حواء و العذراء مريم
اعتقد ان الشيء الذي جذب انتباهي اكثر في هذه الصورة كان الجمع بين اثنين من النساء المعروفين جدا من الكتاب المقدس - حواء و العذراء مريم - رؤيتهن معا لا يبدو منطقيا . قصتهن لم تُذكر حتى في نفس العهد من الكتاب المقدس !!!
الحفيدة و الجدة
الجميلة و الموحِشة
المطيعة و المتمردة
باب الخلاص و باب السقوط
المؤمنة و الشكاكة
الساحقة و الخاضعة
أم الأحياء بالروح و أم الأحياء بالجسد
المتواضعة و المتكبرة
الصائمة و المشتهية الأكل
المُطوبة و المُعاقَـبة
حواء .. اليأس على وجهها ، انه وجه المعرفة بالخطيئة والعار . تمسك بالثمرة المحرمة . ما زالت في قبضة يدها . الحيَّة ما زالت في قبضتها تضيق عليها تلتف حول ساقها ، نفس الشر الذي يجعل الكثير منا أسيراً اليوم .. ويديها ممدودة ناحية ثمرة بطن العذراء ، وكأنها تشتاق لرؤية ثمرة الخلاص ..
(العذراء مريم) الجميلة .. (العذراء مريم) المطيعة . شاهد الشفقة على وجهها بينما هي تشفق وتريح بشكل لطيف حواء الخجلة من خطيئتها . وتلك الافعى التي كانت في يوم من الايام تأسر حواء والبشرية كلها ، جاءت العذراء مريم لتحقق نبوءة الكتاب المقدس "نسل المرأة يسحق رأس الحية".
(حواء) و (مريم) ... امراتان لن تفكر في التحدث عنهما في نفس الجملة ، ومع ذلك امراتان تم ربط التنبوء عنهما معا (الخطية و نبوءة الخلاص) منذ البداية . رحلة من السقوط الى المجد ..
دعونا لا ننسى هذا في عيد الميلاد المجيد اننا نحتفل ببداية جديدة برحلة الخلاص . من السقوط إلى ملكوت السموات .