أحد) إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. [خروج 12: 47] 2 – لا يُسمح لأي غريب خارج العهد أي غير مُختتن أن يأكل من ذبيحة الفصح: وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: هَذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ، النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ. [خروج 12: 43 – 45]، فالختان علامة العهد مع الله، فبدون عهد لا يحق أن يأكل أحد من ذبيحة الفصح، ذبيحة الخلاص وفداء الشعب. 3 – يؤكل الفصح بداخل البيوت، وهو شاة ابن سنة لكل بيت: فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ، لاَ تُخْرِجْ (نهي واجب طاعته بعناية فائقة) مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ. [خروج 12: 46] 4 – ينبغي أن تؤكل ذبيحة الفصح بالكامل في ليلة واحدة، ولا يبقى منها شيئاً للصباح: وَلاَ تُبْقُوا (וض°×œض¹×گ ×ھוض¹×ھض´ض¥×™×¨×•ض¼ لا تبقوا بقايا أو لا تبقوا شيئاً على وجه الإطلاق) مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، بَلْ تُحْرِقُونَ كُلَّ مَا تَبَقَّى مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ بِالنَّارِ. [خروج 12: 10] 5 – ينبغي أن يعزلوا الخميرة من بيوتهم لمدة سبعة أيام: سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيراً وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ. فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ مُخْتَمِرٌ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ. [خروج 13: 5 – 7] 6 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح في عدم وجود خميرة: لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ. [خروج 34: 25] 7 – لا يكسروا عظمة من عظام ذبيحة الفصح: وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا (לض¹ض¥×گ ×ھض´×©ض°×پבض°ض¼×¨×•ض¼ – وهنا نفي مؤكد ومثبت بمعنى لا يحق لكم أن تفعلوا هذا أبداً بمعنى التحذير الشديد بانتباه) مِنْهُ. [خروج 12: 46] 8 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح – فقط – في المكان الذي يُحدده الرب لهم: لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَذْبَحَ الفِصْحَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. بَل فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ. هُنَاكَ تَذْبَحُ الفِصْحَ مَسَاءً نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي مِيعَادِ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. [تثنية 16: 5 – 6] 9 – ينبغي على كل ذكور جماعة بني إسرائيل أن يظهروا أمام الرب في وقت الفصح: ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. [خروج23: 17 / 34: 23] الشكل العام لترتيب الفصح بتركيز واختصار قدر الإمكانأولاً يلزمنا أن نعرف أن الفريسيون كانوا في أيام الرب يسوع هم حُراس التقليد الشفوي لحكماء بني إسرائيل القُدامى، والذي يعتبرونه مساوٍ للتوراة أي الشريعة المكتوبة، ويعتقد اليهود الأرثوذكس إلى يومنا هذا أن الله نفسه أعطى هذه الشريعة الشفهية لموسى، وانتقلت من جيل لجيل شفهياً. والذين فسروا التوراة وشرحوها عرفوا باسم [الرابيين] والتي تعني [مُعلمين]، وقد جمعوا وصنفوا كل المعتقدات الدينية في كتاب واحد أُطلق عليه [المشنا – Mishna ב×ש×*×”، وهي العقيدة غير المكتوبة وتفسيرها (والكلمة مأخوذة من الفعل "شناه" shanah ש×*×” بمعنى يُكرر أو يتعلم أو يُعلم)] والمشناه ב×ש×*×” تُعطي كافة أوجه الحياة الدينية وتُقدم صورة للعادات والتقاليد والأوامر والشرائع على مر العصور حتى زمن وجود الرب يسوع. وبخصوص الفصح تقتبس المشناه أقوال رابي غمالائيل Rabbi Gamaliel التي يقول فيها: [ كل من لا يذكر هذه الأشياء الثلاثة التي سنذكرها، في عيد الفصح، يعتبر نفسه إنه لم يُتمم ما ألزمته به الشريعة، وهي: · ذبيحة الفصح، لأن القدوس عبر على بيوت آباءنا في مصر وفداهم من موت الأبكار · الفطير، لأن الرب حرر آباءنا من ارض العبودية: مصر · الأعشاب المُرّة، لأن المصريين مرروا حياة آباءنا في مصر] Pesahim10: 5 الشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمهمن جهة شكل الجلوس حول المائدة: كان المحتفلون يجلسون متكئين حول المائدة وليس في وضع الجلوس العادي مثلنا اليوم، وهذا انحدر من بابل منذ السبي، ومن عادات بابل أن الأشخاص الأحرار يتكئون على وسائد مُريحة حول المائدة، أما العبيد فيقفون بانتباه شديد لخدمة أسيادهم الذين يأكلون. وعند جلوس أفراد العائلة حول مائدة الفصح، يُخصص مكان ويُرتب بعناية شديدة لرئيس المائدة، حيث اقتضت العادة أن رب العائلة هو الذي يجلس على رأس مائدة العشاء الاحتفالية. والشخص الأصغر يجلس في الجهة اليُمنى ليقوم بدور خاص في نهاية الطقس التقليدي seder، أما على يسار رب العائلة فيجلس الضيف بكل إجلال واحترام وأحياناً يُترك هذا المكان فارغاً ويُسمى [كُرسي إيليا] حيث يعتقدون أن إيليا النبي سيأتي فجأة ويأكل معهم الفصح، كما كانوا يتوقعون من النبوات أن إيليا سيأتي كما نراهم حينما سألوا القديس يوحنا المعمدان: أإيليا أنت! الجماعة التي ستأكل الفصحكان اليهود يقسمون أنفسهم في أكل خروف الفصح إلى جماعات، بحيث لا تقل الجماعة عن عشرة أفراد ولا تزيد عن عشرين شخصاً، وإن لم يبلغ سكان البيت الواحد عشرة أشخاص، اشترك بيتان في خروف واحد، وكانت كل جماعة تُنيب عنها واحداً ليحضر الخروف إلى دار الهيكل، ويُساعد أيضاً اللاويين على ذبحه، ثم يُنقل ما يُذبح إلى البيت الذي يقصدون أن يأكلوه فيه حسب الشريعة [خروج 12: 4 – 14]، وطبعاً يلزمنا أن نعرف أن اللاويين قاموا ببيع الخرفان في الهيكل لكي ينالوا نصيباً في ثمنه لأنهم يبيعونه أغلى ثمناً من خارج الهيكل، وكانوا يرفضون أي خروف يحضره أحد من خارج الهيكل وعند فحصه يختلقوا له عيوباً فيه ليمنعوا ذبحه لأنهم القائمين على فحص الخروف لسلامة تقديمه حسب الشريعة، لذلك اغتاظوا جداً من الرب حينما طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال بيت أبي جعلتموه مغارة لصوص. عموماً قد قام الرسولان بطرس ويوحنا بذلك الأمر في الهيكل في هذه المرة بالنيابة عن مُخلصنا وباقي التلاميذ، وأعدَّا الفطير والخمر والأعشاب المُرّة وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح. فلما أعدا كل شيء، جاء يسوع وتلاميذه إلى المكان الذي أخفاه الرب عن يهوذا، حتى يُتمم ما جاء لأجله، لأن يهوذا لهذه الساعة لم يكن يعلم أين يصنع الرب الفصح لذلك لم يستطع أن يبلغ عن مكانه – حسب اتفاقه مع اليهود – إلا بعدما ذهب وحضر الفصح مع التلاميذ كما سوف نرى، ثم خرج مسرعاً. طقس الاحتفال والغسلالاحتفال بالطبع كان يشمل طقس غسل الأيدي وبعض الصلوات في وضع الجلوس. ويشرب المحتفلون أربعة كؤوس من الخمر، والتقليد الشفوي من المشناه يأمر بأن حتى الأشخاص الفقراء ينبغي عليهم أن يشربوا هذه الكؤوس الأربعة، حتى ولو وصل الأمر به إلى بيع نفسه أو الاستدانة (وطبعاً هذا ما قصده المسيح بتوبيخهم لأنهم أبطلوا وصية الله بتقليد الناس ولا يقدرون أن يعولوا الفقير بل يضعوا عليه أثقال عثرة الحمل) وينبغي أن يكون خمر الفصح من النبيذ الأحمر، ويُخلط بقليل من الماء، كما أن المشناه تأمر بأن يكون النبيذ دافئاً، ومن ثمَّ يجب تسخين الماء قليلاً قبل خلطه بالخمر حتى يُذكَرَهم بدم الخروف الذي ذُبح للتو، فيكون دمه دافئاً. ما يوضع بجوار الخروف على المائدةلابد بجوار الخروف المشوي بكاملة بدون كسر عظماً منه، توضع أعشاب مُرة وثلاثة شرائح من الخبز غير المختمر، يُسمى بالعبرية Charoseth، وفي هذا الخليط كانوا يغمسون الأعشاب المُرة وخبز الفطير معاً. ولا يأكلون طبق التحلية بعد أكل خروف الفصح بل قبله، حيث أنه غير مسموح إطلاقاً بأكل أي شيء آخر بعد أكل خروف الفصح. بدء الاحتفال بالفصحبعد أن يتم كل الأعداد السابق للفصح تبدأ ربة البيت تُعلن عن بدء احتفال الفصح، بإنارة شمعتي الفصح، فتُغطي عينيها بيدها وتتلو صلوات البركة على الشمعتين، شاكرة الله من أجل هذه المناسبة الخاصة قائلة: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، الذي قدستنا بوصاياك. وباسمك نُشعل أنوار الاحتفال] وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [קידושقيدوش] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة] ثم يقول: [فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة] ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا: [ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله] (لوقا 22: 17 – 18). ثم يأتي بعد ذلك طقس غسل الأيدي بواسطة رئيس المتكأ، وهذا الاغتسال كانوا يشيرون به إلى عبور أسلافهم البحر الأحمر. وعند هذا الحد من الطقس قام الرب عن العشاء وفعل أمراً غريباً أمام التلاميذ: إذ خلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة. طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته هذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده قدر الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهائه، ينحني ليغسل أقدام خليقته. فمن يستطيع أن يحتمل هذا؟ من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة كلها ليًعطيه قدمه المتسخة ليغسلها! حقاً كان العذر لبطرس كل العذر عندما قال ليسوع في خجل شديد وحيرة وصدمة من انحناءه أمامه ليغسل قدميه: [لن تغسل رجلي أبداً]، ولكن الرب أعلمه أن ما يصنعه معه سرّ لا يستطيع أن يفهمه الآن، ولكنه سيفهمه فيما بعد، وأن لم يغسله فلن يكون له نصيب معهُ في الملكوت، فمصيره في الملكوت مرتبط بغسل رجليه. إذن لم يكن الأمر مجرد غسل قدمين، بل شركة في ملكوت ابن الله وعمل تأهيلي لمن وُضعت عليه الضرورة للكرازة والتبشير. ولما عرف القديس بطرس ذلك قال عن عدم وعي: [يا سيد ليس رجليَّ فقط بل أيضاً يديَّ ورأسي]، فصحح له الرب فهمه الخاطئ قائلاً: [الذي قد اغتسل (بمعمودية الميلاد الجديد) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (أي تقويم سيرة حياته بالتوبة)] (يوحنا 13: 10) ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ فسكتوا] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة سوى انهم كانوا مندهشين لأن لا يوجد غسل أقدام في الطقس نفسه بل اليدين، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه] (يوحنا 13: 13 – 17) يا إخوتي أخشى أننا إلى الآن لم نفهم بعد ماذا صنع بنا الرب، وأخشى أننا إلى الآن لا نقدر أن نصفح عن أخطاء إخوتنا مع أن الرب قال أن نغسل أقدام بعضنا البعض، فمن منا حقاً يقدر على هذا وهو إلى الآن يحمل ضغينة في قلبه ولا يقدر على احتمال أخيه، فكم يكون بغسل أقدامه! فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها أبداً: [هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم؛ بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً؛ وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه؛ يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (يوحنا 15: 12؛ 17؛ 1يوحنا 3: 23؛ 4: 7؛ 5: 2؛ 3: 18) ولنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور قائلاً لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي: [طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة] (1بطرس 1: 22)، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادماً] (مرقس 10: 43) ما بين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الربنجد كما رأينا سابقاً بعد أن جلس جميع العائلة حول المائدة الفصحية وبدء الاحتفال ويتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس وبعدها يُأخذ الكأس الأولى وبعدها يبدأ غسل الأيدي، ثم بعد الانتهاء من غسل الأيدي يُحضر أحد الخدم طبقاً كبيراً عليه الطعام ولا يأكل منه أحد بعد. ثُمَّ يُجرى الغمس الأول، حيث يغمس رئيس المتكأ الأعشاب [الخس] في الماء المُملح أو الخل، ويُعطي كل واحد على المائدة جزء، وبعد غمس الأعشاب المُرة يُرفع طبق الطعام من على المائدة (ويتم رفع طبق الطعام – الذي هو رمزاً لخروف الفصح الذي به تم خروج شعب إسرائيل من مصر – هو إجراء غير عادي القصد منه إثارة السؤال عند الأطفال والأولاد الحاضرين)، عندئذٍ يصب رئيس المتكأ الكأس الثانية من الخمر، ولكن لا أحد يشرب منها. ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي: 1 – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي؟ 2 – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر؟ 3 – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين؟ 4 – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً؟ حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة [خروج 10، 12] ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال "هلليل" أي [مزمور 113، 114] ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان: الأولى من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض، أما الأُخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير. وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، هي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [Charoseth] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [Hagigah] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية. وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [هلليل] أي [مزمور 115 حتى 118]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا]، وينتهي بـ [إلى أبد الآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي] ______ يتبـــــــــــع ______ |
||||
03 - 05 - 2019, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوم الخميس يوم السر العظيم
الجزء السادس من شرح خميس العهد أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسياني
عموماً باختصار1 – كل الأجيال شعب إسرائيل تحفظ وتُقيم الفصح سنوياً: كُلُّ جَمَاعَةِ (כָּלעֲדַ֥ת = لا يستثنى أحد) إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. [خروج 12: 47] 2 – لا يُسمح لأي غريب خارج العهد أي غير مُختتن أن يأكل من ذبيحة الفصح: وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: هَذِهِ فَرِيضَةُ الْفِصْحِ: كُلُّ ابْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ، النَّزِيلُ وَالأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْهُ. [خروج 12: 43 – 45]، فالختان علامة العهد مع الله، فبدون عهد لا يحق أن يأكل أحد من ذبيحة الفصح، ذبيحة الخلاص وفداء الشعب. 3 – يؤكل الفصح بداخل البيوت، وهو شاة ابن سنة لكل بيت: فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ، لاَ تُخْرِجْ (نهي واجب طاعته بعناية فائقة) مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ. [خروج 12: 46] 4 – ينبغي أن تؤكل ذبيحة الفصح بالكامل في ليلة واحدة، ولا يبقى منها شيئاً للصباح: وَلاَ تُبْقُوا (וְלֹא תוֹתִ֥ירוּ لا تبقوا بقايا أو لا تبقوا شيئاً على وجه الإطلاق) مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، بَلْ تُحْرِقُونَ كُلَّ مَا تَبَقَّى مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ بِالنَّارِ. [خروج 12: 10] 5 – ينبغي أن يعزلوا الخميرة من بيوتهم لمدة سبعة أيام: سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيراً وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ. فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ مُخْتَمِرٌ وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ. [خروج 13: 5 – 7] 6 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح في عدم وجود خميرة: لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ. [خروج 34: 25] 7 – لا يكسروا عظمة من عظام ذبيحة الفصح: وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا (לֹ֥א תִשְׁבְּרוּ – وهنا نفي مؤكد ومثبت بمعنى لا يحق لكم أن تفعلوا هذا أبداً بمعنى التحذير الشديد بانتباه) مِنْهُ. [خروج 12: 46] 8 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح – فقط – في المكان الذي يُحدده الرب لهم: لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَذْبَحَ الفِصْحَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. بَل فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ. هُنَاكَ تَذْبَحُ الفِصْحَ مَسَاءً نَحْوَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي مِيعَادِ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. [تثنية 16: 5 – 6] 9 – ينبغي على كل ذكور جماعة بني إسرائيل أن يظهروا أمام الرب في وقت الفصح: ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ. [خروج23: 17 / 34: 23] الشكل العام لترتيب الفصح بتركيز واختصار قدر الإمكانأولاً يلزمنا أن نعرف أن الفريسيون كانوا في أيام الرب يسوع هم حُراس التقليد الشفوي لحكماء بني إسرائيل القُدامى، والذي يعتبرونه مساوٍ للتوراة أي الشريعة المكتوبة، ويعتقد اليهود الأرثوذكس إلى يومنا هذا أن الله نفسه أعطى هذه الشريعة الشفهية لموسى، وانتقلت من جيل لجيل شفهياً. والذين فسروا التوراة وشرحوها عرفوا باسم [الرابيين] والتي تعني [مُعلمين]، وقد جمعوا وصنفوا كل المعتقدات الدينية في كتاب واحد أُطلق عليه [المشنا – Mishna במשנה، وهي العقيدة غير المكتوبة وتفسيرها (والكلمة مأخوذة من الفعل "شناه" shanah שנה بمعنى يُكرر أو يتعلم أو يُعلم)] والمشناه במשנה تُعطي كافة أوجه الحياة الدينية وتُقدم صورة للعادات والتقاليد والأوامر والشرائع على مر العصور حتى زمن وجود الرب يسوع. وبخصوص الفصح تقتبس المشناه أقوال رابي غمالائيل Rabbi Gamaliel التي يقول فيها: [ كل من لا يذكر هذه الأشياء الثلاثة التي سنذكرها، في عيد الفصح، يعتبر نفسه إنه لم يُتمم ما ألزمته به الشريعة، وهي: · ذبيحة الفصح، لأن القدوس عبر على بيوت آباءنا في مصر وفداهم من موت الأبكار · الفطير، لأن الرب حرر آباءنا من ارض العبودية: مصر · الأعشاب المُرّة، لأن المصريين مرروا حياة آباءنا في مصر] Pesahim10: 5 الشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمهمن جهة شكل الجلوس حول المائدة: كان المحتفلون يجلسون متكئين حول المائدة وليس في وضع الجلوس العادي مثلنا اليوم، وهذا انحدر من بابل منذ السبي، ومن عادات بابل أن الأشخاص الأحرار يتكئون على وسائد مُريحة حول المائدة، أما العبيد فيقفون بانتباه شديد لخدمة أسيادهم الذين يأكلون. وعند جلوس أفراد العائلة حول مائدة الفصح، يُخصص مكان ويُرتب بعناية شديدة لرئيس المائدة، حيث اقتضت العادة أن رب العائلة هو الذي يجلس على رأس مائدة العشاء الاحتفالية. والشخص الأصغر يجلس في الجهة اليُمنى ليقوم بدور خاص في نهاية الطقس التقليدي seder، أما على يسار رب العائلة فيجلس الضيف بكل إجلال واحترام وأحياناً يُترك هذا المكان فارغاً ويُسمى [كُرسي إيليا] حيث يعتقدون أن إيليا النبي سيأتي فجأة ويأكل معهم الفصح، كما كانوا يتوقعون من النبوات أن إيليا سيأتي كما نراهم حينما سألوا القديس يوحنا المعمدان: أإيليا أنت! الجماعة التي ستأكل الفصحكان اليهود يقسمون أنفسهم في أكل خروف الفصح إلى جماعات، بحيث لا تقل الجماعة عن عشرة أفراد ولا تزيد عن عشرين شخصاً، وإن لم يبلغ سكان البيت الواحد عشرة أشخاص، اشترك بيتان في خروف واحد، وكانت كل جماعة تُنيب عنها واحداً ليحضر الخروف إلى دار الهيكل، ويُساعد أيضاً اللاويين على ذبحه، ثم يُنقل ما يُذبح إلى البيت الذي يقصدون أن يأكلوه فيه حسب الشريعة [خروج 12: 4 – 14]، وطبعاً يلزمنا أن نعرف أن اللاويين قاموا ببيع الخرفان في الهيكل لكي ينالوا نصيباً في ثمنه لأنهم يبيعونه أغلى ثمناً من خارج الهيكل، وكانوا يرفضون أي خروف يحضره أحد من خارج الهيكل وعند فحصه يختلقوا له عيوباً فيه ليمنعوا ذبحه لأنهم القائمين على فحص الخروف لسلامة تقديمه حسب الشريعة، لذلك اغتاظوا جداً من الرب حينما طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال بيت أبي جعلتموه مغارة لصوص. عموماً قد قام الرسولان بطرس ويوحنا بذلك الأمر في الهيكل في هذه المرة بالنيابة عن مُخلصنا وباقي التلاميذ، وأعدَّا الفطير والخمر والأعشاب المُرّة وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح. فلما أعدا كل شيء، جاء يسوع وتلاميذه إلى المكان الذي أخفاه الرب عن يهوذا، حتى يُتمم ما جاء لأجله، لأن يهوذا لهذه الساعة لم يكن يعلم أين يصنع الرب الفصح لذلك لم يستطع أن يبلغ عن مكانه – حسب اتفاقه مع اليهود – إلا بعدما ذهب وحضر الفصح مع التلاميذ كما سوف نرى، ثم خرج مسرعاً. طقس الاحتفال والغسلالاحتفال بالطبع كان يشمل طقس غسل الأيدي وبعض الصلوات في وضع الجلوس. ويشرب المحتفلون أربعة كؤوس من الخمر، والتقليد الشفوي من المشناه يأمر بأن حتى الأشخاص الفقراء ينبغي عليهم أن يشربوا هذه الكؤوس الأربعة، حتى ولو وصل الأمر به إلى بيع نفسه أو الاستدانة (وطبعاً هذا ما قصده المسيح بتوبيخهم لأنهم أبطلوا وصية الله بتقليد الناس ولا يقدرون أن يعولوا الفقير بل يضعوا عليه أثقال عثرة الحمل) وينبغي أن يكون خمر الفصح من النبيذ الأحمر، ويُخلط بقليل من الماء، كما أن المشناه تأمر بأن يكون النبيذ دافئاً، ومن ثمَّ يجب تسخين الماء قليلاً قبل خلطه بالخمر حتى يُذكَرَهم بدم الخروف الذي ذُبح للتو، فيكون دمه دافئاً. ما يوضع بجوار الخروف على المائدةلابد بجوار الخروف المشوي بكاملة بدون كسر عظماً منه، توضع أعشاب مُرة وثلاثة شرائح من الخبز غير المختمر، يُسمى بالعبرية Charoseth، وفي هذا الخليط كانوا يغمسون الأعشاب المُرة وخبز الفطير معاً. ولا يأكلون طبق التحلية بعد أكل خروف الفصح بل قبله، حيث أنه غير مسموح إطلاقاً بأكل أي شيء آخر بعد أكل خروف الفصح. بدء الاحتفال بالفصحبعد أن يتم كل الأعداد السابق للفصح تبدأ ربة البيت تُعلن عن بدء احتفال الفصح، بإنارة شمعتي الفصح، فتُغطي عينيها بيدها وتتلو صلوات البركة على الشمعتين، شاكرة الله من أجل هذه المناسبة الخاصة قائلة: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، الذي قدستنا بوصاياك. وباسمك نُشعل أنوار الاحتفال] وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [קידושقيدوش] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة] ثم يقول: [فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة] ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا: [ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله] (لوقا 22: 17 – 18). ثم يأتي بعد ذلك طقس غسل الأيدي بواسطة رئيس المتكأ، وهذا الاغتسال كانوا يشيرون به إلى عبور أسلافهم البحر الأحمر. وعند هذا الحد من الطقس قام الرب عن العشاء وفعل أمراً غريباً أمام التلاميذ: إذ خلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة. طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته هذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده قدر الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهائه، ينحني ليغسل أقدام خليقته. فمن يستطيع أن يحتمل هذا؟ من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة كلها ليًعطيه قدمه المتسخة ليغسلها! حقاً كان العذر لبطرس كل العذر عندما قال ليسوع في خجل شديد وحيرة وصدمة من انحناءه أمامه ليغسل قدميه: [لن تغسل رجلي أبداً]، ولكن الرب أعلمه أن ما يصنعه معه سرّ لا يستطيع أن يفهمه الآن، ولكنه سيفهمه فيما بعد، وأن لم يغسله فلن يكون له نصيب معهُ في الملكوت، فمصيره في الملكوت مرتبط بغسل رجليه. إذن لم يكن الأمر مجرد غسل قدمين، بل شركة في ملكوت ابن الله وعمل تأهيلي لمن وُضعت عليه الضرورة للكرازة والتبشير. ولما عرف القديس بطرس ذلك قال عن عدم وعي: [يا سيد ليس رجليَّ فقط بل أيضاً يديَّ ورأسي]، فصحح له الرب فهمه الخاطئ قائلاً: [الذي قد اغتسل (بمعمودية الميلاد الجديد) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (أي تقويم سيرة حياته بالتوبة)] (يوحنا 13: 10) ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ فسكتوا] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة سوى انهم كانوا مندهشين لأن لا يوجد غسل أقدام في الطقس نفسه بل اليدين، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه] (يوحنا 13: 13 – 17) يا إخوتي أخشى أننا إلى الآن لم نفهم بعد ماذا صنع بنا الرب، وأخشى أننا إلى الآن لا نقدر أن نصفح عن أخطاء إخوتنا مع أن الرب قال أن نغسل أقدام بعضنا البعض، فمن منا حقاً يقدر على هذا وهو إلى الآن يحمل ضغينة في قلبه ولا يقدر على احتمال أخيه، فكم يكون بغسل أقدامه! فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها أبداً: [هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم؛ بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً؛ وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه؛ يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (يوحنا 15: 12؛ 17؛ 1يوحنا 3: 23؛ 4: 7؛ 5: 2؛ 3: 18) ولنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور قائلاً لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي: [طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة] (1بطرس 1: 22)، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادماً] (مرقس 10: 43) ما بين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الربنجد كما رأينا سابقاً بعد أن جلس جميع العائلة حول المائدة الفصحية وبدء الاحتفال ويتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس وبعدها يُأخذ الكأس الأولى وبعدها يبدأ غسل الأيدي، ثم بعد الانتهاء من غسل الأيدي يُحضر أحد الخدم طبقاً كبيراً عليه الطعام ولا يأكل منه أحد بعد. ثُمَّ يُجرى الغمس الأول، حيث يغمس رئيس المتكأ الأعشاب [الخس] في الماء المُملح أو الخل، ويُعطي كل واحد على المائدة جزء، وبعد غمس الأعشاب المُرة يُرفع طبق الطعام من على المائدة (ويتم رفع طبق الطعام – الذي هو رمزاً لخروف الفصح الذي به تم خروج شعب إسرائيل من مصر – هو إجراء غير عادي القصد منه إثارة السؤال عند الأطفال والأولاد الحاضرين)، عندئذٍ يصب رئيس المتكأ الكأس الثانية من الخمر، ولكن لا أحد يشرب منها. ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي: 1 – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي؟ 2 – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر؟ 3 – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين؟ 4 – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً؟ حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة [خروج 10، 12] ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال "هلليل" أي [مزمور 113، 114] ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان: الأولى من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض، أما الأُخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير. وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، هي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [Charoseth] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [Hagigah] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية. وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [هلليل] أي [مزمور 115 حتى 118]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا]، وينتهي بـ [إلى أبد الآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي] ______ يتبـــــــــــع ______ |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
«الشر العظيم» |
الشر العظيم |
يا رب أشكرك من أجل السر العظيم |
يوم الخميس يوم السر العظيم - سرّ الإفخارستيا وغسل الأرجل (موضوع متكامل) |
هذا السر العظيم |